تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: 376 ـ 390
(376)

[ 1187 ]
    روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2/331 الباب السابع والأربعون في الدلائل على إمامة الرضا عليه السلام ، قال : حدّثنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبي ، قال : أبو أحمد عبدالله ابن عبدالرحمن المعروف بـ : الصفواني .. فهو من مشايخ الشيخ الصدوق رحمه الله كما ذكره شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 33 حيث قال : أحمد بن عليّ بن الحسين أبو حامد الثعالبي من مشايخ الصدوق ومقدّم بكثير على الثعالبي المشهور أبي منصور عبدالملك بن محمّد بن إسماعيل النيسابوري المتوفّى سنة 429 صاحب ( اليتيمة ) ، ويأتي عبدالله بن محمّد الثعالبي الّذي قرأ عليه سنة 370.

حصيلة البحث
    المعنون من مشايخ الصدوق رحمه الله تعالى ولم يذكره علماء الرجال فهو مهمل ، إلا أنّ شيخوخته للصدوق تسبغ عليه الحسن إن ثبت أنـّه من الإماميّة.

[ 1188 ]
    جاء بهذا العنوان في اختصاص المفيد : 79 بسنده : .. عن أبي عبدالله الحسين بن أحمد العلوي المحمّدي وأحمد بن عليّ بن الحسين بن زنجويه جميعاً قالا : حدّثنا أبو القاسم حمزة بن القاسم العلوي ..
    وعنه في بحار الأنوار 33/589 حديث 734 مثله.

حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل إلا أنّ روايته ذكرت في كتب التاريخ فهي سديدة.


(377)
[ 1189 ]
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلا على قول الوحيد في التعليقة (1) إنّه : سيجيء في ترجمة جدّه الحكم بن أيمن ما يشير إلى معروفيّـته ، بل نباهة شأنه في الجملة (2) . انتهى.
1 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 38.
2 ـ استفاد الوحيد من معروفيّة المعنون ونباهة شأنه ممّا ذكره النجاشي في رجاله : 106 برقم 357 طبعة المصطفوي ، في ترجمة الحكم بن أيمن الحنّاط مولى قريش أبو عليّ ، جدّ فقاعة الحميري وهو أحمد بن عليّ بن الحكم ..
    وفي رجال الشيخ : 283 برقم 48 في ترجمة : محمّد بن تمام ، روى عنه عليّ بن رئاب ، والحكم بن أيمن ، جدّ فقاعة الخمري ، وفقاعة أحمد بن عليّ بن الحكم بن أيمن.
    لكن في مجمع الرجال 5/171 ، في ترجمة محمّد بن تمام نقلاً عن رجال الشيخ قال : والحكم بن أيمن جدّ فقاعة الخمري ، واسم فقاعة أحمد بن عليّ بن الحكم بن أيمن .. ومنه يعلم أنّ : الحميري ، في بعض نسخ رجال الشيخ مصحّف الخمري ، والحاصل أنّ النجاشي والشيخ جعلا أحمد بن عليّ هذا معرّفاً للحكم بن أيمن وهو دليل نباهته ومعروفيته.

الاختلاف في كلمات أعلامنا في أنـّه الحميري أو الخمري
    جاء في إتقان المقال : 161 في قسم الحسان ، ونقد الرجال : 26 برقم 96 [ المحقّقة 1/139 برقم (272) ] ، ومنهج المقال : 39 ، والوسيط المخطوط : 26 من نسختنا ، وجامع الرواة 1/55 ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل .. وغيرهم ذكروا : أحمد بن عليّ الحميري .. والكلّ نقلوا ذلك عن رجال الشيخ ، وفي رجال النجاشي : 71 برقم 221 طبعة المصطفوي في ترجمة أحمد بن إسحاق الأشعري قال : أبو الحسن عليّ بن عبدالواحد الحميري ، وفي صفحة : 106 برقم 349 : الحكم بن أيمن الحنّاط مولى


(378)
    قلت : لم أفهم وجه استفادة النباهة ممّا ذكروه في ترجمة جدّه ، فلاحظ.
    [ الضبط : ]
    وفُقّاعة : بضمّ الفاء ، وتشديد القاف ، والعين المهملة ، يطلق على الرجل
قريش أبو عليّ جدّ فقاعة الحميري ، وهو أحمد بن عليّ بن الحكم ، وكان أبو الحسن عليّ بن عبدالواحد الحميري ، من ولده رحمه الله ، ولكن في طبعة بمبىء من رجال النجاشي : 66 في ترجمة أحمد بن إسحاق الأشعري ، قال : أبو الحسن عليّ بن عبدالواحد الخمري ، وفي صفحة : 99 في ترجمة الحكم بن أيمن : أبو عليّ جدّ فقاعة الخمري .. إلى أن قال : وكان أبو الحسن عليّ بن عبدالواحد الخمري من ولده ، وفي النسخة المخطوطة من رجال النجاشي : 44 الّتي تاريخ كتابتها في سنة 1024 في ترجمة أحمد بن إسحاق الأشعري : قال أبو الحسن عليّ بن عبدالواحد الحميري ، وفي صفحة : 66 في ترجمة الحكم بن أيمن قال : وكان عليّ بن عبدالواحد الخمري من ولده رحمه الله.
    وفي مجمع الرجال 1/96 في ترجمة أحمد بن إسحاق قال : أبو الحسن عليّ بن عبدالواحد الخمري ، وفي صفحة : 128 عن رجال الشيخ : أحمد بن عليّ بن الحكم بن أيمن ، وهو فقاعة الخمري الصيدي ، ومجمع الرجال أيضاً 2/217 عن رجال النجاشي : الحكم بن أيمن الحنّاط مولى قريش أبو عليّ جدّ فقاعة الخمري وهو أحمد بن عليّ بن الحكم ، وكان أبو الحسن عليّ بن عبدالواحد الخمري من ولده ، وفي 2/243 في ترجمة حميد بن زياد عنه عدّ الموارد الّتي ذكر فيها حميد قال : وفي أحمد بن عليّ الخمري ، وفي المجمع أيضاً 4/207 قال : عليّ بن عبدالواحد الخمري أبو الحسن .. وعليه فيتحصّل من جميع الموارد الّتي أشرنا إليها أنّ نسخ رجال النجاشي ورجال الشيخ محرّفة وفيها : الحميري والمنقول عنها : الخمري.
    أقول : من المتيقن عندي أنّ الصحيح : الخمري أي بائع الخمر ، وليس بحميري : لأنـّه صيدي ـ كما في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب : 61 ـ بنو صيدا ـ بفتح الصاد المهملة ـ حي من أسد بن خزيمة من العدنانية ، وهم بنو الصيدا بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد .. إلى أن قال : والنسبة إليه صيدائي وصيداوي ، وحمير من القحطانية ، كما في صفحة : 422 من نهاية الأرب ، فالمترجم من العدنانية: لأنـّه صيدي ، وليس من حمير ، فراجع وتدبّر.


(379)
الأحمر ، شديد الحمرة (1) .
    والخُمْري : بضمّ الخاء ، وسكون الميم ، ثمّ الراء ، والياء ، نسبة إلى الخمر ـ بضمّ الخاء ، وسكون الميم ـ أو خُمُر : بضمّهما معاً (2) ، وهما جمعا خمار (3) ، ووجه النسبة كونه بيّاعاً لها ، أو بيّاعاً للخُمرة ـ بضمّ الخاء ـ وهي حصيرة صغيرة من السعف ، وأشياء من الطيب (4) .
    وقد لقّب بذلك جمع من محدّثي العامّة والخاصّة ، ويحتمل كونه نسبة إلى خَمَر أبي قبيلة من همدان ، وهو خَمَر بن دُومان بن بَكِيل ، قال (5) في نهاية الأرب (6) : وفي سبائك الذهب (7) : بنو خَمَر بطن من بكيل من همدان.
1 ـ ذكر هذا المعنى في تاج العروس 5/455 ـ 456 لـ : فُقّاع وفقاعي.
2 ـ قال في توضيح المشتبه 2/423 : الخُمْري بيّاع الخُمُر بضمّ الخاء المعجمة والميم معاً والأكثر سكون الميم في النسبة. وقال في الأكمال 2/197 : وأمّا الخُمري أوّله خاء معجمة مضمومة وبعد الميم راء.
3 ـ الخِمار : للمرأة النصيف أو كلّ ما ستر شيئاً ، ومنه خمار المرأة تغطي به رأسها ، جمعه : أَخْمِرَة وخُمْر وخُمُر كما في تاج العروس 3/188.
4 ـ انظر تفصيل معنى الخُمْرَة في تاج العروس 3/188.
5 ـ كذا ، والظاهر : قاله.
6 ـ نهاية الأرب : 232.
7 ـ سبائك الذهب : 78 ، وانظر توضيح المشتبه 2/425 ، وحاشية الإكمال 2/197 ـ 198 نقلاً عن التوضيح.

حصيلة البحث
    لم أقف رغم الفحص والتنقيب على ما يوجب اتّضاح حال المعنون ، فهو ممّن لم يتّضح لي حاله ، بل يمكن عدّه مهملاً.

[ 1190 ]
    جاء بهذا العنوان في أمالي شيخنا الطوسي 1/1311 الجزء الحادي


(380)
[ 1191 ]
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط الحميري في : أحمد بن جعفر الحميري.
    والصَيْدي : بفتح الصاد المهملة ، وسكون الياء المثنّاة من تحت ، والدال المهملة ، والياء. قد يتوهّم كونه نسبة إلى بني الصيداء : فإنّ النسبة إليهم الصيدي والصيداوي.
    ويبعّد هذا الوهم أنّ الرجل حميريّ ، وبني الصيداء بطن من أسد بن خزيمة من العدنانية ، وليسوا من حمير (2) .
عشر : .. قال أبو عليّ : فذكرت هذا الحديث لأحمد بن عليّ بن حمزة مولى الطالبيين ، وكان راوية للحديث ..
    وفي 2/312 الجزء الأخير مجلس الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان : قال أبو عليّ : فذكرت هذا الحديث لأحمد بن عليّ بن حمزة مولى الطالبيين ، وكان راوية للحديث ..
    أقول : أبو عليّ كنية ابن الشيخ الطوسي رحمه الله.

حصيلة البحث
    يظهر من عرض الحديث على المعنون وقوله : كان راوية للحديث ، اعتماده عليه ، فالخبر إن لم يكن حسناً فلا أقلّ من قوّته.

مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 440 برقم 18 ، إتقان المقال : 161 ، نقد الرجال : 26 برقم 96 [ المحقّقة 1/139 برقم (272) ] ، منهج المقال : 39 ، الوسيط المخطوط : 26 من نسختنا ، جامع الرواة 1/55 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل.
1 ـ في صفحة : 370 من المجلّد الخامس.
2 ـ كما يفهم ذلك من توضيح المشتبه 5/444 وغيره.


(381)
    نعم : النسبة في قيس بن مسهر الصيداوي ـ رسول الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة ـ إنّما هي إلى بني الصيداء (1) ، كما نصّ على ذلك في محكي الإصابة (2) ، وأسد الغابة (3) ، وكذا في عمرو بن خالد الصيداوي ، قتيل الطف ، على ما نصّ عليه في الإصابة (4) . ومثل الوهم المذكور ، توهّم كونه نسبة إلى بني صائد.
    فإنّ فيه : أنّ هؤلاء بطن من بني حاشد من همدان ، وهمدان من كهلان بن سبأ ، لا من أخيه حمير بن سبأ ، مضافاً إلى أنّ النسبة إليهم : الصائدي ، لا الصيدي. ومنهم : أبو تمامة الصائدي ، فيتعيّن أن تكون النسبة في الرجل إمّا إلى الصيد ، جبل عال باليمن. نقله الصاغاني (5) .
    أو إلى الصيداء بلاد بَحْوران ، وهي كورة واسعة من أعمال دمشق في جانب القبلة ذات قرى كثيرة ومزارع (6) .
    أو إلى صيداء : ـ بالألف الممدودة ، وأهلها يقصّرونه ـ مدينة على ساحل بحر
1 ـ قال في تاج العروس 2/404 : وبنو الصيداء بطن من أسد بن خزيمة ، وهو عمرو بن قعيم بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ، منهم أبو قرة الأسدي ، وشيخ بن عميرة بن حسان.
2 ـ الإصابة في تمييز الصحابة ، ولم نجده فيه ، وكذا الّذي يليه.
3 ـ أسد الغابة : لم نحصل على محلّه ، فراجع.
4 ـ لم نحصل على محلّه ، فراجع.
5 ـ وقال في معجم البلدان : صَيْد : بالفتح ثمّ السكون ودال مهملة : جبل عظيم عال جداً في أرض اليمن من مخلاف جعفر من حقل ذمار في رأسه قلعة يقال لها : سُمارة.
6 ـ انظر المشترك لياقوت : 387 ، توضيح المشتبه 5/444 ، قال : وصَيداء بحوران : قرية من أعمال دمشق ، ذكرها ياقوت.
    وقال في معجم البلدان 3/438 : والصَيْداء بساحل الشام تعرف بصيداء الصور ، وبحَوْران موضع يقال له أيضاً : صَيْداء.


(382)
الشام ـ من أعمال دمشق ، شرقيّ صور ، بينهما ستّة فراسخ ، حذف الألف للنسبة.
    ويقرّب الأوّل ـ أعني كونه نسبة صيد ـ كون الرجل من حمير ، وموضعهم اليمن ، مضافاً إلى أنّ الصيدي في النسبة إلى صيدا خلاف القياس ، وإنّما القياس كونه نسبة إلى صيد ، وكون النسبة إلى صيداء على القياس الصيداوي ، كما لا يخفى.
    وأمّا ما مرّ (1) في أُبيّ بن عجلان ، أخو أمامة الصدّي ، فيمكن أن يكون نسبة إلى شيء ممّا ذكر على خلاف القياس.
    أو إلى الصدّي : وهو : التين الأبيض ظاهره ، الأكحل جوفه ، شديد الحلو (2) ، باعتبار بيعه له ، أو إكثاره من أكله ، أو .. نحو ذلك.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلا على قول الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام في رجاله (3) : أحمد بن عليّ الحميري الصيدي ، روى عنه حميد بن زياد. انتهى.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلا أنّ حاله مجهول.
1 ـ في صفحة : 151 من المجلّد الخامس.
2 ـ قال في تاج العروس 2/395 : والصدّى ـ مقصور ـ تين أبيض الظاهر أكحل الجوف وهو صادق الحلاوة ، هذا قول أبي حنيفة.
3 ـ رجال الشيخ : 440 برقم 18 ، وذكره في نقد الرجال : 26 برقم 96 [ المحقّقة 1/139 برقم (272) ] ، وجامع الرواة 1/55 ، وفي الفهرست : 75 برقم 179 ، في طريقه إلى الحسن بن أيّوب : الحسن بن أيّوب بن أبي عقيلة .. إلى أن قال : عن حميد ، عن أحمد ابن عليّ الحميري الصيدي عنه.

حصيلة البحث
    لم يذكر المعنون له ما يوضّح حاله ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.


(383)

[ 1192 ]
    ذكره الشيخ الحرّ رحمه الله في أمل الآمل 2/18 برقم 41 فقال : الشيخ الجليل أحمد بن عليّ الرازي ، كان فاضلاً ، عالماً ، فـقيهاً ، روى عنه ابن شهرآشوب ..
    وفي رياض العلماء 1/46 : الشيخ الجليل أحمد بن عليّ الرازي كان فاضلاً .. إلى آخر عبارة أمل الآمل.
    وقال شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن السادس : 12 : أحمد بن عليّ الرازي ، الشيخ أبو الفتوح [ خ. ل : أبو الفتاح ] ، ولعل الثاني هو الأصحّ على فرض أخوّته مع أبي الفتوح المفسّر الآتي. كان من تلاميذ الشيخ المفيد أبي الوفاء عبدالجبّار المقري الرازي والشيخ أبي عليّ ابن الطوسي ، وهو من مشايخ ابن شهر آشوب المتوفّي سنة 588 كما يظهر من المناقب لابن شهرآشوب ومن آخر الجامع ليحيى بن سعيد : 605 فصل في نقل رواية ظريف في الديات ، وهو غير أبي الفتوح المفسّر الآتي أنّ اسمه الحسين بن عليّ. وهو أيضاً من مشايخ ابن شهـرآشوب.
    واحتمل في الرياض أخوّتهما ، قال : ويبعد اتّحاد الكنية.
    وفي الوسائل 20/54 خاتمة الكتاب عدّ المعنون من تلاميذ أبي الوفاء عبدالجبّار المقري.

حصيلة البحث
    يظهر من جميع ما نقلناه أنّ المعنون من أعلام الرواة وفقهائنا الأبرار ، فعدّه حسناً أقل ما يوصف به ، وعدّ حديثه حسناً.

[ 1193 ]
    جاء بهذا العنوان في سند رواية في أمالي الشيخ الصدوق : 8


(384)
[ 1194 ]
    [ الترجمة : ]
    عنونه في التعليقة (1) ، وقال في ترجمة محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله ما يشير إلى حسن حاله في الجملة ، وكونه من مشايخ المرتضى رحمه الله. انتهى.
    وقال الحائري (2) ـ بعد نقله أنـّه هو ابن عليّ الكوفي أبو الحسين الآتي ـ :
المجلس الثاني بسنده : .. حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر ، قال : حدّثنا أحمد بن علىّ الرملي ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى ..
    وفي معاني الأخبار : 74 باب معنى قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى حديث 1 بسنده : .. عن محمّد بن عليّ بن معمّر ، قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الرملي ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى ..

حصيلة البحث
    لم يذكره علماؤنا الرجاليّون ، فهو مهمل اصطلاحاً ، إلا أنّ رواياته في غاية الجودة وتدلّ على حسنه ، فالخبر من جهته قويّ.

مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 450 برقم 70 ، فهرست الشيخ : 161 برقم 603 ، منهج المقال : 38 ، جامع المقال : 129 ، منتهى المقال : 298 [ المحقّقة 1/292 برقم (186) ].
1 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 38 ، وفي جامع المقال : 129 ، ومنتهى المقال : 298 [ الطبعة المحقّقة 1/292 برقم (186) ] ، وفهرست الشيخ : 161 برقم 603 ، وغيرها في ترجمة محمّد بن يعقوب الكليني رضوان الله تعالى عليه يروي المترجم عن الكليني ، والمترجم شيخ للسيد المرتضى علم الهدى رحمه الله.
2 ـ جاء في منتهى المقال : 298 [ الطبعة المحقّقة 1/292 برقم (186) ] قال : أحمد بن عليّ بن سعد ( خ. ل : سعيد ) الكوفي أبو الحسين ، وفي ترجمة الكليني رحمه الله ما


(385)
ولعلّه سلّمه الله ذكره على حدة ، لاختلاف عنوانيه ، فتأمّل. انتهى.
    قلت : لعلّه لذا أمر الوحيد رحمه الله في آخر كلامه بالتأمّل.
يشير إلى حسن حاله ، وأنـّه من مشايخ المرتضى رحمه الله ، ( تعق ) [ أي كما جاء في تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال ].
    ثم قال : قلت : هذا هو ابن عليّ الكوفي أبو الحسين الآتي ، ولعلّه سلمه الله ذكره على حدة لاختلاف عنواناته ، فتأمّل.
    أقول : ذكر الشيخ رحمه الله في الفهرست : 161 برقم 603 في ترجمة الكليني هكذا : وأخبرنا السيّد الأجل المرتضى ، عن أبي الحسين أحمد بن عليّ بن سعيد الكوفي ، عن الكليني ..
    وفي رجال الشيخ رحمه الله : 450 برقم 70 فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قال : أحمد بن محمّد بن عليّ الكوفي ، يكنّى : أبا الحسين ، روى عن الكليني ، أخبرنا عنه عليّ بن الحسين الموسوي المرتضى رضوان الله تعالى عليه .. وسوف يأتي بحث حول العنوان في أحمد بن عليّ الكوفي. فراجع.

حصيلة البحث
    عنون الشيخ رحمه الله في فهرسته المعنون : أحمد بن عليّ ، وفي رجاله : أحمد بن محمّد بن عليّ ، فيتّضح أنّ في فهرسته نسبه إلى جدّه ، وعلى كلّ حال تلمذه على الكليني ، وشيخوخته لعلم الهدى ، والتأمّل في مضامين رواياته ، يوجب الإطمئنان بحسنه ، وأنـّه من رواتنا الأجلاّء ، والله العالم.

[ 1195 ]
    جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 52/284 نقلاً عن رجال الكشّي ذيل حديث 11 بسنده : .. عن عليّ بن أحمد ، عن أحمد بن عليّ بن سليمان ، عن ابن فضّال ..     ولكن في رجال الكشّي : 292 حديث 338 [ 2/437 حديث 338 ] ، فيه : عليّ بن أحمد ، عن عليّ بن سليمان ، وكذلك في بحار الأنوار 2/70


(386)

حديث 29 قال : عليّ بن الحسن بن هارون ، عن عليّ بن أحمد ، عن عليّ ابن سليمان ، عن ابن فضّال .. ومستدرك الوسائل 12/299 حديث 14137 بسنده : .. عن عليّ بن الحسن بن هارون ، عن عليّ بن أحمد ، عن عليّ بن سليمان ، عن ابن فضّال ..

حصيلة البحث
    المعنون سواءاً كان أحمد بن عليّ بن سليمان أو أحمد بن عليّ عن عليّ بن سليمان .. فهو ممّن لم يذكره علماء الرجال ، ولذلك يعدّ مهملاً.

[ 1196 ]
    جاء في الخصال 2/564 أبواب الخمسين حديث 1 ، بسنده : .. قال : حدّثنا خيران بن داهر قال : حدّثني أحمد بن عليّ بن سليمان الجبلي ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي .. وعنه في بحار الأنوار 74/2 حديث 1 مثله ، قال : هذه رسالة عليّ بن الحسين عليه السلام إلى بعض أصحابه.

حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل إلا أنّ روايته سديدة جدّاً.

[ 1197 ]
    جاء بهذا العنوان في جملة روايات منها في التهذيب 5/87 باب صفة الإحرام برقم 288 : وعنه [ أي عن محمّد بن يعقوب ] عن أحمد بن علىّ ابن سيف ، عن إسحاق ..     وفي الاستبصار 2/172 في كيفية التلفّظ بالتلبية حديث 570 :


(387)

عنه [ أي عن محمّد بن يعقوب ] ، عن أحمد ، عن عليّ ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمار .. ، وهذا السند هو الصحيح: لأنـّه موافق لما في الكافي 4/333 باب صلاة الإحرام وعقده حديث 9 : أحمد ، عن عليّ ، عن سيف ، عن إسحاق بن عمار ..

حصيلة البحث
    يتّضح من مجموع الأسانيد أنّ أحمد وعليّاً هما : أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عمير ، وحينئذ لا مورد للعنوان ولا مصداق له ، فتفطّن.

[ 1198 ]
    كذا عنونه الشيخ الحرّ العاملي قدّس الله سره في أمل الآمل 1/34 برقم 23 ، وقال : فاضل ، فقيه ، صالح ، يروي عن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، وعن السيّد إسماعيل الكفرحوني ، ورأيت له حواشي على كتب بخطّه تدلّ على فضله.
    ومثله في رياض العلماء 1/53 برقم 77.

حصيلة البحث
    إنّ وصفه بالصلاح والفقاهة يقتضي كونه ممدوحاً ، وعدّ حديثه حسناً من جهته.

[ 1199 ]
    قال شيخنا الحرّ في أمل الآمل 1/34 برقم 25 : الشيخ أحمد بن علىّ الشبلي العاملي ، كان فاضلاً ، واعظاً ، عابداً ، حافظاً ، فقيهاً ، محدّثاً ، من المعاصرين ، ولمّا مات رثيته بقصيدة منها :
لقد جاءني خـبر ساءني وأحرق قلبي بنار الحزن

(388)
[ 1200 ]
    الضبط :
    النَسَائي ، نسبة إلى نساء ، بالنون والسين المفتوحتين ، وألف مقصورة [ كذا ] ، مدينة بخراسان ، خرج منها جماعة من العلماء الأعيان (1) ، ويأتي وجه تسمّيتها في أحمد بن محمّد بن عيسى القسري.
    الترجمة :
    قال ابن خلّكان (2) : .. كان إمام عصره في الحديث ، وله كتاب السنن ،
     .. إلى عشرة أبيات أخرى ، وذكره في رياض العلماء 1/46 برقم 67 بلا زيادة عمّا في أمل الآمل.

حصيلة البحث
    الأوصاف الّتي منحها شيخنا الحرّ رحمة الله عليه للمعنون تقتضي عدّه حسناً ، وحديثه من الحسان ، والله تعالى العالم بحقائق العباد.

مصادر الترجمة
    وفيات الأعيان 1/77 ـ 78 برقم 29 ، تذكرة الحفاظ 2/241 برقم 65 [ 698 ـ 701 ] ، شذرات الذهب 2/239 ـ 241 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 31 ، المنتظم 6/131 ـ 132 ، الكامل في التاريخ 8/96 ، تهذيب الكمال 1/23 ـ 25 ، العبر 2/123 ـ 124 ، الوافي بالوفيات 6/416 ـ 417 ، مرآة الجنان 2/240 ـ 241 ، طبقات الشافعية 3/14 ـ 16 [ 2/83 ] ، البداية والنهاية 11/123 ـ 124 ، تهذيب التهذيب 1/36 ـ 37 ، النجوم الزاهرة 3/188 ، طبقات الحفاظ 303 ، طبقات السبكي 2/83 ، سير أعلام النبلاء 14/125 ـ 135 برقم 67 ، الأعلام 1/164 عن عدّة مصادر ، جامع الاُصول 1/196 ـ 197.
1 ـ قال في توضيح المشتبه 9/70 بعد ضبطه : هو نسبة إلى نَسَا : بلدة من بلاد خراسان بسفح الجبل على الثغر ممّا يلي خوارزم.
2 ـ في وفيات الأعيان 1/77 ـ 78 برقم 29.


(389)
وسكن مصر ، وانتشرت بها تصانيفه ، وأخذ عنه الناس.
    قال محمّد بن إسحاق الأصبهاني : سمعت مشايخنا بمصر يقولون : إنّ أبا عبدالرحمن فارق مصر في آخر عمره ، وخرج إلى دمشق ، فسئل عن معاوية وما روي من فضائله ؟ فقال : أما يرضى أن يخرج معاوية رأساً برأس ، حتّى يفضّل. وفي رواية أخرى : ما أعرف له فضيلة إلا : لا أشبع الله بطنك (*) .
    وكان يتشيّع ، فما زالوا يدفعون في حضنه (**) ، حتّى أخرجوه من المسجد.
    وفي رواية أخرى : يدفعون في خصييه (1) ، وداسوه ، ثمّ حمل إلى الرملة ، ومات بها.
    وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني (2) : لمّا امتحن النسائي بدمشق قال : احملوني إلى مكّة ، فحمل إليها ، فتوفّي بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة ، وكانت وفاته في شعبان ] من ] سنة ثلاث وثلاثمائة.
    وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (3) : لمّا داسوه بدمشق ، مات بسبب ذلك
* ـ خ. ل : بطنه. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
** ـ الحضن : ما بين الابط والكشح. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : في الصحاح 5/2101 : الحِضْن : ما دون الإبط إلى الكشح ، وكذلك في تاج العروس 9/180 ، والمعنى واحد.
    والكَشْح : ما بين الخاصرة إلى الضِلَعِ الخَلْف كما في الصحاح 1/399 وغيره.
1 ـ في شذرات الذهب 2/239 وفيه : خصيتيه ، وفي معجم الطبراني 1/33 برقم 43 ، وفيه : حضنيه ، أي جنبيه.
2 ـ سير أعلام النبلاء 14/132 ـ 133 عنه.
3 ـ مسند الطيالسي برقم 2688 ، وفيات الأعيان 1/346 ـ 349 وغيرهما.
    ولاحظ : وفيات الأعيان وفيه : وقد قيل له : ألا تخرج فضائل معاوية ؟! فقال : أيّ شيء أخرج ؟! حديث « اللهم لا تشبع بطنه ؟! » وسير أعلام النبلاء 14/135 برقم (67) عن عدّة مصادر.


(390)
الدوس ، وهو منقول ، قال : وكان قد صنّف كتاب الخصائص في فضل عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام. وأكثر رواياته فيه عن أحمد ابن حنبل ، فقيل له : ألاتصنّف كتاباً في فضل الصحابة ؟! فقال : دخلت دمشق ، والمنحرف عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام كثير ، فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب. وكان يصوم يوماً ، ويفطر يوماً. وكان موصوفاً بكثرة الجماع.
    قال الحافظ أبو القاسم المعروف بـ : ابن عساكر الدمشقي : كان له أربع زوجات ـ يقسّم لهنّ ـ وسراري.
    وقال الدارقطني : امتحن بدمشق ، فأدرك الشهادة رحمه الله.
    وتوفّي يوم الإثنين ، لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر ، سنة ثلاث وثلاثمائة بمكّة ـ حرسها الله ـ ، وقيل : بالرملة من أرض فلسطين.
    وقال أبو سعيد عبدالرحمن بن أحمد بن يونس صاحب تاريخ مصر في تاريخه : إنّ أبا عبدالرحمن النسائي قدم مصر قديماً ، وكان إماماً في الحديث ثقة ثبتاً حافظاً ، وكان خروجه من مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة.
    ورأيت بخطّي في مسوداتي أنّ مولده بـ : نساء ، في سنة خمس عشرة ، وقيل : أربع عشرة ومائتين ، والله أعلم. انتهى كلام ابن خلّكان.
    وأقول : إن تمّ ما سمعته من ابن خلّكان ، من رميه الرجل بالتشيّع ، لكان ما سمعته من مدحه مدرجاً له في الحسان. إلا أنّ المعروف كونه عاميّاً ، ولعلّ رميه إيّاه بالتشيّع لإسقاط ما رواه في مناقب أهل البيت عليهم السلام عن الاعتبار بتهمة التشيّع ، ولولا اختلافنا مع الجماعة في معنى الوثاقة ، لأمكن عدّه موثقاً باعتبار التوثيق المزبور ، إلا أنّ توثيقهم ـ للاختلاف المذكور ـ
تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: فهرس