تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 331 ـ 345
(331)
    [ الترجمة : ]
    قد وصفه الصدوق رحمه الله بصاحب الرضا عليه السلام حيث قال في مشيخة الفقيه (1) : وما كان فيه عن إدريس بن زيد ، وعليّ بن إدريس صاحبي الرضا عليه السلام فقد رويته عن محمّد بن علي ماجيلويه (2) ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن إدريس بن زيد ، وعليّ بن إدريس ، عن الرضا عليه السلام. انتهى.
    وفيه دلالة على مدح الرجل ، وكونه إماميّاً اثني عشريّاً.
    وقد وصف العلاّمة رحمه الله (3) طريق الصدوق رحمه الله إليه بالحُسن ، وهو المعتمد.
وعنه في بحار الأنوار 2/80 باب النهي عن كتمان العلم حديث 78 ، ومستدرك الوسائل 12/276 حديث 14088 مثله ..
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.
* ـ
مصادر الترجمة
    الفقيه 4/89 و 109 ، الخلاصة : 281 ، الكافي 4/143 حديث 1 ، رجال ابن داود : 559 و 563 ، منهج المقال : 50 ، خير الرجال المخطوط : 430 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، رجال شيخنا الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، جامع الرواة 1/76.
1 ـ الفقيه ـ المشيخة ـ 4/89 ، ثم في صفحة : 109 ذكر طريقاً آخر ، فقال : وما كان فيه عن إدريس بن زيد .. فقد رويته عن أحمد بن علي بن زياد رضي الله عنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إدريس بن زيد القمّي.
2 ـ في المصدر بزيادة : رضي الله عنه.
3 ـ في الخلاصة : 281 في أواخر الفائدة الثامنة.


(332)
    وقد روى الكليني (1) بسنده : .. عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عنه ، عن أبي الحسن عليه السلام.
    وربّما أورد ابن داود رحمه الله (2) طريق الصدوق رحمه الله إلى إدريس بن زيد في الأصحّاء ، وليس ببعيد.
    وحكى في التعليقة (3) عن بعض معاصريه الحكم باتّحاده مع الكفرثوثي ـ المتقدّم ـ بقرينة رواية إبراهيم بن هاشم عنه.
    ولم أفهم لهذا التعليل ولا للحكم وجهاً.
    أمّا التعليل ؛ ففيه : مضافاً إلى أنّ مجرّد اتّحاد الراوي عنه ، لا يقضي بالاتّحاد. أنّ رواية إبراهيم بن هاشم عن ذاك غير معلوم ، ولا مذكور. وقد عرفت من يروي عن ذاك.
    وأمّا الحكم ؛ فيردّه أنّ هذا صاحب الرضا عليه السلام بشهادة الصدوق ، وذاك لم ينقل في حقّه ذلك ، وإنّما قيل في حقّه إنّه لقي أصحاب
1 ـ في الكافي 4/143 حديث 1 بسنده : .. عن محمد بن سهل ، عن إدريس بن زيد ، وعلي بن إدريس ، قالا : سألنا الرضا عليه السلام .. إلى آخره ، وفي الفقيه 2/99 حديث 443 : وفي رواية إدريس بن زيد وعلي بن إدريس ، عن الرضا عليه السلام ..
    وفي التهذيب 7/141 حديث 623 ، قال : أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن إدريس بن زيد ، عن أبي الحسن عليه السلام.
    والكافي 5/276 باب بيع المراعي برقم 2 بسنده : .. عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن إدريس ..
2 ـ رجال ابن داود 559 طبعة جامعة طهران ، [ وفي الطبعة الحيدرية : 308 ] ، في التنبيهات ، وأمّا الصحيح ممّا يتعلق بالشيخ أبي جعفر محمد بن بابويه رحمه الله .. إلى أن قال في صفحة : 563 [ 311 ] : وإدريس بن زيد .. فعدّ المترجم روايته من الصحيح.
3 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 50 ، وقال اللاهيجي في خير الرجال المخطوط : 430 : وأورد ابن داود طريق الصدوق إلى إدريس بن زيد في الأصحّاء. وهو الصحيح.


(333)
الصادق عليه السلام وروى عنهم. فالاتّحاد لا شاهد له بوجه.
    التمييز :
    يتميّز الرجل بما سمعت من رواية إبراهيم بن هاشم ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عنه (1). وروايته عن الرضا عليه السلام (2).
1 ـ أقول : وبرواية محمد بن سهل عنه ، انظر : جامع الرواة 1/76.
* ـ
حصيلة البحث
    إن عدّ العلاّمة رحمه الله وابن داود في رجالهما رواية المترجم في الصحاح ، ورواية ابن أبي نصر البزنطي عنه إن لم تقض الحكم عليه بالوثاقة ، فلا أقلّ من الحسن ، فالرجل حسن ، ورواياته تعدّ من الحسان ، ثم كونه صاحب الإمام الرضا عليه السلام ترفعه إلى أرفع مرتبة الجلالة والنبالة ، فعدّه في أعلى مراتب الحسن ، وعدّ حديثه حسناً كالصحيح في محلّه.

    جاء في لسان الميزان 1/333 برقم 1014 : إدريس بن سالم بن محمد الموصلي ، قال ابن أبي طيّ : ثقة من رجال الشيعة وعلمائها. صنّف المنهاج في الإمامة ، وشرح قصيدة السيد الحميري ، وكان في المائة السادسة.
حصيلة البحث
    لم أجد في معاجمنا الرجالية للمعنون ذكراً ، فهو على ما حكي عن ابن أبي طيّ توثيقه يُعدّ حسناً أقلاًّ ؛ لأنّ في تأليفه في الإمامة وشرحه لقصيدة السيد رحمه الله دلالة على تشيّعه وعلمه وحسنه ، والله العالم.

    جاء في مدينة المعاجز : 372 الطبعة الحجرية [ الطبعة المحقّقة 5/302 حديث 1633 ] : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : أخبرني


(334)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الأزدي في : إبراهيم بن إسحاق.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في حال الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (2) من أصحاب الصادق عليه السلام.
أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمد بن علي ، عن إدريس بن عبد الرحمن ، عن داود الرقي ..
    ولكن في دلائل الإمامة : 294 حديث 249 ، ونوادر المعجزات : 146 حديث 15 ، وفيهما : عن إدريس ، عن عبد الرحمن ، عن داود بن كثير الرقي.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 150 برقم 157 ، نقد الرجال : 37 برقم 2 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 374 ) ] ، جامع الرواة 1/76 ، مجمع الرجال 1/178 ـ 179 ، الوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، معراج أهل الكمال : 279 فائدة برقم 112 : [ المخطوط : 294 من نسختنا ].
1 ـ في صفحة : 292 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ : 150 برقم 157 ، وذكر المترجم في نقد الرجال : 37 برقم 2 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 374 ) ] ، وجامع الرواة 1/76 ، ومجمع الرجال 1/178 ، والوسيط المخطوط : 34 من نسختنا جميعاً عن رجال الشيخ رحمه الله من دون تعليق ، ولكن في ملخّص المقال عدّه في المجاهيل ، وفي معراج أهل الكمال : 279 برقم 112 [ المخطوط : 294 من نسختنا ] عدّه مهملاً.


(335)
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    وفي بعض النسخ : الأودي ، بدل الأزدي.
    وقد مرّ (1) ضبط الأودي في : أحمد بن الحسن الأودي.
    التمييز :
    يعرف الرجل برواية ابنه عبد الله (2) ، عنه (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (5) من أصحاب الصادق عليه السلام.
1 ـ في صفحة : 430 من المجلّد الخامس.
2 ـ جامع الرواة 1/76 ميّزه برواية ابنه عبد الله.
* ـ
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 150 برقم 154 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، نقد الرجال : 37 برقم 3 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 375 ) ] ، مجمع الرجال 1/178 ، منهج المقال : 50 ، منتهى المقال : 47 [ لم يرد في المحقّقة ].
3 ـ رجال الشيخ : 150 برقم 154 ، وفي ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، ونقد الرجال : 37 برقم 3 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 375 ) ] ، ومجمع الرجال 1/178 وغيرهم واكتفوا بنقل عبارة رجال الشيخ رحمه الله.


(336)
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ (1) ضبط الإصفهاني في : أحمد بن عبد الله (*).

    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط البكري في : أبان بن تغلب.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في ترجمة الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (3) من أصحاب الصادق عليه السلام.
1 ـ في صفحة : 249 من المجلّد السادس.
* ـ
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يرفع جهالة المترجم ، فهو مجهول الحال عندي.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 150 برقم 154 ، جامع الرواة 1/76 ، نقد الرجال : 37 برقم 4 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 376 ) ] ، مجمع الرجال 1/178 ، منتهى المقال : 50 [ لم يرد في المحقّقة ].
2 ـ في صفحة : 83 من المجلّد الثالث.
3 ـ رجال الشيخ : 150 برقم 155 ، وفي مجمع الرجال 1/178 ، ونقد الرجال : 37 برقم 4 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 376 ) ] ، وجامع الرواة 1/76 ، وغيرهم والكلّ نقلوا عبارة رجال الشيخ فقط.


(337)
    فهو كسابقيه إماميّ مجهول (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله في رجاله (1) إيّاه من رجال الصادق عليه السلام.
    وحاله كسوابقه.
    وعدّه أبو الفرج (2) فيمن خرج مع الحسين بن علي ـ صاحب فخ ـ وأنّه أفلت
* ـ
حصيلة البحث
لم أجد في طيّات المعاجم الرجاليّة والحديثيّة ما يعرب عن حاله ، فهو غير متّضح الحال.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 150 برقم 152 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، معراج أهل الكمال : 279 برقم 112 ، مقاتل الطالبيين : 488 ، مجمع الرجال 1/178 ، نقد الرجال : 37 برقم 5 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 377 ) ] ، جامع الرواة 1/76.
1 ـ رجال الشيخ : 150 برقم 152 ، وذكره في ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، وفي معراج أهل الكمال : 279 فائدة برقم 112 [ المخطوط : 294 ] عدّه مهملاً.
2 ـ في مقاتل الطالبيين : 488 قال : إنّ إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن


(338)
من وقعة فخ بعد مقتل الحسين ، ومعه مولى له يقال له : راشد ، فجعلا ينتقلان في الأحياء والبلدان ، حتّى انتهيا إلى إفريقيّة ، فدخلا بلاد البربر في مواضع منه يقال لها فاس وطنجة ، فبلغ الرشيد ذلك ، فوجّه إليه من دسّ إليه سُمّـاً فقتله بغالية مسمومة ، وقيل : بغير ذلك ، وولد له ـ وهو في بلاد البربر ـ ولد يسمّى إدريس بن إدريس ، ويقال : إنّ الأدارسة بالمغرب من ذرّيته (1) (*).
أفلت من وقعة فخ ومعه مولى يقال له : راشد ، فخرج به في جملة حاج مصر وإفريقيّة ، وكان إدريس يخدمه ويأتمر له حتّى أقدمه مصر ، فنزلها ليلاً فجلس على باب رجل من موالي بني العباس فسمع كلامهما ، وعرف الحجازيّة فيهما ، فقال : أظنّكما عربيّين ، قالا : نعم ، قال : وحجازيّين ، قالا : نعم ، فقال له راشد أريد أن ألقي إليك أمرنا على أن تعاهد الله أنّك تعطينا خلّة من خلّتين ، إمّا أن تؤوينا وتؤمننا ، وإمّا سترت علينا أمرنا حتى نخرج من هذا البلد ، قال : أفعل ، فعرّفه نفسه وإدريس بن عبد الله ، فآواهما وسترهما وتهيأت قافلة إلى إفريقية فأخرج معهما راشداً إلى الطريق وقال له : إنّ على الطريق مسالح ، ومعهم أصحاب أخبار تفتش كلّ من يجوز الطريق وأخشى أن يعرف ، فأنا أمضي به معي على غير الطريق حتى أخرجه عليك بعد مسيرة أيّام ، وهناك تنقطع المسالح ، ففعل ذلك ، وخرج به عليه ، فلمّا قرب من إفريقيّة ترك القافلة ومضى مع راشد حتى دخل بلاد البربر في مواضع منه ، يقال لها : فاس وطنجة فأقام بها ، واستجابت له البربر .. إلى آخر ما ذكره من وفاته ، وولادة ابنه إدريس الثاني ، ثم ولايته على البلاد ، فراجع.
1 ـ ذكر المعنون في مجمع الرجال 1/178 ، ونقد الرجال : 37 برقم 5 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 377 ) ] ، وجامع الرواة وغيرهم ، والجميع اكتفوا بنقل عبارة رجال الشيخ رحمه الله.
* ـ
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله فهو ممّن لم يبيّن حاله.


(339)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الأشعري في : آدم بن إسحاق.
    الترجمة :
    قال النجاشي (2) : إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري ، ثقة ، له كتاب [ وأبو جرير القمّي هو : زكريّا بن إدريس هذا ، وكان وجهاً ، يروي عن الرضا عليه السلام ، له كتاب ] (3) أخبرناه
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 81 برقم 255 ، الخلاصة : 13 برقم 3 ، فهرست الشيخ : 63 برقم 120 ، تكملة الرجال 1/173 ، لسان الميزان 1/334 برقم 1017 ، معالم العلماء : 26 برقم 129 ، رجال ابن داود : 49 برقم 146 ، رجال الشيخ : 377 برقم 2 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 156 برقم ( 151 ) ] ، رجال البرقي : 52 ، جامع المقال : 101 ، هداية المحدّثين : 79 ، إتقان المقال : 23 ، معراج أهل الكمال : 279 برقم 112 [ المخطوط : 294 من نسختنا ] ، الوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، مجمع الرجال 1/178 ، جامع الرواة 1/77 ، نقد الرجال : 27 برقم 6 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 378 ) ] ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، وسائل الشيعة 20/135 برقم 119 ، حاوي الأقوال 1/164 برقم 53 [ المخطوط : 19 برقم 53 من نسختنا ] ، منهج المقال : 50 ، منتهى المقال : 48 [ المحقّقة 1/372 برقم ( 372 ) ] ، جامع الرواة 1/77 ، معجم رجال الحديث 3/11.
1 ـ في صفحة : 24 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال النجاشي : 81 برقم 255 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة الهند : 76 ، وطبعة بيروت 1/260 برقم ( 257 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 104 برقم ( 255 ) ].
3 ـ لا يخفى أنّ ما بين المعقوفين هو في ترجمة ابنه ، والظاهر أنّها اقحمت في ترجمة


(340)

أبيه ، وسوف يعقد له ترجمة مستقلّة ويذكر فيها أنّه يقال كونه : يروي عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى والرضا عليهم السلام وأ نّ زكريا هذا له كتاب كما وأنّ أباه إدريس صاحب الترجمة له كتاب ، وعدّه البرقي في رجاله : 52 ، وابن داود في رجاله : 49 برقم 146 من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وفي رجال الشيخ : 150 برقم 156 عدّه من أصحاب الصادق عليه السلام فقال : إدريس بن عبد الله القمّي ، وفي صفحة : 340 برقم 33 في باب الكنى من أصحاب الصادق عليه السلام قال : أبو زكريا .. فالنجاشي عدّ المترجم من أصحاب الرضا عليه السلام ، والبرقي وابن داود عدّاه من أصحاب الكاظم عليه السلام ، والشيخ عدّه من أصحاب الصادق عليه السلام ، فيكون من أصحاب الأئمّة الثلاث صلوات الله عليهم كابنه زكريا ، فإدريس وابنه زكريا يرويان عنهم ، وكلاهما لهما كتاب ، وكلاهما ثقتان.
    وفي لسان الميزان 1/334 برقم 1017 قال : إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي أخو الزبير وزكريّا ، قال الليثي : كان من رجال الشيعة ، أخذ عن جعفر الصادق [ عليه السلام ] ، وروى عن علي الرضا [ عليه السلام ] وصنّف كتباً يعتمد عليها ، روى عنه محمد بن الحسن بن أبي خالد وأثنى عليه ابن [ كذا ] النجاشي.
    أقول : أمّا الزبير الذي ذكر في ترجمة إدريس فلم أظفر على من ذكره من العامة والخاصة ، وأمّا زكريا فليس أخاً لإدريس بل ابنه ، فتفطّن.
    وجاء في تكملة الرجال 1/173 : قوله في : إدريس بن عبد الله بن سعد : وكان وجهاً ، يروي عن الرضا عليه السلام .. يحتمل عود ضمير كان إلى إدريس صاحب الترجمة ، وهو الأظهر ، نظراً إلى أنّه هو المسوق له الكلام ، ويحتمل أن يعود إلى أبي جرير ابنه ، لكن ذكروا في ترجمة أبي جرير ـ هذا ـ أنّه روى عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام ، فيلزم على الاحتمال الأوّل أن يكون الابن ـ وهو أبو جرير راوياً عن الصادق والكاظم عليهما السلام ، والأب وهو إدريس راوياً عن الرضا عليه السلام فلابدّ من بطلان الاحتمال الأوّل ، وإعادته إلى أبي جرير كما فهمه العلاّمة رحمه الله وأقرّه المصنّف رحمة الله عليه في ترجمة زكريا بن إدريس أبي جرير ، فلاحظ.
    وقال بعض أعلام المعاصرين في معجمه 3/11 ـ 12 برقم 1054 في ترجمة إدريس هذا : ثم إنّه توهّم بعضهم أنّ الضمير في عبارة النجاشي في جملة : ( يروي عن الرضا ) ، يرجع إلى زكريا لا إلى إدريس ، وإلاّ كان تكرار جملة ( له كتاب ) لغواً


(341)
أبو الحسن (1) عليّ بن أحمد بن محمد ابن طاهر الأشعري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدّثنا العبّاس بن معروف ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي خالد المعروف ب‍ : شنبولة (2) ، قال : حدّثنا إدريس بكتابه. انتهى.
    ومثله إلى قوله : عن الرضا عليه السلام ، في الخلاصة (3) ، مع إبدال كلمة ( وجهاً ) بقوله : ( وجيهاً ) (4).
    وقال في الفهرست (5) : إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري ، له مسائل ، أخبرنا بها ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن (6) ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن [ الحسن ] شنبولة (7) ، عن إدريس. انتهى.
مستدركاً ، وربّما يؤيد ذلك بأنّ إدريس من أصحاب الصادق عليه السلام وروى عنه ، ذكره الصدوق قدّس سرّه في الفقيه 3/314 باب العقيقة حديث 1525 ، ولكن هذا التوهم فاسد ، فإنّ النجاشي ذكره بعد قوله ثانياً ( له كتاب ) .. إلى أنّ قال : ومن ذلك يظهر أن تكرار جملة : ( له كتاب ) إمّا سهو من قلم النجاشي ، أو أنّه غلط النسّاخ .. إلى أن عنون : إدريس بن عبد الله بن سعد القمّي من أصحاب الصادق عليه السلام .. إلى أن قال : وهو متّحد مع سابقه كما يظهر ذلك من بيان الصدوق طريقه إليه في المشيخة .. إلى أن قال : عن إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي ..
    أقول : بعد أن جعلنا ما يرجع إلى زكريا بين قوسين اتّضح أنّه لا تكرار ولا سهو من قلم النجاشي ولا من غلط النسّاخ ، فتفطّن.
1 ـ أبو الحسين ، خ. ل.
2 ـ في طبعة الهند : شيتولة ، وطبعة جماعة المدرسين : شينوله .. والظاهر أنّ كلاهما غلط.
3 ـ الخلاصة : 13 برقم 3.
4 ـ في النسخ المطبوعة من رجال النجاشي كلّها : وجهاً.
5 ـ فهرست الشيخ قدّس سرّه : 63 برقم 120 الطبعة الحيدرية ، [ وفي الطبعة المرتضوية : 38 برقم ( 109 ) ].
6 ـ في طبعة جامعة مشهد : الحسين بدل : ( الحسن ).
7 ـ في طبعة جامعة مشهد : شينولة ، ( سينوله ).


(342)
    ومثله بعينه في معالم ابن شهرآشوب (1).
    وقد ذكره ابن داود في الباب الأوّل (2) ، ووثّقه ، وقال : إنّه لم يرو عنهم عليهم السلام.
    قلت : ويشهد له أنّ الشيخ رحمه الله (3) عدّ ابنه زكريّا من أصحاب الرضا عليه السلام ، ولم يعدّ الأب من أصحابه ولا من أصحاب الكاظم (4) ولا الجواد عليهما السلام.
    لكن يردّه أنّ الصدوق رحمه الله قال في الفقيه (5) ـ ما لفظه ـ : وسأل إدريس
1 ـ معالم العلماء : 26 برقم 129 قال : إدريس بن أبي عبد الله ، له مسائل .. و ( أبي ) من غلط المطبعة.
2 ـ رجال ابن داود : 49 برقم 146 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدرية : 47 برقم ( 149 ) ] قال : إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري ، ( لم ) ( جش ) ثقة.
3 ـ رجال الشيخ : 377 برقم 2 قال : زكريا بن إدريس بن عبد الله الأشعري القمي يكنّى أبا جرير ، عدّه في أصحاب الرضا عليه السلام.
4 ـ عدّه البرقي في رجاله : 52 من أصحاب الكاظم عليه السلام بقوله : أبو زكريا إدريس ابن عبد الله الأشعري القمّي.
5 ـ الفقيه 3/314 حديث 1525 باب العقيقة : وسأل إدريس بن عبد الله القمّي أبا عبد الله عليه السلام ..
    والتهذيب 2/231 حديث 910 بسنده : .. عن حمّاد بن عثمان ، عن إدريس بن عبد الله القمّي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. ، و 7/447 حديث 1788 بسنده : .. عن سعد بن سعد ، عن إدريس بن عبدالله ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ..
    والكافي 3/298 حديث 5 بسنده : .. عن حمّاد بن عثمان ، عن إدريس بن عبد الله القمّي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    والكافي 6/39 حديث 1 بسنده : .. عن سعد بن سعد ، عن إدريس بن عبد الله ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    والتهذيب 3/99 حديث 259 بسنده : .. عن عبد الملك القمّي ، عن أخيه إدريس


(343)
ابن عبد الله القمّي أبا عبد الله عليه السلام .. فإنّه صريح في كونه ممّن روى عن الصادق عليه السلام ، فلا تذهل.
    ثم إنّ ضمير ( وكان يروي ) في عبارة النجاشي والخلاصة يرجع إلى ( زكريّا ) واحتمال عوده إلى ( إدريس ) بعيد في الغاية ، وإلاّ لزم كون قوله بعد ذلك : ( وله كتاب ) تكراراً من غير سبب.
    وكيف كان ؛ فقد وثّقه في الوجيزة (1) ، والبلغة (2) ، والمشتركاتين (3) و .. غيرها (4). وعدّه في الحاوي (5) في قسم الثقات ، ونقل توثيق النجاشي
ابن عبد الله قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ..
والكافي 3/345 حديث 26 بسنده : .. عن عبد الملك القمّي ، عن إدريس أخيه ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ..
    وقد ذكره الشيخ رحمه الله في رجاله : 150 برقم 156 في أصحاب الصادق عليه السلام ، وتوهم بعض أنّه غير الأشعري وهو وهم باطل ، وعليه يظهر من سند الروايات التي أشرنا إليها ، ومن تصريح الشيخ في رجاله أنّ المعنون من أصحاب الصادق والرضا عليهما السلام ، وعن البرقي أنّه من أصحاب الكاظم عليه السلام ، فهو من أصحاب الأئمّة الثلاثة عليهم السلام ، كما سلف.
1 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 156 برقم ( 151 ) ].
2 ـ بلغة المحدّثين : 331.
3 ـ في جامع المقال : 101 ، وهداية المحدّثين : 179.
4 ـ وثّق المترجم ـ من دون غمز فيه ـ كلّ من إتقان المقال : 23 ، ومعراج أهل الكمال : 1/278 برقم 112 [ المخطوط : 294 من نسختنا ] ، والوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، وملخّص المقال في قسم الصحاح ، ومجمع الرجال 1/178 ، وجامع الرواة 1/76 ، ونقد الرجال : 37 برقم 6 [ المحقّقة 1/182 برقم ( 378 ) ] ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، ورجال الوسائل 20/135 برقم 119 ، وحاوي الأقوال 1/164 برقم 53 [ المخطوط : 19 برقم ( 53 ) من نسختنا ] ، ومنهج المقال : 50 ، ومنتهى المقال : 48 [ المحقّقة 1/372 برقم ( 276 ) ].
5 ـ حاوي الأقوال 1/164 برقم ( 53 ) [ المخطوط : 19 برقم ( 53 ) من نسختنا ].


(344)
والخلاصة.
    التمييز :
    ميّزه في المشتركاتين (1) برواية حماد بن عثمان ، ومحمّد بن الحسن بن أبي خالد المعروف ب‍ : شنبولة ، عنه. وبروايته عن الرضا عليه السلام.
    وأقول : إنّ الأخير اشتباه ، فإنّ الراوي عن الرضا عليه السلام ابنه زكريّاً. وأمّا هو ، فقد سمعت من الصدوق رحمه الله روايته عن الصادق عليه السلام ، ومن ابن داود عدم روايته عنهم عليهم السلام.
    وعلى كلّ حال ؛ فقد نقل في جامع الرواة (2) رواية الحسن القمّي ، ومعاوية بن عمّار أيضاً عنه. ورواية محمّد بن إسماعيل ، عن أبيه ، عنه. ومحمّد بن سهل ، عن أبيه ، عنه. وسعد بن سعد ، عنه. ومحمّد بن عيسى ، عن يونس ، عنه. ونقل أيضاً رواية محمّد بن سهل ، عن أبيه ، عن إدريس بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليه السلام. وهذا يردّ ما سمعته من ابن داود من أنّه : لم يرو عنهم عليهم السلام فتأمّل (*) (*).
1 ـ في جامع المقال : 101 ، وهداية المحدّثين : 179.
2 ـ جامع الرواة 1/77.
* ـ إشارة إلى ما ذكرناه في الفوائد من مسلك ابن داود        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    انظر : الفوائد الرجالية المطبوعة في أوّل تنقيح المقال 1/217 الفائدة الثلاثون من الطبعة الحجرية.
* ـ
حصيلة البحث
    ليس لمن درس أسانيد الروايات ، وتأمّل في مجموع ما نقله المؤلّف قدّس سرّه ، إلاّ أن يوثّق المترجم ، وأنّه من أصحاب الصادق عليه السلام ، فالمترجم ثقة جليل ، ورواياته من جهته صحاح.


(345)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله في رجاله (1) إيّاه من أصحاب الصادق عليه السلام.
    ويحتمل اتّحاده مع سابقه (2) ، لما عرفت من روايته عن الصادق عليه السلام (*).

    الضبط :
    قد مرّ (6) ضبط الهمداني في : إبراهيم بن قوام الدين.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 150 برقم 156 ، مشيخة من لا يحضره الفقيه 4/109 ، الخلاصة : 443.
1 ـ رجال الشيخ : 150 برقم 156.
2 ـ أقول : من المقطوع به اتّحاده مع الأشعري لما ذكرنا في ترجمته ، فراجع ، وبالإضافة إلى ما تقدّم في الترجمة المتقدّمة ما في مشيخة الفقيه 4/109 من قوله : وما كان فيه عن إدريس بن عبد الله القمّي .. إلى أن قال : عن إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي ، فترى عنونه أوّلاً إجمالاً ، ثم في الآخر ذكره تفصيلاً ، فعليه فهو متّحد مع السابق ، وثقة جليل.
* ـ
حصيلة البحث
    بعد الجزم باتّحاد المعنون مع الأشعري المتقدّم لا محيص عن الحكم عليه بالوثاقة والجلالة ، وعدّ حديثه في الصحاح من جهته.
** ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 150 برقم 158 ، مجمع الرجال 1/179 ، نقد الرجال : 37 برقم 7 [ المحقّقة 1/183 برقم ( 379 ) ] ، جامع الرواة 1/77 ، معراج أهل الكمال : 279 برقم 112 [ 294 من نسختنا ] ، لسان الميزان 1/333 برقم 1016.
3 ـ في صفحة : 254 من المجلّد الرابع.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس