تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 316 ـ 330
(316)
« مرحباً بالأخ الصالح » (1) ، ولو كان جدّه لخاطبه به دون الأُخُوّة (2).

    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (3) من أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : إدريس لم ينسب. انتهى. يعني لم يبيّنوا له نسباً.
    قلت : فهو مجهول الحال. نعم ، ظاهره كونه إماميّاً (*).
1 ـ كما جاء في مصادرنا في حديث المعراج كما في بحار الأنوار 18/321 وصفحة : 325 عن أكثر من مصدر وخوطب به غير إدريس من الأنبياء على نبينا وآله عليه السلام.
2 ـ لعلّ خطابه صلّى الله عليه وآله وسلّم لإدريس عليه السلام بالاُخُوّة إنّما هي الاُخوّة بالنبّوة ، لا الاُخوّة بالنسب ، ومثله شائِع.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 150 برقم 159 ، جامع الرواة 1/76 ، مجمع الرجال 1/177.
3 ـ رجال الشيخ : 150 برقم 159 ، وذكره في مجمع الرجال 1/177 نقلاً عن رجال الشيخ ، وجامع الرواة 1/76.
* ـ
حصيلة البحث
    لم يذكر علماء الرجال عن المعنون ما يوضّح حاله ، فهو غير متّضح الحال.

    جاء في علل الشرائع : 27 باب 19 بسنده : .. قال : حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه أنّ إدريس عليه السلام..


(317)

وفي صفحة : 29 باب 22 بسنده : .. حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي ، عن عبد المنعم ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه. وفي صفحة : 33 باب 30 بسنده المتقدم. وفي صفحة : 79 باب 70 مثله.
    وفي صفحة : 80 باب 71 حديث 1 مثله ، وفي صفحة : 110 باب 96 حديث 9 مثله ، وفي صفحة : 427 باب 157 حديث 10 مثله ، وفي صفحة : 477 باب 225 حديث 3 مثله ، وفي صفحة : 495 باب 248 حديث 1 مثله .. وكذلك في التوحيد : 279 حديث 4.
    وقصص الأنبياء للراوندي : 73 حديث 50.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل ، والظاهر أنّه من رواة العامّة.

    جاء في تفسير العياشي 1/257 سورة النساء حديث 195 ، عن إدريس مولى عبدالله بن جعفر ، عن أبي عبدالله عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 44/217 حديث 1 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    عنونه في معراج أهل الكمال : 279 برقم 112 [ المخطوط : 294 من نسختنا ] وقال : وفي رجال الصادق عليه السلام من كتاب الشيخ : إدريس ابن عبدالله الأزدي الكوفي ، وإدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي الهاشمي .. إلى أن قال : وإدريس بن عبدالله المرهبي كلّهم مهملون..


(318)
    [ الترجمة : ]
    لم ينقل فيه مدح ولا قدح ، وإنّما حكي عن كتاب البرقي (1) ذكره من دون ترجمته (*).
وفي لسان الميزان 1/333 برقم 1016 قال : إدريس بن أبي إدريس
ابن عبد الله المرهبي الزيّات. ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال : كان حافظاً خبيراً بالحديث ، وكان يعادي عبد الله بن طاوس ، ويذكر أنّه كان يكذب على أبيه. قال : وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك ، وذكر الطوسي قصّته في شأن عبد الله بن طاوس وآثار الوضع عليها لائحة ، وبالله التوفيق.
حصيلة البحث
    إن اتّحد المعنون في المعراج مع من عنونه العسقلاني كان ضعيفاً من أعوان الظلمة ، بل من الظلمة ، وإن تعدّدا ؛ كان الأوّل مهملاً والثاني ضعيفاً ، فتدبّر.
* ـ
مصادر الترجمة
    الوسيط ( المخطوط ) : 33 ، جامع الرواة 1/76.
1 ـ أقول : ذكره في الوسيط المخطوط : 33 من نسختنا ، ولم أجده في رجال البرقي.
* ـ
حصيلة البحث
    المعنون مجهول موضوعاً وحكماً.

    جاء بهذا العنوان في سند رواية في الكافي 2/624 باب فضل القرآن


(319)

حديث 20 بسنده : .. عن سهل بن زياد ، عن إدريس الحارثي ، عن محمد بن سنان ، عن مفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
    وعنه في وسائل الشيعة 6/222 حديث 7786 مثله.
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنون أحد من علماء الرجال ، فعليه لابدّ من عدّه مهملاً.

    جاء بهذا العنوان في الكافي 1/33 باب صفة العلم حديث 6 بسنده : .. عن محمد بن حسّان ، عن إدريس بن الحسن ، عن أبي إسحاق الكندي ، عن بشير الدهّان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
    والكافي 2/362 باب من لم يناصح أخاه المؤمن حديث 3 بسنده : .. عن أحمد بن محمد بن خالد ، وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن حسّان جميعاً عن إدريس بن الحسن ، عن مصبح بن هلقام قال : أخبرنا أبو بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ..
    وفي الكافي 6/340 باب الجبن والجوز حديث 3 بسنده : .. عن أحمد بن محمد ، عن إدريس بن الحسن ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي 7/383 باب الرجل ينسى الشهادة حديث 3 بسنده : .. عن محمد بن حسّان ، عن إدريس بن الحسن ، عن علي بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي التهذيب 6/259 حديث 682 بسنده : .. عن محمد بن حسّان ، عن إدريس بن الحسن ، عن علي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي الاستبصار 3/21 حديث 65 : أحمد بن محمد بن حسّان عن إدريس بن الحسن ، عن علي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    والصحيح : أحمد بن محمد ، عن محمد بن حسّان ، كما في الكافي.


(320)

وجاء في الفقيه 4/128 من المشيخة في طريقه إلى علي بن غراب بسنده : .. عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن حسّان ، عن إدريس بن الحسن ، عن علي بن غراب ، وهو ابن أبي المغيرة الأزدي.
    وفي المحاسن للبرقي 1/82 عقاب من نظر إلى امرأة حديث 13 : عنه ، عن إدريس بن الحسن قال : قال يونس بن عبد الرحمن قال أبو عبدالله عليه السلام ..
    وفي صفحة : 99 باب 31 حديث 68 : عنه ، عن إدريس بن الحسن ، عن سيف بن عبد الرحمن ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ..
    وكذا صفحة : 98 باب 28 حديث 65 مثله ..
    وفي روضة المتقين 14/199 في طريق الصدوق إلى علي بن غراب قال : عن إدريس بن الحسن ، غير مذكور فالخبر قوي ، واتّضح أنّ رواية المعنون عن علي وهو علي بن غراب أو علي بن غياث ، فتدبرّ.
حصيلة البحث
    إنّ المصادر الرجالية خالية عن ذكر المعنون ، فهو ممّن أهملوا ذكره.

    جاء بهذا العنوان في مقتضب الأثر للجوهري : 42 بسنده : .. عن محمد بن لاحق اليماني ، عن إدريس بن زياد السبيعي ، عن إسرائيل بن يونس .. وكفاية الأثر : 40 باب 5 حديث 1.
    وعنه في بحار الأنوار 36/289 حديث 111 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل وروايته سديدة.


(321)
    الضبط :
    قد وقع الخلاف في ضبط اللفظة ، ففي الإيضاح (2) للعلاّمة رحمه الله : إدريس
1 ـ
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 81 برقم 253 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة الهند : 74 ، وطبعة بيروت1/259 برقم ( 255 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 103 برقم ( 257 ) ] ، الفهرست : 63 برقم 125 ، الخلاصة : 12 برقم 2 ، رجال ابن الغضائري على ما حكاه في مجمع الرجال 1/177 ، رجال ابن داود : 48 برقم 145 ، حاوي الأقوال 1/163 برقم 52 [ المخطوط : 19 برقم 52 ] ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 156 برقم ( 150 ) ] ، جامع المقال : 55 ، هداية المحدّثين : 16 ، نقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحقّقة 1/181 برقم ( 373 ) ] ، مجمع الرجال 1/177 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، جامع الرواة 1/76 ، إتقان المقال : 22 ، توضيح الاشتباه : 48 برقم 166 ، الوسيط المخطوط : 33 من نسختنا ، منتهى المقال : 48 [ 1/369 برقم ( 274 ) ] ، بلغة المحدّثين : 331 ، منهج المقال : 50 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، مناقب ابن شهرآشوب 4/428 ، إثبات الوصية : 229 ، لسان الميزان 1/333 برقم 1013 ، تكملة الرجال 1/172 ، إيضاح الاشتباه المخطوط : 1 [ المحقّقة : 82 برقم 5 ] ، توضيح الاشتباه : 48 برقم 66.
2 ـ إيضاح الاشتباه المخطوط : 1 [ طبعة جماعة المدرسين صفحة : 82 برقم 5 ] من نسختنا قال : إدريس بن زياد الكَفَرْثُوْثِي ـ بفتح الكاف ، والفاء ، وإسكان الراء ، وضمّ الثاء المثلّثة ، وإسكان الواو ، وكسر الثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط ـ وكفرثوث ، قرية من قرى خراسان.
    وجاء في الأمالي للشيخ قدّس سرّه طبعة النجف : 204 ، [ وطبعة مؤسسة البعثة 2/591 حديث 1226 ] بسنده : .. قال : حدّثنا إدريس بن زياد الحنّاط بكفرتوثا. بحار الأنوار 23/311 باب 18 حديث 16 بسنده : .. عن إدريس بن زياد الخيّاط ، وفي صفحة : 365 حديث 29 : إدريس بن زياد الحنّاط ، تأويل الآيات الظاهرة 1/359 حديث 5 : عن إدريس بن زياد الحنّاط ، وصفحة : 345 حديث 30 ، و 2/543 حديث 5 مثله.


(322)
ابن زياد الكَفَرْثُوْثي : بفتح الكاف والفاء (1) ، وإسكان الراء ، وضمّ الثاء المنقّطة فوقها ثلاث نقط ، وإسكان الواو ، وكسر الثاء المنقطّة فوقها ثلاث نقط ، وكفرثوث قرية بخراسان. انتهى.
    ويخالفه ما ذكره في الخلاصة (2) ، بقوله : إدريس بن زياد الكفرثوثاني ـ بالفاء بعد الكاف ، والراء بعدها ، والثاء المنقّطة فوقها ثلاث نقط ، وبعد الواو ثاء أيضاً ـ. انتهى. فزاد ألفاً بين الثاء الثانية والنون.
    ويخالفهما ما في رجال ابن داود (3) من قوله : إدريس بن زياد الكفَرتُوثي : بالفاء المفتوحة ـ وقيل : الساكنة ـ والراء ، والتاء المثنّاة [ من ] فوق المضمومة ، والثاء المثلّثة ، منسوب إلى كفرتوثا. ومن أصحابنا من صحّفه ، فتوهّم أنّه بثاءين مثلثين والحقّ الأوّل ، قرية بخراسان. انتهى.
    وعن الشهيد الثاني رحمه الله (4) أنّ في الصحاح (5) : كفرثوثا ـ بالمثلّثة فيهما ـ ، قرية. فما ذكره العلاّمة رحمه الله في الخلاصة صحيح. انتهى.
    قلت : ما نسب إليه لم أجده في حواشيه على الخلاصة ، فإن صحّت النسبة
* ـ حكي عن ابن قتيبة الدينوري في أدب الكاتب التصريح بأنّ كفرثوثا ـ بسكون الفاء ـ ولا يصحّ فتحها.        [ منه ( قدّس سرّه ) ] انظر : أدب الكاتب :
1 ـ الخلاصة : 12 برقم 2.
2 ـ رجال ابن داود : 48 برقم 145 طبعة جامعة طهران ، [ وفي الطبعة الحيدرية : 47 برقم ( 148 ) ].
3 ـ لم نجده في حاشية الشهيد الثاني على الخلاصة ولا الدراية.
4 ـ الصحاح 2/807 قال فيه : والكَفْرُ أيضاً : القرية .. إلى أن قال : ولهذا قالوا : كفرتوتا .. فالمذكور في نسختنا عن الصحاح بالكاف ثم الفاء والراء بعدها التاء بنقطتين من فوق والواو والثاء بثلاث نقط ثم الألف.
    وفي مراصد الاطلاع 3/1169 : كفرتوثا ـ بضمّ التاء المثنّاة من فوق ، وسكون الواو ، وثاء مثلّثة ـ : قرية كبيرة من أعمال الجزيرة ، بينها وبين دارا خمسة فراسخ ، بين دارا ورأس عين. وكفرتوثا أيضاً : من قرى فلسطين ، ومثله في معجم البلدان 4/468.


(323)
ففيه : أنّ المنقول عن الصحاح إنّما هو كفرتوثا ـ بالتاء المنقّطة فوقها نقطتان أوّلاً ، والمثلّثة أخيراً ـ ، ويشهد له ما في القاموس (1) والتاج (2) في مادة ( ت و ث ) من قولهما : وكفرتوثا موضع بالجزيرة. انتهى.
    فيكون ذلك مؤيّداً لابن داود. مضافاً إلى أنّ قياس النسبة إلى كفرثوثا حذف الألف ، والنسبة بالكفرثوثي دون زيادة النون ، فما في الخلاصة لا وجه له.
    والّذي يقتضيه التحقيق صحّة ما في الإيضاح ، وسقوط كلّ ممّا في الخلاصة ورجال ابن داود.
    أمّا الخلاصة ؛ فلما عرفت. وأمّا رجال ابن داود ؛ فلأنّ كفرتوثا ـ بالتاء المثنّاة من فوق أوّلاً ، والمثلّثة أخيراً ـ ، وإن كان أيضاً اسم مكان ، إلاّ أنّه اسم قرية
1 ـ القاموس 1/163 قال : وكفرتوثا ، (ع) [ أي موضع ].
2 ـ تاج العروس 1/605 قال : وكفرتوثا (ع) ، بالجزيرة.
وقال في توضيح الاشتباه : 48 برقم 166 : إدريس بن زياد الكفرثوثي بالكاف والفاء المفتوحتين ، والراء الساكنة بعدها ، والثاء المثلثة المضمومة وبعد الواو ثاء أيضاً كذا في الإيضاح ، وقال ابن داود : بالتاء المثنّاة قبل الواو ، وفي الخلاصة ، الكفرثوثائي ، والأوّل أشهر ، قال الشهيد الثاني : في الصحاح كفرثوثا بالمثلّثة فيهما قرية فما ذكره العلاّمة في الخلاصة صحيح ، وفي الإيضاح قال : الكفرثوثي ، ولعلّه سهو.
    أقول : في كلامه نظر ، أمّا أوّلاً : فلأنّ ما في الصحاح « كفرتوثا » بفتح الكاف وسكون الفاء ، وضمّ الراء ، وضمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة ، والثاء المثلّثة أخيراً ، بعد الواو ، ويؤيّده ما في القاموس في لغة ( ت و ث ) بالتاء المثنّاة الفوقانية ، والثاء المثلّثة أخيراً من أنّ كفرتوثا موضع.
    وأمّا ثانياً : فإنّ النسبة إلى كفرثوثا مقصوراً ( كفرثوثي ) بحذف الألف كما ذكره النحاة ، ولذلك قال بعضهم : الكفرتوثي ، بفتح الكاف ، وسكون الفاء ، وضمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة ، ثم الثاء المثلّثة بعد الواو الساكنة ، وهو ثقة. قال ابن الغضائري : إنّه يروي عن الضعفاء ، والأقرب قبول روايته كما في الخلاصة ؛ لأنّه لم يجرحه في نفسه.
    وذكره في معراج أهل الكمال : 279 برقم 11 [ المخطوط : 292 من نسختنا ] ، ونقل ضبط العلاّمة وابن داود والإسترآبادي وابن خلّكان له ، وبسط القول فيه ، فراجع.


(324)
كبيرة من أعمال الجزيرة ، بينها وبين دارا خمسة فراسخ ، بين دارا ورأس عين. واسم قرية أيضاً من قرى فلسطين ، كما نصّ عليه في المراصد (1) ، وتقدّم من التاج أيضاً التصريح بالأوّل. وأمّا القرية من قرى خراسان فاسمها كفرثوثا ـ بالثاءين ـ اسقط الألف للنسبة ، فقيل : كفرثوثي ، فتدبّر جيّداً حتى يتبيّن لك أنّ المتوهّم هنا هو ابن داود لا العلاّمة رحمه الله في الإيضاح.
    الترجمة :
    قال النجاشي (2) : إدريس بن زياد الكفرثوثي (3) أبو الفضل ، ثقة ، أدرك أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وروى عنهم ، وله كتاب نوادر ، أخبرنا محمّد ابن علي الكاتب ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب ، قال : حدّثنا عمران ابن طاوس بن محسن بن طاوس ـ مولى جعفر بن محمّد ـ ، قال : حدّثنا إدريس ، به.
    وأخبرنا محمّد و .. غيره عن أبي بكر الجعابي ، قال : حدّثنا جعفر الحسيني (4) ، قال : حدّثنا إدريس. انتهى.
    وقال في الفهرست (5) : إدريس بن زياد ، له روايات ، أخبرنا بها ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم عنه ، انتهى.
    وفي الخلاصة (6) أنّه : ثقة أدرك أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وروى عنهم.
1 ـ مراصد الاطلاع 3/1169.
2 ـ رجال النجاشي : 81 برقم 253 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة الهند : 74 ، وطبعة بيروت 1/259 برقم ( 255 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 103 برقم ( 257 ) ].
3 ـ جاء في طبعة الهند : الكفرثوثائي ، وطبعتي بيروت وجماعة المدرسين : الكفرتوثي.
4 ـ خ. ل الحسني ، وفي طبعة الهند جاء : جعفر بن الحسين.
5 ـ الفهرست : 63 برقم 125 الطبعة الحيدرية ، [ وفي طبعة جامعة مشهد : 51 ـ 52 برقم ( 91 ) ، والطبعة المرتضوية : 39 برقم ( 114 ) ] قال : .. عن حميد بن أحمد بن ميثم عنه.
6 ـ الخلاصة : 12 برقم 2.


(325)
    وقال ابن الغضائري : إنّه خوزيّ الأمّ ، يروي عن الضعفاء.
    والأقرب عندي قبول روايته ، لتعديل النجاشي له ، وقول ابن الغضائري لا يعارضه لأنّه لم يجرحه في نفسه ، ولا طعن في عدالته ، انتهى ما في الخلاصة.
    وأقول : ما عزاه إلى ابن الغضائري موجود في رجاله ، وجوابه ما ذكره من كون توثيق النجاشي سالماً عن المعارض فيكون حجّة ، مضافاً إلى أنّ جرح ابن الغضائري ـ عند محقّقي الفنّ ـ لا يعارض توثيق النجاشي.
    وقد عدّه ابن داود (1) ، والجزائري في الحاوي (2) في القسم الأوّل ، ووثّقه. وكذا وثّقه في الوجيزة (3) ، والبلغة (4) ، والمشتركاتين (5) ، و .. غيرها (6).
    وفي مناقب ابن شهرآشوب (7) : إدريس بن زياد الكفرتوثاي قال : كنت
1 ـ رجال ابن داود : 48 برقم 145 طبعة جامعة طهران ، [ وفي الطبعة الحيدرية : 47
برقم 148 ].
2 ـ حاوي الأقوال 1/63 برقم 52 [ المخطوط : 19 برقم ( 52 ) ].
3 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 156 برقم ( 150 ) ] قال : إدريس بن زياد الكفرثوثي ثقة.
4 ـ بلغة المحدّثين : 331.
5 ـ في جامع المقال : 55 ، وهداية المحدّثين المخطوط : 6 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة : 16 ].
6 ـ وثّق المترجم جميع علماء الرجال منهم في نقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحقّقة 1/181 برقم ( 373 ) ] ، ومجمع الرجال 1/177 ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، وجامع الرواة 1/76 ، وإتقان المقال : 21 ، وتوضيح الاشتباه : 48 برقم 166 ، والوسيط المخطوط : 33 من نسختنا ، ومنتهى المقال : 48 [ الطبعة المحقّقة 1/369 برقم ( 274 ) ] ، وملخّص المقال في قسم الصحاح : 37 ، ومنهج المقال : 50 .. وغيرها.
وفي لسان الميزان 1/333 برقم 1013 قال : إدريس بن زياد الكفرتوثي أبو الفضل وأبو محمد ، ذكره الطوسي وقال : ثقة من رجال الشيعة أدرك أصحاب جعفر الصادق [ عليه السلام ] ، وروى عن حنّان بن سدير. وعنه أحمد بن ميثم بن أبي نعيم ، وجعفر ابن محمد الحسيني ، ومحمد بن الحسن الأشعري ، وله كتاب النوادر وغيره.
7 ـ مناقب ابن شهرآشوب 4/428 وضبطه ـ الكفرتوثائي ـ وروى المسعودي في


(326)

إثبات الوصية : 229 ـ 230 قال : وروى أحمد بن محمد بن قابند إذ الكاتب الإسكافي قال : تقلّدت ديار ربيعة وديار مضر ، فخرجت وأقمت بنصيبين وقلّدت عمّالي ، وأنفذتهم إلى نواحي أعمالي ، وتقدّمت أن يجعل [ كذا ، والظاهر : يحمل ] إلى كلّ واحد منهم كلّ من يجده في عمله ممّن له مذهب ، فكان يرد عليّ في اليوم الواحد والإثنان والجماعة منهم فأسمع منهم وأعامل كلّ واحد بما يستحقّه ، فأنا ذات يوم جالس إذ ورد كتاب عامل بكفرتوثي ، يذكر أنّه توجّه إليّ برجل يقال له : إدريس بن زياد ، فدعوت به فرأيته وسيماً قسيماً قبلته نفسي ، ثم ناجيته ، فرأيته ممطوراً ، ورأيته من المعرفة بالفقه والأحاديث على ما أعجبني ، فدعوته إلى القول بإمامة الإثني عشر فأبى وأنكر عليّ ذلك وخاصمني فيه ، وسألته بعد مقامه عندي أيّاماً أن يهب لي زورة إلى سرّ من رأى لينظر إلى أبي الحسن وينصرف ، فقال لي : أنا أقضي حقّك بذلك ، وشخص بعد أن حمله ، فابطأ عنّي وتأخّر كتابه ، ثم أنّه قدم ودخل إليّ ، فأوّل ما رآني أسبل عينيه بالبكاء فلمّا رأيته باكياً لم أتمالك حتّى بكيت فدنا منّي وقبّل يدي ورجلي ، ثمّ قال : يا أعظم الناس منّة ، نجّيتني من النّار وأدخلتني الجنّة ، وحدّثني فقال لي : خرجت من عندك وعزمي إذا لقيت سيّدي أبا الحسن [ عليه السلام ] أن أسأله من مسائل ، وكان فيما أعددته أن أسأله عن عرق الجنب هل يجوز الصلاة في القميص الذي أعرق فيه وأنا جنب أم لا ؟ فصرت إلى سرّ من رأى فلم أصل إليه وأبطأ من الركوب لعلّة كانت به ، ثم سمعت الناس يتحدّثون بأنّه يركب ، فبادرت ففاتني ، ودخل دار السلطان فجلست في الشارع وعزمت أن لا أبرح أو ينصرف ، واشتدّ الحرّ عليّ ، فعدلت إلى باب دار فيه فجلست أرقبه ، ونعست فحملتني عيني فلم أنتبه إلاّ بمقرعة قد وضعت على كتفي ففتحت عيني فإذا هو مولاي أبو الحسن واقف على دابته ، فوثبت فقال لي : « يا إدريس ! أمّا آن لك » ، فقلت : بلى يا سيّدي ، فقال : « إن كان العرق من حلال فحلال ، وإن كان من حرام فحرام » من غير أن أسأله ، فقلت به وسلّمت لأمره.
    أقول : هذا الحديث والذي ذكره المؤلّف قدّس سرّه عن المناقب صريحان في أنّه رجع عمّا كان يقول فيهم ، وليس في ذلك أيّ ابهام ، إلاّ أنّ في رواية المناقب قوله : أقول فيهم قولاً عظيماً ، وظاهر رواية المسعودي أنّه كان منكراً لهم. ويمكن الجمع بينها بأنّ ـ قوله العظيم ـ هو عدم اعتقاده بأبي الحسن عليه السلام ، وكان من الممطورة ، وهذه الجملة جاءت في رواية المسعودي بقوله : ورأيته ممطوراً ، والممطورة هم الذين وقفوا


(327)
أقول فيهم قولاً عظيماً ، فخرجت إلى العسكر للقاء أبي محمّد عليه السلام فقدمت وعليّ أثر السفر ووعثاه ، فألقيت نفسي على دكّان حمّام ، فذهب بي النوم ، فما انتبهت إلاّ بمقرعة أبي محمّد عليه السلام قد قرعني بها فاستيقظت وعرفته ، فقمت اُقبّل قدمه وفخذه وهو راكب والغلمان من حوله ، فكان أوّل ما تلقّاني به أن قال : « يا إدريس! ( بَلِ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَولِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (1) » ، فقلت : حسبي يا مولاي ، إنّما جئت أسألك عن هذا ، قال : فتركني ومضى.
تذييل
    يتضمّن أمرين :
    الأوّل : إنّه قد سمعت من ابن الغضائري أنّ إدريس هذا خوزي الأمّ. قال في الصحاح (2) : الخوز : جيل من الناس.
    وزاد في القاموس (3) أنّه اسم لجميع بلاد خوزستان.
    وعن حواشي المجمع (4) : إنّ خوزستان قرية بخراسان.
على الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وأنكروا إمامة من بعده ، وحينئذ يتّضح من الجمع بين عبارتي الروايتين أنّ قوله العظيم هو إنكار إمامة علي بن موسى ، ومحمد بن علي الجواد ، وعلي بن محمد الهادي عليهم السلام ، ويكون محصّل الروايتين أنّه كان جوابه عليه السلام عمّا أضمره من المسائل في نفسه وإخباره باسمه أوجب اهتداءه ورجوعه عن القول العظيم بإنكار إمامتهم عليهم السلام ، فتفطّن.
1 ـ سورة الأنبياء ( 21 ) : 26 ـ 27.
2 ـ الصحاح 3/878.
3 ـ القاموس المحيط 2/175 قال : الخوز : المعاداة وبالضمّ : جيل من الناس ، واسم لجميع بلاد خوزستان.
4 ـ مجمع الرجال 1/177 : خوزي نسبة إلى خوزستان وهي قرية بخراسان.


(328)
    وهو عجيب ، فإنّ من المعلوم أنّ خوزستان اسم لجميع بلاد خوز ، وهي نواحي الأهواز ، بين فارس و واسط والبصرة وجبال اللوز المجاورة لإصفهان (1) ، وهي الآن تعرف ب‍ : الحويزة والدورق.
    الثاني : إنّه روى في مسألة عرق الجنب من الحرام من الذكرى (2) عن محمّد ابن همام ، بإسناده عن إدريس بن يزداد (*) الكفرتوثي ، أنّه كان يقول بالوقف. فدخل سرّ من رأى في عهد أبي الحسن عليه السلام وأراد أن يسأله عن الثوب الّذي يعرق فيه الجنب ، أيصلّى فيه ؟ فبينا هو قائم في طاق باب لانتظاره عليه السلام حرّكه أبو الحسن عليه السلام بمقرعه ، وقال مبتدئاً : « إن كان من حلال فصلّ فيه ، وإن كان من الحرام فلا تصلّ فيه ».
    وقد ذكر السيّد صدر الدّين رحمه الله في حاشية المنتهى (3) هذه الرواية في هذه الترجمة قائلاً : إنّها تدلّ على أنّه كان واقفيّاً ، ثم قال : لكنّها قد تشعر برجوعه. انتهى.
    ونقل صاحب (4) التكملة أيضاً الخبر. وقال : ليس فيه إشعار بتغييره. يعني
1 ـ راجع مراصد الاطلاع 1/490 تجد التصريح بذلك. وكذا معجم البلدان 2/404 ـ 405.
2 ـ الذكرى 1/14 كتاب الصلاة في مسألة عرق الجنب من الحرام.
* ـ خ. ل : داود.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ لم أظفر على هذه الحاشية نسخة خطية ولم أسمع بطبعها.
4 ـ تكملة الرجال 1/172.
    أقول : للعلاّمة الفقيد المحقّق السيّد محمد صادق بحر العلوم قدّس سرّه في المقام كلام لا بأس بذكره فإنّه ينفع في موارد كثيرة قال : قال بعض أرباب المعاجم الرجاليّة : إنّ سكوت النجاشي والشيخ الطوسي عن التعرّض لمذهب الرجل شهادة بكون الرجل إماميّاً اثني عشريّاً ـ فإنّه إذا كان الرجل غير إمامّي ذكرا مذهبه من كونه عاميّاً أو فحطيّاً أو واقفيّاً أو نحو ذلك ـ ويتّضح ذلك بملاحظة خطبة كتاب رجال النجاشي فإنّها صريحة في أنّ وضع كتابه لأجل بيان المصنفّين من أصحابنا ، وكذا الشيخ الطوسي فإنّ الظاهر


(329)
رجوعه عن الوقف.
    وأقول : ذلك من هذين العلمين غريب.
    أمّا أوّلاً : فلأنّ الموجود في الذكرى : إدريس بن يزداد الكفرتوتي ـ بالتاءين ـ.
    وفي الوسائل (1) نقلاً عن الذكرى : إدريس بن داود الكفرثوثي ـ بالثاءين ـ.
    وأين إدريس بن زياد من إدريس بن يزداد أو داود ؟! وكيف يمكن الحكم بوقف الرجل بمثل ذلك ؟!
    وأمّا ثانياً : فلأنّ سكوت النجاشي والشيخ رحمهما الله عن التعرّض لمذهب الرجل شهادة بكون الرجل إماميّاً اثني عشريّاً ، على ما أوضحناه في الفائدة التاسعة عشرة من المقدّمة (2) أوثق من شهادة الشهيد رحمه الله في كتاب الفقه ـ الغير المعدّ لتحقيق حال الرجال ـ بوقفه. والإلتزام باشتباهه في إبدال زياد
أنّ جميع ما ذكره في الفهرست من الشيعة الإماميّة إلاّ من نصّ على خلاف ذلك من الرجال الزيديّة والفطحية والواقفيّة وغيرهم كما يدلّ عليه وضع هذا الكتاب فإنّه في فهرست كتب الإماميّة ومصنّفاتهم دون غيرهم من الفرق ، هذا في غير المعلومين والمشهورين كونهم من العامّة وغير الإماميّة فإنّ سكوتهما عن الغمز في مذهبه لا يكشف عن بنائهما على كونه إماميّاً كما لا يخفى ، وإنّما ذكراهم في كتابيهما لمجرّد معاصرتهم للأئمّة عليهم السلام وأخذهم عنهم من دون إشارة إلى انحرافهم ولا غمز فيهم إحالة إلى الوضوح ؛ هذا مضافاً إلى أنّ ابن الغضائري على تولّعه في القدح في الرجال وتضعيفهم بأدنى شيء لم يرم إدريس بن زياد إلاّ بروايته عن الضعفاء ، وذلك لا يوجب إلاّ قلّة الاعتماد على مراسيله دون ما رواه مسنداً عن ثقة ولم يرم الرجل بالوقف أصلاً ، فلو كان فيه شائبة الوقف لكان ابن الغضائري أحقّ بذكره ، فالحقّ إنّ حديث الرجل من قسم الصحيح ، انتهى ما ذكره طاب رمسه.
1 ـ وسائل الشيعة طبعة مؤسسة آل البيت 3/477 حديث 4134 حكى عن الذكرى : .. بإسناده إلى إدريس بن يزداد الكفرثوثي .. لا داود.
    وفي أمالي الشيخ المفيد رحمه الله : 126 حديث 4 : إدريس بن زياد الكفرثوثي ، ولم أجد بإسم ادريس بن داود في المجاميع الرجالية ذكر ولا اسم.
2 ـ الفوائد الرجالية المطبوعة في مقدمة تنقيح المقال 1/205 ـ 206 من الطبعة الحجرية.


(330)
ب‍ : يزداد أو داود ، يفتح باب الاشتباه إليه في نسبته الوقف إليه.
    ويشهد بعدم كون الرجل واقفيّاً أنّ ابن الغضائري ـ على تولّعه في القدح في الرجال ، وتضعيفهم بأدنى شيء ـ لم يرمه في المقام إلاّ بروايته عن الضعفاء ، الّتي لا توجب إلاّ قلّة الاعتماد على مراسيله ، دون ما رواه مسنداً عن ثقة ، ولم يرم الرجل بالوقف أصلاً. فلو كان فيه شائبة الوقف ، لكان ابن الغضائري أحقّ بذكره.
    فالحقّ أنّ حديث الرجل من قسم الصحيح ، لشهادة النجاشي ، والله العالم.
    التمييز :
    قد ميّز الرجل في المشتركاتين (1) بما سمعته من النجاشي من رواية أحمد بن ميثم ، وعمران بن طاوس بن محسن [ بن طاوس ] ، وجعفر الحسيني ، عنه (2).
1 ـ في جامع المقال : 55 ، وهداية المحدّثين : 16 ، ولاحظ : جامع الرواة 1/76 ، وزاد في لسان الميزان 1/333 برقم 1013 : ومحمد بن الحسن الأشعري.
* ـ
حصيلة البحث
    أقول : لم يغمز في المترجم أساطين الجرح والتعديل ، بل وثّقه جلّ أرباب الجرح والتعديل توثيقاً مطلقاً سوى ابن الغضائري رحمه الله ، وربّما يكون منشأ نسبته للمترجم الرواية عن الضعفاء هو سهو من قلمه الشريف ، أو أنّ روايته عن الضعفاء في أيام انحرافه عن الحقّ ، نعم يظهر من رواية ابن شهرآشوب ورواية المسعودي أنّه كان منحرفاً عن الحقّ وكان ممّن وقف على الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ثم اهتدى بالإمام العسكري عليه السلام ، فالحقّ أنّ الرجل ثقة جليل ، ورواياته صحاح ، فتفطّن.

    جاء في الغيبة للنعماني : 37 حديث 11 بسنده : .. عن عبدالله بن العلاء المذاري [ في بحار الأنوار : المدايني ] ، عن إدريس بن زياد الكوفي ، عن بعض شيوخنا..
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس