تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 301 ـ 315
(301)
    والجُمَحي : نسبة إلى جدّه جمح ، وجمح ـ هذا ـ أبو بطن من قريش ، وهو جمح بن هُصَيْص بن كعب بن لويّ بن غالب ، له من الولد : سعد وحذافة ، فمن بني سعد أبو محذورة أحد مؤذّني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ومن بني حذافة أميّة بن خلف ، وأبيّ بن خلف عدو الله وعدو رسوله (1).
    [ الترجمة : ]
    أمّا اُحيحة ـ هذا ـ فقد عدّه في الإصابة (2) واُسد الغابة (3) و .. غيرهما (4) من الصحابة ، وقالوا : إنّه كان من المؤلّفة قلوبهم.
    وأقول : فيما ذكراه دلالة على عدم كمال إيمانه ، فلا اعتماد على روايته (*).
1 ـ قال ابن حزم في الجمهرة : 159 ولد هُصيص بن كعب : عمرو ـ فولد عمرو : جُمَح واسمه تيم ـ وسهم .. إلى أن قال : فولدُ جُمَح : حُذافة وسعد ، فولد حذافة : وَهْب وأهَيْب ، فولد وهب : خَلَف وحبيب ووهبان ، فولد خلف : اُميّة وكان يعرف بالغطريف ؛ قتل يوم بدر. واُبيّ ، قتله رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يوم اُحد ، وكلدة ومعبد وأسيد واُحيحة وعمرو وعامر وصرم وغيرهم.
    وانظر ضبط جُمَح في توضيح المشتبه 2/418.
2 ـ الإصابة 1/37 برقم 54 : اُحيحة بن اُمية بن خلف .. إلى أن قال : مذكور في المؤلّفة قلوبهم .. ثم قال : كان ممّن شهد قتال ابن الزبير مع الحجّاج.
3 ـ اُسد الغابة 1/55 وصرّح أنّه من المؤلّفة قلوبهم ، فراجع.
4 ـ كما في الاستيعاب 1/53 برقم 139 وذكر أنّه من المؤلّفة قلوبهم ، ومثله في تجريد أسماء الصحابة 1/10 برقم 55.
* ـ
حصيلة البحث
    لمّا اتّفقت كلمات الأعلام على كونه من المؤلّفة قلوبهم كان ملعوناً خبيثاً ، فهو من أضعف الضعفاء ، ورواياته تعدّ ضعيفة جداً.


(302)
    [ الترجمة : ]
    [ الأسدي : ] من اُسد بن خزيمة ، كان يقال له : فارس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قتل في حياته صلّى الله عليه وآله وسلّم سنة ست من الهجرة.
    [ الضبط : ]
    والأَخْرَم : بالهمزة المفتوحة ، والخاء المعجمة الساكنة ، والراء المهملة المفتوحة ، والميم ، لقبه. واسمه : مُحْرِز بن نَضْلة (1).
    وحاله مجهول (2) (*).

    [ الضبط :
    [ الهجيمي : ] نسبة إلى بني هجيم ، يأتي ضبطه في : جابر بن سليم ـ إن شاء الله تعالى ـ.
* ـ
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/56 ، الإصابة 3/348 برقم 7748 ، الاستيعاب 1/48 برقم 118 ، تجريد أسماء الصحابة 1/10 برقم 57 ، توضيح المشتبه 1/48 برقم 118.
1 ـ قال في توضيح المشتبه 1/170 بعد ضبط الكلمة : وآخرون ، منهم : مُحْرِز بن نَضْلَة الأسدي الأخرم ، بدري.
2 ـ راجع اُسد الغابة 1/56 ، والإصابة 3/348 برقم 7748 ، والاستيعاب 1/48 برقم 118 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/10 برقم 57 ، وتوضيح المشتبه 1/170.
* ـ
حصيلة البحث
    اتّفقت كلمات الأعلام باستشهاده في حياة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحت رايته ، فهو حسن بلا ريب.


(303)
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّ الرجل في الإصابة (1) ، واُسد الغابة (2) من الصحابة.
    ولم أستثبت حاله (3).

    [ الضبط : ]
    [ أَخْرَمة (5) : ] بالهمزة المفتوحة ، والخاء المعجمة الساكنة ، والراء المهملة المفتوحة ، والميم ، والهاء.
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على قول الشيخ رحمه الله في باب من روى عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم من رجاله (6) : أخرمة أبو عبد الله بن أخرم. انتهى
1 ـ الإصابة 1/38 برقم 57 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/10 برقم 59.
2 ـ اُسد الغابة 1/56.
* ـ
حصيلة البحث
    لم أقف في كلمات العامّة والخاصّة على ما يرفع جهالة المترجم ، فهو مجهول الحال عندي.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 7 برقم 71 ، مجمع الرجال 1/83 ، نقد الرجال : 16 برقم 1 [ المحقّقة 1/99 برقم ( 174 ) ] ، منهج المقال : 30 ، الاستيعاب 1/48 برقم 117 ، رسالة الشيخ الحرّ في معرفة أحوال الصحابة : 8 برقم 18.
3 ـ لم نجد اللفظة فيما بين أيدينا من المصادر.
4 ـ رجال الشيخ : 7 برقم 71.
    وقال بعض المعاصرين 1/456 : أقول : إنّما حرّف على ( جخ ) فإنّه إنّما قال : أخرم أبو عبد الله بن أخرم.


(304)
وحاله مجهول.
    وقد نقلنا (1) ـ قبل باب أحمد ـ اختلاف النسخ فيه ، وإنّ في بعضها أحزمة ـ بالحاء المهملة ، والزاي ـ ولذا عنونّاه هناك أيضاً (2).

    [ الترجمة : ]
    عدّه في الإصابة (3) من الصحابة ، وقال : ومن روايته عن النبيّ صلّى الله عليه
أقول : في مجمع الرجال 1/83 ، ونقد الرجال : 16 برقم 1 [ المحقّقة 1/99 برقم ( 174 ) ] نقلاً عن رجال الشيخ : أحزمة أبو عبد الله بن أحزم ، وفي جامع الرواة 1/39 : أحزمة أبو عبد الرحمن بن أحزم ، وفي نسخة : أخرم أبو عبد الرحمن بن أخرم ، وفي منهج المقال : 30 أحزمة ـ ( خ. ل : أحزم ) أبو عبد الرحمن بن أحزم ، وفي بعض النسخ بالمعجمتين بدون هاء في الموضعين ، كلّ ذلك عن رجال الشيخ رحمه الله ، ويتّضح أنّه اختلاف في نسخ رجال الشيخ ، أمّا ما حكاه عن الاستيعاب 1/48 برقم 117 : الأخرم رجل روى عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا أعرف نسبه .. إلى أن قال : عن رجل من بني تيم اللاّت ، عن عبد الله بن الأخرم عن أبيه .. وأنّه هو المعنون في رجال الشيخ فممّا لا يمكن الجزم به لإمكان التعدّد.
    ثم اتّضح من نقل عبارات نسخ رجال الشيخ أنّ التحريف ليس من المؤلّف قدّس سرّه ، وإنّما هو من نسّاخ رجال الشيخ رحمه الله ، ونسبة التحريف إلى المؤلّف قدّس سرّه ناش من حبّ النقد ، وعدم تحمّل كلفة الفحص والتحقيق بل إلقاء القول على عواهنه ، وفي رسالة الشيخ الحرّ في معرفة أحوال الصحابة : 8 برقم 12 : أحرمة أبو عبد الرحمن بن أحرم ، ( ل ) ، وتقدّم معنوناً ب‍ : أحزمه ـ بالألف والراء بنقطة واحدة وميم وهاء ـ ، فراجع.
1 ـ في صفحة : 184 من المجلّد الخامس.
* ـ
حصيلة البحث
    المعنون مجهول موضوعاً وحكماً للاضطراب في النقل عن رجال الشيخ رحمه الله.
2 ـ الإصابة 1/39 برقم 59 قال : الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري ، ذكره ابن السكن ،


(305)
[ وآله ] وسلّم أنّه قال : « أنا أقاتل على تنزيل القرآن ، وعليّ يقاتل على تأويله » (1).
وروى من طريق الحارث بن حصيرة ، عن جابر الجعفي ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه [ عليهم السلام ] ، عن الأخضر بن أبي الأخضر .. إلى أن قال : وقال ابن السكن : هو غير مشهور في الصحابة ، وفي أسناد حديثه نظر ، وأشار الدارقطني إلى أنّ جابراً تفرّد به ، وجابر رافضي !
* ـ
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون ذكراً في المعاجم الرجاليّة والحديثية سوى ما في الإصابة ، والظاهر أنّه ليس من رواتنا ، ويحتجّ بروايته عليهم ، ثم تأمّل في قول الدارقطني : إنّ جابراً رافضي ! فيضعّف الخبر بهذا ، والله المنتقم.

    جاء في رجال الكشّي : 448 حديث 842 ، [ وفي الطبعة الجديدة 2/745 حديث 842 ] في ترجمة عبد الله بن يحيى الكاهلي بسنده : .. عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أخطل الكاهلي ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال : حججت فدخلت على أبي الحسن عليه السلام ، فقال لي : « اعمل خيراً في سنتك هذه فإنّ أجلك قد دنا » ، قال : فبكيت ، فقال لي : « وما يبكيك ؟ » قلت : جعلت فداك نعيت إلىَّ نفسي ، قال : « أبشر فإنّك من شيعتنا وأنت إلى خير » ، قال : قال أخطل : فما لبث عبد الله بعد ذلك إلاّ يسيراً حتى مات ، وعنه في بحار الأنوار 48/37 حديث 11 مثله ، ومثله في دلائل الإمامة : 163 ، [ وفي الطبعة الجديدة : 329 حديث 287 ].
    وجاء أيضاً في مناقب ابن شهرآشوب 3/350.
حصيلة البحث
    يظهر ممّا نقلناه أنّ المعنون من الشيعة الحسن العقيدة المؤمن بمقام


(306)
    [ الترجمة : ]
    عدّه جماعة ـ منهم العسقلاني في الإصابة (1) ـ من الصحابة ، ورووا أنّه شهد هو وابنه يزيد وابن ابنه معن بدراً ، ولم يُنقل أنّ أحداً شهد هو وابنه وابن ابنه بدراً مسلمين غيرُه.
    ولم يتبيّن لنا حاله (*).

    الضبط :
    الأَخْنَس : بفتح الهمزة ، وسكون الخاء المعجمة ، وفتح النون ، بعدها سين
الإمام المعصوم عليه السلام ، فالقول بأنّ الحديث من جهته قوي ليس ببعيد ، وعندي حسن ، والله العالم.
* ـ
مصادر الترجمة
    الإصابة 1/39 برقم 60 ، الاستيعاب 1/271 برقم 1182 ، اُسد الغابة 1/56.
1 ـ الإصابة 1/39 برقم 60 ، وذكره في الاستيعاب 1/271 برقم 1182 : معن بن الأخنس بن يزيد بن خبّاب السلمي ، صحب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هو وأبوه وجدّه ويكنّى : أبا يزيد ، ويقال إنّه : شهد مع أبيه وجدّه بدراً ، ولا يعرف رجل شهد بدراً مع أبيه وجدّه غيره .. وأشار إليه في اُسد الغابة 1/56 ، فراجع.
* ـ
حصيلة البحث
    لم أجد في كلمات أرباب الجرح والتعديل ما يوضّح حاله ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.
** ـ
مصادر الترجمة
    الإصابة 1/39 برقم 61 ، اُسد الغابة 1/56.


(307)
مهملة (1).
    وشُرَيْق : بالشين المعجمة ، والراء المهملة ، والياء المثنّاة من تحت ، والقاف ، وزان زبير (2).
    وقد مرّ (3) ضبط الثقفي في : أبان بن عبد الملك.
    الترجمة :
    عدّه في الإصابة (4) ، واُسد الغابة (5) و .. غيرهما من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم شهد حنيناً (*) ، ومات في أوّل خلافة عمر ، وحاله مذموم (6). وهو الّذي نزل فيه : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الحَيَاةِ الدُنْيا .. ) (7) الآية ، بل عن ابن عطيّة إنكار أصل إسلامه ، فضلاً عن كونه محلّ
1 ـ انظر ضبط اللفظة في توضيح المشتبه 1/171 ، وبعض المسمّين به في المؤتلف والمختلف للآمدي صفحة : 30.
2 ـ لم يأتِ ضبط الكلمة على وزان زبير في الصحاح ، بل قال في 4/1501 : وشَرِيْق : اسم رجل ، وقال في التاج 6/393 : الشريق كأمير : المرأة الصغيرة الجهاز .. إلى أن قال : وشريق اسم رجل.
2 ـ في صفحة : 119 من المجلّد الثالث.
3 ـ الإصابة 1/39 برقم 61 وفي آخر الترجمة قال : ولا مانع أن يسلم ثم يرتّد ثم يرجع إلى الإسلام ، والله أعلم.
4 ـ اُسد الغابة 1/56.
5 ـ ببالي أنّي رأيت في التواريخ أنّه شهد حنيناً غير مقاتل وأنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أعطاه من سهم المؤلّفة قلوبهم.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : يظهر من تاريخ الطبري 2/638 أنّه لم يسلم ، ولاحظ : ما ذكره في الإصابة حيث قال : ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلّفة قلوبهم وشهد حنيناً.
* ـ لا توجد في الإصابة : قوله : ( وحاله مذموم ).
6 ـ سورة البقرة ( 2 ) : 204.


(308)
وثوق يوجب قبول خبره (*).

    الضبط :
    أَدْرَع : بالهمزة المفتوحة ، والدال المهملة الساكنة ـ على أكثر النسخ ، وفي بعضها بالذال المعجمة ـ ، ثم الراء المهملة ، ثم العين غير المعجمة (2).
    وفي حاشية المنهج أنّه : في نسخة عليها خطّ المصنّف ـ يعني الشيخ مصنّف الرجال ـ بالذال المعجمة ، وفي كتب الحديث بالدال غير المعجمة. انتهى.
    وقد مرّ (3) ضبط الأسلمي في : إبراهيم بن أبي حجر ، وهو نسبة إلى القبيلة.
* ـ
حصيلة البحث
    الذي ينبغي أن يحكم على المترجم هو الضعف ؛ لأنّه قيل إنّه أسلم ثم هرب فمرّ بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعاً حتى نزلت فيه الآية الشريفة ، ولكن لمّا لم أتحقق ذلك ، فالحكم بجهالة حاله أولى ، وإلى الضعف وخبث الذات أقرب ، والله العالم.
* ـ
مصادر الترجمة
    منهج المقال : 50 ، تقريب التهذيب 2/405 برقم 12 ، اُسد الغابة 1/56 ، الإصابة 1/40 برقم 63.
1 ـ ما بين المعقوفين من زيادتنا ، حيث تنحلّ الترجمة إلى اثنين ، كما هو واضح.
2 ـ الأدرع لغة : ما اسودّ رأسه وابيضّ سائره من الخيل والشاء ، والأدرعيون منسوبون إلى أبي جعفر محمد بن الأمير عبيد الله الكوفي ، قتل أسداً أدْرَع فسمّي به. ذكر ذلك في توضيح المشتبه 1/177 ـ 188.
3 ـ في صفحة : 220 من المجلّد الثالث.


(309)
    وأمّا السَلَمي : بفتح السين واللام فنسبة إلى بني سَلِمة ـ بفتح السين ، وكسر اللام ـ ، بطن من الأنصار (1) ، ينتسبون (2) إلى سلمة بن سعد بن عليّ بن راشد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج ، وهذه النسبة وردت على خلاف القياس النحوي ، وأصحاب الحديث يكسرون اللام في النسبة ، كما في المنسوب إليه (3).
    ويحتمل أن يكون السلمي نسبة إلى سَلَم ـ بفتح السين واللام ـ واد بالحجاز (4).
    وفي المنهج (5) ـ بعد نقل السلمي عن مختصر الذهبي (6) ـ : إنّه الموافق لما في القاموس (7).
    ولم أفهم ما أراد بما في القاموس ، فإنّي لم أقف فيه على ما يعيّن السلمي هنا.
    وإن أراد قول صاحب القاموس (8) : والأدرع من الخيل والشاة ، ما اسودّ رأسه وابيضّ سائره ، والهجين ، ووالد حجر السلمي .. إلى آخره ـ كما يظهر من حاشية له على المنهج ـ.
1 ـ قال في القاموس 4/129 : وبنو سلمة بطن من الأنصار.
2 ـ في تاج العروس 8/337 : وبنو سلمة بطن من الأنصار وليس في العرب سلمة غيرهم ـ كما في الصحاح ـ وهم بنو سلمة بن سعد .. إلى آخره.
3 ـ قال في توضيح المشتبه 5/140 ما حاصله : في النسبة إلى سَلِمَة الأنصار ابن سعد بن علي وجهان : كسر اللام عند كثير من المحدّثين ، وفتحها عند اللغويين وطائفة من المحدثين ، واختار أبو العلاء الفرضي الكسر لئلا يلتبس بالنسبة إلى وادي سَلَم بالحجاز وذي سَلَم بنجد وغيرهما.
    ثم قال ما ملخصّه : وأمّا أبو ثور هاشم بن ناجية السَلَمي فنسبة إلى سَلِمَية من ثغور الشام ، بلدة قريبة من مدينة حماة.
4 ـ معجم البلدان 3/240.
5 ـ منهج المقال : 50 من الطبعة الحجرية.
6 ـ الكاشف 1/100 برقم 240 : أورع السلمي ، صحابي ، عنه سعيد مولى ابن حزم.
7 ـ قال في القاموس 4/130 : وسلمى كسكرى ، (ع) [ أي موضع ] بنجد ، وأطم بالطائف ، وجبل لطيّء شرقي المدينة ، وحيّ ، ونبت ..
8 ـ القاموس المحيط 3/20 ، ومثله في تاج العروس 5/326.


(310)
ففيه ؛ أنّ كون أدرع والد حجر سلمياً لا يثبت أنّ أدرع ـ هذا ـ أيضاً سلمي ، لأنّه أبو الجعد ولم يعلم أنّه والد حجر أيضاً.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على نقل الميرزا رحمه الله في المنهج (1) عن رجال الشيخ رحمه الله عدّه إيّاه من رجال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعندي نسختان من رجال الشيخ ، إحداهما يطمأنّ بها ، وفي كليهما : الأقرع الأسلمي المدني ، وكلتاهما خاليتان عن ذكر الأدرع. ونقل أيضاً في المنهج ، عن تقريب ابن حجر (2) أنّه : أبو الجعد الضمري (3) ، قيل : اسمه أدرع ، وقيل : عمر ، وقيل : جنادة ، صحابي له حديث ، قتل يوم الجمل. انتهى.
    ثم إنّي بعد حين عثرت على حقيقة الحال ، وأنّ في الصحابة اثنين مسمّيين بالأدرع أحدهما : الأدرع الأسلمي ، كما في اُسد الغابة (4) ، والسلمي كما في الإصابة (5) (*).
1 ـ منهج المقال : 50.
2 ـ تقريب التهذيب 2/405 برقم 12 ، وعنه في المنهج : 50.
3 ـ في منهج المقال : الضميري.
4 ـ اُسد الغابة 1/56 قال : الأدرع الأسلمي كان في حرس النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
5 ـ الإصابة 1/40 برقم 63 قال : الأدرع السلمي ، روى ابن ماجه من طريق سعيد المقبري عن الأدرع .. وفي ملخّص المقال عدّه في قسم المجاهيل ، وفي الوسيط المخطوط باب الألف : أدرع الأسلمي المدني ، ( ل ) ، وفي نسخة : أقرع ، وفي مختصر الذهبي أدْرع السلمي وهو موافق لما في القاموس ، وفي توضيح الاشتباه : 48 برقم 165 : أَدْرع ـ بفتح الهمزة ، وسكون الدال المهملة ـ الأسلمي المدني ، والمشهور بالدال المهملة ، وهو الأصح ، وفي نسخة بالذال المعجمة ، وقيل أدرع السلمي ، ولعلّه غير الأوّل.
* ـ
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يوضّح حاله فهو ممّن لم يتّضح لي حاله.


(311)
    والآخر : الأدرع الضمري أبو الجعد المشهور بكنيته ، وكلاهما من الصحابة ، على ما نصّ عليه في اُسد الغابة (1) والإصابة (2) و .. غيرهما ، وكلاهما مشتركان في الجهالة عندي.
    وقد تبيّن من ذلك أنّ نقل الميرزا كلام التقريب في أدرع الأسلمي ـ الموهم كون كنيته أبا الجعد ، واتّحاد الأسلمي مع الضمري ـ اشتباه ، فإنّ أبا الجعد كنية الضمري ، وهو غير السلمي أو الأسلمي.
    وأيضاً أدرع هذا المترجم إذا كان مدنيّاً وصحابيّاً أنصاريّاً لا يكون ضمريّاً أبداً ؛ لأنّ بني ضمرة بطن من كنانة من العدنانية ، منهم : عمرو بن أميّة الضمري الصحابي ، وأهل المدينة ـ أوسهم وخزرجهم ـ من قحطان (3) ،
1 ـ اُسد الغابة 1/57 : الأدرع الضمري أو الجعد معروف بكنيته ..
2 ـ الإصابة 1/64 : الأدرع أبو الجعد الضمري مشهور بكنيته .. وتجريد أسماء الصحابة 1/11 برقم 64 : الأدرع أبو الجعد الضمري وهو بكنيته أعرف وقيل اسمه عمرو وسيأتي ( د ، ع ، ب ) ، وفي صفحة : 401 برقم 4338 : عمرو بن بكر قيل هو اسم أبي الجعد الضمري ..
3 ـ اعترض بعض المعاصرين في قاموسه 1/457 على كلام المؤلّف قدّس سرّه فقال : أهل المدينة أوسهم وخزرجهم من القحطانية ، ومنه يعلم أنّ هذا سلمي منسوباً إلى سلمة بطن من الخزرج لا أسلمي .. قلت : هو استدلال غلط ، فانصار المدينة كانوا من قحطان لا كلّ مدني وهو يسكنها فيمكن أن يكون من كلّ بطن.
    أقول : إنّ استنتاج هذا المعاصر لغريب ؛ فإنّي لا أدري متى قال المؤلّف قدّس سرّه إنّ كلّ من يسكن المدينة فهو قحطاني كي يجيب عليه بإنّه يمكن أن يكون من كلّ بطن ، وكلامه صريح في أنّ من سكن المدينة من الأوس والخزرج فهم من القحطانية ، وهل تفهم من هذا أنّه لا يسكنها سواهم ، نعم إذا كان المترجم سلمياً كان من الخزرج ، وإن كان أسلمياً لم يكن منهم ، وحيث إنّ ثقل الأوس والخزرج كان في المدينة كان انتسابه إلى سلم أقرب ، فاعتراض المعاصر كما ترى. مؤسف جداً.


(312)
ومن هذا يعلم أنّ الأدرع هذا سَلَمي ـ بفتح اللام ـ نسبة إلى سَلِمة ـ بالكسر ـ وهم بطن من الخزرج كما سمعت في صدر الترجمة ، لا أسلمي أي منسوب إلى أسلم (*).
* ـ
حصيلة البحث
    بعد الفحص والتنقيب لم أظفر على ما يرفع جهالة الضمري ؛ لأنّ المعنونين له لم يذكروا ما يوضّح حاله.


(313)
باب إدريس


(314)

(315)
باب إدريس
    [ إدريس ]
    وهو في الأصل اسم نبيّ الله إدريس عليه السلام وليس هو مشتقّاً من الدراسة ، كما توهّمه كثيرون ، لأنّه أعجمي (1) ، واسمه خنوح ـ كصبور أو كجعفر ـ أو أحنوح ـ بحاءين مهملتين ـ.
    وقد قيل : إنّها لفظة عبرانيّة ، وقيل : سريانيّة ، ولذا لا تنصرف للعجمة والعلميّة.
    وتوهّم كونه عربيّاً سمّي به لكثرة درسه ، اشتباه.
    وقد ولد إدريس عليه السلام قبل موت آدم بمائة سنة.
    قيل : وهو الجدّ الرابع والأربعون لسيدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وردّ بعدم كونه في عمود نسبه صلّى الله عليه وآله وسلّم لعدم كونه جدّ نوح. ويشهد لذلك خطابه صلّى الله عليه وآله وسلّم إيّاه ليلة الإسراء بقوله :
1 ـ كما قاله غير واحد كما في القاموس 2/215.
    وقال في تاج العروس 4/149 : وإدريس النبي صلّى الله عليه وسلّم ليس مشتقّاً من الدراسة في كتاب الله عزّوجلّ كما توهّمه كثيرون ونقلوه ، لأنّه أعجمي واسمه خنوخ كصبور ، وقيل : بفتح النون. وقيل بل الأولى مهملة ، وقال أبو زكريا : هي عبرانيّة ، وقال غيره : سريانية أو أحنوح .. إلى أنّ قال : وقال ابن خطيب الدهشة : وهو اسم أعجمي لا ينصرف للعلمية والعجمة ، وقيل : إنّما سمّي به لكثرة درسه ليكون عربياً ، والأوّل أصحّ .. إلى آخره.
وذكرت تفصيل كلام تاج العروس فقارن بما ذكره بعض المعاصرين.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس