تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 286 ـ 300
(286)
    [ الترجمة : ]
    عدّه في الإصابة (2) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    وحاله مجهول (3).
1 ـ
مصادر الترجمة
    الإصابة 1/36 برقم 50 ، اُسد الغابة 1/53 ، تجريد أسماء الصحابة 1/9 برقم 46.
2 ـ الإصابة 1/36 برقم 50 ، ولاحظ اُسد الغابة 1/53 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/9 برقم 46.
3 ـ
حصيلة البحث
    لم أجد في المصادر الرجاليّة والحديثية ما يعرب عن حال المعنون ، فهو ممّن لم يتّضح لي حاله.

    جاء في التهذيب 6/76 حديث 150 بسنده : .. أبو طالب الأنباري عبيد الله بن أحمد ، قال : حدّثني الأحنف بن علي ، قال : حدّثنا ابن مسعدة ..
    وعنه في بحار الأنوار 101/147 حديث 38 ، وفي وسائل الشيعة 14/539 حديث 19777.
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون في أسانيد الروايات ولا في الكتب الرجاليّة ذكراً ، فهو مهمل.


(287)
    الضبط :
    الأَحْنَف : بالهمزة المفتوحة ، والحاء المهملة الساكنة ، والنون المفتوحة ، والفاء. قال في التاج (2) مازجاً : الحنف : الاعوجاج في الرجل ، أو أن يقبل أحد إبهامي رجليه على الأخرى ، أو أن يمشي على ظهر قدميه من شقّ الخنصر ، أو ميل في صدر القدم ، أو هو انقلاب القدم حتّى يصير ظهرها بطنها .. إلى أن قال : أبو بحر الأحنف بن قيس بن معاوية التميمي البصري ، تابعيّ كبير من العلماء الحكماء ، ولد في عهده صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم ولم يدركه ، والأحنف لقب له ، وإنّما لقّب به لحنف كان به. انتهى.
1 ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 7 برقم 64 ، إتقان المقال : 259 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، توضيح الاشتباه : 48 برقم 164 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 156 برقم ( 148 ) ] ، اُسد الغابة 1/55 ، الاستيعاب 1/56 ، القاموس المحيط 3/130 ، تاج العروس 6/77 ، صحاح اللغة للجوهري 4/1347 ، لسان العرب 9/56 ، رجال الكشّي : 90 حديث 145 ، البداية والنهاية 8/293 ، تهذيب التهذيب 1/191 برقم 356 ، العبر 1/80 ، النجوم الزاهرة 1/184 ، الكاشف 1/100 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/235 ، العقد الفريد 4/28 ، عيون الأخبار لابن قتيبة 1/211 ، تجريد أسماء الصحابة 1/10 برقم 53 ، تهذيب الكمال 2/282 برقم 285 ، تقريب التهذيب 1/49 برقم 326 ، سير أعلام النبلاء 4/86 برقم 29 ، أخبار إصبهان 1/224 ، شذرات الذهب 1/78 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 44 ، وفيات الأعيان 2/499 برقم 305 ، الإصابة 1/110 برقم 429.
2 ـ تاج العروس 6/77 ، وانظر : ضبط اللفظة في توضيح المشتبه 1/165.


(288)
    وإنّما نقلنا العبارة لإيضاح فساد ما في توضيح الاشتباه للساروي (1) ، من ضبطه بالخاء المعجمة ، فإنّه من الغرائب الّتي صدرت منه.
    وبحر : بالباء الموحّدة المفتوحة ، والحاء المهملة الساكنة ، والراء المهملة (2) ، اسم ابنه.
    والَتمِيْمِي : بالتاء المثنّاة من فوق ، وميمين بينهما ياء مثنّاة ، وبعدهما ياء النسبة ، نسبة إلى تميم ـ كأمير ـ بن مرّ بن أُدّ بن طابخة ، أبو قبيلة من مضر مشهورة ، يمنع الصرف ويصرف ، والثاني فيه أكثر (3).
    ويأتي ضبط السعدي في : الأسود بن صريع.
    وأمّا الضحّاك فستسمع من الشيخ رحمه الله أنّ اسم أحنف ـ هذا ـ : الضحّاك.
    ولم أفهم الوجه فيما ذكره ، فإنّ كتب التاريخ والرجال قد اتّفقت على أنّ اسم الأحنف ـ هذا ـ هو : صخر بن قيس ، وعسى أن يكون الضحّاك صفة له ، أو أحد أجداده ، لا اسمه.
    وعلى أيّ حال ؛ فالضَحَّاك : بفتح الضاد المعجمة ، وتشديد الحاء المهملة المفتوحة ، والألف ، والكاف ، كثير الضحك (4).
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (5) تارة : بالعنوان المذكور من أصحاب
1 ـ توضيح الاشتباه : 48 برقم 164.
2 ـ انظر : ضبط بحر في توضيح المشتبه 1/380.
3 ـ صرّح بذلك في تاج العروس 8/213 ، وانظر : صحاح اللغة 5/1878.
4 ـ قال في القاموس 3/311 : ضَحّاك وضَحُوك ومِضحاك وضُحَكَة كهُمَزَة وكحُزُقَّة : كثير الضحك.
5 ـ رجال الشيخ : 7 برقم 64 ، وفي اُسد الغابة 1/55 ـ بعد أن عنونه ـ قال : واسمه


(289)
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال : إنّه سكن البصرة ، اسمه الضحاك.
    وأقول : ينافيه ما سمعته من التاج (1) و .. غيره (2) ، لكن الشيخ رحمه الله أصدق.
    واُخرى (3) : من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام مقتصراً على قوله : الأحنف بن قيس التميمي.
    وثالثة (4) : من أصحاب الحسن عليه السلام مقتصراً على قوله : الأحنف بن قيس.
    وقد ذكر جماعة أنّه شهد صفّين مع أمير المؤمنين عليه السلام وبقي بعده عليه السلام إلى زمان تولّي مصعب بن الزبير على العراق ، وتوفّي بالكوفة سنة سبع وستّين.
    وفي اُسد الغابة (5) أنّه : كان أحد الحكماء الدهاة العقلاء ، وأنّ النبيّ
صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا له بالمغفرة لمّا بلغه قوله لمن أرسله النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لدعاء قومه إلى الإسلام : « إنّك لتدعو إلى خير
الضحّاك ، وقيل : صخر بن قيس ، وفي الاستيعاب 1/56 ، يكنّى : أبا بحر واسمه الضحّاك ، وقيل : صخر بن قيس.
1 ـ تاج العروس 6/77.
    وأقول : قول بعض المعاصرين بأنّ كتب التاريخ والرجال اتّفقت على أنّ اسمه : صخر ، خال من الصحة إلاّ على نحو القيل.
2 ـ كما في القاموس 3/130 ، وصحاح الجوهري 4/1347 ، ولسان العرب 9/56 مع اختلاف يسير.
3 ـ رجال الشيخ : 35 برقم 6.
4 ـ رجال الشيخ : 66 برقم 1 ، وذكره في إتقان المقال : 259 في قسم الضعفاء ، وفي ملخّص المقال عدّه في قسم المجاهيل .. وهو غريب.!
5 ـ اُسد الغابة 1/55.


(290)
وتأمر به ». وإنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ليدعو إلى خير. انتهى.
    قلت : بالأحنف ـ هذا ـ يضرب المثل في الحلم ، وكظم الغيظ (1) ، وله في ذلك أخبار مأثورة. وكان لجلالته إذا دخل المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة لا تبقى حبوة (2) إلاّ حلّت إعظاماً له.
    وقال الكشّي (3) في ترجمته : قيل للأحنف : إنّك تطيل الصوم ، فقال : أعدّه
1 ـ لاحظ قولهم : أحلم من الأحنف ، في كتب الأمثال ، مثل المستقصى في أمثال العرب 1/70 ـ 71 برقم 274 ، ومجمع الأمثال 1/219 برقم 1179 وغيرهما.
* ـ بكسر الحاء وضمّها من الاحتباء وهو ضم الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين أو غيرهما.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ رجال الكشّي : 90 حديث 145 ، وفي البداية والنهاية 8/293 في قصة مصعب بن الزبير : عزله أخوه عبد الله بن الزبير عن البصرة وولّى عليها [ أي على الكوفة ] ابنه حمزة ابن عبد الله بن الزبير .. إلى أن قال : فبعث الأحنف إلى عبد الله بن الزبير فعزله وأعاد إلى ولايتها أخاه مصعباً.
    وفي صفحة : 287 في مقتل المختار على يدي مصعب بن الزبير : وقدّم مصعب بين يديه عباد بن الحصين ، وجعل على ميمنته عمر بن عبيد الله بن معمر ، وعلى الميسرة المهلب بن أبي صفرة ، ورتب الأمراء على راياتها وقبائلها ، كـ : مالك بن مسمع ، والأحنف بن قيس.
    وفي تهذيب التهذيب 1/191 برقم 356 ، قال : الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي أبو بحر البصري واسمه : الضحّاك ، وقيل : صخر والأحنف لقب ، أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يسلم ، ويروي بسند ليّن أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا له. روى عن عمر وعلي [ عليه السلام ] وعثمان ، وسعد ، وابن مسعود ، وأبي ذر ، وغيرهم .. إلى أن قال : وحلمه يضرب به المثل .. إلى أن قال : وكان ثقة مأموناً قليل الحديث .. إلى أن قال : وقال مصعب بن الزبير يوم مؤته : ذهب اليوم الحزم والرأي. قيل : مات سنة 67 ، وقيل : سنة 72 قلت : وقيل : إنّ اسمه الحارث ، وذكره ابن حبّان في الثقات.
    وفي شذرات الذهب 1/77 ـ 78 في حوادث سنة 72 : وفيها على الصحيح توفّى


(291)
لشرّ يوم عظيم. ثم قرأ : ( يَخَافُونَ يَوماً كانَ شرُّهُ مُستطيراً ) (1) (2). ثم قال : وروي أنّ الأحنف بن قيس وفد إلى معاوية وحارثة (*) بن قدامة والحبّاب (3) ابن يزيد ، فقال معاوية للأحنف : أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان ،
أبو بحر المعروف ب‍ : الأحنف بن قيس التميمي السعدي. كان من سادات التابعين. يضرب بحلمه المثل .. إلى أن قال : وفد على عمر ، وله رواية عن عمر وعثمان وعلي [ عليه السلام ] .. إلى أن قال : ولما بايع معاوية لولده يزيد حسّن له بعض الحاضرين ذلك ، فقال له معاوية : فما تقول أنت يا أبا بحر ؟! فقال : أخاف الله إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت ، فقال معاوية : جزاك الله من الطاعة خيراً .. وأمر له بألوف .. إلى آخره.
    وفي العبر 1/80 في حوادث سنة 72 قال : وفيها ـ على الصحيح ـ الأحنف بن قيس ، أبو بحر التميمي السعدي الأمير ، أحد الأشراف ، ومن يضرب بحلمه المثل ، فعن الحسن قال : ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف.
    وفي النجوم الزاهرة 1/184 في حوادث سنة 69 : وفيها توفّي الأحنف بن قيس التميمي البصري أبو بحر ، واسمه : الضحّاك بن قيس بن معاوية بن الحصين ، وكان أحنف الرجلين والحنف : الميل ، وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل البصرة ، أدرك النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ولم يره. قلت : وأخبار الأحنف مشهورة تغني عن الاطناب في ذكره ، وقد تقدّم ذكر وفاته والصحيح في هذه السنة.
    وقال في صفحة : 181 في حوادث سنة 67 : وفيها توفّي الأحنف بن قيس بالكوفة مع مصعب بن الزبير ، وقيل : مات سنة 71 لمّا سار مصعب لقتال عبد الملك بن مروان.
    وفي الكاشف 1/100 بعد أن ذكر العنوان قال : وكان سيّداً نبيلاً ، توفّي سنة 67 ، وقيل سنة 72.
1 ـ سورة هل أتى ( 39 ) آية 7.
2 ـ وأضاف ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 1/322 بعد ما سلف ـ : .. وإنّ الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله.
* ـ في نسخة : جارية ، وهو أصحّ ، وجارية هذا هو ابن قدامة السعدي من سعد تميم        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ في تعليق السيد الداماد على اختيار معرفة الرجال 1/304 برقم 145 : قال : الحبّاب ابن يزيد ، وفي اختيار الرجال : 91 حديث 145 : خبات ، وفي مجمع الرجال 1/175 : الخبّاب.


(292)
وخاذل أمّ المؤمنين عائشة ، والوارد الماء على عليّ [ عليه السلام ] بصفّين ؟ فقال : يا أمير ! مِن ذاك ما أعرف ، ومنه ما أنكر ، أمّا أمير المؤمنين عثمان ، فأنتم معشر قريش حصرتموه بالمدينة ، والدار منّا عنه نازحة ، وقد حضره المهاجرون والأنصار عنه بمعزل ، وكنتم بين خاذل وقاتل.
    وأمّا عائشة ، فإنّي خذلتها في طول باع ، ورحب شرب (1) ، وذلك أنّي لم
1 ـ في مجمع الرجال 1/175 : ورحب شرب ، وفي اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) : 91 : ورحب سرب ، ومثله في تعليقة السيّد الداماد 1/304 برقم 145.
كلمات ومواقف المترجم برواية ابن أبي الحديد
    لقد قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1/235 : لمّا انصرف الزبير عن حرب علي عليه السلام ، مرّ بواد السباع ـ والأحنف بن قيس هناك في جمع من بني تميم ، قد اعتزل الفريقين ـ فأُخبر الأحنف بمرور الزبير ، فقال رافعاً صوته : ما أصنع بالزبير ! لفّ غارين [ أي الجيش ، وفي لسان العرب 6/34 : جمع بين غارين ] من المسلمين حتى أخذت السيوف منها مأخذها ، انسلّ وتركهم ، أما إنّه لخليق بالقتل ، قتله الله .. إلى آخره.
    وفي صفحة : 320 : وقال الأحنف برقيق [ كذا ] : لست حليماً ، إنّما أنا صبور ، فأفادني الصبر صفتي بالحلم.
    وفي 2/230 : قال نصر : مال الأحنف إلى علي عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي خيرتك يوم الجمل أن آتيك فيمن أطاعني ، أو أكفّ عنك بني سعد فقلت : « كفّ قومك ، فكفى بكفّك نصيراً » ، فأقمت بأمرك ، وإن عبد الله بن قيس رجل قد حلبت أشطره فوجدته قريب القعر ، كليل المدية ، وهو رجل يمان وقومه مع معاوية ؟ وقد رميت بحجر الأرض ، وبمن حارب الله ورسوله ، وإنّ صاحب القوم من ينأى حتى يكون مع النجم ، ويدنو حتى يكون في أكفّهم فابعثني ، فوالله لا يحلّ عنك عقدة إلاّ عقدت لك أشدّ منها ، فإن قلت : إنّي لست من أصحاب رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] فابعث رجلاً من أصحاب رسول الله ، وابعثني معه.
    وفي صفحة : 232 في كتابة سند الموادعة في حرب صفين : فلمّا أعيد إليه الكتاب
أمر بمحوه ، فقال الأحنف : لا تمح اسم أمير المؤمنين عنك فإنّي أتخوّف إن محوتها ألاّ ترجع إليك أبداً فلا تمحها .. إلى آخره.


(293)

وفي صفحة : 249 : وكان آخر من ودّع أبا موسى الأحنف بن قيس ، أخذ بيده ، ثم قال له : يا أبا موسى ، أعرف خطب هذا الأمر ، وأعلم أنّ له ما بعده ، وإنك إن أضعت العراق فلا عراق ، اتقّ الله ، فإنّها تجمع لك دنياك وآخرتك ، وإذا لقيت غداً عمراً فلا تبدأه بالسلام ، فإنّها وإن كانت سنّة إلاّ أنّه ليس من أهلها ، ولا تعطه يدك فإنّها أمانة ، وإيّاك أن يقعدك على صدر الفراش فإنّها خدعة ، ولا تلقه إلاّ وحده ، واحذر أن يكلمك في بيت فيه مخدع ، تخبأ لك فيه الرجال ولشهوده ثم أراد أن يثور [ يختبر ] ما في نفسه لعليّ [ عليه السلام ] : فقال له ، فإن لم يستقم لك عمرو على الرضا بعليّ [ عليه السلام ] ، فليختر أهل العراق من قريش الشام من شاءوا ، أو فليختر أهل الشام من قريش العراق من شاءوا .. إلى أن قال : فرجع الأحنف إلى عليّ عليه السلام ، فقال له : أخرج أبو موسى والله زُبُدة سقائه في أوّل مخضه ، لا أرانا إلاّ بعثنا رجلاً لا ينكر خلعك. فقال علي [ عليه السلام ] : الله غالب على أمره.
    وفي 3/187 : لما استنهض ابن عباس بالبصرة الناس لقتال معاوية : فقام إليه الأحنف بن قيس ، فقال : نعم والله لنجيبنّك ، ولنخرجنّ معك على العسر واليسر ، والرضا والكره ، نحتسب في ذلك الأجر ، ونأملّ به من الله العظيم حسن الثواب.
    وفي صفحة : 194 في نصب أمراء على قبائل العرب لحرب صفّين : والأحنف على تميم وضبّة والرباب.
    وفي 8/52 بسنده : .. قال الأحنف بن قيس في صفّين لأصحابه : هلكت العرب ! قالوا له : وان غلبنا يا أبا بحر ؟ قال : نعم ، قالوا : وإن غُلِبنا ؟ قال : نعم ، قالوا : والله ما جعلت لنا مخرجاً. فقال الأحنف : إنّا إن غلبناهم لم نترك بالشام رئيساً إلاّ ضربنا عنقه ، وإن غلبونا لم يعرج بعدها رئيس عن معصية الله أبداً.
    وفي 9/64 : قال الأحنف : فيّ خلّتان : لا أغتاب جليسي إذا قام عنّي ، ولا أدخل بين القوم فيما لم يدخلوني فيه.
    وفي صفحة : 161 : لمّا نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد ، أقعده في قبّة حمراء ، وأدخل الناس ليسلّموا على معاوية ، ثم يميلون إلى قبّة يزيد فيسلّمون عليه بولاية العهد .. إلى أن قال : فلمّا خفّ الناس ، قال معاوية : ما بالك لا تقول يا أبا بحر ! قال : أخاف الله إن كذبتك ، وأخافك إن صدقتك ، فماذا أقول .. إلى آخره.
    وصفحة : 311 في كتابة طلحة والزبير إلى والي أمير المؤمنين عليه السلام على.


(294)
أجد في كتاب الله إلاّ أن تقرّ في بيتها.
    وأمّا ورودي الماء بصفّين ، فإنّي وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشاً.
البصرة : وكتبا إلى عثمان بن حنيف الأنصاري ، وهو عامل علي عليه السلام على البصرة : أن أخل لنا دار الإمارة فلمّا وصل كتابهما إليه بعث إلى الأحنف بن قيس ، فقال له : إنّ هؤلاء القوم قدموا علينا ، ومعهم زوجة رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] ، والناس إليها سراع كما ترى ، فقال الأحنف : إنّهم جاؤوك بها للطلب بدم عثمان ، وهم الذين أ لّبوا على عثمان الناس ، وسفكوا دمه ، وأراهم والله لا يزالون حتى يلقوا العداوة بيننا ، ويسفكوا دماءنا ، وأظنّهم والله سيركبون منك خاصّة ما لا قبل لك به ، إن لم تتأهّب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل البصرة ، فإنّك اليوم الوالي عليهم ، وأنت فيهم مطاع ، فسر إليهم بالناس وبادرهم قبل أن يكونوا معك في دار واحدة ، فيكون الناس لهم أطوع منهم لك.
    وفي 10/37 : كان الأحنف يصلّي صلاة الليل ، ويضع المصباح قريباً منه ، فيضع إصبعه عليه ، ويقول : يا حنيف ، ما حملك على ما صنعت يوم كذا ! حتى يصبح ، إلى هنا انتهى ما اخترناه من شرح نهج البلاغة.
    وفي العقد الفريد 4/28 ما ملخصه : دخل شاميّ على معاوية فقام خطيباً وكان آخر كلامه أن لعن علياً [ عليه السلالام ] فأطرق الناس وتكلّم الأحنف فقال : إنّ هذا القائل ما قال آنفاً لو يعلم أنّ رضاك في لعن المرسلين للعنهم ، فاتّق الله ودع عنك علياً [ عليه السلام ] ، فقد لقي ربّه ، وأفرد في قبره ، وخلا بعمله ، وكان والله [ ما علمنا ] المبرّز بسبقه ، الطاهر ثوبه ، الميمون نقيبته ، العظيم مصيبته ، فقال له معاوية : يا أحنف! لقد أغضيت العين على القذى ، وقلت بغير ما ترى ، وأيم الله لتصعدنّ المنبر فلتلعنه طوعاً أو كرهاً ، فقال له الأحنف : إن تعفني فهو خير لك ، وإن تجبرني فوالله لا تجري به شفتاي أبداً ، قال : قُم فاصعد المنبر .. قال الأحنف : أمّا والله مع ذلك لأنصفنَّك في القول والفعل ، قال : وما أنت قائل إن أنصفتني ؟ قال : أقول إنّ معاوية أمرني أن العن علياً وإنّ عليّاً ومعاوية اختلفا فاقتتلا وادّعى كلّ منهما أنّه بغى عليه وعلى فئته فإذا دعوت فأمّنوا ثم أقول : اللهمّ العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه والعن الفئة الباغية ، اللهمّ العنهم لعناً كثيراً .. أمنّوا رحمكم الله ، يا معاوية! لا أزيد على هذا ولا أنقص منه حرفاً ولو كان فيه ذهاب نفسي ، فقال معاوية اذن نعفيك يا أبا بحر.


(295)
    فقام معاوية ، وتفرّق الناس. ثم أمر للأحنف بخمسين ألف درهم ، ولأصحابه بصلة. فقال للأحنف حين ودّعه : حاجتك ؟ قال : تدرّ على الناس عطيّاتِهم وأرزاقَهم ، فإنْ سألت المدد أتاك منّا رجال سليمة الطاعة ، شديدة النكاية.
    وقيل : إنّه كان يرى رأي العلويّة ، ووصل الحبّاب بثلاثين ألف درهم وكان يرى رأي الأمويّة ، فصار الحبّاب إلى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ! تعطي الأحنف ـ ورأيه رأيه ـ خمسين ألف درهم ، وتعطيني ـ ورأيي رأيي ـ ثلاثين ألف درهم ؟! فقال : يا حبّاب ! إنّي اشتريت بها دينه ، فقال الحبّاب : يا أمير المؤمنين ! تشتري مني أيضاً ديني ، فأتمّها له ، وألحقه بالأحنف ، فلم يأت على الحبّاب اسبوع حتّى مات ، وردّ المال بعينه إلى معاوية فقال الفرزدق يرثي الحبّاب :
أتأكل ميراث الحبّاب (1) ظلامة أبوك وعمّي يا معاوية أورثا ولو كان هذا الدين في جاهليّة ولو كان هذا الأمر في غير ملككم فكم من أب لي يا معاوي لم يكن وميراث حرب جاحدٌ لك ذايبُه (2) تراثاً فيختار (3) التراث أقاربُه عرفت من المولى الجليل جلايبه (*) لأدّيته إذ غصّ بالماء شاربه أبوك الّذي من عبدشمس يقاربه (4)

1 ـ في المصدر : الحتات.
2 ـ في المصدر : وميراثُ حرب جامدٌ لك ذائبه.
3 ـ في المصدر : فيختاز.
* ـ خ. ل : القليل خلايبه.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
4 ـ ديوان الفرزدق 1/45 ( دار صادر بيروت ).


(296)
    وروى بعض العامّة ، عن الحسن البصري ، قال : حدّثني الأحنف أنّ عليّاً (ع) كان يأذن (*) لبني هاشم ، وكان يأذن (**) لي معهم ، قال : فلمّا كتب إليه معاوية : إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة ، فاستشار بني هاشم فقال رجل منهم : انزح هذا الاسم الذي نزحه الله. قالوا : فإنّ كفّار قريش لمّا كان بين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبينهم ما كان ، كتب : هذا ما قضى به محمد رسول الله (ص) أهل مكّة .. كرهوا ذلك ، وقالوا : لو نعلم أنّك لرسول الله (ص) ما منعناك أن تطوف بالبيت ، قال : فكيف إذاً؟! قالوا : اكتب : هذا ما قضى عليه محمّد بن عبد الله وأهل مكّة .. فرضي ، فقلت لذلك الرجل كلمة فيها غلظة ، وقلت لعلي (ع) : أيّها الرجل ! والله مالك ما قال رسول الله (ص) ، والله إنّا ما حابيناك في بيعتنا ، ولو نعلم أحداً في الأرض أحقّ بهذا الأمر منك لبايعناه ولقاتلناك معه. أقسم بالله إن محوت عنك هذا الاسم الّذي دعوت الناس إليه وبايعتهم عليه ، لا ترجع إليك أبداً. انتهى ما في كتاب الكشّي.
    والّذي أعتقده في الرجل أنّه من الحسان ؛ لأنّ كونه إماميّاً ينكشف بتصريح من عرفت ، وبحضوره حرب صفّين ، وتخذيل بني تميم كلّها يوم البصرة عن نصرة صاحبة الجمل ، وهم العديد الأكثر ، وبمواقفه المشهورة مع معاوية الّتي تضمّنتها السير .. المؤيّد بذكر الشيخ رحمه الله له من غير تعرّض لمذهبه ، ومدحه بقضيّة الصوم ، ومكالمته للهاشمي وللأمير عليه السلام أيضاً تشهد بقوّة إيمانه ، ومثل ذلك يكفي في عدّه من الحسان.فما صدر من الفاضل
* ـ خ. ل : نادى.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
** ـ خ. ل : نادى.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(297)
المجلسي رحمه الله في الوجيزة (1) من جعله مجهولاً ، ليس على ما ينبغي. ولولا عدم توفّقه (2) لشهادة الطفّ (3) ، لعددناه في الثقات. وقد مات في سنة سبع وستّين (4) (5).
1 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 156 برقم ( 148 ) ] قال : والأحنف مجهول.
2 ـ إشارة إلى أنّ سيّد الشهداء عليه السلام كتب إليه يدعوه إلى نصرته فكتب جواباً مجملاً ولم يحضر.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ ذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار 1/211 بسنده : .. قال : كتب الحسين بن علي رضي الله عنهما [ صلوات الله وسلامه عليهما ] إلى الأحنف يدعوه إلى نفسه فلم يردّ الجواب وقال : قد جرّبنا آل أبي الحسن فلم نجد عندهم إيالةً للملك ، ولا جمعاً للمال ، ولا مكيدة في الحرب.
4 ـ اختلفت كلمات المؤرّخين في تعيين تاريخ وفاته ، فقال بعض : مات سنة 68 ، وآخر أنّه في سنة : 69 ، وطائفة بأنّه في سنة : 71 ، واُخرى سنة : 72 وقد ذكرنا كلماتهم ، فراجع.
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ دراسة تاريخ حياة المترجم تكشف على إنّها لم تكن على وتيرة واحدة ؛ ففي حياة عمر بن الخطاب كان سائراً في ركاب السلطة الحاكمة ، كما وإنّ في زمن تصدّي أمير المؤمنين للخلافة كان في ركابه عليه السلام ، وكان مناصحاً لإمامه ومجاهداً تحت لوائه ، ثمّ بعد شهادة أمير المؤمنين لم أقف على ما يظهر ولاءه للإمام الحسن عليه السلام ، نعم كان يظهر ولاءه لأمير المؤمنين عليه السلام في مناسبات في مجلس معاوية ، وإلى هنا يمكن الحكم عليه بالحسن ، ولكن محاربته للمختار تحت لواء مصعب يوجب التوقف عن تعريفه بالحسن ، وإن ثبت كتابة سيّد شباب أهل الجنّة الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام له ، وامتناعه عن نصرته ، وتقريضه لبني هاشم بما نقلناه عن ابن قتيبة كان الحكم عليه بالارتداد متعيّن ، وحيث إنّه لم يذكر ذلك سوى ابن قتيبة على ما أطلعت عليه ، أتوقف عن الحكم عليه بالحسن أو الفسق ، أو الإرتداد ، والله أسأل أن يختم عواقب اُمورنا خيراً ، وأن لا يخرجنا من الدنيا إلاّ مؤمنين وموالين لأهل بيت الوحي والرسالة ، آمين يا ربّ العالمين.


(298)

جاء في رجال الكشّي : 102 برقم 162 في ترجمة رميلة : جعفر ابن معروف ، قال : حدّثني الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه ، قال : حدّثني الشبامي أحوز بن الحسين ، عن أبي داود السبيعي ..
    وفي الطبعة الجديدة لرجال الكشّي 1/320 برقم 162 : أحور بن الحسين الشامي.
    وكذلك جاء هذا الحديث في بصائر الدرجات : 279 حديث 1 مثله سنداً ومتناً ، وفيه : عن الشامي.
    وعنه في بحار الأنوار 26/140 حديث 11.
حصيلة البحث
    لم يذكره أعلام الجرح والتعديل ، ولذلك يعدّ مهملاً ، ولا يبعد عدّ الحديث من جهته قوياً.

    جاء بهذا العنوان في العمدة لابن البطريق : 225 حديث 355 بسنده : .. عن أحمد بن منصور ، عن الأحوص بن جواب ، عن عمّار بن رزيق ، عن الأعمش ..
    نقلاً عن فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2/637 حديث 1083 ، وجاء أيضاً في مناقب الخوارزمي : 91 حديث 84.
    وكذلك أيضاً في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن سليمان الكوفي المتوفّى في سنة 300 هـ. ق 1/461 حديث 363 ، وفيه : أبو الجواب أحوص بن جواب الضبّي.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره أعلام الجرح والتعديل فهو مهمل.


(299)

    جاء في الأمالي للشيخ المفيد قدّس سرّه : 284 المجلس 34 حديث 2 بسنده : .. قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمد ، قال : حدّثنا أبو العباس الأحوص بن علي بن مرداس ، قال : حدّثني محمد بن الحسن بن عيسى الرواسي ، قال : حدّثنا سماعة بن مهران ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، وبالسند والمتن في أمالي الشيخ الطوسي قدّس سرّه 1/ 60 [ طبعة اُخرى : 61 حديث ( 91 ) ] إلاّ أنّ فيه : محمد بن الحسين ، بدل : محمد بن الحسن ، وعنهما في بحار الأنوار 70/171 حديث 22 ، وعن أمالي المفيد في مستدرك الوسائل 12/209 حديث 13901.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل إلاّ أنّ المستفاد من روايته كونه من خلّص الشيعة وممّن يليق أن يسبغ عليه الإمام الصادق صلوات الله عليه تلك المعارف الإلهية وإنّي أعدّه حسناً ، والله العالم.

[ 1752 ]
1141 ـ الأحوص بن محمد
    جاء في وسائل الشيعة 2/465 باب استحباب نقل من أشتدّ عليه النزع إلى مصلاّه حديث 7 : وعن الأحوص بن محمد ، عن عبد الرحمن ابـن أبي نجران ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن أبي جعفر عليه السلام .. ، عن طبّ الأئمة : 118.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.


(300)
    [ الترجمة : ]
    عدّه في اُسد الغابة (1) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ونقل عن ابن الدباغ أنّه قال : شهد أحداً والمشاهد بعدها.
    وأقول : حاله عندنا مجهول (*).

    الضبط :
    أُحَيْحَة : بضمّ الهمزة ، وحاءين مهملتين مفتوحتين ، بينهما ياء مثنّاة من تحت ساكنة ، وفي آخره هاء (4).
1 ـ اُسد الغابة 1/55 ، والإصابة 1/37 برقم 53 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/10 برقم 54.
* ـ
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يرفع جهالة المترجم ، فهو مجهول الحال.
* ـ
مصادر الترجمة
    الإصابة 1/37 برقم 54 ، الجمهرة لابن حزم : 159 ، اُسد الغابة 1/55 ، الاستيعاب 1/53 برقم 139 ، تجريد أسماء الصحابة 1/10 برقم 55.
4 ـ قال في الصحاح 1/353 : الأَحِيْحةُ : الفيظ واحَزازة الغَمّ ، وأُحَيْحَةُ بن الجُلاَح : اسم رجل مصغّر.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس