تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 361 ـ 375
(361)
باب [ الأسماء ] المتفرّقة
    [ الترجمة : ]
    عن عليّ بن سعد ـ في محكي الطبقات (1) ـ أنّ أباه اُميّة صحب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم سكن البصرة ، وأعقب بها.
    وعن أبي جعفر : إنّ الأدهم بن اُميّة كان من شيعة البصرة ، الذين يجتمعون عند مارية. وكانت مارية ابنة منقذ أو سعيد العبديّة تتشيّع ، وكانت دارها مألفاً للشيعة ، يتحدّثون فيها. وقد كان ابن زياد بلغه إقبال الحسين عليه السلام ومكاتبة أهل العراق له ، فأمر عامله أن يضع المناظر ، ويأخذ الطريق. فأجمع يزيد بن ثبيط على الخروج إلى الحسين عليه السلام وكان له بنون عشرة فدعاهم إلى الخروج معه ، وخرج الأدهم بن اُميّة مع يزيد بن ثبيط ، وابناه : عبد الله وعبيد الله ، حتى انتهى إلى الحسين عليه السلام وهو بالأبطح من مكّة ،
1 ـ قال البحاثة الجليل الشيخ محمد السماوي في إبصار العين : 112 : بعد عنوانه : .. كان الأدهم من شيعة البصرية الذين يجتمعون عند مارية ، وخرج إلى الحسين عليه السلام مع يزيد. قال صاحب الحدائق [ الورديّة ] : قتل مع الحسين عليه السلام ، ولم يذكر غير ذلك ، وقال غيره : قتل في الحملة الأولى مع من قتل من أصحاب الحسين عليه السلام..

(362)
فاستراح في رحله ، ثم ضمّ رحله إلى رحل الحسين عليه السلام ، وما زال معه حتى أتى كربلاء.
    وعن صاحب الحدائق الورديّة أنّه : لمّا كان يوم الطفّ ، وشبّ القتال تقدّم بين يدي الحسين عليه السلام وقتل في الحملة الأولى مع من قتل من أصحاب الحسين عليه السلام رضوان الله عليهم (*).

    [ الضبط : ]
    [ الراشدي : ] من بني راشدة ، بطن من لخم ، وهم بنو راشدة ـ ويسمّى خالفة ـ أيضاً ابن أَذَبّ ـ بالذال المعجمة بصيغة اسم التفضيل ـ ابن جديلة (1) بن لخم ، منهم : حاطب بن أبي بلتعة الصحابي (2).
    أو من بني راشد ، بطن من لخم أيضاً من القحطانيّة (3) ، والنسبة إلى كلّ من راشد وراشدة : راشدي.
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ شهادة المعنون دفاعاً عن إمام زمانه مرتبة عظيمة ومنزلة جليلة تقتضي عدّه ثقة بل فوق الوثاقة ، تغمّده الله تعالى برحمته ورزقنا شفاعته وشفاعة مواليه.
* ـ
مصادر الترجمة
    إكمال الكمال 2/485 ، الإصابة 1/193 ، القاموس المحيط 2/11 ، تاج العروس 3/151.
1 ـ كذا ، وفي جمهرة ابن حزم : 423 و 477 : جزيله. وقال في تاج العروس 2/353 : راشدة بن أدب قبيلة من لخم. فذكره بالدال المهملة ، ولعلّه غلط مطبعي.
2 ـ راجع جمهرة ابن حزم : 422 ـ 423.
3 ـ راجع نهاية الأرب : 241 برقم 893 و 894.


(363)
    الترجمة :
    عدّه بعضهم (1) من الصحابة.
    وحاله مجهول (*).

    الضبط :
    أَدْهَم : بالهمزة ، والدال المهملة ، والميم ، وزان أحمد (2).
    ومرّ ضبط (3) محرز في : إبراهيم بن محرز.
    والبَاهِلي : بالباء المفتوحة ، والألف ، والهاء المكسورة ، واللام ، والياء ، نسبة إلى باهلة ، قبيلة من قيس عيلان ، وهي في الأصل اسم امرأة من همدان كانت تحت مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان ، ثمّ خلف عليها معن بن مالك المذكور ، فنسب ولده إليها (4).
1 ـ ذكره في الإصابة 1/40 برقم 66.
* ـ
حصيلة البحث
    لم أجد في المعاجم الرجالية والتراجم له ذكراً سوى الإصابة وليس فيه ما يوضّح حال المعنون ، فهو غير متّضح الحال.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 35 برقم 14 ، نقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحققة 1/184 برقم ( 384 ) ] ، جامع الرواة 1/77.
2 ـ قال في الصحاح 5/1924 : والدُهْمَة : السواد ، يقال : فرسٌ أَدْهَمُ وبعير أدهم وناقة دهماء ، إذا اشتدت وُرْقَتُه حتى ذهب البياض الذي فيه.
3 ـ في صفحة : 261 من المجلّد الرابع.
4 ـ صرّح بذلك كلّه باختلاف التعبير ، ابن حزم في الجمهرة : 244 ـ 245.


(364)
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (1) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
    ولم يتبيّن لنا حاله (2) (*).
1 ـ رجال الشيخ : 35 برقم 14.
2 ـ أقول : إنّ المترجم كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام ، إلاّ أنّه انحرف عن الحقّ وشايع العتاة الظلمة.
    قال الطبري في تاريخه 4/404 : لمّا ظفر الحجّاج بكميل بن زياد البرّ التقي قال الحجّاج : يا أدهم بن المحرز : اقتله ، قال : والأجر بيني وبينك ؟ قال : نعم ، قال : أدهم بل الأجر لك ، وما كان من إثم فعليّ.
    وفي 5/599 في حرب ابن زياد للتوّابين بزعامة سليمان بن صرد قال : فمكثنا كذلك حتى أصبحنا ، وأصبح ابن نمير وأدهم بن محرز الباهلي في نحو من عشرة آلاف ، فخرجوا إلينا فاقتتلنا اليوم الثالث يوم الجمعة قتالاً شديداً .. إلى آخره.
    وفي 5/602 قال : أبو مخنف ، عن فروة بن لقيط ، قال : سمعت أدهم بن محرز الباهلي في إمارة الحجّاج بن يوسف وهو يحدّث ناساً من أهل الشام ، قال دفعت إلى أحد أمراء العراق رجلاً منهم يقولون له : عبد الله بن وآل ، وهو يقول : ( وَلاَ تَحْسَبَن الَّذِينَ قُتلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أمْواتاً بَلْ أحيَاءٌ عِندَ رَبّهم يُرزَقُونَ * فَرِحِينَ .. ) [ آل عمران ( 3 ) : 169 ـ 171 ] الآيات الثلاث ، قال : فغاظني ، فقلت في نفسي : هؤلاء يعدّوننا بمنزلة أهل الشرك ، يرون أنّ من قتلنا منهم كان شهيداً ، فحملت عليه أضرب يده اليسرى فاطننتها ، وتنحّيت قريباً ، فقلت له : أمّا إنّي أراك وددت أنّك في أهلك ، فقال بئسما رأيت ! أمّا والله ما أحبّ أنّها يدك الآن إلاّ أن يكون لي فيها من الأجر مثل ما في يدي ، قال : فقلت له لم ؟ قال : لكيما يجعل الله عليك وزرها ، ويعظم لي أجرها ، قال : فغاظني فجمعت خيلي ورجالي ، ثم حملنا عليه وعلى أصحابه ، فدفعت إليه فطعنته فقتلته ، وإنّه لمقبل إليّ ما يزول ، فزعموا بعد أنّه كان من فقهاء أهل العراق الذين كانوا يكثرون الصوم والصلاة ويفتون الناس.


(365)

وفي صفحة : 605 قال هشام : قال أبو مخنف : عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أدهم بن محرز الباهلي ، إنّه : أتى عبد الملك بن مروان ببشارة الفتح ، قال : فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أمّا بعد فإنّ الله قد أهلك من رؤوس أهل العراق ملقح فتنة ، ورأس ضلالة ، سليمان بن صرد .. إلى آخره.
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ المترجم ممّن ختم الله تعالى له بالشقاء فصار من حزب الشيطان ، ومن قتلة الصلحاء الأبرار ، فعليه وعلى زعيمه ابن زياد والحجّاج وخليفتهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

    جاء بهذا العنوان في الكافي 5/426 باب المرأة التي تحرم على الرجل حديث 1 بسنده : .. وعبد الله بن بكير ، عن أديم بياع الهروي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    والتهذيب 7/305 حديث 1272 بسنده : .. كالسالف.
    والاستبصار 3/185 حديث 674 مثله سنداً ومتناً.
    والمحاسن للبرقي : 460 حديث 410 بسنده : .. عن عروة بن موسى ، عن أديم بيّاع الهروي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي لسان الميزان 1/337 برقم 1040 : أديم بن الحرّ الخثعمي بيّاع الهروي ، روى عن جعفر الصادق [ عليه السلام ] ، روى عنه حمّاد بن عثمان ، وذكره الكشّي في رجال الشيعة.
حصيلة البحث
    لا يبعد اتّحاد المعنون مع الخثعمي أو الجعفي المتقدّم ، وذلك لاتّحاد الراوي والمرويّ عنه ، بل اتّحاده مع المعنون في المتن متيقّن عندي ، وإلاّ فهو مهمل عندهم ، والله العالم.


(366)
    الضبط :
    أُدَيْم : بضمّ الهمزة ، وفتح الدال المهملة ، وسكون الياء المثنّاة التحتيّة ، ثم الميم.
    والتَغْلَبِي : بالتاء المثنّاة من فوق المفتوحة ، والغين المعجمة الساكنة ، واللام المفتوحة ، والباء الموحّدة من تحت المكسورة ، والياء ، نسبة إلى تَغْلِب ـ بكسر اللام ـ.
    قال في التاج (1) مازجاً : والغلباء أبوحي ، وهو المعروف ب‍ : تغلب ، كانت تغلب تسمّى : الغلباء .. إلى أن قال : أو أنّ بني الغلباء حيّ آخر غير بني تغلب.
    وفي المصباح (2) : بنو تغلب حيّ (3) من مشركي العرب ، طلبهم عمر بالجزية ، فأبوا أن يعطوها باسم الجزية ، وصالحوا على اسم الصدقة مضاعفة .. إلى أن قال : والنسبة إليها بفتح اللام استيحاشاً لتوالي الكسرتين .. إلى أن قال : وهو أي : تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. انتهى.
    وأقول : لا يخفى أنّ تغلب أبو حيّ من قضاعة أيضاً ، وهو تغلب بن حلوان ابن عمران بن الحافي من قضاعة.
* ـ
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/57 ، تجريد أسماء الصحابة 1/11 برقم 65 ، الوافي بالوفيات 8/330 برقم 3754.
1 ـ تاج العروس 1/414 بلفظه.
2 ـ المصباح المنير 2/616 ما ذكره المؤلّف قدّس سرّه هنا هو من كلام تاج العروس والمصباح.
    أقول : ذكره في تجريد أسماء الصحابة 1/11 برقم 65 وقال : الأصحّ أنّه هديم بالهاء ، وكذا في الوافي بالوفيات 8/330 برقم 3754.
3 ـ في المصباح : قوم ، بدل : حيّ.


(367)
    الترجمة :
    عدّه في اُسد الغابة (1) من الصحابة.
    ولم أقف على مدح فيه ولا قدح ، فهو مجهول الحال (*).

    الضبط :
    قد سمعت (2) آنفاً ضبط أُدَيْم.
1 ـ اُسد الغابة 1/57 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/11 برقم 65 ، والوافي بالوفيات 8/330 برقم 3754.
    وفي اُسد الغابة 5/56 : هديم التغلبي ، وقيل : اُديم روى عنه الضبّي بن معبد.
    والظاهر هذا هو هديم بن عبدالله التغلبي كما في التاريخ الكبير للبخاري 8/250 ، وراجع حاشية الإصابة 1/333 ، و 6/447.
* ـ
حصيلة البحث
    لم أجد ما يوضّح حال المترجم بعد فضل التتبّع ، فهو غير معلوم الحال.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 143 برقم 20 ، مجمع الرجال 1/179 ، منهج المقال : 50 ، الوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، إتقان المقال : 23 ، نقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحقّقة 1/184 برقم ( 385 ) ] ، رجال ابن داود : 49 برقم 149 ، جامع الرواة 1/77 ، رجال النجاشي : 83 برقم 263 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة الهند : 77 ، وطبعة بيروت 1/265 برقم ( 265 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 106 برقم ( 267 ) ] ، الخلاصة : 24 برقم 10 ، إيضاح الاشتباه المخطوط : 1 من نسختنا و [ 84 برقم 11 طبعة مؤسسة النشر الإسلامي ] ، توضيح الاشتباه : 50 برقم 170 ، منتهى المقال : 48 [ المحقّقة 1/374 برقم ( 280 ) ] ، نضد الإيضاح المطبوع ذيل فهرست الشيخ طبعة الهند : 52 ، رجال الكشّي : 347 حديث 645 ، حاوي الأقوال 1/212 برقم 98 [ المخطوط : 32 برقم ( 99 ) ] ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 155 ـ 156 برقم ( 155 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، منهج المقال : 50 ، لسان الميزان 1/337 برقم 1040.
2 ـ في صفحة : 366 من هذا المجلّد.


(368)
    والحُرّ : بالحاء المهملة المضمومة ، والراء المشدّدة.
    وقد اختلفت كتب الرجال في لقبه ، ففي رجال الشيخ رحمه الله (1) ، ومنهج المقال (2) : الخثعمي ، وفي رجال النجاشي (3) ، والخلاصة (4) ، والإيضاح (5) ، والتوضيح (6) ، والنقد (7) ، والوسيط (8) ، وجامع المقال (9) ، والمنتهى (10) : الجعفي.
    وقد مرّ (11) ضبط الخثعمي في : أبان بن عبد الملك.
    وضبط الجعفي في : إبراهيم الجعفي (12).
1 ـ رجال الشيخ رحمه الله : 143 برقم 20 قال : آدم بن الحرّ الكوفي الخثعمي ، ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام ، إلاّ أنّ في مجمع الرجال 1/179 ، ومنهج المقال : 50 ، والوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، وإتقان المقال : 23 ، وجامع الرواة 1/77 ، ونقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحقّقة 1/184 برقم ( 385 ) ] ، ورجال ابن داود : 49 برقم 149 جميعاً نقلاً عن رجال الشيخ : اُديم بن الحرّ الكوفي ، ولم أجد من نقل عن رجال الشيخ : آدم بن الحرّ. ومنه يظهر أنّ نسختنا من طبعة النجف الأشرف مصحّفة ، والصحيح ، اُديم ، فتفطّن.
2 ـ منهج المقال : 50 قال : اُديم بن الحرّ الخثعمي الكوفي ( ق ) .. إلى آخره.
3 ـ رجال النجاشي : 83 برقم 263 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة الهند : 77 ، وطبعة بيروت 1/265 برقم ( 265 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 106 برقم ( 267 ) ].
4 ـ الخلاصة : 24 برقم 10.
5 ـ إيضاح الاشتباه : 84 برقم 11 [ المخطوط : 1 من نسختنا ].
6 ـ توضيح الاشتباه : 50 برقم 170.
7 ـ نقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحقّقة 1/184 برقم ( 385 ) ].
8 ـ الوسيط المخطوط حرف الألف.
9 ـ لم يوجد في المطبوع منه في جامع المقال.
10 ـ منتهى المقال : 48 [ المحقّقة 1/374 برقم ( 280 ) ].
11 ـ في صفحة : 120 من المجلّد الثالث.
12 ـ في صفحة : 338 من المجلّد الثالث.


(369)
    ويمكن اجتماع الوصفين بأن يكون أحدهما بالنسب ، والآخر بالولاء (1). ولا يمكن انتسابه إلى جعفي وخثعم معاً ، لأنّ جعفي (2) ليس بطناً من خثعم ، ولا خثعم بطناً من جعفي.
    وإذا كان أديم بن الحرّ في الروايات واحداً ليس له ثاني حتّى يكون كلّ من المنتسبين لواحد منهما ، تعيّن ما ذكرنا أو ما هو مثله (3).
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) من أصحاب الصادق عليه السلام حيث قال : اُديم بن الحرّ الكوفي الخثعمي. انتهى.
    وقال النجاشي (5) : اُديم بن الحرّ الجعفي ، مولاهم ، كوفيّ ثقة ، له أصل. انتهى.
1 ـ قال بعض المعاصرين في قاموسه 1/463 معلّقاً على كلام المؤلّف قدّس سرّه : ويمكن اجتماع الوصفين بأن يكون أحدهما بالنسب والآخر بالولاء .. فقال : قلت : قد عرفت في المقدّمة التضّاد بين المولى والعربي فالحقّ أن أحدهما وهم ..
    أقول : قد أوضحنا مراراً بأنّ المولى له معان عديدة بحسب تصريح الأثبات من علماء اللّغة ، وأنّه لا تنافي بينهما ، فكثيراً ما يكون العربي الأصيل منتسباً بالولاء أو بالمعاهدة أو غير ذلك من المعاني إلى عربي آخر ، وعند من يراجع موارد استعمال لفظ المولى يجد ذلك من الواضحات ، والمؤسف غفلة هذا المعاصر عمّا هو بيّن ، وإصراره على رأيه أعجب.
2 ـ كذا ، ولعلّه : الجعفي أو جعفياً.
3 ـ في نضد الإيضاح المطبوع ذيل فهرست الشيخ رحمه الله طبعة الهند : 52 : اُديم ـ بضمّ الهمزة وفتح المهملة وإسكان الياء ـ ابن الحرّ الجعفي. أقول : مولاهم أبو الحرّ الحذّاء صاحب أبي عبد الله كوفي. نقل الحسن بن داود عن الشيخ أنّه خثعمي ، وهذا القول لا ينافي كونه جعفيّاً.
4 ـ رجال الشيخ : 143 برقم 20 ، وقد سلف منا اختلاف الطبعات من رجال الشيخ ، فراجع.
5 ـ رجال النجاشي : 83 برقم 263 الطبعة المصطفوية ، وقد سلف باقي الطبعات.


(370)
    وقال الكشّي (1) : اُديم بن الحرّ أبي الحرّ الحذّاء ، قال نصر بن الصباح : أبو الحرّ اسمه : اُديم بن الحرّ وهو حذّاء صاحب أبي عبد الله عليه السلام يروي نيفاً وأربعين حديثاً عن أبي عبد الله عليه السلام. انتهى.
    وقال في الخلاصة (2) : أُديم ـ بضمّ الهمزة ـ بن الحرّ الجعفي مولاهم الحذّاء ، صاحب (3) أبي عبد الله عليه السلام يروي نيفاً وأربعين حديثاً عنه عليه السلام ، كوفي ، ثقة ، له أصل. انتهى.
    فالرجل ثقة ، وقد وثّقه في رجال ابن داود (4) ، والحاوي (5) ، والوجيزة (6) ، و .. غيرها (7) أيضاً.
    التمييز :
    يعرف الرجل برواية عبد الله بن بكير ، وحمّاد بن عثمان ، وجعفر بن بشير ، عنه.
1 ـ رجال الكشّي : 347 حديث 645.
2 ـ الخلاصة : 24 برقم 10.
3 ـ وصفه بأنّه صاحب أبي عبد الله عليه السلام تضفي عليه الوثاقة والجلالة ولا أقلّ من المدح المعتدّ به.
4 ـ رجال ابن داود : 49 برقم 149.
5 ـ حاوي الأقوال 1/212 برقم 98 [ المخطوط : 32 برقم 99 ].
6 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 156 ـ 157 برقم ( 155 ) ].
7 ـ وثّقه طائفة كبيرة من محقّقي علم الرجال ، فمنهم في إتقان المقال : 23 ، والوسيط المخطوط : 34 ، ومجمع الرجال 1/179 ، وجامع الرواة 1/77 ، وملخّص المقال في قسم الصحاح ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، ومنهج المقال : 50 ، ومنتهى المقال : 48 [ الطبعة المحقّقة 1/374 برقم ( 280 ) ].
    وفي لسان الميزان 1/337 برقم 1040 قال : اُديم بن الحرّ الخثعمي بيّاع الهروي. روى عن جعفر الصادق [ عليه السلام ] روى عنه حمّاد بن عثمان ، وذكره الكشّي في رجال الشيعة.


(371)
    وفي باب المواقيت من أبواب الزيادات من التهذيب (1) فضالة ، عن عثمان ، عنه. والظاهر أنّه اشتباه ، والصواب : حمّاد بن عثمان ، بقرينة رواية فضالة بن أيّوب عنه ، وروايته عن اُديم بن الحرّ كثيراً ، وعدم رواية فضالة عن عثمان في موضع أصلاً ، كما نبّه على ذلك في جامع الرواة (2) (*).
1 ـ التهذيب 1/16 حديث 36 في باب الأحداث الموجبة للطهارة : عن فضالة ، عن عثمان ، عن اُديم بن الحرّ أنّه سمع أبا عبد الله عليه السلام .. وفي التهذيب 2/260 حديث 1035 : عن جعفر بن بشير ، عن اُديم بن الحرّ قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام .. ، و 7/305 حديث 1271 : عبد الله بن بكير ، عن اُديم بن الحرّ .. ، والتهذيب 1/121 حديث 319 : عن حماد بن عثمان ، عن اُديم بن الحرّ قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
2 ـ جامع الرواة 1/77.
* ـ
حصيلة البحث
    لقد اتّفقت كلمات خبراء علم الرجال على توثيقه ، فهو ثقة ورواياته تعدّ من جهته صحاحاً.

    جاء بهذا العنوان في سند رواية في التهذيب 5/329 حديث 1132 بسنده : .. عن عبد الله بن بكير ، عن أديم بن الحرّ الخزاعي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وعنه في الوسائل 12/440 حديث 16717 ، و 20/446 حديث 26055 حديث مثله.
    وجاء أيضاً هذا الحديث مثله سنداً ومتناً في التهذيب 7/305 حديث 1271.
حصيلة البحث
    لا يبعد ـ بل المظنون قويّاً ـ اتّحاده مع الخثعمي أو الجعفي المتقدّم ، والخزاعي محرّف الجعفي ، فتدبرّ.


(372)

    جاء في لسان الميزان 1/337 برقم 1041 : أديم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي أخو عبد الملك ، ذكره الكشّي في رجال الشيعة ، روى عنه نوح الشيباني.
حصيلة البحث
    المظنون قويّاً أنّه مصحّف ( آدم ) ، وقد عنونه قبل هذا بتسعة عنوانات ، وعلى كلّ حال هو : آدم بن عبد الله الأشعري. الغني عن التعريف.

    قد سلف من المصنّف قدّس سرّه في ترجمة أدرع السلمي برقم ( 620 ) أنّه قد ورد في نسخة مصحّحة ، فراجع.

    سيأتي ضمن ترجمة : اُذينة بن مسلمة العبدي أبو عبد الرحمن ، أنّه قول فيه.

    سيأتي في ترجمة : أذينة بن مسلمة العبدي أبو عبد الرحمن أنّه قول فيه.

    هذا نسخة في اُذينة بن مسلمة برقم ( 644 ) ، فراجع.


(373)
تذييل
    يتضمّن أمرين :
    الأوّل : إنّك قد عرفت وصف الكشّي له ب‍ : الحَذَّاء ، وهو : بالحاء المهملة المفتوحة ، والذال المعجمة المشدّدة ، والألف ، والهمزة ، صانع الأحذية وبائعها (1).
    الثاني : إنّ لابن داود في المقام كلاماً اشتبه أمره على بعضهم ، حيث زعم إفادته تعدّد أديم ، وجعل أحدهما : الجعفي ، والآخر : الحذّاء الخثعمي. والّذي ظهر لي اشتباهُ البعض ؛ لأنّ عبارة ابن داود (2) هكذا : أُدَيم ـ بضمّ الهمزة ، وفتح الدال ـ ابن الحرّ الجعفي ، من أصحاب الصادق عليه السلام ( جش ) ، ( جخ ) [ أي ذكره النجاشي والشيخ في رجالهما ] كوفي ثقة ، ( كش ) [ أي : قال الكشّي في رجاله ] : اُديم بن الحرّ الحذّاء ، روى عنه أربعين حديثاً. وقال الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال إنّه : خثعمي. انتهى.
    وأنت إذا تأمّلت في العبارة ، ظهر لك أنّه عنوان واحد ، نقل فيه أوّلاً عن ( جش ) و ( جخ ) ، ثم نقل عن ( كش ). ويشهد بالاتّحاد أنّه قال : ( روى عنه ) وأرجع الضمير إلى الصادق عليه السلام المتقدّم في عبارة ( جش ) و ( جخ ) ، ولو كان عنواناً آخر لم يذكر في ابتدائه ( كش ) ولم يرجع الضمير إلى ما في أوّل العنوان ، فتدبّر جيّداً.
1 ـ انظر ضبط الكلمة ومعناه في توضيح المشتبه 3/152 ، وراجع أيضاً الأنساب 4/86 ، الإكمال 2/406 ـ 407.
2 ـ رجال ابن داود : عمود 49 ـ 50 برقم 149.


(374)
    الضبط :
    اُذَيْنَة : بالهمزة المضمومة ، والذال المعجمة المفتوحة ، والياء الساكنة ، والنون المفتوحة ، والتاء (1).
    وَمَسْلَمَة (2) : كمَرْحَلَة. وفي اُسد الغابة (3) مسلم ـ بغير هاء ـ بدل : مسلمة.
    وفي الإصابة (4) : سلمة ـ بغير ميم (5) ـ. وزعم بعضهم أنّه اُذينة بن الحارث ابن خالد ، وآخر أنّه اُذينة بن الحارث بن يعمر.
    وفي نسبته أيضاً خلاف. فقيل : إنّه عبدي ، وقيل : كنانيّ ، وقيل : ليثيّ.
    وفي صحبته أيضاً خلاف ، ولا يهمّنا تحقيق شيء من ذلك ، بعد عدم وقوفنا فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (6) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
* ـ
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/57 ، جامع الرواة 1/78 ، تجريد أسماء الصحابة 1/11 برقم 67 ، الوافي بالوفيات 8/331 برقم 3756.
1 ـ قال في الصحاح 5/2069 : وتصغيرها ـ أي تصغير الأُذُن ـ أُذَيْنَة. ولو سمّيت بها رجلاً ثم صغّرته قلت : أُذَيْن فلم تؤنث ، لزوال التأنيث عنه بالنقل إلى المذكّر. فأمّا قولهم اُذَينة في الاسم العلم فإنّما سمّي به مصغّراً.
2 ـ ضبطه في توضيح المشتبه 8/153 ـ 154.
3 ـ اُسد الغابة 1/57 ، وفي تجريد أسماء الصحابة 1/11 برقم 67 ، جامع الرواة 1/78 ، فيه : اُذينة بن سلمة .. ، الوافي بالوفيات 8/331 برقم 3756.
4 ـ الإصابة 1/40 برقم 67 ( اُذينة بن سلمة ) وذكر الاختلاف في صحبته.
5 ـ انظر ضبط سلمة في توضيح المشتبه 5/136.
6 ـ رجال الشيخ : 7 برقم 62 ، في مجمع الرجال 1/179 ، نقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحقّقة 1/184 برقم ( 386 ) ].


(375)
    ومرّ ضبط (1) العبدي في : إبراهيم بن خالد ، وأنّه نسبته إلى عبد القيس بطن من أسد من ربيعة.
    قال في نهاية الأرب (2) : يجوز في النسبة إلى عبد القيس : عبدي ، وهو الأكثر الأشهر. وقيسي وعبقسي.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف فيه على مدح ، بل ظاهر كلام بعضهم أنّه كان في وقعة الجمل مع أهل الجمل ، فإن تمّ ذلك كفى في ضعفه ، لخروجه على حجّة الله. كما أنّ ابنه : عبد الله كان مع معاوية ، وابنه الآخر : عبد الرحمن كان قاضي البصرة ، ولم يتبيّن لنا حاله (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله في رجاله (3) من أصحاب رسول الله
1 ـ في صفحة : 386 من المجلّد الثالث.
2 ـ نهاية الأرب : 311 برقم 1216 مع الاختصار.
* ـ
حصيلة البحث
    كان الصحيح ابن مسلمة أو ابن سلمة فإنّ الأمارات تدلّ على ضعف المعنون ، فهو عندي ضعيف ، والرواية من قبله ضعيفة أيضاً.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 7 برقم 57 ، ومجمع الرجال 1/179 ، والوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل ، وجامع الرواة 1/78 ، واُسد الغابة 1/57 ، والاستيعاب 1/53.
3 ـ رجال الشيخ : 7 برقم 63.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس