تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 61 ـ 75
(61)
وأثبتنا أنّه جدّ أبيه ، وأنّ والد محمّد أيضاً محمّد ، فاقتضى مراعاة الترتيب ـ سيّما في هذا العنوان دفعاً للوهم المذكور ـ تأخير شرح حاله إلى هنا ، فنقول :
    الضبط :
    يأتي ضبط الجهم في : جهم بن أبي الجهم.
    وبُكَيْر : بالباء الموحدة المضمومة ، والكاف المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والراء المهملة (1).
    وسُنْسُن : بالسين المهملة المضمومة قبل النون الساكنة وبعدها ، والنون الأخرى أخيراً. كذا ضبطه في الخلاصة (2).
    وفي التاج (3) : إنّه كهُدْهُد ، اسم عجمي يسمّى به السواديّون ، وهو لقب جماعة.
    والزُراري : بضمّ الزاي المعجمة ، وفتح الراء المهملة ، بعدها ألف ، ثمّ راء اُخرى مهملة ، ثمّ ياء ، نسبة إلى زرارة بن أعين ، صدرت هذه النسبة من التوقيع الشريف (4) ، بعد أن كانوا يعرفون ب‍ : البكريين.
    وفي المعراج (5) أنّ : المفهوم من رسالة أبي غالب رحمه الله أنّ نسبتهم (6)
1 ـ أقول : بُكَيْر مُصغّر بَكْر : الفَتِيّ من الإبل وأيضاً ، أبو قبيلة وهو بكر بن وائل بن قاسط. انظر : الصحاح 2/596.
2 ـ الخلاصة : 17 برقم 22.
3 ـ تاج العروس 9/245. وانظر ضبطه وبعض المسمّين به في : توضيح المشتبه 5/255 ـ 256 ، وقد مرّ ضبطه في صفحة : 227 من المجلّد الخامس.
4 ـ ذكر ذلك أبو غالب الزراري في رسالته لابن ابنه : 11 ، فقال : وأوّل من نسب منّا إلى زرارة جدّنا سليمان ، نسبه إليه سيّدنا أبو الحسن عليّ بن محمّد صاحب العسكر عليهما السلام .. إلى آخره.
5 ـ هو معراج أهل الكمال [ المخطوط : 188 من نسختنا ] ، وصفحة : 180 برقم 72 من المطبوع.
6 ـ كذا ، و في المصدر : نسبته.


(62)
إلى زرارة مقدّمة على زمان أبي طاهر محمّد بن سليمان ، وأنّ أوّل من نسب منهم إليه سليمان بن الحسن بن الجهم ، للتوقيعات الواردة عن مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي عليهما السلام بذلك ، قال : وأوّل من نسب منّا إلى زرارة جدّنا سليمان ، نسبه إليه سيّدنا أبو الحسن عليّ بن محمّد ـ صاحب العسكر ـ عليه السلام كان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره ، قال : الزراري ، توريةً عنه وستّراً له ، ثم اتّسع ذلك وسمّينا به ، وكان يكاتبه في أمور له بالكوفة وبغداد. انتهى.
    ثمّ إنّه قد كرّر اللفظة في الخلاصة (1) في عنوان الرجل ثلاث مرات ، وأبدلها في الجميع ب‍ : الرازي ، حتّى ما في التوقيع من قوله عليه السلام : وأمّا الزراري : ب‍ : الرازي ، وهو سهو من قلمه الشريف ، كما هو ظاهر.
    والظاهر أنّه إلى ذلك أشار ابن داود في رجاله (2) بقوله : وبعض فضلاء أصحابنا أثبته في تصنيفه أبو غالب الرازي ، وأنّ الإمام عليه السلام قال ، وأمّا الرازي فهو غلط ، إنّما هو الزراري نسبة إلى زرارة بن أعين رحمه الله. انتهى.
    واعتذار الشهيد الثاني رحمه الله في تعليقة الخلاصة (3) : بأنّه في التعبير ب‍ : الرازي تبع الشيخ في الفهرست ناش من غلط نسخة المعتذر ، وإلاّ ففي
1 ـ في الخلاصة طبعة النجف الأشرف : 17 برقم 22 : ( الزراري ) ، في العنوان ، و في طبعة ايران : 10 برقم 22 : الرازي ، و في التوقيع الشريف المروي في الغيبة للشيخ الطوسي : 183 : فقال عجّل الله فرجه الشريف : وأمّا الزراري.
    و قد روى عن المترجم الشيخ في غيبته بعنوان الزراري في أكثر من خمسة موارد ، كما وأنّ في نسختين مخطوطتين من الخلاصة ذكر بعنوان الرازي ، و في نسخة مخطوطة اُخرى : الزراري ، و هو الصحيح الّذي لا ريب فيه ، فتفطّن.
2 ـ رجال ابن داود : 41 برقم 122.
3 ـ الصحيح : في تعليقته على الخلاصة.


(63)
النسخ المعتمدة من الفهرست : الزراري لا الرازي ، فراجع.
    الترجمة :
    قال النجاشي (1) رحمه الله : أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن ابن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن أبو غالب الزراري ، وقد جمعت أخبار بني سنسن ، وكان أبو غالب شيخ العصابة في زمنه ووجههم.
    له كتب ، منها : كتاب التاريخ ـ ولم يتمّه ـ ، كتاب دعاء السفر ، كتاب الافضال ، كتاب مناسك الحجّ كبير ، كتاب مناسك الحجّ صغير ، كتاب الرسالة إلى ابن أبيه (2) أبي طاهر في ذكر آل أعين ، حدّثنا شيخنا أبو عبدالله ، عنه ، بكتبه.
    ومات أبو غالب رحمه الله سنة ثمان وستين وثلاثمائة. انقرض ولده إلاّ من ابنة ابنه ، وكان مولده سنة خمس وثمانين ومائتين. انتهى.
    وقال في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ رحمه الله (3) : أحمد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن الزراري الكوفي ، نزيل بغداد ، يكنّى : أبا غالب ، جليل القدر ، كثير الرواية ، ثقة ، روى عنه التلعكبري ، وسمع منه سنة أربعين وثلاثمائة ، وله مصنّفات ذكرناها في الفهرست ، وأخبرنا عنه محمّد بن محمّد بن النعمان ، والحسين بن
1 ـ النجاشي في رجاله : 65 برقم 197 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة بيروت 1/220 برقم ( 199 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 83 برقم ( 201 ) ، وطبعة اُوفست الهند : 61 ].
2 ـ كذا في طبعة الهند ، وفي رسالة أبي غالب الزراري : 45 : ثبّت الكتب الّتي أجزت لك روايتها. والمخاطب ابن ابنه. فالصحيح ( ابنه ) بدل ( أبيه ) كما جاء في رجال النجاشي طبعة بيروت وجماعة المدرسين.
3 ـ رجال الشيخ : 443 برقم 34.


(64)
عبيد الله ، وأحمد بن عبدون المعروف ب‍ : ابن حاشر ، وابن عمرو (1) ، ومات سنة ثمان أو سبع وستّين وثلاثمائة. انتهى.
    وقال في الفهرست (2) : أحمد بن محمّد بن سليمان (3) بن الحسن بن الجهم ابن بكير بن أعين بن سنسن أبو غالب الزراري (4) ، وهم البكريّون (5) (6) ، وبذلك كان يعرف (7) ، إلى أن خرج توقيع من أبي محمّد عليه السلام فيه ذكر أبي طاهر الزراري : فأمّا الزراري رعاه الله تعالى .. فذكروا أنفسهم بذلك ،
* ـ نسخة بدل : عزور.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : في رجال الشيخ رحمه الله : 443 برقم 34 : وابن عزور ، و في مجمع الرجال 1/147 نقلا عن رجال الشيخ : ابن غزور ، و في بحار الأنوار 107/137 في آخر إجازة العلاّمة لبني زهرة : أبو طالب بن عرور ، و في فهرست الشيخ : 57 برقم 98 في ترجمة أحمد بن محمّد بن عمر بن موسى الجرّاح : أخبرنا بجميع رواياته أبو طالب بن غرور عنه.
    ولم أجد في المعاجم الرجاليّة ( ابن عمرو ) كما في المتن. فجاء بالعنوانات الآتية ( غرور ، و غزور ، و عرور ، و عزور ) و لم أقف على ما يرجّح أحدها.
1 ـ الفهرست : 55 برقم 94 الطبعة الحيدريّة ، [ وصفحة : 31 برقم ( 84 ) من الطبعة المرتضوية ، وصفحة : 40 ـ 41 برقم ( 75 ) طبعة جامعة مشهد ].
** ـ استظهر المصنّف قدّس سرّه هنا كون الاسم : أحمد بن محمّد بن محمّد.
2 ـ وفي طبعة جامعة مشهد ( اُوفست الهند ) : أبو غالب الزراري جليل القدر ، كثير الرواية كان شيخ أصحابنا في عصره واُستاذهم و ثقتهم و كانوا يعرفون ب‍ : البكريين .. و في ما نقله اختلاف كثير عمّا هنا مع سقط و تقديم و تأخير.
*** ـ نسبة إلى جدّهم : بكير بن أعين.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ في الفهرست طبعة النجف الأشرف : 55 برقم 94 ، و مجمع الرجال 1/148 نقلا عن الفهرست : البكريون. و لكن في طبعة الهند : 40 برقم 75 : البكريين. و هو الصحيح وذلك أنّهم منسوبون إلى بكير بن أعين ، لا إلى بكر بن أعين ، و نسبة بعض المعاصرين في قاموسه 1/426 التحريف إلى المؤلّف قدّس سرّه في غير محلّه نشأ من حبّه للنقد.
**** ـ استظهر المصنّف هنا في الحاشية : كانوا يعرفون.


(65)
وكان شيخ أصحابنا في عصره واُستادهم ونقيبهم (1) (2) ، وصنّف كتباً ، منها : كتاب التاريخ ـ ولم يتمّمه (3) ـ وقد خرج (4) نحو ألف ورقة .. ثمّ عدّ الكتب المتقدّمة في كلام النجاشي .. ثمّ قال : أخبرني (5) بكتبه ورواياته الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، وأبو عبدالله الحسين بن عبيدالله ، وأحمد بن عبدون و .. غيرهم بكتبه ورواياته.
    وقال الحسين بن عبيد الله : قرأتها سائرها (6) عليه عدّة دفعات.
    ومات رضي الله عنه سنة ثمان وستّين وثلاثمائة. انتهى.
    واقتصر في الخلاصة (7) ورجال ابن داود (8) على ذكره في القسم الأوّل ، من دون نصّ على توثيقه ، وهو غريب بعد توثيق الشيخ رحمه الله في رجاله
1 ـ في الفهرست طبعة النجف الأشرف الحيدريّة : 55 برقم 74 ، [ و كذا الطبعة المرتضوية : 31 برقم 84 ، و جامعة مشهد ( اُوفست على طباعة الهند ) : 40 برقم ( 75 ) ، ونسخة مخطوطة من الفهرست : 17 ] : و ثقتهم ، و في مجمع الرجال 1/148 : وبقيّتهم ، و علّق الشيخ عناية الله القهپائي في المقام : و فقيههم نسخة بدل. و نقيبهم نسخة بدل.
* ـ نسخة بدل : و ثقتهم. نسخة بدل : و فقيههم.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ في رجال النجاشي : يتمّه.
3 ـ في نسختنا المخطوطة : 17 ، و بقية طباعات الفهرست : و قد خرج منه .. ، و هو الصحيح.
4 ـ في طبعتي النجف المرتضوية والحيدريّة : أخبرنا.
** ـ السائر هنا بمعنى الجميع لا الباقي ، لكنّ الحريري جعل استعماله بذلك المعنى من الأوهام. مقامات الحريري :        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
5 ـ الخلاصة : 17 برقم 22 فقال : اُستادهم ، و نقيبهم ، و فقيههم في بعض النسخ.
6 ـ رجال ابن داود : 41 برقم 122.
    أقول : في طبعة النجف الأشرف ، و طبعة ايران ، و نسختنا المخطوطة : 12 صرّح بوثاقته ، فراجع.


(66)
له كما عرفت ، بل توثيق النجاشي (1) أيضاً إيّاه في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك بن عيسى بن سابور ، حيث قال في طيّ كلام عليه : ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو عليّ بن همام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله .. إلى آخره.
    وليته (2) راجعهما حتى ينصّ على التوثيق.
    وقد اعترض عليه في الحاوي (3) بقوله : والعجب كيف غفل العلاّمة عن التصريح بلفظ التوثيق ، مع وجوده في رجال الشيخ رحمه الله ، وأعجب منه غفلة النجاشي رحمه الله (4) لعلّه اكتفى بقوله : شيخ العصابة في وقته .. فإنّه يفيد زيادة على ذلك. انتهى.
    وقد وثّقه في الوجيزة (5) ، ومشتركات الكاظمي (6) و .. غيرهما (7). فوثاقة
1 ـ النجاشي في رجاله : 94 برقم 308 الطبعة المصطفوية ، ومرّت سائر الطبعات.
2 ـ الظاهر أنّ ( ليته ) إشارة إلى عدم ذكر العلاّمة رحمه الله التوثيق ، و لو أراد العلاّمة وابن داود لقال : ( ليتهما ) بالإضافة إلى ذلك ؛ إذ إنّ ابن داود ذكر توثيقه.
3 ـ حاوي الأقوال 1/196 برقم 83 [ المخطوط : 28 برقم 82 من نسختنا ].
4 ـ لم يغفل النجاشي رحمه الله من توثيق المترجم ، بل وثّقه في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك ، راجع : 94 برقم 308 من رجاله ، فإنّه قال : و شيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري ، فتفطّن.
5 ـ الوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 153 برقم ( 124 ) ] قال : وابن محمّد بن سليمان أبو غالب الزراري ثقة.
6 ـ المسمّى ب‍ : هداية المحدّثين : 177.
7 ـ أقول : وثّق المترجم كلّ من ذكر ترجمته فمنهم في إتقان المقال : 19 ، و منهج المقال : 44 ، و منتهى المقال : 42 [ المحقّقة 1/325 برقم ( 232 ) ] ، و جامع الرواة 1/67 ، والوسيط المخطوط : 30 من نسختنا ، ونقد الرجال : 31 برقم 145 [ المحقّقة 1/160 برقم ( 321 ) ] ، و ملخّص المقال في قسم الصحاح ، و معراج أهل الكمال المخطوط : 198 [ وصفحة : 180 برقم 72 من الطبعة المحقّقة ].


(67)
الرجل ممّا لا كلام فيه.
    وما سمعته من النجاشي والشيخ رحمهما الله من تاريخ وفاة أحمد ـ هذا ـ موافق لما حكاه في المعراج (1) من أنّه وجد في آخر رسالة أبي غالب
1 ـ المعراج المخطوط : 198 [ وصفحة : 180 برقم 72 من الطبعة المحقّقة ] قال : و مات سنة ثمان و ستّين و ثلاثمائة. أقول : الرجل المذكور من أعاظم أصحابنا ، و قد وثّقه العلاّمة في الخلاصة [ لم نجد في الخلاصة توثيقاً ] ، والنجاشي في كتابه ، والشيخ تقي الدين الحسن بن عليّ بن داود و غيرهم من أئمّة الرجال ، لكن ذكروا أنّه أحمد بن محمّد بن سليمان كما في الترجمة ، و هو إمّا غفلة عجيبة أو اختصار في نسبه ، وإلاّ فهو أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم ، و هو الّذي صرّح به أبو غالب رحمه الله في رسالته لابن ابنه أبي طاهر محمّد بن عبدالله في غير موضع منها .. إلى آخره.
    أقول : قال أبو غالب في رسالته : 1 بسنده : .. قال : حدّثنا أبو غالب أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني منه إلى ابن ابنه محمّد بن عبدالله ( عبيد الله ) بن أحمد ..
    و في صفحة : 12 : فولدت له جدّي محمّد بن سليمان ..
    و في صفحة : 13 : و قد خلف من الولد بعد ابنه الّذي مات في حياته جدّي محمّد ابن سليمان.
    و في صفحة : 16 : و كانت الكتب ترد بعد ذلك على جدّي محمّد بن سليمان.
    و في صفحة : 17 : و كاتب الصاحب عليه السلام جدّي محمّد بن سليمان بعد موت أبيه ..
    و في صفحة : 34 : .. و كان جدّي أبو طاهر أحد رواة الحديث ..
    و قال النجاشي في رجاله : 65 برقم 197 من الطبعة المصطفوية : أحمد بن محمّد ابن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو غالب الزراري ..
    و في صفحة : 38 من رسالة أبي غالب : و مات أبي محمّد بن محمّد بن سليمان و سنّه نيف و عشرون سنة .. إلى أن قال : و مات جدّي محمّد بن سليمان .. إلى آخره.
    إلى غير هذه الموارد الكثيرة بحيث لا تدع مجالا للتشكيك في أنّ اسم أبي المترجم و جدّه محمّد ، فتفطّن.


(68)
ـ هذا (1) ـ حكاية عن الشيخ الجليل الحسين بن عبيد الله الغضائري ، من قوله : توفّي أحمد بن محمّد الزراري الشيخ الصالح رحمه الله في جمادى الاُولى سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، وتولّيت جهازه ، وحملته إلى مقابر قريش على صاحبها السلام ، ثمّ إلى الكوفة ، وأنفذت ما أوصى بإنفاذه ، وأعانني على ذلك هلال بن محمّد رضي الله عنه. انتهى.
    التمييز :
    قد سمعت من الشيخ رحمه الله (2) نقل رواية الشيخ المفيد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والتلعكبري ، وابن عمرو (3) عنه.
    وبهم ميّزه في مشتركات الكاظمي (4) و .. غيره.
    بقي هنا شيء ، وهو أنّ قول النجاشي في عبارته المزبورة : كتاب الرسالة إلى ابن أبيه أبي طاهر غلط قطعاً ، والصحيح : ابن ابنه أبي طاهر (5) ، يعنى به محمّد بن عبيد الله أبا طاهر ؛ ضرورة أنّ التعبير ب‍ : ابن أبيه لا وجه له ؛ لأنّ ابن الابن (6) هو الأخ ، فالعدول عن التعبير بالأخ إلى ابن الأب لا يفهم له وجه ،
1 ـ أقول : أكمل ابن الغضائري رسالة المترجم برسالة صغيرة طبعت في آخر رسالة أبي غالب تبعاً لها ، و في صفحة : 102 جاء ما ذكره المؤلّف قدّس سرّه بلفظه ، فراجع.
2 ـ الشيخ في رجاله : 443 برقم 34.
3 ـ نسخة بدل : غزور.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
في رجال الشيخ : ابن عرور .. و تقدّم تفصيل ذلك.
4 ـ المسمّى ب‍ : هداية المحدّثين : 177 وفيه : ابن عزور.
5 ـ في طبعة النجف الأشرف : ابن بنته .. ، و لكن في مجمع الرجال 1/148 : ابن ابنه .. و هو الصحيح.
6 ـ كذا ، والظاهر : ابن الأب.


(69)
على أنّه عليه يلزم أن يكون أخوه أيضاً مكنّى ب‍ : أبي طاهر. إن كانت كلمتا ( أبي طاهر ) بدلا عن كلمة ( الابن ) ، أو يكون أبوه محمّد الأوّل مكنّى به ، إن كان قوله ( أبي طاهر ) بدلا عنه (1). ولم نجد لشيء منهما شاهداً.
    ثم إنّ الّذي يظهر من النجاشي هنا ظاهراً وفي ترجمة محمّد بن عبيدالله بن أحمد ومحمّد بن سليمان ـ الآتيين ـ أنّ كلا من محمّد بن عبيد الله ، ومحمّد بن سليمان ، مكنّى ب‍ : أبي طاهر ، ولذا صرّح في المعراج (2) بأنّ أبا طاهر اثنان :
    أكبر : وهو محمّد بن سليمان ، الّذي خرج إليه التوقيع من أبي محمّد عليه السلام (3).
    وأصغر : وهو محمّد بن عبيد الله الّذي كتب أبو غالب أحمد هذه الرسالة إليه.
    وظاهر الميرزا في المنهج (4) والوسيط (5) في باب الكنى ، أنّ أبا طاهر الأصغر هو الّذي خرج اسمه في التوقيع الشريف ، وهو اشتباه غريب ، يأتي شرحه في ترجمة أبي طاهر الزراري في فصل الكنى ، ونوضح لك هناك إن شاء الله تعالى إنّ الّذي في التوقيع الشريف هو الأكبر دون الأصغر (6).
1 ـ أقول : أبو طاهر كنية محمّد الثاني الّذي هو جدّ المترجم ، كما صرّح بذلك في رسالته في آل أعين : 34 بقوله : و كان جدّي أبو طاهر ، فتفطّن.
2 ـ معراج أهل الكمال : 183.
3 ـ قال أبو غالب في رسالته : 17 : و كاتب الصاحب جدّي محمّد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة ، و في صفحة : 34 : و كان جدّي أبو طاهر أحد رواة الحديث.
4 ـ المنهج : 389.
5 ـ الوسيط لا زال مخطوطاً : 328 من نسختنا قال : أبو طاهر الزراري اسمه محمّد بن عبيد الله بن أحمد.
* ـ
حصيلة البحث
    لا ينبغي التأمّل في وثاقة المترجم و جلالته و زعامته و ورعه و تقواه ، فهو ثقة جليل بلا غمز فيه من أحد ، و رواياته صحاح من جهته.


(70)

    جاء في رجال النجاشي : 158 في ترجمة عبدالله بن مسكان أبو محمّد برقم 554 من الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة الهند : 148 ] : .. وأخبرنا أحمد بن محمّد المستنشق قال : حدّثنا أبو عليّ بن همام قال : حدّثنا حميد .. ، وعنه في إيضاح الاشتباه : 115 برقم 100.
حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في كلمات علمائنا الرجاليّين فهو مهمل ، إلاّ أنّ شيخوخته للنجاشي توجب عدّه ثقة عند بعض ، و عندي أنّه حسن ، والله العالم.

    جاء بهذا العنوان في إكمال الدين 2/454 حديث 21 بسنده : .. قال : حدّثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيباني ، قال : حدّثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبدالله القمّي ..
    وعنه في بحار الأنوار 52/78 حديث 1 مثله.
    والحديث بكامل متنه في دلائل الإمامة : 274 [ وفي طبعة جديدة : 506 حديث 492 ] و ليس فيه المعنون ، بل بوسائط متعدّدة عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سعد بن عبدالله بن خلف .. ، فراجع.
حصيلة البحث
    المعنون مجهول موضوعاً ، و على فرض معلوميّته يُعدّ مهملا.

    جاء بهذا العنوان في طبّ الأئمّة : 48 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد ابن مسلم قال : سألت أبا جعفر محمّداً الباقر عليه السلام..


(71)
    الضبط :
    مَسْلَمَة : بالميم المفتوحة ، والسين المهملة الساكنة ، واللام والميم المفتوحتين ، والتاء ـ كمَرْحَلَة ـ اسم جمع من الصحابة و .. غيرهم (2).
    وبضمّ الميم ، وكسر اللام ، اسم آخرين (3). ولم يتبيّن أنّ مسلمة هذا من أيهما.
    والرُمّاني : بضمّ الراء المهملة ، وفتح الميم المشدّدة ، ثمّ الألف ، والنون ، نسبة إلى الرمّان ، أو إلى قصر الرمّان بنواحي واسط ، أو إلى رمان جبل لطيّ في طرف سلمى ، له ذكر في الحديث. وهذا الترديد قد سبقنا في الشقين الأولين منه محبّ الدين في تاج العروس (4) في نسبة الرمّانيين المحدّثين ـ يعني من العامّة ـ.
وعنه في وسائل الشيعة 6/227 حديث 7824 ، وفيه : أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن مسلم ، وعنه في بحار الأنوار 95/5 حديث 3 مثله.
    وفي بصائر الدرجات : 439 حديث 2.
حصيلة البحث
    المعنون مهمـل.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 61 برقم 183 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 57 ، وطبعة جماعة المدرسين : 79 برقم ( 187 ) ، وطبعة بيروت 1/209 برقم ( 185 ) ] ، رجال الشيخ : 440 برقم 22 ، رجال ابن داود : 44 برقم 130 ، منهج المقال : 46 ، جامع الرواة 1/71 ، نقد الرجال : 31 برقم 144 [ المحقّقة 1/170 برقم ( 337 ) ] ، جامع المقال : 100 ، توضيح الاشتباه : 41 برقم 142.
1 ـ انظر ضبطه في توضيح المشتبه 8/153 ـ 154 ، وقد مرّ ضبط اللفظة في صفحة : 344 من المجلّد السابع.
2 ـ كما في توضيح المشتبه 8/154.
3 ـ تاج العروس 9/220. وانظر : توضيح المشتبه 4/222 ـ 223.


(72)
    الترجمة :
    قال النجاشي رحمه الله (1) : أحمد بن محمّد بن مسلمة الرمّاني (2) البغدادي أبو علي ، له كتاب النوادر ، يروي عن زياد بن مروان ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا حميد ، قال : حدّثنا أحمد ابن محمّد ، به. انتهى (3).
    وعده في رجال ابن داود في القسم الأوّل (4) ، وقال : إنّه لم يرو عنهم عليهم السلام. ونسب إلى الكشّي (5) أنّه يروي عن زياد بن مروان. انتهى.
    وأنت خبير بخلو الكشّي عن التعرّض له بالمرّة ، وأظنّ أنّ غرضه
1 ـ النجاشي في رجاله : 61 برقم 183.
2 ـ خ. ل : الرصافي.
3 ـ قال الشيخ في رجاله : 440 برقم 22 : أحمد بن محمّد بن مسلمة الرمّاني [ الرصافي نسخة بدل ] البغدادي. روى عنه حميد بن زياد اُصولا كثيرة ، منها : كتاب زياد بن مروان القندي.
4 ـ رجال ابن داود : 44 برقم 130.
    أقول : تقدّم في عنوان ( أحمد بن محمّد بن سلمة الرمّاني البغدادي ) و قلنا : إنّ كلمات الأعلام في المعنون مختلفة ، ففي منهج المقال : 47 ، و جامع الرواة 1/71 قالا : أحمد بن محمّد بن مسلمة الرمّاني البغدادي .. إلى أن قال الأخير : و قد تقدّم ابن محمّد ابن سلمة.
    و في نقد الرجال : 31 برقم 144 [ المحقّقة 1/160 برقم ( 320 ) ] قال : أحمد بن محمّد بن سلمة سيجيء بعنوان : أحمد بن محمّد بن مسلمة.
    و في جامع المقال : 100 : أحمد بن محمّد بن سلمة برواية حميد عنه ، و في توضيح الاشتباه : 41 برقم 142 قال : أحمد بن محمّد بن سلمة ـ بفتح السين المهملة واللام أيضاً ـ الرصافي .. إلى أن قال : و في بعض كتب الرجال : أحمد بن محمّد بن مسلمة الرمّاني البغدادي .. إلى آخره. فالإختلاف في سلمة و مسلمة ، والرمّاني والرصافي ناشئ من خطأ النسّاخ ، و لم أظفر على ما يرجّح إحدى النسختين.
5 ـ و في بعض نسخ رجال ابن داود ( جش ).


(73)
النجاشي ، وأنّ تبديل ( جش ) ب‍ : ( كش ) من سهو قلم الناسخ ، أو قلمه الشريف ، كما هو واقع في كتابه كثيراً.
    وقد أهمل ذكره جمع منهم : العلاّمة رحمه الله في الخلاصة.
    وحاله مجهول.
    نعم ، ذكر النجاشي إيّاه من غير تعرّض لمذهبه ، يكشف عن كونه إمامياً ، لكن لم يرد فيه مدح يلحقه بالحسان ، إلاّ أن يجعل عدّ ابن داود له في القسم الأوّل بمنزلة المدح المدرج له في الحسان.
    التمييز :
    يعرف الرجل برواية حميد عنه ، وروايته عن زياد بن مروان ، كما عرفت (1).

    [ الترجمة : ]
    نقل الميرزا رحمه الله في فوائد خاتمة المنهج (3) تصحيح العلاّمة رحمه الله
* ـ
حصيلة البحث
    بعد الفحص والتنقيب لم أقف على ما يوجب وضوح حاله ، فالرجل مجهول الحال عندي.
* ـ
مصادر الترجمة
    منهج المقال : 408 ، مستدرك الوسائل 3/555 و 780 [ المحقّقة 4 ( 22 ) /54 ـ 55 برقم ( 21 ) ] ، جامع الرواة 1/71 ، رجال البرقي : 60 ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 46 ، كشف الغمة 3/312 ، مشيخة الفقيه 4 / 119 ، إثبات الوصية : 247.
1 ـ منهج المقال : 408 في الفائدة الثامنة ، وذكره في جامع الرواة 1/71 ، وعدّه البرقي


(74)
في الخلاصة السند الّذي فيه الرجل ، قال : لكنّه غير مذكور في كتب الرجال ، ولا معلوم الحال. نعم قوله : صاحب أبي محمّد عليه السلام مع ما تقدّم (1) يشعر بمدح فيه. انتهى.
    بل قيل : مصاحبة الإمام عليه السلام زائدة على التوثيق ، فتأمّل.
    ونقل في التعليقة (2) ، عن كشف الغمة (3) ، عنه ، رواية في معجزة العسكري عليه السلام وذمّ الواقفية عنه عليه السلام.
    وقال المحدّث المعاصر النوري في خاتمة المستدركات (4) إنّه : صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه (5) وعبّر عنه ب‍ : صاحب أبي محمّد في موضعين
من كلامه. وذكر في الكافي (6) أنّه كان القيّم على أموره عليه السلام ، وأنّه كان
في رجاله : 60 في أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، فقال : أحمد بن محمّد بن مطهّر.
* ـ لعلّه أراد بما تقدّم تصحيح العلاّمة رحمه الله للسند الّذي هو فيه ، والله العالم.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 46.
2 ـ كشف الغمة 3/312 قال : و منها ما روى عن أحمد بن محمّد بن مطهّر قال : كتب بعض أصحابنا من أهل الجبل إلى أبي محمّد عليه السلام .. إلى آخره.
3 ـ مستدرك الوسائل 3/555 و 780 [ الطبعة المحقّقة 4 ( 22 ) /54 ـ 57 برقم ( 21 ) ] ، وما هنا حاصل ما ذكره طاب رمسه هناك ، فتدبّر. وثّقه وأشار إلى جلالته و عدّه البرقي في رجاله : 60 من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام.
4 ـ مشيخة الفقيه 4/119 قال : و ما كان فيه عن أحمد بن محمّد بن مطهّر صاحب أبي محمّد بن عليّ عليه السلام فقد رويته عن أبي و محمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد بن عبدالله ، وعبدالله بن جعفر الحميري جمعياً ، عن أحمد بن محمّد بن مطهّر صاحب أبي محمّد عليه السلام.
    فوصف في آخر كلامه بأنّه صاحب أبي محمّد عليه السلام. وأمّا كنيته فأبو عليّ المطهّر ، أو أبو عليّ بن مطهّر ، أو أبو عليّ المطهّري ، والكلّ صحيح ؛ لأنّ جدّه مسمّى ب‍ : مطهّر ، والنسبة إلى الجدّ أمر شائع.
5 ـ الكافي 1/425 حديث 6.


(75)
فوق العدالة ، ويروي عنه الجليل موسى بن الحسن ، وعليّ بن بابويه ، ومحمّد ابن الحسن بن الوليد ، وسعد بن عبدالله ، والحميري كتابه. وذكره ثقة الإسلام رحمه الله في باب تسمية من رآه عليه السلام (1). انتهى.
1 ـ في أُصول الكافي 1/331 حديث 5 قال : عليّ بن محمّد ، عن فتح مولى الزراري [ الرازي ، نسخة بدل ] ، قال : سمعت أبا عليّ بن مطهّر يذكر أنّه قد رآه و وصف له قدّه.
    و في صفحة : 507 حديث 6 قال : عليّ بن محمّد ، عن أبي عبدالله بن صالح ، عن أبيه ، عن أبي عليّ المطهّر أنّه كتب إليه سنة القادسية يعلمه انصراف الناس ، وأنّه يخاف العطش ، فكتب عليه السلام : « امضوا فلاخوف عليكم إن شاء الله » ، فمضوا سالمين ، والحمد لله رب العالمين.
    و في الفقيه 2/260 حديث 1266 قال : و روى سعيد [ خ. ل : سعد ] بن عبدالله ، عن موسى بن الحسن ، عن أبي عليّ أحمد بن محمّد بن مطهّر قال : كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام : إنّي دفعت إلى ستّة أنفس مائة دينار و خمسين ديناراً ليحجّوا بها ، فرجعوا و لم يشخص بعضهم ، وأتاني بعض فذكر أنّه قد أنفق بعض الدنانير و بقيت بقيّة ، وأنّه يردّ عليّ ما بقي ، وإنّي قد رمت مطالبة من لم يأتني بما دفعت إليه ، فكتب عليه السلام : « لا تعرض لمن لم يأتك ، و لا تأخذ ممّن أتاك شيئاً ممّا يأتيك به ، والأجر قد وقع على الله عزّ وجلّ ».
    وفي الكافي 4/155 حديث 6 قال : عليّ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن مطهّر أنّه كتب إلى أبي محمّد عليه السلام يخبره بما جاءت به الرواية أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم .. إلى آخره ، و في الطبعة الحيدريّة طهران : محمّد بن أحمد بن مطهّر ، وهو غلط مطبعي ، والصحيح : تقديم أحمد على محمّد ، كما في الطبعة الحجريّة.
    وفي التهذيب 3/68 حديث 221 و حديث 222 قال : عليّ بن سليمان قال : حدّثنا عليّ بن أبي خليس ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن مطهّر قال : كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام ..
    و قال المسعودي في إثبات الوصية : 247 : الحميري ، عن أحمد بن إسحاق قال : دخلت على أبي محمّد [ عليه السلام ] فقال : « يا أحمد ! ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك » .. إلى أن قال : ثمّ أمر أبو محمّد عليه السلام والدته بالحجّ في سنة تسع و خمسين و مائتين ، و عرفها ما يناله في سنة الستين ، وأحضر الصاحب عليه السلام.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس