تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 151 ـ 165
(151)

وفي روضات الجنّات 1/261 برقم 82 : الشيخ الكامل المتين مهذّب الدنيا والدين أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي الشامي المعروف ب‍ : عين الزمان ، ذكر ابن خلّكان : إنّه كان شاعراً مشهـوراً وله ديوان شعر ، وأبوه كان ينشد الأشعار ويغنّي في أسواق طرابلس ، ونشأ أبو الحسين المذكور وحفظ القرآن الكريم وتعلّم اللغة والأدب وقال الشعر وقدم دمشق وسكنها ، وكان كثير الهجاء خبيث اللسان ..
    وفي أنوار الربيع 3/223 : قلت : وعلى هذا الأسلوب نظم ابن منير قصيدته المشهورة الّتي انتهت الإشارة إليها في أسلوبها ، وكان سبب نظمه لها أنّه كان بينه وبين الشريف الموسوي نقيب الأشراف مودّة أكيدة ومراسلات ، لأنّ الشريف كان رئيس مذهب الإماميّة ، وكان ابن منير من كبار الإماميّة وأجلاّء طرابلس ، فيقال إنّه أرسل إلى الشريف مرّة بهدية مع عبد أسود له ، فأرسل الشريف يعتبه ، وكتب إليه : أمّا بعد ، فلو علمت عبداً أقلّ من الواحد ، ولوناً شراً من الأسود بعثت إلينا ، والسلام.
    وكان الشريف معروفاً بالشهامة وعلوّ الهمّة ، وكان ابن منير يهوَى مملوكاً له يسمّى تتر ، لا يفارقه في نوم ولا يقظة حتّى أنّه متى اشتدّ غمّه أو رمي بمحنة نظر إليه فيزول ما به ، فحلف أنّه لا يرسل إلى الشريف هديّة إلاّ مع أعزّ الناس إليه ، فجهّز هدايا نفيسة مع مملوكه تتر إلى الشريف ، وأخذ يقاسي مشاقّ فرقته ، ويتجرّع غصص بعاده ، فلّما وصل المملوك إلى الشريف توهّم أنّه من جملة الهدية تعويضاً من ذنب العبد الأسود ، فأمسكه ، وطال الأمر على ابن منير فلم ير ما ينكى به الشريف ويبعثه على إرسال مملوكه إلاّ إظهار النزوع عن التشيع ، والدخول في مذهب السنة ، وأنّ ذلك دليل أمر عظيم أخرجه عن العقل حتّى يفارق مذهبه ، فكتب إليه هذه القصيدة ، يذكر فيها وجده ، ويقسم [ عليه ] بالإيمان المحرجة أنّه إن لم يردّ عليه مملوكه خرج عن مذهبه إلى التسنّن ، وفارق الحقّ إلى الباطل ، ونزع عن الهدى إلى الضلال .. ، ثمّ ذكر 92 بيتاً من


(152)

القصيدة.
    وقد ذكر القصيدة جماعة من الخاصّة والعامّة ، واكتفى بعضهم بنقل قطعة منها ، وإليك ما في ثمرات الأوراق : 125 :
عذّبت طرفي بالسهر ومزجت صفو مودّتي وأذبت قلبي بالفكر من بعد بعدك بالكدر
    ثم ذكر عشرين بيتاً في وصف محبوبه : تتر ، ثم قال :
بالمشعرين وبالصفا وبمن سعى فيه وطا لئن الشريف الموسوي أبدى الجحود ولم يردّ واليت آل أميّة وجحدت بيعة حيدر وإذا جرى ذكر الصحا قلت : المقدّم شيخ تيم ما سلّ قط ظبا على كلاّ ولا صدّ البتو وأثابها الحسنى وما والبيت أقسم والحجر ف به ولبّى واعتمر ابن الشريف أبي مُضر إليَّ مملوكي ( تتر ) الطهر الميامين الغرر وعدلت عنه إلى عمر بة بين قوم واشتهر ثم صاحبه عمر آل النبي ولا شهر ل عن التراث ولا زجر شقّ الكتاب ولا بقر
     .. إلى أن قال :
وأقول : إنّ إمامكم وأقول : إن أخطا معا هذا ولم يغدر معا بطل بسوءته يقا ولّى بصفّين وفرّ وية فما أخطا القدر وية ولا عمرو مكر تل لابصارمه الذكر
     .. إلى أن قال :
وأقول : إنّ يزيد ما ولجيشه بالكفّ عن والشمر ما قتل الحسين وحلقت في عشر المحرّم شرب الخمور ولا فجر أبناء فاطمة أمر ولا ابن سعد ما غدر ما استطال من الشعر

(153)

     .. إلى أن قال :
وأقول : في يوم تحار والصحف ينشر طيّها هذا الشريف أضلّني مالي مضلّ في الورى فيقال خذ بيد الشريف لوّاحة تسطو فما والله يغفر للمسيء إلاّ لمن جحد الوصي فاخش الإله بسوء فعلك وإليكما بدوية شاميّة لو شامها وروى وأيقن إنّني حبّرتها فغدت كزهر وإلى الشريف بعثتها ردّ الغلام وما استمر وأثابني وجزيته له البصائر والبصر والنار ترمي بالشرر بعد الهداية والنظر إلاّ الشريف أبو مضر فمستقر كما سقر تُبقي عليه ولا تذر إذا تنصّل واعتذر ولاءه ولمن كفر واحتذر كلّ الحذر رقّت لرقّتها الحضر قس الفصاحة لافتخر بحر وألفاظي درر الروض باكره المطر لمّا قراها وانبهر على الجحود ولا أصر شكراً وقال لقد صبر
     .. إلى هنا نقلنا القصيدة عن ثمرات الأوراق وإليك ما يتبع الشعر.
    قال في أنوار الربيع 3/223 : فلمّا وصلت القصيدة إلى الشريف ضحك وقال : قد أبطأنا عليه فهو معذور ، ثمّ جهّز المملوك مع هدايا حسنة فمدحه ابن منير فقال :
إلى المرتضى حثّ المطيّ فإنّه ترى الناس أرضاً في الفضائل عنده إمام على كلّ البريّة قد سما ونجل الزكي الهاشمي هو السما
     .. إلى أن قال : قوله : وإلى الشريف بعثتها .. إلى آخر ، قد يتوهم أنّه ملحق بالقصيدة وأنّه قاله بعد ردّ المملوك ، وليس كذلك ، وإنّما قاله تفاؤلاً وحسن ظنّ بالشريف واعتماداً على علوّ همّته ، وهذا من دهاء ابن منير لعلمه بسجايا الشريف.


(154)

قلت : وكثير من الناس يظنّ أنّ الشريف المذكور هو أبو القاسم علي بن الطاهر ـ أخو الشريف الرضي رحمه الله ـ وليس به ، فإنّ ابن منير متأخّر عن الشريف المرتضى ولم يدرك زمانه قطعاً ، لأنّ وفاة الشريف المرتضى المذكور يوم الأحد الخامس من شهر ربيع الأوّل سنة 436 ، فيكون موت الشريف المرتضى قبل أن يخلق ابن منير بنحو من سبع وثلاثين سنة ، فيتعيّن أن يكون الشريف الّذي خاطبه ابن منير غير سيّدنا الشريف المرتضى علم الهدى رحمهما الله جميعاً.
    قال ابن خلّكان في وفيات الأعيان 1/159 برقم 64 في ترجمة ابن منير : وكانت ولادته سنة 473 بطرابلس ، وكانت وفاته في جُمادى الآخرة سنة 548 بحلب ودفن في جبل جوشن بقرب مشهد الّذي هناك رحمه الله تعالى.
    أقول : في معجم البلدان 2/186 : جوشن جبل في غربي حلب ، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ، ويقال : أنّه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنه [ صلوات الله وسلامه عليه ] ونساؤه وكانت زوجة الحسين [ عليه السلام ] حاملاً ، فاسقطت هناك ، فطلبت من الصنّاع في ذلك الجبل خبزاً وماءً؟ فشتموها ومنعوها فدعت عليهم ، فمن الآن من عمل فيه لا يربح ، وفي قبليّ الجبل مشهد يعرف ب‍ : مشهد السقط ويسمّى مشهد الدكة ، والسقط يسمّى محسن بن الحسين رضي الله عنه [ صلوات الله عليه وسلامه ].
ما يتبع الشعر
    أقول : نبزه جلّ من ترجم له من العامّة بأنّه : كان رافضيّاً ، كثير الهجاء ، خبيث اللسان ، ومنشأ هذة الفرية أنّ المترجم له كان إماميّاً متجاهراً بثلب أعداء آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ومُعلناً بفضائلهم عليهم السلام ، وناظماً في مساوي كلّ من خالفهم ، وحيث أنّه كان في القمّة في النظم لم يسع أعداؤه ترك ذكره وديوانه يشهد بذلك ، فإنّه رحمه الله تعالى له النظم الكثير في ما خصّ الله سبحانه وتعالى أهل البيت عليهم السلام من الفضائل ومن وجوب التوليّ لهم


(155)

والتبرّي من أعدائهم ، ولم يكتفوا بتنقيصه حسب بل جعلوا أباه ـ منيراً ـ مغنياً في الأسواق إعراباً بأنّه كان من سقطة الناس ، مع أنّ منيراً كان يتلو أشعار العوني رحمه الله في مدائح أهل البيت عليهم السلام ونشر فضائلهم.
    ومن المعلوم بأنّ العوني كان شاعر أهل البيت ونظمه إن لم يكن كلّه فجلّه فيهم عليهم السلام وذمّ أعدائهم ، وهذا ممّا لم يرق المترجمين له من شيعة آل أبي سفيان فنبزوه بأنّه كان يغني في الأسواق ، وهو أجلّ وأرفع من ذلك ، بل كان داعية جهاراً في ترويج المذهب الحقّ فرحمة الله عليه ورضوانه.
    وقال ابن حجّة الحموي في صفحة : 124 : كما الجأت الشيخ مهذّب الدين بن منير الطرابلسي الشاعر المشهور أن يترك التشيّع ، ـ وكان من كبار الشيعة ـ ، ويرجّح جانب السنّة ويوهي أقوال الرافضة..!
حيّا الله هذا الأدب الرفيع والفهم العديم النظير ، فإنّه غفل أو تغافل عن الشرط والجزاء في قوله :
لئن الشريف الموسوي أبدى الجحود ولم يردّ واليت آل اميّة ابن الشريف أبي مضر إليّ مملوكي تتر ...............
    وبهذ التضلّع في فهم النظم نسب إلى المترجم بأنّه ـ يرجّح جانب السنّة! عامله الله سبحانه بعدله.
حصيلة البحث
    المعنون لا ريب في ولائه لأهل البيت الطاهر عليهم السلام ، وكونه من كبار الشيعة وذوي السمعة الحسنة والمكانة الرفيعة ، وإنّه كان من الدعاة لمذهب الحقّ وحافظاً للكتاب العزيز وفضائل أهل البيت عليهم السلام ورواياتهم ، فالقول بأنّه حسن لا محيص فيه عندي ، والله العالم.
مصادر الترجمة
    أنوار الربيع 3/223 ، روضات الجنّات 1/261 برقم 82 ، أمل الآمل 1/35 برقم 28 ، الكشكول للبحراني 1/420 ، مجالس المؤمنين


(156)

2/537 ، الغدير 4/128 و 326 برقم 45 ، نسمة السحر فيمن تشيع وشعر مخطوط الجزء الأولّ ، معجم رجال الحديث 2/352 برقم 978 ، سير أعلام النبلاء 20/223 برقم 143 ، وفيات الأعيان 1/156 برقم 64 ، ثمرات الأوراق : 124 ، العبر 4/130 ، شذرات الذهب 4/146 ، الوافي بالوفيات 8/193 برقم 3628 ، النجوم الزاهرة 5/299 ، مرآة الجنان 3/287 ، خزانة الأدب : 182 ، تتمة المختصر 2/85 ، الروضتين في أخبار الدولتين : 91 ، البداية والنهاية 12/231 ، كشف الظنون 1/769 ، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 2/100 ، الأعلام للزرگلي 1/245.

    جاء بهذا العنوان في كفاية الأثر : 114 بسنده : .. عن محمد بن أحمد بن عيسى بن ورطا الكوفي ، عن أحمد بن منيع ، عن يزيد بن هارون ..
    وعنه في بحار الانور 36/324 حديث 182 مثله.
    والظاهر هذا هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو جعفر الأصم ، نزيل بغداد ، مات سنة 244 صاحب مسند كما في تهذيب الكمال 1/495 برقم 114.
    وعندي المعنون في تهذيب الكمال متّحد مع المعنون هنا بقرينة روايته عن يزيد بن هارون وصاحب مسند وثقة عندهم وترجم له في الوافي بالوفيات 8/495 برقم 114.
حصيلة البحث
    المعنون من رواة العامة وثقة عندهم نحتّج عليهم بما يرويه.

    جاء في الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله : 333 المجلس الرابع


(157)

والخمسون حديث 4 [ وفي طبعة اُخرى : 413 حديث 537 ] : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي [ الحبابي ] ، قال : حدّثنا أحمد بن موسى ، قال : حدّثنا خلف بن سالم ، قال : حدّثنا غندر ..
    ووقع في بعض روايات بصائر الدرجات وغيره ، وفي الجميع بغير وصف.
    وعنه في بحار الأنوار 39/19 حديث 1 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون مجهول موضوعاً وحكماً.

    جاء في الكافي 4/406 باب المزاحمة على الحجر الأسود حديث 9 بسنده : .. عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن موسى ، عن علي ابن جعفر ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « استلموا الركن فإنّه يمين الله في خلقه ، يصافح بها خلقه مصافحة العبد ـ أو الرجل ـ يشهد لمن استلمه بالموافاة ».
    وبالسند والمتن المذكور في التهذيب 5/102 الحديث 331 ، ولكن في كتاب المحاسن : 65 باب 94 ثواب استلام الركن بالسند والمتن المذكور ، والفارق أنّ فيه : عن موسى بن القاسم.
حصيلة البحث
    الصحيح إن كان أحمد بن موسى ـ كما في الكافي والتهذيب ـ أو موسى ابن القاسم ـ كما في المحاسن ـ ، فهو غير متّضح الحال.

    جاء بهذا العنوان في أمالي الطوسي : 272 حديث 512 طبعة مؤسسة


(158)

البعثة [ و 1/279 طبعة النجف الأشرف ] بسنده : .. عن أحمد ، عن أحمد بن موسى بن إسحاق ومحمد بن عبدالله بن سليمان ..
    وعنه في بحار الأنوار 23/286 حديث 4 مثله.
    وجاء أيضاً في بحار الأنوار 35/359 حديث 11 نقلاً عن كتاب لأبي نعيم الإصبهاني كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام ..
حصيلة البحث
    المعنون مهمل وروايته سديدة جداً.

    جاء بهذا العنوان في سند رواية في التهذيب 6/53 حديث 127 بسنده : .. عن عمرو بن الحسن الأشناني ، قال : أخبرنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي ، قال : حدّثنا أحمد بن قتيبة ، قال : حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن محمد عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 101/147 حديث 37 ، وكذلك في وسائل الشيعة 14/485 حديث 19658 مثله ، وجاء كذلك في مناقب الخوارزمي : 50 حديث 12.
    وفي فهرست الشيخ رحمه الله : 133 برقم 468 في ترجمة عبيد الله بن أبي رافع بسنده : .. عن أبي الحسين زيد بن محمد الكوفي ، عن أحمد بن موسى بن إسحاق ، قال : حدّثنا صفوان بن مرد ..
    وفي بحار الأنوار 35/359 حديث 11 ، قال : عن زيد بن محمد بن المبارك الكوفي ، عن أحمد بن موسى بن إسحاق ، عن الحسين بن ثابت ابن عمرو خادم موسى بن جعفر عليهما السلام.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل وروايته سديدة جداً.


(159)
    قد مرّ (1) شرح حاله بعنوان : أحمد بن أبي زاهر.

    الضبط :
    طَاوُس : بالطاء المفتوحة ، ثم الألف ـ ثم الواو المضمومة مع الإشباع (3) ،
1 ـ في صفحة : 265 من المجلّد الخامس.
* ـ
مصادر الترجمة
    ترجمه جمع غفير من علماء الرجال ومؤلّفي تراجم العلماء فمنهم : ابن داود في رجاله : 45/140 ، منهج المقال : 48 ، تلخيص الأقوال : 4 ، نقد الرجال : 35 برقم 176 [ المحقّقة 1/174 برقم ( 352 ) ] ، رياض العلماء 1/73 برقم 122 ، أنيس المسافر 1/204 ، جامع الرواة 1/72 ، أمل الآمل 2/29 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 155 برقم ( 137 ) ] ، لؤلؤة البحرين : 235 ، منتهى المقال : 46 [ و 352 برقم ( 257 ) من الطبعة المحقّقة ] ، مقابيس الأنوار : 16 ، ملخّص المقال : 26 و : 36 ، إتقان المقال : 22 ، قصص العلماء : 418 ، مستدرك الوسائل 3/466 ، لباب الألقاب : 31 و : 60 ، مقباس الهداية : 117 ( 4/22 برقم ( 10 ) ) ، الأعلام 1/146 ، معجم المؤلّفين 2/187 ، دائرة المعارف الإسلامية 1/170 ، البابليات 1/67 ، مصفى المقال : 71 ، تاريخ العراق بين الاحتلالين 1/281 ، وفيه : أنّ اسم المترجم محمد وهو خطأ ، ريحانة الأدب 6/57 برقم 24 ، الحوادث الجامعة لابن الفوطي : 152 وصفحة : 382 ، تأسيس الشيعة : 270 برقم 26 ، مقتبس الأثر : 30 برقم 267 ، معجم رجال الحديث 2/344 و 22/193.
2 ـ قال في الصحاح 3/945 : الطاوُس : طائر ، ويصغّر على طُوَيس بعد حذف الزيادات ، وفي تاج العروس 4/181 : الطاووس : طائر حسن ( م ) همزته بدل من واو لقولهم طواويس ، تصغيره بعد حذف الزيادات ، ج : أطواس باعتقاد حذف الزيادة .. ثم نقل


(160)
اسم جدّهم طاوس ، نقيب النقباء بالعراق ، وهو الّذي خلّص الحلّة والنيل والمشهدين من يد هولاكو فلم تنهب ولم تبح كسائر البلاد ، ويلقّب بذلك أولاده ، وهم كثيرون.
    الترجمة :
    أحمد ـ هذا ـ اُستاد ابن داود ، ولذا استوفى الكلام في ترجمته ، حيث قال (1) : أحمد بن موسى بن جعفر (2) بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد الطاوس العلوي الحسني ، سيّدنا الطاهر ، الإمام المعظّم ، فقيه أهل البيت جمال الدين ، أبو الفضائل ، مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، مصنّف ، مجتهدٌ ، كان أورع فضلاء زمانه ، قرأت عليه أكثر البشرى والملاذ و .. غير ذلك من تصانيفه ، وأجاز لي جميع تصانيفه ورواياته ، وكان شاعراً مصقعاً (3) بليغاً منشياً مجيداً ، من تصانيفه كتاب بشرى المحقّقين في الفقه ، ستّ مجلّدات ، كتاب الملاذ في الفقه أربع مجلّدات ، كتاب الكرّ مجلّد ، كتاب السهم السريع في تحليل المبايعة مع القرض مجلّد ، كتاب الفوائد ، العدّة في اُصول الفقه مجلّد ، كتاب الثاقب المسخّر على نقض المشجّر في أصول الدين (4) ،
معاني للفظة .. إلى أن قال : قال الصاغاني : والاختيار أن يكتب الطاوس علماً بواو واحدة كداود.
1 ـ في رجال ابن داود : 45 برقم 137 ، [ ومنشورات المطبعة الحيدرية : برقم ( 140 ) ].
2 ـ سقط من قلم الناسخ : ابن محمد.
* ـ يقال : الخطيب المِصْقَع ـ بكسر الميم ـ        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    في تاج العروس 5/415 : الخطيب المصقع : من لا يرتج عليه في كلامه ولا يتتعتع .. ، وفي الصحاح 3/1244 : خطيب مِصقع ؛ أي بليغ ، وفي لسان العرب 8/203 : الخطيب المصقَع أي البليغ الماهر في خطبته الداعي إلى الفتن الذي يحرّض الناس عليها ، وهو مفعَل من الصَقْع ، رفع الصوت ومتابعته ، ومِفعلَ من أبنيه المبالغة.
** ـ المشجّر في اُصول الدين لأبي علي الجبائي على ما ببالي.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    عنونه في الذريعة 5/5 برقم 7 قال : نقض المسحر ـ بالمهملة ـ.


(161)
كتاب الروح نقضاً على ابن أبي الحديد ، كتاب شواهد القرآن مجلّدان ، كتاب بناء المقالة العلويّة في نقض الرسالة العثمانية (1) مجلّد ، كتاب المسائل في اُصول الدين مجلّد ، كتاب عين العَبرة في عين (2) العترة
مجلّد ، كتاب زهرة الرياض في المواعظ مجلّد ، كتاب الاختيار في أدعية الليل والنهار مجلّد ، كتاب الأزهار في شرح لاميّة مهيار (3) مجلّدان ، كتاب عمل اليوم والليلة مجلّد و .. له كتب غير ذلك ، تمام اثنين وثمانين مجلّداً من أحسن التصانيف وأحقّها ، وحقّق الرجال والدراية (4) والتفسير تحقيقاً لا مزيد عليه ، ربّاني وعلّمني وأحسن إليَّ ، وأكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من إشاراته وتحقيقه (5) ، جزاه الله عنّي أفضل جزاء المحسنين. انتهى.
    وعدّ الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد (6) من جملة
* ـ الرسالة العثمانية لعمرو بن بحر الجاحظ على الظاهر.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ كذا ، والظاهر : غبن ، كما صرّح بذلك في الذريعة.
    قال في روضات الجنّات 1/67 : ثم إنّ من جملة ما نسبه إليه الحسن بن داود المذكور هو كتاب عين العبرة في غبن العترة .. إلى أن قال : وقد أسنده في الديباجة وغيرها مكرّراً إلى مسمّىً ب‍ : عبد الله بن إسماعيل مع أنّ رجلاً بهذه النسبة لم يوجد في طبقة من علماء أصحابنا ، وكان وجه ذلك رعاية غاية التقيّة ووقاية مهجة البقية .. إلى أن قال : وانتسابه إلى عبد الله بن إسماعيل ، لأنّ كل العالم عباد الله ، ولأنّه من ولد إسماعيل الذبيح عليه السلام. انتهى كلام الشهيد.
** ـ لا يبعد أن تكون إحدى لاميّاته الثلاثة في مدح أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ في اللؤلوة وغيرها : الرواية بدلاً من : الدراية.
3 ـ في المصدر : تحقيقاته.
4 ـ والإجازة المذكورة دوّنت في بحار الأنوار 25/86 الطبعة الحجرية ، [ و 108/154 من


(162)
كتب هذا السيّد الجليل كتاب حلّ الإشكال في معرفة الرجال ، ثم قال : وهذا الكتاب عندنا موجود بخطّه المبارك. انتهى.
    قلت : هذا الكتاب هو الّذي حرّره ولده المحقّق الشيخ حسن ، وسمّاه التحرير الطاوسي ، وقد حصلت منه نسخة تعبت في تصحيحها.
    وفي إجازة العلاّمة رحمه الله الكبيرة (1) عند ذكر من أجازه هكذا : ومن ذلك جميع ما صنّفه السيّدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي ، وجمال الدين أحمد ابنا موسى بن طاوس الحسنيان قدّس الله روحيهما وروياه وقرآه ، وأجيز لهما روايته عنّي وعنهما ، وهذان السيّدان
السندان زاهدان عابدان ورعان ، وكان رضي الدين عليّ صاحب كرامات ، حكى لي بعضها وروى لي والدي البعض الآخر. انتهى المهمّ من كلام العلاّمة رحمه الله.
    وقال الشيخ يوسف البحراني رحمه الله في اللؤلؤة (2) : إنّ أمّ هذا السيّد
الطبعة الحروفية ] فقال : .. ومرويّات السيّد الإمام العلاّمة جمال الدين أبي الفضائل أحمد ابن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني مصنّف كتاب بشرى المحقّقين في الفقه ستّ مجلّدات ، وكتاب ملاذ علماء الإماميّة في الفقه أربع مجلّدات ، وكتاب حلّ الإشكال في معرفة الرجال ، وهذا الكتاب عندنا موجود بخطّه المبارك ، وغيرها من الكتاب [ كذا ] تمام اثنين وثمانين مجلّداً ، كلّها من أحسن التصانيف وأحقّها ، قدّس الله روحه الزكيّة.
1 ـ وهذه الإجازة دوّنت في بحار الأنوار 25/22 الطبعة الحجرية [ و 107/60 ـ 137 من الطبعة الحروفية ].
2 ـ لؤلؤة البحرين : 236 برقم 85 ملخّصاً.
    وقال في روضات الجنات 1/66 برقم 15 : السيّد الجليل الفاضل الكامل جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاوس الفاطمي ، الحسني ، الحلّي .. إلى أن قال :


(163)
بنت الشيخ مسعود ورّام بن أبي فراس ، وهي أمّ أخيه أيضاً ، وأمّها بنت الشيخ ، وقد أجاز لها ولأختها أمّ ابن إدريس جميع مصنّفاته ومصنّفات الأصحاب.
    قال : ويؤيّده تصريح السيّد رضي الله عنه عن الشيخ ، وكذا عن الشيخ ورّام بلفظ ( جدّي ) وهو أكثر كثير في كلامه. انتهى.
    وقال في منتهى المقال (1) : إنّ أبا الفضائل أحمد ـ هذا ـ قبره في الحلّة مزار معروف مشهور كالنور على الطور ، يقصدونه من الأمكنة البعيدة ، ويأتون إليه
كان مجتهداً ، واسع العلم ، إماماً في الفقه والاُصولين والأدب والرجال ، ومن أورع فضلاء أهل زمانه وأتقنهم وأثبتهم وأجلّهم ، حقّق الرجال والرواية والتفسير تحقيقاً لا مزيد عليه ، وصنّف تمام اثنين وثمانين كتاباً في فنون من العلوم ، واخترع تنويع الأخبار إلى أقسامها الأربعة المشهورة ، بعدما كان المدار عندهم في الصحّة والضعف على القرائن الخارجة والداخلة لا غير ، ثم اقتفى أثره في ذلك تلميذه العلاّمة ، وسائر من تأخّر عنه من المجتهدين.
1 ـ منتهى المقال : 46 [ الطبعة المحقّقة 1/352 برقم ( 257 ) ].
    أقول : وفي لؤلؤة البحرين : 241 قال : وأمّا أخوه جمال الدين أبو الفضائل أحمد فقبره الآن في الحلّه مزار مشهور ، وقد ظهر في السنين الأخيرة برؤياً رآها بعض الصالحين.
    هذا ولكن ابن الفوطي في الحوادث الجامعة : 382 في حوادث سنة 673 قال : إنّ فيها توفّى جمال الدين أحمد بن طاوس بالحلّة ، ودفن عند جدّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
تاريخ وفاة المترجم
    صرّح بوفاة المترجم في سنة 673 ابن الفوطي في الحوادث الجامعة : 382 ، وابن داود في رجاله : 45 برقم 137 ، والخوانساري في روضات الجنّات 1/68 ، والشيخ الحرّ في أمل الآمل 2/29 برقم 79 ولم يختلف في التاريخ المذكور سوى المحدّث النوري في المستدرك 3/467 الطبعة الحجرية [ وفي الطبعة المحقّقة ( 20 ) الخاتمة 2/437 ] فإنّه أرخ وفاته بسنة ستّمائة وسبع وسبعين ، [ كذا ] وفي الطبعة المحقّقة قال : .. سنة 673.


(164)
بالنذور ، وتحرّج (1) العامّة ـ فضلاً عن الخاصّة ـ عن الحلف به كذباً خوفاً ، وتسمّيه العوام : السيّد عبد الله. انتهى.
    وقد أكّد لي بعض ثقات الحلّيين بقاء هذه المضامين المعربة عن نهاية الجلالة فيه وفي أخيه علي إلى زماننا هذا.
    وفي الوجيزة (2) في أحمد أنّة : ثقة جليل القدر (3).
1 ـ قال في التاج 2/21 : .. والمتحرّج : الكافّ عن الإثم ، وقولهم : رجل متحرّج ، كقولهم : رجل متأثم ، ومتحوّب؟ ومتحنث ؛ يلقي الحرج والحنث والحوب والإثم عن نفسه.
2 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 155 برقم ( 137 ) ] قال : وابن موسى بن طاوس صاحب كتاب البشرى ثقة جليل ، وذكره في إتقان المقال في قسم الثقات : 22 ، وأمل الآمل 2/29 برقم 79 قال : كان عالماً فاضلاً صالحاً زاهداً عابداً ورعاً فقيهاً محدّثاً مدققاً ثقة ثقة شاعراً جليل القدر عظيم الشأن من مشايخ العلاّمة وابن داود.
مشايخ المترجم في الرواية
    يروى المترجم عن جماعة منهم : نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما ، والفقيه محمد بن أبي غالب أحمد ، الفقيه الحسين بن محمد السوراوي ، ويروي بالإجازة عن الحسن بن محمد بن الحسن صاحب الشمس المنيرة ( 577 ـ 650 ) المذكور في الذريعة 14/227 ـ 228 برقم 2315 ، وذكر في الطبقات ( الأنوار الساطعة ) ، القرن السابع : 14 من مشايخه : أبو علي الحسين بن حشرم وغيرهم.
تلامذته
    إنّ المترجم من مشايخ العلاّمة الحلّي ، وابن داود تقي الدين الحسن ، وشمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القسيني ، وولده الجليل عبد الكريم بن أحمد بن موسى ، وغيرهم.
* ـ
حصيلة البحث
    لا ريب أنّ المترجم من أوثق الثقات ومن نوادر الدهر في ميدان الزهد والورع والجلالة ، فهو ثقة ثقة بلا غمز من أحد فيه قدّس الله سرّه ونوّر ضريحه.


(165)
    [ الترجمة : ]
    قال الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد (2) إنّه : كان كريماً جليلاً ورعاً ، وكان أبو الحسن موسى عليه السلام يحبّه ويقدّمه ، ووهب له ضيعته المعروفة ب‍ : اليسيرة (3) ، ويقال إنّه : [ أحمد بن موسى ] رضي الله عنه أعتق ألف مملوك. أخبرنا (4). أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا جدّي ، قال : سمعت إسماعيل بن موسى يقول : خرج أبي بوُلده لبعض أمواله بالمدينة .. فكنّا من ذلك (5) ، وكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدّام أبي وحشمه ، إن قام أحمد قاموا معه ، وإن جلس جلسوا معه ، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره
* ـ
مصادر الترجمة
    الإرشاد : 284 ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 48 ، لؤلؤة البحرين : 73 برقم 25 ، نزهة القلوب : 171 المقالة الثالثة ، منهج المقال : 48 ، منتهى المقال : 46 [ 1/355 برقم ( 258 ) من الطبعة المحقّقة ] ، روضات الجنّات 1/42 برقم 8 ، صحيفة الصفا المخطوطة ، رياض العلماء 1/73 ، شيرازنامه : 148 ، شدّ الإزار في حطّ الأوزار عن زوار المزار : 289 ، الأنوار النعمانية 1/380 ، لباب الأنساب لابن فندق المخطوط ، رجال الكشّي : 472 رقم 898 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 155 برقم ( 138 ) ] ، معجم رجال الحديث 2/345.
2 ـ الإرشاد للشيخ المفيد : 284 [ 2/244 ـ 245 الطبعة المحقّقة ]. أورده العلاّمة المجلسي في بحاره 48/287 حديث 2.
3 ـ خ. ل : باليسيريّة.
4 ـ في المصدر : أخبرني الشريف.
5 ـ في المصدر : في ذلك المكان.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس