تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 376 ـ 390
(376)
صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : اُذينة بن عبد القيس ، بالبصرة. انتهى.
    ولم أفهم متعلّق قوله : بالبصرة ، ولعلّ في العبارة سقطاً (1). ووجدت في نسخة هكذا : اُذينة من عبد القيس بالبصرة وعليه فيتمّ المعنى ؛ لأنّ عبد القيس كانت ديارهم بتهامة ، وأكثرهم كان (2) في البصرة أيّام الجارود العبدي ، وابنه : المنذر بن الجارود ، وابنه : الحكم بن المنذر بن الجارود ، ثم انتقلوا إلى البحرين ، فهم هناك إلى اليوم.
    وعلى كلّ حال ؛ فالرجل مجهول الحال. بل الّذي يقضي به التتبّع الأكيد اتّحاد هذا مع سابقه ، وأنّ قلم الشيخ سها في عدّهما اثنين. أمّا على نسخة من عبد القيس ، فظاهر. وأمّا على نسخة ابن عبد القيس ، فلاحتمال كون عبد القيس من اُجداد اذينة العبدي ، لا أنّه أبوه. هذا ما تحقّق لديّ بعد إمعان النظر (3) ، ولا يهمّنا إثبات ذلك بنقل كلماتهم ،
1 ـ أقول : السقط قطعي ، والشاهد عليه أنّ في مجمع الرجال 1/179 نقلاً عن رجال الشيخ هكذا ( ل ) [ أي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ] اُذينة بن سلمة مسلمة ( خ ل ) العبدي ، أبو عبد الرحمن بن اُذينة من عبد القيس بالبصرة. ومثله في جامع الرواة 1/78 ، والوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل .. ومن نقل هؤلاء الأثبات عن رجال الشيخ رحمه الله يظهر أنّ نسختنا ونسخة المؤلّف قدّس سرّه من رجال الشيخ مصحّفة.
2 ـ كذا ، والأظهر : كانوا.
3 ـ ذكر في اُسد الغابة 1/57 : اُذينة بن الحارث بن يعمر ، وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن مالك بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة الكناني الليثي أبو عبد الرحمن ، ذكر هذا النسب ابن مندة وأبو نعيم عن البخاري. وقال ابن


(377)
بعد كون الرجل على كلّ من فرضي الاتّحاد والتعدّد ضعيفاً أو مجهولاً (*).
عبد البر : اُذينة العبدي والد عبد الرحمن اختلف فيه ، فقيل : اُذينة بن مسلم العبدي من عبد القيس. وقيل : اُذينة بن الحارث بن يعمر .. وساق نسبه إلى كنانة كما تقدّم ، ثم قال : والأوّل أصحّ .. إلى أن قال : قلت : قول من قال : إنّه عبدي أصحّ .. إلى أن قال : وقد ذكره أبو أحمد العسكري في عبد القيس فقال : اُذينة العبدي أبو عبد الرحمن بن اُذينة ولي قضاء البصرة للحجّاج وهو ابن سلمة بن الحارث بن خالد بن عائذ بن سعد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن بهشة ، وكان اُذينة رأس عبد القيس في زمن عثمان ، ثم أدرك الجمل فكان له فيه ذكر. قال بعضهم : لا تثبت له صحبة ، قال أبو حاتم : هو مرسل ، وقال الفضل بن دكين : هو تابعي من أهل الكوفة ، وابن دكين كوفي وهو أعلم بأهل بلده من غيره ، والله أعلم .. إلى آخره. ويقرب منه ما في الاستيعاب 1/53.
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ تصديه القضاء من قبل الحجّاج يكشف عن خبثه وضعفه ، فهو ضعيف ، ورواياته تعدّ من الضعاف ، فتفطّن.

    سلف في ترجمة اُذينة بن مسلمة العبدي ( 644 ) أنّه نسخة فيه ، فراجع.

    سلف في ترجمة اُذينة بن مسلمة العبدي ( 644 ) أنّه نسخة فيه ، فراجع.


(378)
    [ الضبط : ]
    النسخ في هذين الإسمين في غاية الاضطراب ، ففي نسختين من رجال الشيخ رحمه الله : أزيد ـ بالزاي والياء المثنّاة من تحت ـ وفي بعض النسخ : أزبد ـ بالزاي ، والباء الموحّدة ـ والصحيح : أربد ـ بالراء المهملة ، والباء الموحّدة (2) ـ وزان أحمد.
    واسم أبيه في بعض النسخ : حميرة ، وفي بعضها مجمرة ، وفي بعضها حمزة.
    [ الترجمة : ]
    ثم إنّ الشيخ رحمه الله جعل أربد رجلين ، ونحن ننقل لك عبارته ، وعبارة تاج العروس المصحّح :
    قال الشيخ رحمه الله (3) في باب أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في نسختين مصحّحتين : أزيد بن مجمرة أبو محسي ، وقيل : أبو محسن ، وقيل : اسمه سويد ، وقال آخرون : هما اثنان : أزيد بن حميرة ، شهد بدراً لا شكّ فيه ،
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 8 برقم 76 ، تاج العروس 3/350 ، توضيح الاشتباه : 50 برقم 172 ، اُسد الغابة 1/85 ، الإصابة 1/41 برقم 68.
1 ـ سيأتي في ترجمة أربد بن حمزة ـ الآتية ـ ترجمة الرجل ضمناً ، فراجع.
2 ـ انظر ضبط أربد في التبصير 1/27 ، وهامش توضيح المشتبه 1/181.
3 ـ رجال الشيخ : 8 برقم 76 و 77.


(379)
وسويد بن محشي (1) ، شهد أحداً ولم يشهد بدراً. انتهى.
    وقال في تاج العروس (2) في مادة ( ر ب د ) : أربد بن حمير ، من مهاجري الحبشة. وأربد اسم خادم رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، استدركه أبو موسى ، وأربد بن مخشي ذكره أبو معشر في شهداء بدر. انتهى.
    وحيث إنّه ممّا يعتمد عليه في أمثال ذلك ، يعلم أنّ نسخ الرجال فيها غلط ، وأنّ أرْبِد : بالراء المهملة الساكنة ، والباء الموحّدة المكسورة ، كما ضبطه ابن حجر (3) ، نقلاً عن الاستيعاب ، وأنّ المسمّى به رجال ثلاثة :
    أحدهم : خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    والآخر : ابن حُمَير ـ بالحاء المهملة المضمومة ، والميم المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والراء المهملة من غير هاء بعدها (4) ـ وهو الحبشي المهاجر.
1 ـ في المصدر : محسي.
2 ـ تاج العروس 2/350 ، وفي توضيح الاشتباه : 50 برقم 172 : أربد ـ بالراء المهملة والباء الموحّدة ـ كأحمد ، ابن حُميرة ، بضمّ الحاء المهملة.
3 ـ في اُسد الغابة 1/58 قال : أربد بن حمير ، وقيل : ابن حمزة. روى وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق قال : وممّن هاجر مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أربد بن حمير. وقال : يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق أربد بن حمزة. ورواه ابن سعد ، عن ابن اسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة وفيمن شهد بدراً أربد بن حمير ـ بضمّ الحاء المهملة وفتح الميم وتشديد الياء وآخره راء ـ .. إلى آخره ، ثم قال : أربد خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .. إلى آخره ثم قال : أربد بن مخشى وقيل سويد ابن مخشي له صحبة وهو طائي .. إلى آخره ، وفي الإصابة 1/41 برقم 68 : أربد بن جبير ، وقيل : ابن حمزة ، وقيل : ابن حميّر مثقلاً وبهذا الأخير جزم ابن ماكولا .. إلى آخره ، وبرقم 69 : أربد بن محشي يكنّى : أبا محشي وهو بكنيته أشهر وبرقم 70 : أربد خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
4 ـ انظر ضبط حُمَير في توضيح المشتبه 3/333.


(380)
    والثالث : ابن مَخْشي (1) ـ بالميم المفتوحة ، والخاء المعجمة الساكنة ، والشين المثلّثة المكسورة ، والياء ـ وهو الّذي استشهد في بدر (*).
    وهناك مسمّى ب‍ : أربد رابع ، وهو : أربد التميمي المفسّر الصدوق ، نقله في التاج (2) قبل هذه الأسماء بيسير.
    وعلى كلّ حال ؛ فالمسمّى بالاسم المذكور ـ أيّاً من كان ـ مجهول الحال (*).


1 ـ في الإصابة 1/41 برقم 69 : ابن محشي ـ بالحاء المهملة ـ والذي ضبطه في توضيح المشتبه 8/88 : مَخْشَي ـ بالخاء المعجمة ـ ، فراجع.
* ـ
حصيلة البحث
    أقول : الأوّلان مجهولا الحال لعدم بيان حالهما من أرباب الجرح والتعديل ، والثالث حسن لاستشهاده تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
2 ـ تاج العروس 2/349.
* ـ
حصيلة البحث
    لم يذكر أحد من أرباب المعاجم الرجالية والحديثية ما يعرب عن حال المعنون ، فهو غير متّضح الحال.
3 ـ هذه التراجم الثلاث التي زيدت على المتن بمعقوفين ، استظهرت من ترجمة أربد بن حمزة ، فلاحظ.


(381)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على قول منتجب الدين (1) إنّه : فقيه ثقة ، قرأ على الشيخ أبي علي الحسين (1) بن أبي جعفر (*) (*).

    الضبط :
    أَرْطَاة : بالهمزة المفتوحة ، والراء المهملة الساكنة ، والطاء المهملة ، والألف بعده هاء.
    والأَشْعَث : بالهمزة المفتوحة ، والشين المعجمة الساكنة ، والعين المهملة
* ـ
مصادر الترجمة
    فهرست منتجب الدين : 13 برقم 11 ، رياض العلماء 1/77 ، أمل الآمل 2/31 برقم 83 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن السادس : 17.
1 ـ فهرست منتجب الدين : 13 برقم 11 وزاد في آخر الترجمة : رحمهم الله ، وذكره في رياض العلماء 1/77 عن الشيخ منتجب الدين ، وأمل الآمل 2/31 برقم 83 ، وطبقات أعلام الشيعة للقرن السادس : 17.
2 ـ في المصدر : الحسن ، بدلاً من : الحسين.
* ـ والمراد به : ابن الشيخ الطوسي قدّس سرّه.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ توثيق العلاّمة الخبير الثقة الشيخ منتجب الدين يوجب الاطمئنان بوثاقة المعنون وجلالته ، فهو ثقة جليل ، وحديثه صحيح من جهته.
** ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 153 برقم 222 ، نقد الرجال 1/37 برقم 1 [ المحقّقة 1/184 برقم ( 387 ) ] ، مجمع الرجال 1/180 ، جامع الرواة 1/78 ، لسان الميزان 1/337 برقم 1042.


(382)
المفتوحة ، والثاء المثلّثة.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه في باب من روى عن الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
1 ـ رجال الشيخ : 153 برقم 222 ، وفي نقد الرجال : 37 برقم 1 [ المحقّقة 1/184 برقم ( 387 ) ] ، ومجمع الرجال 1/180 ، وجامع الرواة 1/78 نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله ، وفي لسان الميزان 1/337 برقم 1042 : أرطاة بن أشعث ، عن الأعمش ، هالك ، وهاه ابن حبان. روى عن الأعمش ، عن شقيق ، عن أبي هريرة .. إلى أن قال : قال ابن حبان : روى عن الأعمش المناكير التي لا يتابع عليها ، لا يجوز الاحتجاج به بحال ..
* ـ
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله ، فهو ممّن لم يتّضح لي حاله ، واتّحاده مع الآتي ـ كما احتمله بعض ـ في غاية البعد.

    جاء في بحار الأنوار 12/268 باب 9 قصص يعقوب ويوسف حديث 42 بسنده : .. عن عبّاد بن يعقوب الأسدي ، عن أرطاة بن جندب ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام .. نقلاً عن أمالي الشيخ.
ولكن في أمالي الشيخ : 456 حديث 1020 ، فيه : أرطاة بن حبيب فيكون هذا هو أرطاة بن حبيب الأسدي الثقة.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.


(383)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الأسدي في : أبان بن أرقم.
    [ الترجمة : ]
    وقال النجاشي (2) : أرطاة بن حبيب الأسدي ، كوفيّ ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ذكره أبو العبّاس.
    وله كتاب ، أخبرناه محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات ، قال : حدّثنا أرطاة بكتابه. انتهى.
    وقال في الخلاصة (3) : أرطاة بن حبيب الأسدي ، كوفي ، ثقة ، روى عن
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 83 برقم 266 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 78 ، وطبعة بيروت 1/267 برقم ( 268 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 107 برقم ( 270 ) ] ، الخلاصة : 24 برقم 11 ، رجال ابن داود : 50 برقم 150 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 157 ) ] ، حاوي الأقوال 1/213 ـ 214 برقم 99 [ المخطوط : 33 برقم ( 100 ) من نسختنا ] ، هداية المحدّثين : 16 ، جامع المقال : 55 ، إتقان المقال : 23 ، الوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، مجمع الرجال 1/180 ، نقد الرجال : 37 برقم 2 [ المحقّقة 1/185 برقم ( 388 ) ] ، توضيح الاشتباه : 51 برقم 173 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، منتهى المقال : 48 [ الطبعة المحقّقة 1/375 برقم ( 281 ) ] ، ومنهج المقال : 50 ، جامع الرواة 1/78 ، معجم رجال الحديث 3/19 ـ 20.
1 ـ في صفحة : 73 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال النجاشي : 83 برقم 66 الطبعة المصطفوية ، [ وفي طبعة الهند : 78 ، وطبعة بيروت 1/267 برقم ( 268 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 107 برقم ( 270 ) ].
3 ـ الخلاصة : 24 برقم 11.


(384)
أبي عبد الله عليه السلام. انتهى.
    ووثّقه في رجال ابن داود (1) ، والوجيزة (2) ، والحاوي (3) ، ومشتركات الكاظمي (4) ، و .. غيرها (5).
    [ التمييز : ]
    وقد ميّزه في المشتركات بما سمعت من النجاشي من رواية محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه (6) (*).
1 ـ رجال ابن داود : 50 برقم 150.
2 ـ الوجيزة : 145 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 157 ) ] : أرطاة بن حبيب ثقة.
3 ـ حاوي الأقوال 1/213 برقم 99 [ المخطوط : 33 برقم ( 100 ) ].
4 ـ المسمّى ب‍ : هداية المحدّثين : 16.
5 ـ وثّق المترجم جمع منهم في إتقان المقال : 23 ، والوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، ورجال الشيخ الحرّ رحمه الله المخطوط : 9 من نسختنا ، ومجمع الرجال 1/180 ، ونقد الرجال : 37 برقم 2 [ المحقّقة 1/185 برقم ( 388 ) ] ، وتوضيح الاشتباه : 51 برقم 173 ، وملخّص المقال في قسم الصحاح ، وجامع الرواة 1/78 ، ومنتهى المقال : 48 [ المحقّقة 1/375 برقم ( 281 ) ] ، ومنهج المقال : 50 وغيرهم.
6 ـ وفي الكافي 5/569 حديث 57 بسنده : .. عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن أرطاة بن حبيب ، عن أبي مريم الأنصاري ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليه السلام ..
    وفي صفحة : 52 حديث 4 بسنده : .. عن صفوان بن يحيى ، عن أرطاة بن حبيب الأسدي ، عن رجل ، عن علي بن الحسين عليهما السلام ..
    وفي المحاسن 2/409 حديث 134 ، [ وفي طبعة اُخرى 2/177 حديث 1502 ] ، وكذلك في أمالي الصدوق : 126 المجلس 27 حديث 1 ، [ وفي طبعة اُخرى : 189 حديث 198 ] : أرطاة بن حبيب ، وصفحة : 409 حديث 530 ، وفيه : حبيب بن أرطاة.
    وفي أمالي الشيخ : 251 حديث 446 ، [ وطبعة النجف الأشرف 1/256 ] : أرطاة بن حبيب ، وصفحة : 451 حديث 1006 ، [ وطبعة النجف الأشرف 2/66 ] ، وفيه : أرطاة


(385)
    [ الترجمة : ]
    عدّه في أسد الغابة (8) ، والإصابة (9) من الصحابة ، وذكرا ما يدلّ على أنّه استشهد بأمره صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وذلك يدلّ على قوّة دينه (*).
ابن حبيب الأسدي.
    وفي علل الشرائع 1/227 حديث 3 : أرطاة بن حبيب.
    والتهذيب 6/166 حديث 315 بسنده : .. عن صفوان بن يحيى ، عن أرطاة بن حبيب الأسدي ، عن رجل ..
* ـ
حصيلة البحث
    لا ينبغي التشكيك في وثاقة المترجم وجلالته فهو ثقة ، ورواياته تُعدّ من جهته صحاحاً.
8 ـ اُسد الغابة 1/59 في المصادر الموثوقة أنّه صلّى الله عليه وآله عقد للمعنون لواءً ، ولكن صرّحوا بأنّه استشهد في القادسية في زمان عمر بن الخطاب ، وليس في زمان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
9 ـ الإصابة 1/77 برقم 72 ، ولاحظ تجريد أسماء الصحابة 1/11 برقم 73.
* ـ
حصيلة البحث
    إنّ استشهاده لمّا لم يكن بأمر المعصوم ولا تحت رايته كان ممّن لم يعلم حاله ، وحيث إنّه أدرك أيام الفتنة ولم يذكر له موقف مشرّف ، كان التوقف في الحكم عليه بشيء في محلّه.
    أقول : عقد الراية له النبي صلّى الله عليه وآله ، لكن قتل في حرب القادسية في زمن عمر ، فتفطّن.


(386)
    [ الضبط : ]
    [ الأَرْقَط : ] بفتح الهمزة ، وسكون الراء المهملة ، وفتح القاف بعدها طاء مهملة ، مأخوذ من الرقط ، وهو ـ على ما في القاموس (1) ـ سواد يشوبه نقطة بياض ، أو عكسه ، وقد أرقط فهو أرقط.
    [ الترجمة : ]
    ثمّ إنّي لم أقف في حال الرجل إلاّ على رواية الصدوق رحمه الله في باب المعائش والمكاسب من الفقيه (2) عن هارون بن الجهم ، عنه ، عن أبي عبد الله عليه السلام.
    وكذا في الكافي (3) في كتاب المعيشة.
    ثم إنّ الأرقط يحتمل أن يكون لقباً لمحمّد الأكبر ، المحدّث العالم ابن عبد الله الباهر بن زين العابدين عليه السلام كما في فهرست ابن بابويه (4).
* ـ
مصادر الترجمة
    فهرست منتجب الدين : 4 ، عمدة الطالب : 252.
1 ـ القاموس المحيط 2/361 ، وانظر : لسان العرب 7/304 ، صحاح اللغة 3/1128.
2 ـ من لا يحضره الفقيه 3/104 حديث 426 : وروي عن الأرقط قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
3 ـ الكافي 5/91 حديث 2 بسنده : .. إلى : هارون بن الجهم ، عن الأرقط ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام ..
4 ـ فهرست ابن بابويه : 4 ، قاله في مقدّمة فهرسته في بيان نسب السيد أبي الحسين يحيى


(387)
ويحتمل أن يكون لقباً لهارون بن حكيم ، خال أبي عبد الله عليه السلام كما ذكره في التهذيب (1) ، في باب دخول الحمّام وآدابه (*).
ابن الحسين بن إسماعيل الحسني النسّابة قال : ابن محمد الأكبر المحدّث العالم الملقّب ب‍ : الأرقط بن عبد الله الباهر ..
    وفي عمدة الطالب : 252 في المقصد الثاني قال : في ذكر عقب عبد الله الباهر ابن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .. إلى أن قال : أعقب من ابنه محمّد الأرقط وحده ، ويكنّى محمّد : أبا عبد الله ، وكان محدّثاً من أهل المدينة أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد ، وعمّر ثماني وخمسين سنة ، وإنّما لقّب الأرقط لأنّه كان مجدوراً ، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمري ، وقال أبو نصر البخاري : من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب ، وإنّما يطعنون بشيء جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، يقال : إنّه بصق في وجه الصادق عليه السلام..! فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر ، وأمّا نسبه فلا مطعن فيه.
1 ـ التهذيب 1/375 حديث 1156 بسنده : .. عن خلف بن حمّاد ، عن هارون بن حكيم الأرقط خال أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي الكافي 3/478 حديث 6 بسنده : .. عن عبد الله بن وضّاح ، وعلي بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن الأرقط واُمّه اُمّ سلمة اُخت أبي عبد الله عليه السلام قال : مرضت في شهر رمضان مرضاً شديداً حتى ثقلت واجتمعت بنو هاشم ليلاً للجنازة وهم يرون أنّي ميّت ، فجزعت أمّي عليَّ ، فقال لها أبو عبد الله عليه السلام : خالي .. إلى آخره.
    ويظهر من هذين الحديثين أنّ هناك أرقطين ، أحدهما اسمه : هارون بن حكيم الأرقط وهو خال أبي عبد الله عليه السلام .. إلى آخره ، والآخر : إسماعيل بن الأرقط ابن اخت أبي عبدالله عليه السلام فأحدهما خال الصادق ، والآخر ابن اخته عليه السلام.
    وفي ترجمة أبي عبيدة زياد الحذّاء في رجال الكشّي : 368 حديث 687 بسنده : .. قال : حدّثني محمد بن عيسى ، عن بشير ( بشر خ.ل ) ، عن الأرقط ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لمّا دفن أبو عبيد الله الحذّاء .. إلى آخره.


(388)

أقول : لم يتّضح أنّ الأرقط هذا أيّهما هل خال الصادق عليه السلام أم ابن اخته.
وفي إكمال الدين 1/72 بسنده : .. عن إسماعيل بن جابر والأرقط بن عمران [ كذا ] عبد الله قال : كان أبو عبد الله عليه السلام .. إلى آخره.
أقول : لا يبعد أن يكون الصحيح : الأرقط ، عن عمران بن عبد الله ؛ فإنّ عمران بن عبد الله من رواة الصادق عليه السلام ، فتدبّر.
* ـ
حصيلة البحث
    يظهر من سند الروايات أنّ هناك أرقطين ، أحدهما : هارون بن حكيم الأرقط خال أبي عبد الله عليه السلام ، والآخر : إسماعيل بن الأرقط ابن أخت أبي عبد الله عليه السلام ، أمّا الأرقط بن عمران عبد الله فالذي يظهر أنّه غلط وقع تصحيف في العنوان ، وعلى كلّ حال سواء أكان الأرقط اثنين أو ثلاثة ، فهم مجاهيل إلاّ محمد بن عبد الله الأرقط فإنّه ضعيف جداً إن صحّ إهانته للإمام الصادق عليه السلام ، وعلى كلّ تقدير يجب التوقف في روايته.

    جاء في إكمال الدين 1/72 ، وفيه : فلمّا رأى الأرقط [ أي : ابن عمران عبدالله ] جزعه قال : يا أبا عبدالله قد مات رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : فارتدع ، ثم قال : صدقت أنا لك اليوم أشكر ..
    وعنه في بحار الأنوار 47/250 حديث 19 مثله ، وفيه : الأرقط ابن عمير.
حصيلة البحث
    المعنون بهذا العنوان مهمل ويحتمل أن يكون الصحيح الأرقط عن عمران بن عبدالله وهو المذكور في المتن ، فراجع وتدبّر.


(389)
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط الأرقم في : أبان بن أرقم.
    والَمخْزُوْمي : نسبة إلى مَخْزُوم ـ بفتح الميم ، وسكون الخاء المعجمة ، وضمّ الزاي المعجمة ، وسكون الواو ، ثمّ الميم ـ أبي حيّ من قريش ، وهو : مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب (2).
    أو إلى مخزوم : قبيلة من عبس ، وهو : مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس (3).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله في رجاله (4) إيّاه من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلاً : أرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، شهد بدراً ، كنيته : أبو عبد الله ، واسم أبيه : عبد مناف. انتهى (5).
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 6 برقم 44 ، رجال ابن داود : 50 برقم 151 ، الخلاصة : 23 برقم 6 ، مجمع الرجال 1/180 ، الاستيعاب 1/51 ، الإصابة 1/42 برقم 73 ، اُسد الغابة 1/59 ، تجريد أسماء الصحابة 1/12 برقم 75 ، الوافي بالوفيات 8/363 برقم 3793.
1 ـ في صفحة : 73 من المجلّد الثالث.
2 ـ انظر : جمهرة أنساب العرب لابن حزم : 141.
3 ـ كما في تاج العروس 8/276.
4 ـ رجال الشيخ : 6 برقم 44.
5 ـ قال في الوافي بالوفيات 8/363 برقم 3793 : الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، واسم أبي الأرقم : عبد مناف ، والأرقم من الطبقة الاُولى من المهاجرين الأولين ، من كبار الصحابة ، أسلم بعد سبعة ، وكان سُبْع الإسلام ، وقيل : بعد


(390)
    ومثله بعينه في القسم الأوّل من الخلاصة (1) ، ورجال ابن داود (2) ، من دون تنصيص على توثيقه ، ولازم عدّهما إيّاه في القسم والباب الأوّل كونه من الحسان.
    وفي أسد الغابة (3) و .. غيره أنّه يكنّى : أبا عبد الله ، كان من السابقين الأوّلين
إلى الإسلام ، أسلم قديماً ، قيل : كان ثاني عشر ، وكان من المهاجرين الأوّلين ، وشهد بدراً ، ونفله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منها سيفاً ، واستعمله على الصدقات ، وهو الّذي استخفى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في داره ـ وهي في أصل الصفا ـ والمسلمون معه بمكّة لمّا خافوا المشركين ، فلم يزالوا بها حتّى كملوا أربعين رجلاً.
    وأقول : في استعمال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إيّاه على الصدقات دلالة على وثاقته ، لعدم تعقّل تسليطه ـ روحي فداه ـ على حقوق المسلمين غير
عشرة ، واستخفى رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم في داره من قريش ، وداره بمكّة على الصفا ، وكان أسلم فيها جماعة ؛ لأنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم كان يدعو إلى الله فيها. والأرقم صاحب حلف الفضول ، وهاجر الى المدينة وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وأسلم في داره حمزة .. إلى أن قال : وتوفّي الأرقم سنة 55 من الهجرة ، وقيل : سنة 53 ، وله بضع وثمانون سنة ..
1 ـ الخلاصة : 23 برقم 6.
2 ـ رجال ابن داود : 50 برقم 151 ، وذكره في تجريد أسماء الصحابة 1/12 برقم 75.
3 ـ اُسد الغابة 1/59 ـ 60 : الأرقم بن أبي الأرقم. واسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي .. إلى أن قال : يكنّى أبا عبد الله ، كان من السابقين الأوّلين إلى الإسلام .. إلى أن قال : وقال عثمان بن الأرقم : توفّى أبي الأرقم سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ثلاث وثمانين سنة ، وقيل : توفّي سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وثمانين سنة ، وأوصى أن يصلّي عليه سعد بن أبي وقاص ، وكان سعد بالعقيق فقال مروان : يحبس صاحب رسول الله لرجل غائب وأراد الصلاة عليه ، فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان وقامت معه بنو مخزوم ووقع بينهم كلام ، ثم جاء سعد فصلّى عليه .. إلى آخره ، ويقرب منه ما في الاستيعاب 1/51 في باب الأفراد.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس