تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: 406 ـ 420
(406)
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط حفص في : إبراهيم بن أبي حفص.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وقال : كان قيّماً له. انتهى.
    وعدّه في الخلاصة (3) في القسم الأوّل ، ولازمه كونه ممّن يعتمد على حديثه ، ولكن لم يزد في ترجمته على قوله : كان قيّماً للكاظم عليه السلام.
    وعدّه ابن داود أيضاً في الباب الأوّل (4) ، وجعله من أصحاب الكاظم عليه السلام ونسب ذلك إلى الكشّي ، والنجاشي (5) ، ورجال الشيخ رحمهم الله ثم قال : ممدوح. وكان قيّماً له عليه السلام. انتهى.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 334 برقم 31 ، الخلاصة : 23 برقم 2 ، رجال ابن داود : 50 برقم 152 ، رجال الكشّي : 453 حديث 857 ، حاوي الأقوال 3/304 برقم 1289 [ المخطوط : 228 برقم 1201 من نسختنا ] ، الوجيزة : 145 الحجريّة [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 161 ) ] قال : كان وكيلاً للكاظم عليه السلام ، التهذيب 7/363 حديث 1470 ، معجم رجال الحديث 3/22 قال : قيّم للكاظم عليه السلام ، إمامي.
1 ـ في صفحة : 222 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ : 344 برقم 31.
3 ـ الخلاصة : 23 برقم 2.
4 ـ رجال ابن داود : 50 برقم 152 طبعة جامعة طهران ، [ والطبعة الحيدرية : 47 برقم ( 55 ) ].
5 ـ ليس في رجال ابن داود طبعة جامعة طهران وطبعة النجف الأشرف ذكرُ عن النجاشي.


(407)
    قلت : نسبته إلى رجال الشيخ رحمه الله صحيحة ، كما عرفت. وكذا الكشّي ؛ لأنّ الموجود فيه (1) هكذا : اُسامة بن حفص ، كان من أصحاب أبي الحسن موسى عليه السلام ، حمدويه ، قال : محمّد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، قال : اُسامة كان قيّماً لأبي الحسن عليه السلام. انتهى.
    وأمّا نسبته إلى النجاشي فلا أصل لها ، لخلوّه عن التعرّض لذكره بالمرّة.
    وفي التهذيب (2) أيضاً عن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن اُسامة بن حفص : وكان قيّماً لأبي الحسن موسى عليه السلام. انتهى.
    وأقول : إنّ كون الرجل إماميّاً ممّا لا ينبغي الشبهة فيه ، وكونه قيّماً لأبي الحسن موسى عليه السلام ـ أي قائماً باُموره وخدماته ـ أعظم مدح له : فإن لم يدلّ على وثاقته ، وصحّة حديثه ، فلا أقل من كفايته في كون حديثه حسناً ، بل حسناً كالصحيح ، كما صنعه العلاّمة ، وابن داود ، حيث عدّاه في القسم الأوّل. فما في الحاوي (3) من عدّه في القسم الرابع ـ المتكفّل لعدّ الضعاف ـ
1 ـ رجال الكشّي : 453 حديث 857.
2 ـ التهذيب 7/363 حديث 1470 بسنده : .. عن عثمان بن عيسى ، عن اُسامة بن حفص وكان قيّماً لأبي الحسن عليه السلام .. ، وقد أنكر بعض المعاصرين في قاموسه 1/467 ـ 468 ، أن يكون في التهذيب جملة : وكان قيّماً لأبي الحسن عليه السلام .. ! وقد ذكرنا مورد ذلك فالمعاصر لم يكلّف نفسه عناء الفحص ، والانكار لا مؤونة له ، فتفطّن.
3 ـ حاوي الأقوال 3/304 برقم 1289 [ المخطوط : 228 برقم ( 1201 ) من نسختنا ].
    وأعلم أنّ في تهذيب الكمال 2/332 برقم 314 ذكر : اُسامة بن حفص المدني ، روى عن عبيد الله بن عمر ، وموسى بن عقبة .. وهذا غير المعنون ؛ لأنّ ذاك يروي عن موسى بن جعفر عليهما السلام وكان قيّماً له ، وهذا يروي عن عبيد الله بن عمر الذي قتل في وقعة صفين وبينهما أكثر من مائة سنة فعليه ذاك من رواة العامّة ، والمعنون هنا من أجلاّء الإمامية ، فتفطّن.


(408)
كما ترى (*).

    الضبط :
    شَرَاحِيْل : بفتح الشين المعجمة ، والراء المهملة ، والألف ، والحاء المهملة
* ـ
حصيلة البحث
    أقول : القيّم : هو القائم بخدمة الرجل ، والمجري لاُموره ، والمدبّر لحوائجه ، والمشرف على شؤون مولاه ، ومثل هذا كيف يمكن أن يختاره الإمام عليه السلام ما لم يكن ثقة ، وكيف يمكن أن يسلّطه الإمام عليه السلام على ماله وشؤونه وشؤون عياله من لم يحرز أمانته ووثاقته وورعه ، نعم لو كان خادماً لم يلزم ذلك ؛ لأن الخدمة للشخص لا تلازم السلطنة على الاُمور ، بل هو المنفّذ لأوامر المخدوم ، بخلاف القيّم فإنّه يلازم أن تكون له حريّة التصرّف ، وحرية العمل ، ويكون مسلّطاً على أسرار حياة مولاه ، وما يحتاج إليه ممّا يعود إلى نفسه وإلى عائلته ، فالمترجم إن لم يكن ثقة فهو في أعلى مراتب الحسن عندي بلا ريب ، والله العالم.
* ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 3 برقم 1 ، وصفحة : 34 برقم 1 ، الخلاصة : 23 برقم 1 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 162 ) ] ، رجال الكشّي : 39 برقم 80 ، منهج المقال : 51 ، بحار الانوار 10/143 طبعة كمپانى ، تفسير علي بن إبراهيم 1/148 ، رجال ابن داود : 50 برقم 153 ، رجال البرقي : 2 ، إتقان المقال : 259 ، ملخّص المقال في قسم غير البالغين مرتبة المدح أو الذمّ ، التحرير الطاوسي الطبعة المحقّقة : 50 برقم 43 [ المخطوط : 17 برقم 39 من نسختنا ] ، الوسيط المخطوط : 34 من نسختنا ، تكملة الرجال 1/174 ، منتهى المقال : 48 [ المحقّقة 2/5 برقم ( 284 ) ] ، جامع الرواة 1/78 ، مجالس المؤمنين 1/246 ، مجمع الرجال 1/181 ، كشف الغمة 1/562 ، الاستيعاب 1/29 برقم 12 ، اُسد الغابة 1/64 ، تهذيب الكمال 2/338 برقم 316 ، الوافي بالوفيات 8/383 برقم 3810 ، تجريد أسماء الصحابة 1/13 ، الإصابة 1/46 برقم 89 ، الكاشف 1/104 برقم 263 ، تقريب التهذيب 1/53 برقم 357 ، تاريخ خليفة بن خيّاط 1/273 ، تهذيب التهذيب 1/208 برقم 391 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4/9 ، الغارات 2/577.


(409)
المكسورة ، والياء المثنّاة الساكنة ، واللام ، اسم جماعة من الصحابة والمحدّثين و .. غيرهم. وفي صرفه خلاف ، فسيبويه ـ بل الأكثر ـ على أنّه لا ينصرف ، لأنّه بزنة جمع الجمع ، فهي وحدها كافيه في المنع كسراويل. وعن الأخفش أنّه ينصرف في النكرة لأنّه ليس بجمع ، وما ليس كذلك يحتاج إلى علّة أخرى (1) ، ولازم التعليل اتّفاقهم على عدم الصرف إذا استعمل علماً ؛ لأنّ العلميّة من الأسباب ، فإذا اجتمعت مع الوزن منع من الصرف. ولذا قيّده الأخفش بالنكرة ، إشارة إلى منع الصرف إذا استعمل علماً ، فتدبّر.
    والكَلَبي : بفتح الكاف ، واللام ، وكسر الباء الموحّدة ، ثم الياء. نسبة إلى قبيلة بني كلب بن وَبَرة بن تَغْلِب بن حُلْوان [ بن عِمْران ] (2) بن الحافي بن قضاعة ، وليست نسبة إلى الكلب ، موضع بين قُوْمس والري ، كان سابقاً ممرّ حاجّ خراسان وجبل باليمامة (3) لتصريح الشيخ رحمه الله بأنّ أصله من كلب.
    الترجمة :
    قال في الوجيزة (4) إنّه : مختلف فيه.
    قلت : مقتضاه أنّ من الأصحاب من اعتمد على روايته ، ومنهم من أنكرها.
    وقد عدّه في الخلاصة (5) في القسم الأوّل ، ثم جعل الأولى التوقّف في روايته.
    وعدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (6) تارة : في أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قائلاً : اُسامة بن زيد بن شراحيل الكلبي ، مولى رسول الله صلّى الله
1 ـ صرّح بذلك كلّه في تاج العروس 7/389.
2 ـ زيادة من جمهرة ابن حزم : 455.
3 ـ كما في معجم البلدان 4/475.
4 ـ الوجيزة : 145 الطبعة الحجريّة [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 162 ) ] قال : وابن زيد مختلف فيه.
5 ـ الخلاصة : 23 برقم 1.
6 ـ رجال الشيخ : 3 برقم 1.


(410)
عليه وآله وسلّم ، اُمّه اُمّ أيمن ، اسمها : بَرَكَة (*) ، مولاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. كنيته : أبو محمّد ، ويقال : أبو زيد. انتهى.
    واُخرى (1) : في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً : اُسامة بن زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والأصل من كلب (2) ، ونسبه معروف. انتهى.
    لكن اسم الجدّ في المقامين مختلف ، والّذي يظهر من كلمات الناقلين لنسبه وقوع كلّ من حارثة وشراحيل في نسبه ، فنسب الشيخ رحمه الله في كلّ باب إلى جدّ من أجداده ، فإنّه ابن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن كنانة ابن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة ، وما ذكرناه من كونه ابن زيد بن حارثة بن شراحيل هو الّذي نصّ عليه في اُسد الغابة (3) ، والإصابة (4) ، ومحكي كلام المقدسي (5) و .. غيرها.
    فما في تاج العروس (6) من جعله إيّاه ابن زيد بن ثابت من سهو القلم ؛ إذ ليس في كلام أحد إثبات مسمّى ب‍ : ثابت في سلسلة نسبه.
* ـ [ بَرَكَة ] بالباء الموحّدة المفتوحة ، والراء المهملة والكاف المفتوحتين ، والهاء. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : انظر ضبطها في توضيح المشتبه 1/466.
1 ـ رجال الشيخ : 24 برقم 1.
2 ـ في رجال الشيخ رحمه الله : كليب.
3 ـ اُسد الغابة 1/64.
4 ـ الإصابة 1/31 برقم 89.
5 ـ المقدسي المعروف ب‍ : ابن القيسراني في الجمع بين رجال الصحيحين : 40 برقم 151.
6 ـ تاج العروس 8/186 في مادة ( اُسامة ).


(411)
    ثمّ إنّ المقدسي قال : إنّه يكنّى : أبا زيد ، ويقال : أبو محمّد. وزاد في اُسد الغابة (1) قوله : وقيل : أبو يزيد ، وقيل : أبو خارجة.
    ثمّ إنّهم اتّفقوا على أنّه مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأنّ اُمّه اُمّ أيمن ، اسمها : بركة ، حاضنة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأنّه يعرف ب‍ : الكلبي.
    وقال المقدسي (2) إنّه : من كلب اليمن ، وإنّه حبيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    وفي اُسد الغابة أنّه : كان يسمّى حبّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    ثمّ روى عن ابن عمر ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : اُسامة ابن زيد لأحبّ الناس إليّ ، أو من أحب الناس إليّ ، وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم ، فاستوصوا به خيراً.
    وأقول : عن ابن عمر أيضاً (3) : إنّا ما كنّا ندعوه إلاّ زيد بن محمّد ، حتّى نزلت : ( اُدْعُوهُمْ لآبائِهِم ) (4).
    وقال غير واحد (5) : إنّه استعمله النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو ابن
1 ـ اُسد الغابة 1/64 قال : اُسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب .. إلى أن قال : يكنّى اُسامة : أبا محمد ، وقيل : أبو زيد ، وقيل : أبو يزيد ، وقيل : أبو خارجة ، وهو مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أبويه وكان يسمّى حبّ ، قال في الاستيعاب 1/30 برقم 12 ( يقال له الحبّ ).
2 ـ الجمع بين رجال الصحيحين 1/40 برقم 151 قال : .. حبّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ومولاه يعرف ب‍ : الكلبي ، يقال : أنّه من كلب اليمن .. إلى آخره.
3 ـ كما في أنساب السمعاني 11/132 قال : كان ابن عمر يقول : ما كنّا ندعوه إلاّ زيد بن محمد [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] حتى نزلت : ( اُدْعُوهُمْ لآبائِهِم ).
4 ـ سورة الأحزاب ( 33 ) : 5.
5 ـ منهم في الإصابة 1/46 برقم 89 ، والاستيعاب 1/30 برقم 12 قال : اختلف في سنّه


(412)
ثماني عشرة سنة ، وقبض النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو ابن عشرين سنة ، وأنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أمّره على جيش عظيم ، ولعن المتخلّف عنه ، فقبض النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل أن يتوجّه.
    وذكروا أيضاً في ترجمته أنّه اعتزل الفتن بعد قتل عثمان ، وكان قد سكن المزّة (1) من عمل دمشق ، ثمّ رجع فسكن وادي القرى ، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف.
    وقد صرّح جمع (2) بأنّه مات في آخر خلافة معاوية.
    وعن السمعاني (3) أنّه مات عقب خلافة عثمان .. فإن أراد بلا فصل ، فهو خطأ. وإن أراد بفصل كثير فهو مجمل.
    وقد أرّخ ابن عبد البر (4) موته بسنة أربع وخمسين.
يوم مات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقيل : ابن عشرين سنة ، وقيل : ابن تسع عشرة ، وقيل : ابن ثمان عشرة .. إلى آخره.
1 ـ مراصد الاطلاع 3/1266 : المزّة ـ بالكسر ، ثم التشديد ـ قرية كبيرة غنّاء في أعلى الغوطة في سفح الجبل من أعلى دمشق ، وفي الأصل : المرّة ، والظاهر أنّه غلط.
2 ـ في تهذيب التهذيب 1/208 برقم 391 : ثم انتقل إلى المدينة فمات بها سنة 54 وهو ابن 75 ، وقيل غير ذلك .. إلى أن قال : وقال مصعب الزبيري توفّي آخر أيام معاوية بن أبي سفيان سنة 58 أو 59 ، وتاريخ خليفة بن خياط 1/273 : ومات في آخر ولاية معاوية ، أسامة بن زيد ، وأسد الغابة 1/66 : وتوفّي آخر أيام معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين ، وقيل : توفّي سنة أربع وخمسين ، قال أبو عمر : وهو عندي أصحّ ، وقيل : توفّي بعد قتل عثمان بالجرف ، وفي الإصابة 1/46 برقم 89 ، وصحّح ابن عبد البر أنّه مات سنة 54 ، وفي الجمع بين رجال الصحيحين : 41 برقم 151 : قال الواقدي : توفّي في آخر خلافة معاوية.
3 ـ في أنسابه 11/132 برقم 3459.
4 ـ في الاستيعاب 1/30 برقم 12 : وتوفّي اُسامة بن زيد بن حارثة في خلافة معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين ، وقيل : بل توفّي سنة أربع وخمسين ، وهو عندي أصحّ.


(413)
    وفي اُسد الغابة (1) إنّه : توفّي سنة ثمان أو تسع وخمسين.
    ثم إنّه قد نقل الكشّي (2) تحت عنوانه روايات :
    فمنها : ما رواه عن محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني عليّ بن محمّد ، قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن سهل بن زاذويه (3) ، عن أيّوب بن نوح ، عمّن رواه ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ الحسن بن علي عليهما السلام (4) كفّن اُسامة بن زيد في برد أحمر حبرة.
    وأقول : قد نوقش في هذه الرواية ـ مضافاً إلى القصور والإرسال سنداً ـ بمنافاتها لما ذكره جماعة كالذهبي (5) وابن حجر (6) من أنّ اُسامة مات سنة أربع وخمسين والحسن عليه السلام توفّي سنة تسع وأربعين ، أو سنة خمسين ، فيكون موته بعد موت الحسن عليه السلام. فكيف كفّنه الحسن عليه السلام ؟!
    ويشهد لتأخّر موته ما رواه في كشف الغمّة (7) في خبر طويل تضمّن نعي
1 ـ اُسد الغابة 1/66.
2 ـ رجال الكشّي : 39 حديث 80 ، وفي بحار الأنوار 22/134 حديث 115.
3 ـ قال بعض المعاصرين في قاموس 1/471 : فسهل بن رادويه في سنده محرّف : سهل ابن زياد ، بشهادة رواية الكافي له.
أقول : إنّ سهل بن زاذويه الثقة الجليل هو الّذي روى عنه ابن نوح وابن الغضائري كما صرّح بذلك النجاشي في ترجمة سهل بن زاذويه فراجع ، فعليه ليس في المقام تحريف كما توهّمه هذا المعاصر في قاموسه.
4 ـ وقع تحريف هنا والصحيح : إنّ الحسين بن علي عليهما السلام ؛ لأنّ اُسامة مات بعد الإمام الحسن عليه السلام بلا ريب.
5 ـ في الكاشف 1/104 برقم 263 حيث قال : مات سنة 54.
6 ـ في تقريب التهذيب 1/53 برقم 357 حيث قال : مات سنة أربع وخمسين ، وهو ابن خمس وسبعين بالمدينة.
7 ـ ننقل الخبر الطويل الذي أشار إليه المؤلّف قدّس سرّه في كشف الغمّة 1/562 ـ 564 ،


(414)

لما فيه من الفوائد الجمّة :
    وحدّث الزبير عن رجاله قال : قدم ابن عباس على معاوية وكان يلبس أدنى ثيابه ، ويخفض من شأنه لمعرفته أنّ معاوية كان يكره إظهاره لشأنه. وجاء الخبر إلى معاوية بموت الحسن بن علي عليهما السلام فسجد شكراً لله تعالى ، وبان السرور في وجهه في حديث طويل ذكره الزبير .. ، وذكرت منه موضع الحاجة ، وأذن للناس ، وأذن لابن عباس بعدهم ، فدخل فاستدناه ، وكان قد عرف بسجدته ، فقال له : أتدري ما حدث بأهلك ؟ قال : لا ، قال : فإنّ أبا محمد عليه السلام توفّي رحمه الله فعظّم الله لك الأجر ، فقال : ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) عند الله نحتسب المصيبة برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعند الله نحتسب مصيبتنا بالحسن بن علي رحمه الله إنّه قد بلغتني سجدتك فلا أظنّ ذلك إلاّ لوفاته ، والله لا يسدّ جسده حفرتك ، ولا يزيد انقضاء أجله في عمرك ، ولطالما ما رزينا بأعظم من الحسن [ عليه السلام ] ثم جبر الله ، قال معاوية : كم كان أتى له من العمر ؟ قال : شأنه أعظم من أن يجهل مولده ، قال : أحسبه ترك صبية صغاراً ، قال : كلّنا كان صغيراً فكَبُر ، قال : أصبحت سيّد أهلك ، قال : أمّا ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين بن علي [ عليهما السلام ] فلا ، ثم قام ، وعينه تدمع ، فقال معاوية : لله درّه ، لا والله ما هيّجناه قط إلاّ وجدناه سيّداً. ودخل على معاوية بعد انقضاء العزاء ، فقال : يا بن عباس ! أمّا تدري ما حدث في أهلك ؟ قال : لا ، قال : هلك اُسامة بن زيد ، فعظّم الله لك الأجر ، قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون رحم الله اُسامة ، وخرج وأتاه بعد أيّام وقد عزم على محاققته ـ خ.ل محاقته ـ فصلّى في الجامع يوم الجمعة ، واجتمع الناس عليه يسألونه عن الحلال والحرام والفقه والتفسير وأحوال الإسلام والجاهليّة وهو يجيب ، وافتقد معاوية الناس ، فقيل : إنّهم مشغولون بابن عباس ، ولو شاء أن يضربوا معه بمائة ألف سيف قبل الليل لفعل ، فقال : نحن أظلم منه ، حبسناه عن أهله ومنعناه حاجته ، ونعينا إليه أحبّـته ، انطلقوا فادّعوه ، فأتاه الحاجب فدعاه ، فقال : إنّا بني عبد مناف إذا حضرت الصلاة لم نقم حتّى نصلّي ، اُصلّي إن شاء الله وآتيه ، فرجع [ الحاجب ] وصلّى العصر وأتاه ، فقال : ما حاجتك ؟ فما سأله حاجة إلاّ قضاها ، وقال : أقسمت عليك لما دخلت بيت المال فاخذت حاجتك وإنّما أراد أن يعرف أهل الشام ميل ابن عباس إلى الدنيا ، فعرف ما يريده ، فقال : إنّ ذلك ليس لي ولا لك ، فإن أذنت أن أعطي كلّ ذي حقّ حقّه فعلت ، قال : أقسمت عليك إلاّ دخلت فأخذت حاجتك ، فدخل ، فأخذ برنس


(415)
معاوية إلى ابن عباس موت اُسامة بن زيد ، بعد نعيه إليه الحسن عليه السلام. والظاهر اشتباه قلم الكشّي بإبدال ( الحسين ) عليه السلام ب‍ : ( الحسن ) عليه السلام. ولذا استظهر الميرزا رحمه الله (1) كون المكفّن الحسين عليه السلام : قال : على أنّ الرواية لم تصحّ ، وإن تكرّرت في الكتب.
    قلت : قد صرّح في البحار (2) من غير تردّد بأنّ المكفّن الحسين عليه السلام ، وأنّه رآه عند موته يتضجّر من ديونه فقضاها عنه في مجلسه ، وهي ستّون ألف درهم (3).
خزّ أحمر يقال أنّه كان لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم خرج. فقال : يا أمير المؤمنين ! بقيت لي حاجة ، فقال : ما هي ؟ قال : علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] قد عرفت فضله وسابقته وقرابته ، وقد كفاكه الموت ، أحبّ أن لا يشتم على منابركم ؟ قال : هيهات! يا بن عباس ! هذا أمر دين أليس .. أليس ؟ وفعل .. وفعل ؟ فعدّد ما بينه وبين عليّ كرّم الله وجهه [ عليه وعلى أهل بيته أفضل الصلاة والسلام ] ، فقال ابن عباس : أولى لك يا معاوية والموعد القيامة : ( ولكلّ نبأ مستقر وسوف تعلمون ) ، وتوجّه إلى المدينة.
    أقول : ومن هذا يعلم نفسية معاوية وكفره وإلحاده وعداؤه لأمير المؤمنين ولا أدري أي دين يقصده بقوله ـ هذا أمر دين ـ أمّا الإسلام فهو بريء منه ولكنّ دين الجاهلية التي كان يدين به هو وأبوه ونغله يزيد وكيف لا يكون كذلك وهو وأبوه وأخوه ملعونون على لسان النبي الذي : ( لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى ) ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) والعاقبة للمتقين.
1 ـ لا ريب أنّ المكفّن للمترجم هو ريحانة رسول الله وسيّد شباب أهل الجنّة الحسين بن علي عليهما السلام لما ثبت من أنّ تاريخ وفاته سنة 54 بعد وفاة الإمام الحسن عليه السلام ، وكذا ذهب إليه الميرزا في منهج المقال : 51.
2 ـ بحار الأنوار 1/143 طبعة الكمپاني ، وفي الطبعة الحروفية 22/134 حديث 115 ، وفيه : الحسن وهو مصحّف الحسين.
3 ـ أقول : كما أنّ الإمام الحسين عليه السلام قضى دين اُسامة كذا ولده السجاد عليه السلام قضى دين ولد اُسامة زيد حيث صرّح في بحار الأنوار 46/56 حديث 8 بذلك ، فراجع.


(416)
    ومنها : ما رواه هو (1) رحمه الله عن محمّد بن مسعود أيضاً قال : حدّثني أحمد ابن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمّد بن زياد ، عن سلمة بن محرز ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « ألا اُخبركم أهل (2) الوقوف ؟ » ، قلنا : بلى ، قال : « اُسامة بن زيد وقد رجع فلا تقولوا إلاّ خيراً ، ومحمّد بن سلمة (*) ، وابن عمر مات منكوثاً (**) ».
    وأقول : الظاهر أنّ المراد بالوقوف ، الوقوف عن القول بخلافة أمير المؤمنين عليه السلام ، وبالرجوع القول بها ، لعدم حدوث الوقف المصطلح إلاّ بعد الصادق عليه السلام ، والرجل قد مات في زمان الحسين أو الحسن عليهما السلام.
    وقد عثرت بعد حين على ما يشهد بما قلناه ، وهو ما حكي عن كتاب سليم ابن قيس (3) ـ وهو معتمد كما يأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى ـ من أنّه بعد ذكر أنّ الناس بايعت عليّاً عليه السلام ـ يعني بعد عثمان ـ طائعين غير مكرهين ، قال : غير ثلاثة رهط بايعوه ، ثم شكّوا في القتال معه ، وقعدوا في بيوتهم ؛ محمّد ابن مسلمة ، وسعد بن أبي وقاص ، وابن عمر. واُسامة بن زيد سلم بعد ذلك ورضي ، ودعا لعليّ عليه السلام واستغفر له ، وبرأ من عدوّه ، وشهد أنّه على الحقّ ، ومن خالفه ملعون حلال الدم. انتهى.
    وإلى ذلك أشار أبو جعفر عليه السلام بقوله : « وقد رجع ».
1 ـ الكشّي رحمه الله في رجاله : 39 حديث 81.
2 ـ في المصدر : بأهل ، وهو الأصحّ.
* ـ الظاهر أنّه : مسلمة.        [ منه ( قدّس سرّه ) ].
وهو الذي جاء في المصدر ، ولعلّه هو الصحيح.
** ـ خ. ل : منكوباً.        [ منه ( قدّس سرّه ) ]. وكذا في المصدر.
3 ـ كتاب سليم بن قيس 2/797 الحديث الثامن والعشرون [ الطبعة المحقّقة ].


(417)
    ومنها : ما رواه أبو عمرو الكشّي (1) ، قال : وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد المدائني ، عن موسى بن القسم [ القاسم ] العجلي (2) ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : كتب علي عليه السلام إلى والي المدينة : « لا تعطيّن سعداً ولا ابن عمر من الفيء شيئاً ، فأمّا أسامة بن زيد فإنّي قد عذرته في اليمين الّتي كانت عليه ».
    وأقول : أشار عليه السلام باليمين إلى قضيّة في تفسير عليّ بن إبراهيم (3) من أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث اُسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى اليهود ، ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان رجل من اليهود يقال له : مرداس بن نهيك ، لمّا أحسّ بهم ، جمع إبله وماله وصار في ناحية الجبل ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله (ص) فمرّ به اُسامة فقتله. ولمّا رجع
قال صلّى الله عليه وآله وسلّم له : « قتلت رجلاً يشهد الشهادتين ! » ، قال : يا رسول الله (ص) ! قالها تعوّذاً من القتل ، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا ، ما قال بلسانه قبلت ، ولا ما كان بقلبه علمت » ، وفيه نزلت آية ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا ضَرَبتُم في سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَن أَلقى إلَيكُمُ السّلامَ لَستَ مُؤْمِناً .. ) (4) الآية.
    فحلف اُسامة أن لا يقاتل رجلاً يشهد الشهادتين ، فتخلّف عن أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه.
1 ـ رجال الكشّي : 39 برقم 82.
2 ـ لمّا لم يذكر ذلك علماء الرجال ولا وقع في أسانيد روايات ( العجلي ) بل ذكر علماء الجرح والتعديل ووقع في أسانيد الروايات ( موسى بن القاسم البجلي الثقة ) ، كان ( العجلي ) خطأ ، والصحيح البجلي ، إلاّ أنّ في جميع النسخ : العجلي ! فتفطّن.
3 ـ تفسير علي بن إبراهيم 1/148 سورة النساء مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ.
4 ـ سورة النساء ( 4 ) : 94.


(418)
    وأقول : يساعد على ذلك ما في اُسد الغابة (1) من أنّه لم يبايع عليّاً عليه السلام ، ولا شهد معه شيئاً من حروبه ، وقال له : لو أدخلت يدك في فم تنّين لأدخلت يدي معها ، ولكنّك قد سمعت ما قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إله إلاّ الله.
    هذا ، وربّما يظهر من جملة من الأخبار ذمّه ، وأنّ رجوع المتخلّفين عن جيشه إلى المدينة كان برضاه ومشورته.
    وعن ابن أبي الحديد في شرح النهج (2) أنّه ممّن لم يبايع عليّاً عليه السلام بعد قتل عثمان.
    وعن البحار (3) عن كتاب الغارات (4) قال : بعث اُسامة بن زيد إلى
1 ـ اُسد الغابة 1/65.
2 ـ نهج البلاغة 4/9.
3 ـ بحار الانوار 8/735 طبعة الكمپاني [ والطبعة المحققة 34/296 ] باب ذكر أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
4 ـ الغارات 2/577 [ المختصر 2/395 [ باختلاف يسير بينهما
    وفي منتخب كتاب الغارات : 576 ( الطبعة الاُولى ) ، وعنه في بحار الأنوار 100/58 حديث 3 ، ومستدرك وسائل الشيعة 11/97 حديث 9.
كلمات واراء اعلامنا في المترجم
    قال ابن داود في رجاله في القسم الأوّل : 50 برقم 153 : اُسامة بن زيد بن شراحيل ، ـ بالشين المعجمة ، والحاء المهملة ـ ، الكلبي ، مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، اُمّه اُمّ أيمن ، اسمها : بركة ، بالمفردة تحت ، مولاة رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] ، كنيته : أبو محمد ، وقيل : أبو زيد ، ( ل ) ، ( ى ) ، [ كش ] مدح بعد الذمّ ، وكفّنه الحسن عليه السلام في حَبْرة ، وقال الباقر عليه السلام فيه : « إنّه قد رجع فلا تقولوا فيه إلاّ خيراً » وكتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى والي المدينة « لا تعطينّ سعداً ولا ابن عمر من الفي شيئاً ، فأمّا أسامة بن زيد فإنّي قد عذرته في اليمين التي كانت عليه ».


(419)

وفي رجال البرقي : 2 في الصحابة : واُسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والأصل من كلب ، والأصل فيهم معروف.
    وعدّه في إتقان المقال : 259 في الضعفاء وقال : اُسامة بن زيد مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم روى الكشّي عن أبي جعفر عليه السلام بسند غير معتبر أنّه ممّن رجع فلا تقولوا إلاّ خيراً ، وروى مرسلاً عنه عليه السلام أنّ الحسن بن علي عليهما السلام كفّنه في برد أحمر حبرة ، وفيه أنّه ينافي ما حكى من تاريخ وفاتهما لأنّ اُسامة بن زيد مات سنة 54 ووفاة الإمام الحسن عليه السلام سنة 49 ، وروى أيضاً عن علي عليه السلام بسند ضعيف أنّي قد عذرته في اليمين التي كانت منه.
    وفي ملخّص المقال في قسم غير البالغين مرتبة المدح أو القدح قال : أسامة بن زيد ابن شراحيل الكلبي مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .. إلى أن قال : وروى الكشّي بطريق ضعيف عن أبي جعفر عليه السلام قال : « ألا أخبركم بأهل الوقوف » قالوا : بلى ، قال : أسامة بن زيد ، وقد رجع فلا تقولوا إلاّ خيراً ، قال في ( صه ) : الأَولى عندي الوقف في روايته ، وفي الوجيزة 145 ، الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 162 ) ] ، قال : مختلف فيه.
    وفي التحرير الطاوسي : 50 ـ 51 برقم 43 [ نشر مكتبة السيّد المرعشي النجفي : 73 ـ 74 ترجمة 44 ] : اُسامة بن زيد ؛ روى أنّه رجع ، ونهينا أن نقول إلاّ خيراً .. إلى أن قال : وروي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام عذره في اليمين التي كانت عليه .. إلى أن قال : كتب علي عليه السلام إلى والي المدينة « لا تعطينّ سعداً ولا ابن عمر من الفيء شيئاً ، فأمّا اُسامة بن زيد فإنّي عذرته في اليمين التي كانت عليه » ثم قال :
    أقول : في السند [ الأول من هو ] مقدوح في عقيدته ، وفي الطريق الثاني من لم استثبت عدالته.
    وفي الوسيط المخطوط : 34 من نسختنا بعد أن عنونه وذكر كنيته قال : بسند ضعيف عن أبي جعفر عليه السلام أنّه رجع فلا تقول فيه إلاّ خيراً ( كش ). عنه ( صه ) ، والأَولى عندي الوقف في روايته ..
    وفي تكملة الرجال 1/174 : اُسامة بن زيد في البحار ، عن كتاب الغارات قال : بعث اُسامة بن زيد الى علي عليه السلام أن ابعث إليّ بعطائي ، فوالله لتعلم أنك لو كنت في فم أسد لدخلت معك ، فكتب إليه : « إنّ هذا المال لمن جاهد عليه ، ولكن هذا مالي


(420)

بالمدينة فأصب منه ما شئت ».
    وذكره في منتهى المقال : 48 [ المحقّقة 2/5 برقم ( 284 ) ] ، وجامع الرواة 1/78 ، والخلاصة : 23 باب 13 برقم 1 في القسم الأوّل ، ومجالس المؤمنين 1/246 ، ومجمع الرجال 1/181 .. وغيرها.
كلمات وآراء أعلام العامة
    قال في الاستيعاب 1/29 برقم 12 ـ بعد أن عنونه وذكر كنيته ـ : اختلف في سنّه يوم مات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقيل : ابن عشرين سنة ، وقيل : ابن تسع عشر ، وقيل : ابن ثماني عشر .. إلى أن قال : مات في الجرف في آخر خلافة معاوية .. ثم قال : ولمّا فرض عمر بن الخطاب للناس فرض لاُسامة بن زيد خمسة آلاف ، ولابن عمر الفين ..
    وفي اُسد الغابة 1/64 ذكره وذكر نسب اُمّه .. وقال : عن اُسامة بن زيد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ركب على حمار عليه قطيفة وأردف وراءه اُسامة وهو يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر. ولمّا فرض عمر بن الخطاب .. إلى أن قال : ولم يبايع عليّاً [ عليه السلام ] ، ولا شهد معه شيئاً من حروبه. وقال له : لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها ، ولكنّك قد سمعت ما قال لي رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إله إلاّ الله ، ثم ذكر الاختلاف في وفاته.
    وفي تهذيب الكمال 2/338 ـ 347 برقم 316 عنونه وذكر كناه وذكر من روى عنهم ورووا عنه وقال : استعمله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على جيش فيه أبو بكر وعمر ، فلم ينفذ حتى توفّي النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فبعثه أبو بكر إلى الشام ، فأغار على اُبْنَى من ناحية البلقاء ، وشهد مع أبيه غزوة مؤتة ، وقدم دمشق ، وسكن المزّة مدّة ، ثم انتقل إلى المدينة فمات بها ، ويقال : مات بوادي القرى سنة أربع وخمسين ، وهو ابن خمس وسبعين ، وقيل غير ذلك في مبلغ سنّه وتاريخ وفاته .. إلى أن قال : عن ابن عمر : لما استعمل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اُسامة ، طعن اُناس في إمارته ، فجلس رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم على المنبر ، وقال : بلغني أنّ رجالاً يطعنون في إمارة اُسامة ، وقد كانوا يطعنون في إمارة أبيه من قبله ، وأيم الله إنّه لخليق بالإمارة .. إلى أن قال : كان عمر بن الخطّاب إذا رأى اُسامة قال : السلام عليك أيها الأمير ، فيقول اُسامة : غفر الله لك يا أمير المؤمنين تقول لي هذا ؟! قال : وكان يقول
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء الثامن ::: فهرس