تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 76 ـ 90
(76)
    وأقول : لا مانع من الاعتماد على تصحيح العلاّمة رحمه الله حديثه ، بعد اجتماع شرائط الشهادة فيه بلا شبهة ، سيّما بعد تأيّد ذلك بما سمعته من المراتب الزائدة على العدالة (1).
فأوصى إليه ، و سلّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إليه ، و خرجت أمّ أبي محمّد مع الصاحب عليه السلام جميعاً إلى مكّة ، و كان أحمد بن محمّد بن مطهّر أبي عليّ المتولّي لما يحتاج إليه الوكيل ، فلمّا بلغوا بعض المنازل من طريق مكّة تلقى الأعراب القوافل فأخبروهم بشدّة الخوف و قلّة الماء فرجع أكثر الناس ، إلاّ من كان في الناحية فإنّهم نفذوا و سلموا.
    هذا ، و لبعض المعاصرين في المقام محاولة للنقد ، و لكنه حيث لم يأت بشيء أعرضنا عن ذكرها ، و بيانها.
الرواة عن المترجم
1 ـ فتح مولى الزراري [ الرازي نسخة بدل ].
2 ـ موسى بن الحسن بن عامر الثقة الجليل.
3 ـ عليّ بن أبي خليس المهمل.
4 ـ سعد بن عبدالله الثقة الجليل .. و غيرهم.
قال بعض أعلام المعاصرين في معجمه 2/329 برقم 910 في المقام : وأمّا توصيف الصدوق إيّاه في المشيخة بقوله : صاحب أبي محمّد عليه السلام فليس فيه أدنى إشعار بوثاقة الرجل أو حسنه ، كيف ذلك ؟ و قد كان في أصحاب الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم من كان ، فما ظنّك بمن صحب الإمام عليه السلام.
    أقول : هذا من غريب القول ، والظاهر أنّه نشأ من الغفلة في الفرق ، فإنّ أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كانوا في معرض الرياسة والزعامة ، فانحراف بعضهم كان لنيل تلك الرياسة والزعامة ، بخلاف مصاحبة الأئمة عليهم السلام ، كانت خالصة من كلّ ذلك ، غير مشوبة بأمر من أمور الدنيا ، بل كانوا في معرض سخط ولاة السلطة و طغاة العصر ، و نيلهم الأذى وأنواع العذاب ، و هذا الفرق واضح جداً ، و لا أدري كيف خفي هذا الفرق الواضح على هذا المعاصر الجليل.
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ التأمّل في جميع ما ذكره المؤلّف قدّس سرّه ، و ما نقلناه لا يدع مجالا للتشكيك


(77)

في وثاقة المترجم و جلالته ، وائتمان الإمام عليه السلام له والدته و شبله العظيم ، و ثقلهما ، ثمّ كونه مصاحباً للإمام عليه السلام ، والتشرّف برؤية الإمام المنتظر عليه أفضل الصلاة والسلام و خدمته له ، والقيام بشؤونه ، يلزمنا الجزم بكونه إمامياً عدلا ثقة ، بل في أعلى مراتب الوثاقة والعدالة ، فتفطّن.

    جاء بهذا العنوان في الخرائج والجرائح 3/452 باب 12 حديث 38 قال : و منها ما روي عن أحمد بن محمّد بن مطهّر ، قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمّد عليه السلام من أهل الجبل يسأله عمّن وقف على أبي الحسن موسى عليه السلام ..
    والظاهر أنّ العنوان مصحّف ، والصحيح : محمّد بن المظفّر بن نفيس المصري أبو الفرج الفقيه ، كما في الخرائج والجرائح 3/1075 الباب العشرون حديث 11 : و قال ابن بابويه : ثنا أبو الفرج محمّد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه ، ثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الداودي ، عن أبيه ، قال : كنت عند أبي القاسم بن روح فسأله رجل : ما معنى قول العبّاس للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ عمّك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل ..
    و بالسند والمتن في إكمال الدين 2/519 الباب الخامس والأربعون حديث 48 ، و بالسند والمتن المذكور في معاني الأخبار : 286 حديث 2.
    و في علل الشرائع : 145 باب 120 حديث 12 قال : حدّثني محمّد ابن المظفر بن نفيس المصري رحمه الله ، قال : حدّثني أبو إسحاق إبراهيم ابن محمّد بن أحمد بن أخي سيّاب العطّار الكوفي رضي الله عنه ..
حصيلة البحث
    يتّضح من الأسانيد المذكورة أنّ العنوان محرّف ، والصحيح : محمّد بن المظفّر بن نفيس المصري ، و لذلك نذكره إن شاء الله في حرف الميم.


(78)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على ما في أمل الآمل (2) من أنّه : عالم فاضل ، عظيم الشأن ، جليل القدر ، شاعر أديب ، له ديوان شعر ورسائل متعدّدة. وذكره ولده السيّد علي (3) في سلافة العصر (4) وأثنى عليه ثناءً بليغاً ، وذكر له شعراً كثيراً. وقد مدحه شعراء زمانه ، وكان كالصاحب بن عبّاد في عصره ، توفّي في زماننا بحيدرآباد ، وكان مرجع علمائنا (5) وملوكها ، وكان بيننا وبينه مكاتبات ومراسلات (6).
* ـ
مصادر الترجمة
    أمل الآمل 2/27 برقم 70 ، رياض العلماء 1/66 ، سلافة العصر : 10.
1 ـ أمل الآمل 2/27 برقم 70 ، وفي رياض العلماء 1/66 بعد العنوان قال : وقد مدحه شعراء زمانه ، وكان كالصاحب بن عبّاد في عصره. توفي في زماننا بحيدرآباد ، وكان مرجع علمائها وملوكها وكان بيننا وبينه مكاتبات ومراسلات.
    أقول : هو أحمد بن محمد بن السيّد نظام الدين أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين بن مسعود بن صدرالدين محمد بن غياث الدين منصور بن الأمير صدرالدين محمد الشيرازي الدشتكي المعروف ، فهو من أسباط الأمير غياث الدين منصور الشيرازي الصدر الكبير المشهور في زمن السلطان شاه طهماسب.
* ـ أراد به السيد علي خان.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ سلافة العصر : 10 ـ 22 قال : الوالد الأمير نظام الدين أحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني .. إلى آخره ، وذكر ترجمته وأشعاره.
3 ـ كذا في الأصل ، والصحيح : علمائها ، كما في المصدر.
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ جمل الثناء التي ذكرها في أمل الآمل للمترجم ، تجعله في أعلى مراتب الحسن ، إن لم تدلّ على الوثاقة ، ولكن لم يظهر لي كونه من الرواة.


(79)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط المقرئ في ابنه : إبراهيم بن أحمد بن محمّد.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في الرجل إلاّ على قول الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (3) : أحمد بن محمّد المقرئ ، صاحب أحمد بن بديل ،
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 446 برقم 46 ، نقد الرجال : 34 [ المحققّة 1/171 برقم ( 338 ) ] ، مجمع الرجال 1/166 ، منهج المقال : 46 ، جامع الرواة 1/71 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 55.
1 ـ في صفحة : 266 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ : 446 برقم 46 ، وذكره في نقد الرجال ، ومجمع الرجال ، وجامع الرواة وغيرها نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله ، وذكره في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 55 ، وفي تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 46 قال : أحمد بن محمد المقرئ كونه شيخ إجازة يشير إلى الوثاقة ..
حصيلة البحث
    كونه شيخ إجازة للتلعكبري تسبغ عليه نوع وثاقة ، ولا أقل من الحسن فهو إن لم يكن ثقة لابدّ من عدّه حسناً ، والله العالم.

جاء بهذا العنوان في كفاية الأثر : 168 بسنده : .. عن أبي روح بن فروة ابن الفرج ، عن أحمد بن محمد بن المنذر بن جيفر قال : قال الحسن بن علي عليهما السلام..


(80)
روى عنه التلعكبري إجازة. انتهى.
    وأبدل المقرئ في بعض نسخه ب‍ : المنقري.
    وعلى أيّ حال ؛ فظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    ويأتي ضبط المنقري في : أسلم بن أيمن إن شاء الله تعالى.

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على قول النجاشي (2) : أحمد بن محمّد بن موسى بن الحرث
وعنه في بحار الأنوار 36/341 حديث 205 مثله ، وفيه : أحمد بن محمد بن المنذر بن الجيفر.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل وروايته سديدة.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 70 برقم 217 الطبعة المصطفوية ، الفهرست : 142 برقم 520 ، رجال ابن داود : 44 برقم 131.
1 ـ رجال النجاشي : 70 برقم 217 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة بيروت 1/232 برقم ( 219 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 89 برقم ( 221 ) ، وطبعة الهند : 65 ] ، وفي بعضها : الحارث بدل حرث وهما واحد ، وقد يطلق عليه النوفلي كما ذكره الشيخ في رجاله : 487 برقم 64 في ترجمة عيسى بن مهران قال : روى عنه ابن همام ، عن أحمد بن محمد بن موسى النوفلي ، عنه.
    وفي الفهرست في ترجمة عيسى بن مهران أيضاً : 142 برقم 520 [ الطبعة المرتضوية : 116 ، وطبعة جامعة مشهد : 249 ـ 250 برقم ( 549 ) ] .. إلى أن قال : عن


(81)
[ الحارث ] بن عون بن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ابن هاشم ، له كتاب نوادر كبير. انتهى.
    وظاهره كونه إماميّاً. ويمكن جعل عدّ ابن داود له في الباب الأوّل (1) مدرجاً له في الحسان (2).
ابن همام ، عن أحمد بن محمد بن موسى النوفلي ..
    والنجاشي في ترجمة عيسى بن مهران : 228 برقم 800 ( من الطبعة المصطفوية ) .. إلى أن قال : قال : حدّثنا ابن همام ، عن أحمد بن محمد بن النوفلي ، عنه.
    وإنمّا يطلق عليه النوفلي ؛ لأنّ جدّه السادس هو : نوفل بن الحرث ، فتفطّن.
    وفي أسانيد الروايات قد يطلق عليه : أحمد بن محمد بن الهاشمي تارة ، وأحمد بن موسى النوفلي اُخرى ، روى عن أحمد بن هلال ، ومحمد بن حمّاد ، ومحمد بن عبد الله الداري ، ومحمد بن عبد الله بن مهران ، وروى عنه ابن همام الثقة الجليل ، وقد وقع في طريق النجاشي في ترجمة علي بن أسباط رجال النجاشي : 190 برقم 658 فقال : بسنده : .. قال : حدّثنا محمد بن علي بن همام أبو علي الكاتب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن موسى قال : حدّثنا أحمد بن هلال ، عن علي بن أسباط ، وفي الفهرست : 142 برقم 520 في ترجمة عيسى بن مهران قال : أخبرنا جماعة ، عن التلعكبري ، عن ابن همام ، عن أحمد بن محمد بن موسى النوفلي ، عنه.
1 ـ رجال ابن داود : 44 برقم 131. واعلم بأنّ ابن داود رحمه الله خصّ القسم الأوّل من رجاله في ذكر الثقات والمهملين عنده ، كما صرّح بذلك في أوّل القسم الثاني من رجاله. وقلنا : بأنّ من لم يصرّح باهماله فهو ثقة عنده ، وعلى هذا لابدّ من نسبة التوثيق إلى ابن داود ، وعدّ المعنون من الثقات.
* ـ
حصيلة البحث
    إن عدّ ابن داود للمعنون في القسم الأوّل الدالّ على أنّه ثقة عنده ، ومن شيخوخته لابن همام ، يمكن ترجيح وثاقة المعنون ، ولكن بالنظر إلى عدم تصريح ابن داود بالوثاقة ، يكون الحكم بالحسن هو القدر المتيقنّ ، فحديثه حسن.


(82)
    [ الترجمة : ]
    هو : أحمد بن محمد بن عمران بن موسى ـ المتقدّم (1) آنفاً ـ (2) قد حذف اسم أبي جدّه عمران اختصاراً.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ (3) ضبط الجنديّ في : أحمد بن محمّد بن عمران.


1 ـ في صفحة : 5 من هذا المجلّد.
2 ـ صرّح باتّحاد العنوانين الوحيد البهبهاني في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 46.
3 ـ في صفحة : 5 من هذا المجلّد.
4 ـ هذا ما استدركه المصنّف قدّس سرّه تحت عنوان : أحمد بن محمد بن نصير النميري ، برقم ( 556 ) في صفحة : 90 من هذا المجلّد ، فلاحظ.
    أقول : استفاد المصنّف قدّس سرّه أنّ حالته سيئة ، فراجع.
    ثم إنّ في غيبة الطوسي : 245 طبعة النجف ، [ وفي طبعة مؤسسة نشر المعارف الإسلامية : 399 ] : .. فافترقوا بعده [ أي بعد موت محمد بن نصير ] ثلاث فرق .. وفرقة قالت : هو أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات .. وكما عدّه الشيخ رحمه الله في الغيبة : 244 من أصحاب محمد بن نصير وقال : وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوّي أصحابه ويعضده. فالمعنون وأبوه من الضالّين فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
* ـ
حصيلة البحث
    المعنون لا ينبغي عدّه من الرواة ، بل هو مبدع ضالّ ومن أحطّ الناس وأرخصهم.


(83)
    الضبط :
    الصَلْت : بفتح الصاد المهملة ، وقد يضمّ ، وسكون اللام ، والتاء المثنّاة من فوق ، الرجل الماضي في الحوائج ، الخفيف اللباس (2). وقد تعارفت التسمية به.
    وقد مرّ (3) ضبط الأهوازي في : أحمد بن الحسين.
    [ الترجمة : ]
    وكنية الرجل : أبو الحسن ، على ما صرّح به في الوسيط (4). وقال : وروى الشيخ الطوسي رحمه الله عنه ، عن ابن عقدة جميع رواياته وكتبه ، ونقل أنّه كان معه خطّ أبي العبّاس بإجازته وشرح رواياته وكتبه .. ثم قال : إنّ هذا يدلّ
* ـ
مصادر الترجمة
    الوسيط المخطوط : 31 من نسختنا ، الفهرست : 52 برقم 86 ، التهذيب ( في المشيخة ) 10/77 ، الاستبصار 4/321 ، رجال النجاشي : 247 برقم 874 الطبعة المصطفوية ، ضمنناً [ وفي طبعة الهند : 226 ، وطبعة جماعة المدسين : 323 برقم ( 881 ) ، وطبعة بيروت 2/198 ـ 199 برقم ( 882 ) ] ، وموارد اُخرى ، بحار الأنوار 107/136 ، معراج أهل الكمال المخطوط : 20 من نسختنا [ وصفحة : 201 برقم ( 79 ) من الطبعة المحقّقة ] ، أمل الآمل 2/27 برقم 71 ، رياض العلماء 1/67 ، تفسير علي بن إبراهيم القمّي 2/388 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس : 26 ، التهذيب 3/136 حديث 301 ، ميزان الاعتدال 1/132 برقم 533 ، لسان الميزان 1/255 برقم 800 ، تاريخ بغداد 4/370 برقم 2240 ، شذرات الذهب 3/188 ، مرآة الجنان 3/22.
1 ـ هكذا في تاج العروس 1/560 ، والظاهر منه فتح الصاد ، وفي الصحاح 1/256 : الصَلْتُ : اسم رجل ، وانظر أيضاً : توضيح المشتبه 5/436.
2 ـ في صفحة : 29 من المجلّد السادس
3 ـ الوسيط ـ لا زال مخطوطاً ـ راجع صفحة : 31 من نسختنا.


(84)
في الجملة على اعتباره ، وعلى صحّة رواياته بخصوصه ، فتدبّر. انتهى.
    وحكى في التعليقة (1) ، عن المحقّق البحراني أنّه وجد في إجازة العلاّمة (2) رحمه الله للسادة أولاد زهرة أنّه من رجال العامّة (3) ، وقال : إنّي لم أجده في كلام غيره (4). انتهى.
    وعن ميزان الاعتدال (5) : إنّ أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن الصلت
1 ـ الوحيد البهبهاني رحمه الله في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 46.
2 ـ المطبوعة في بحار الأنوار 107/136 قال : ـ وأجزت لهم ـ أدام الله أيّامهم ـ أن يرووا عنّي .. إلى أن قال : عن الشيخ أبي جعفر الطوسي .. جميع ما يرويه عن رجال العامّة. منهم : أبو الحسين بن بشران المعدّل .. إلى أن قال : وأبو الطيّب الطبري الجوزي ، وأبو عمرو بن المهدي روى عن ابن عقدة ، وأحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي روى أيضاً عن ابن عقدة .. إلى آخره.
    وهذه العبارة لا تدلّ بوجه على عامية ابن الصلت ، بل إذا دلّت فإنّما تدلّ على أنّ ابن الصلت روى عن ابن عقدة ، وسياق العبارة دليل على ما قلناه ، وإنّما ذكر ابن الصلت استطراداً ممّن روى عن ابن عقدة ولذا قال : أيضاً.
3 ـ أقول : أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت اثنان : أحدهما : المترجم ، والثاني : أحمد ابن محمد بن موسى بن الصلت المجبّر شيخ البايناسي ، قال الخطيب في تاريخ بغداد 5/94 برقم 2491 : .. سمعت أبا بكر البرقاني ، وسئل عن ابن الصلت المجبّر ، فقال : ابنا الصلت ضعيفان .. فالعلاّمة قدّس الله روحه ذكر في الإجازة المشار إليها أنّه من رجال العامّة فإنّما هو هذا الثاني المتّحد مع الأوّل في الاسم والأب والجدّ وأبي الجدّ وليس المترجم هنا قطعاً ، ولم أظفر على هذا العنوان في الإجازة المذكورة ، والله العالم.
4 ـ جاء في معراج أهل الكمال قوله : 22 : وكذا أحمد بن محمد بن موسى قد سبق الكلام فيه ، وأنّه من مشايخ الإجازات. ووجدت الآن في إجازة العلاّمة قدّس الله روحه للسادة أولاد زهرة أنّه من رجال العامّة ، ولم أجده في كلام غيره ..
    وقال في صفحة : 13 : وأمّا أحمد بن محمد بن موسى فهو المعروف ب‍ : ابن الصلت الأهوازي من مشايخ الإجازات ، وهو الواسطة بين الشيخ وبين ابن عقدة الحافظ .. إلى آخره.
5 ـ ميزان الاعتدال 1/132 برقم 533 قال : أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن


(85)
الأهوازي سمع المحاملي ، وابن عقدة. وعنه الخطيب ، وكان صدوقاً صالحاً. انتهى.
    قلت : ما نسبه إلى المحقّق البحراني لم أقف في المعراج (1) ، ولا البلغة منه على عين ولا أثر. ويبعد غايته أن يجيز أبو العباس عاميّاً (2). وتعرّض الذهبي
هارون .. إلى آخره.
    وفي لسان الميزان 1/255 برقم 800 قال : أحمد بن محمد بن موسى بن هارون ابن الصلت الأهوازي سمع المحاملي وابن عقدة ، وعنه الخطيب وقال : كان صدوقاً صالحاً .. إلى آخره.
    وقال في تاريخ بغداد 4/370 برقم 2240 : أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت ، أبو الحسن أهوازي الأصل. مولده ببغداد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي ، ومحمد بن مخلّد العطّار ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي ، والحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، ومحمد بن جعفر المطيري ، وأبا العباس بن عقدة .. إلى أن قال : كتبت عنه ، وكان صدوقاً صالحاً ينزل دار إسحاق ، وتوفّي يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الاخرة سنة تسع وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب التين.
    وفي شذرات الذهب 3/188 في حوادث سنة 409 قال : وفيها ابن الصلت الأهوازي أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وسمع من المحاملي وابن عقدة وجماعة ، وهو ثقة.
    وفي مرآة الجنان 3/22 في حوادث سنة 409 قال : وفيها توفّي ابن الصلت محمد ابن أحمد [ كذا ، والصحيح : أحمد بن محمد ] الأهوازي.
وقال في أمل الآمل 2/27 برقم 71 : أحمد بن محمد بن موسى المعروف ب‍ : ابن الصلت فاضل ، جليل ، يروى عنه الشيخ الطوسي.
1 ـ معراج أهل الكمال : 22 من الطبعة المحقّقة [ وصفحة : 20 من نسختنا المخطوطة ].
2 ـ أقول : أبو العباس ؛ كنية ابن عقدة المحدّث الشهير روى عن العامّة والخاصّة والزيّدية ، وهو زيدي ثقة. وذكر في رياض العلماء 1/67 عبارة أمل الآمل ثم قال : أقول : قد عدّ العلاّمة في آخر إجازته لبني زهرة هذا الشيخ من علماء العامّة الذين كانوا من مشايخ الشيخ الطوسي ، لكن قال : أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي ، فيحتمل التعدّد ، فلاحظ.


(86)
لذكره لا يدلّ على كونه عاميّاً.
    فعدّه من الحسان ـ لما سمعته من الميرزا في الوسيط ـ غير بعيد.
    [ التمييز : ]
    وقد ميّزه في المشتركاتين بروايته عن ابن عقدة (1).
تنبيه
    تواتر النقل بأنّ ابن الصلت ـ المترجم ـ يروي عن ابن عقدة ، والحال أنّ ابن عقدة مات سنة 333 ، وجاء في رجال النجاشي ، كما وصرّح الخطيب في تاريخ بغداد كما تقدّم بأنّ ولادة المترجم سنة 324 ، والجمع بين التاريخين يقضي بأنّ في أوّل رواية ابن الصلت عن ابن عقدة كان عمره تسع سنين ، وهذا بعيد ، فلابدّ من التأمّل في تاريخ ولادته. حيث إنّ تاريخ وفاة ابن عقدة لا يمكن نقاشه لاتفاق الخاصّة والعامة عليه ، فلا يبقى إلاّ النقاش في تاريخ ولادة المترجم ، أو القول بأنّ تحمله الرواية عن ابن عقدة كان في التاسعة من عمره ، فيكون ممّن تحمّل الرواية صغيراً ورواها كبيراً ، ولا مانع منه.
لفت نظر
    جاء المعنون بعنوان : أحمد بن محمد بن موسى في تفسير القمّي 2/388 سورة نوح ( 71 ) : 27 : ( إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلّوُا عِبادَكَ .. ) حدّثنا أحمد بن محمد بن موسى ، قال : حدّثنا محمد بن حمّاد ، عن علي بن إسماعيل التيمي ، عن فضيل الرسّام ، عن صالح بن ميثم قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام ..
    وفي التهذيب 3/136 برقم 301 : .. وعنه ( أي : محمد بن علي بن محبوب ) ، عن أحمد بن محمد بن موسى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    ولا يبعد أن يكون أحمد بن محمد بن موسى هو غير المعنون هنا لاختلاف الطبقة.
    قال شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس : 26 ـ بعد أن نقل عبارة الشيخ في رجاله وفهرسته ، وأنّه شيخ النجاشي والشيخ الطوسي ـ قال : أقول : يظهر منه أنّ صاحب الترجمة من المعمّرين ؛ لأنّ شيخ الطائفة ولد سنة 385 ، وهاجر إلى العراق سنة 408 ، وروايته عن صاحب الترجمة بعد الورود إلى العراق ، والمدّة بين وفاة ابن عقدة وورود الطوسي إلى العراق خمس وسبعون سنة ، فلو كانت إجازة ابن عقدة لابن الصلت أواخر عمر المجيز وأوائل شباب المجاز ، فيفوق عمره عن التسعين سنة. 1 ـ في هداية المحدّثين : 178 ، وجامع المقال : 100 ، وفيهما : أنّه روى ابن عقدة عن


(87)
    وأقول : قد روى الشيخ رحمه الله في الفهرست (1) و .. غيره (2) عنه ، وعن
المترجم وهو خطأ ، والصحيح : العكس ، فتدبّر.
1 ـ في الفهرست : 52 برقم 86 [ في الطبعة المرتضوية : 28 ـ 29 برقم ( 76 ) ، وطبعة جامعة مشهد 42 ـ 44 برقم ( 76 ) ] في ترجمة ابن عقدة قال : أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي ، وكان معه خطّ أبي العباس بإجازته وشرح رواياته وكتبه ، عن أبي العباس أحمد بن محمد ابن سعيد ..
    وفي الفهرست : 41 برقم 61 في ترجمة أبان بن تغلب قال : وأمّا كتابه المفرد فأخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى ، عن أحمد بن محمد بن سعيد .. إلى أن قال : وأخبرنا أحمد بن محمد بن موسى المعروف ب‍ : ابن الصلت الأهوازي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد .. إلى أن قال : ولأبان رضي الله عنه قراءةً مفردة ، أخبرنا بها أحمد بن محمد بن موسى قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد .. إلى أن قال : ولأبان كتاب الفضائل ، أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى ، عن أحمد بن محمد ابن سعيد.
2 ـ قال الشيخ في مشيخة التهذيب 10/77 : وما ذكرته عن أبي العباس أحمد بن محمد ابن سعيد : فقد أخبرني به أحمد بن محمد بن موسى ، عن أبي العباس أحمد بن محمد ابن سعيد.
    وفي الاستبصار 4/321 : وما ذكرته عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، فقد رويته عن أحمد بن محمد بن موسى ، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد.
    فيتّضح منه أنّ المترجم من مشايخ شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله.
    وقال النجاشي في رجاله : 80 برقم 250 في ترجمة أيوب بن نوح : أخبرنا أحمد ابن محمد بن هارون ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ..
    وفي صفحة : 247 برقم 874 في ترجمة محمد بن قيس البجلي : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى قال : حدّثنا أبو علي بن همام ..
    وفي صفحة : 279 برقم 962 في ترجمة محمد بن إسحاق التغلبي : أخبرنا أحمد بن محمد الأهوازي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ..
    وفي صفحة : 22 برقم 53 في ترجمة إسماعيل بن زيد الطحّان قال : أخبرنا أحمد ابن محمد بن هارون قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد..


(88)
ابن عقدة (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على ما في أمل الآمل (3) من أنّه : كان عالماً فاضلاً جليلاً ، يروي عن شاذان بن جبرئيل (**).
وموارد اُخرى يتّضح منها أنّ المترجم من مشايخ النجاشي أيضاً.
واعلم أنّ أحمد بن محمد بن هارون هو المترجم ، وأنّ هارون جدّه الأعلى ، كما في لسان الميزان 1/255 برقم 800 قال : أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي.
* ـ
حصيلة البحث
    ليس في إجازة العلاّمة لبني زهرة إشارة إلى عاميته وذكر بعض علماء العامّة لترجمته لا يدلّ على عاميّته ، فإنّهم يذكرون كثيراً من علمائنا ولا يشيرون إلى كونه من الإماميّة ، وقد ذكرت أنّ هناك أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت المجبّر من رواة العامّة ، فإن كان العلاّمة رحمه الله ذكر في إجازة بني زهرة هذا العنوان فإنّما هو ابن الصلت المجبّر العاميّ لا ابن الصلت الأهوازي ، فتفطّن ، وعليه فإنّ شيخوخته لشيخ الطائفة وللنجاشي ، ومن توصيف الشيخ الحرّ له بالفضل والجلالة ، وكثرة رواياته ، كلّ ذلك دليل على حسنه أقلاًّ ، فهو عندي في أعلى مراتب الحسن ، وحديثه حسن كالصحيح.
* ـ
مصادر الترجمة
    أمل الآمل 2/27 برقم 72 ، رياض العلماء 1/58.
1 ـ أمل الآمل 2/27 برقم 72 ، ومثله بلا زيادة في رياض العلماء 1/58.
** ـ
حصيلة البحث
    إنّ وصف الشيخ الحرّ قدّس سرّه للمعنون بالعلم والفضل والجلالة يستوجب عدّه حسناً ، وكون روايته حسنة من جهته ، والله العالم.


(89)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط النجاشي في : أحمد بن عباس.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف فيه إلاّ على ما نقله في المنهج (3) من عدّه من أصحاب الكاظم عليه السلام في كتاب البرقي (4).
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال البرقي : 49 ، منهج المقال : 47.
1 ـ في صفحة : 201 من المجلّد السادس.
2 ـ منهج المقال : 47.
3 ـ رجال البرقي : 49.
وقال بعض المعاصرين في قاموسه 1/430 : إنّ الظاهر كونه محرّف : أحمد بن مخلّد النخّاس الذي عدّه ( جخ ) من أصحاب الكاظم عليه السلام ، فالفرق بينهما في الخطّ قليل.
أقول : إنّ أمانة النقل لا تسوّغ لنا أن نحكم باتّحاد ما كان الفرق بين الاسمين قليلاً ، وإلاّ فلو فتحنا هذا الباب لاختلّ اسم كثير من تراجم الرواة ، فكلام هذا المعاصر ساقط عن الاعتبار.
4 ـ
حصيلة البحث
    لم أجد في المعاجم الرجالية والحديثية مايعرب عن حال المعنون ، فهو غير متّضح الحال.

جاء في لسان الميزان 1/305 برقم 910 قال : أحمد بن محمد بن نصر الرازي السمسار ، ذكره ابن بابويه في تاريخ الري عن جعفر بن الحسين ابن علي بن شهريار القمّي ، روى عنه علي بن محمد القمّي.


(90)
    [ حالهم سيّئ ؛ لأنّ محمد بن نصير النميري لما سأله أصحابه قبل وفاته عند ثقل لسانه عمّن يقوم بهذا الأمر من بعده قال بلسان ضعيف ملجلج : أحمد.
وقال شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 55 بعد أن نقل عن لسان الميزان كلامه : فالمترجم له يروي عن جعفر بن الحسن ، وروى عن المترجم له علي بن محمد القمّي. وهذه عادة ابن حجر في كتبه الرجالية ، فإنّه يترجم للرجل ثم يقول : عن فلان وفلان ، فيعدّد مشايخه ثم يقول : وعنه فلان وفلان. فيعدّد من روى عنه. والصحيح في شيخه هو جعفر بن الحسين ، لا الحسن كما يأتي.
حصيلة البحث
    لم يذكره أعلام الجرح والتعديل ، فهو مهمل اصطلاحاً ، وإنّي أستشمّ حسنه.
1 ـ أقول : روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : 398 حديث 371 طبعة مؤسسة المعارف الإسلامية : وقال بسنده : .. سعد بن عبد الله كان محمد بن نصير النميري يدّعى أنّه رسول نبيّ ، وأن علي بن محمد عليه السلام أرسله ، وكان يقول بالتناسخ ويغلو في أبي الحسن عليه السلام ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم .. وفي صفحة : 399 برقم 373 قال : سعد فلمّا اعتلّ محمد بن نصير العلّة التي توفّي فيها قيل له ـ وهو مثقل اللسان ـ. إلى آخر ما ذكره المؤلّف قدّس سرّه.
2 ـ مرّ قريباً تحت رقم : ( 552 ).
3 ـ قد سلف مستدركاً تحت رقم ( 443 ) من المجلّد الخامس.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس