تنقيح المقال في علم الرجال الجزء التاسع ::: 46 ـ 60
(46)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على رواية ابن أبي عمير ، عنه ، عن أبي عبد الله عليه السلام في الكافي (1) ، في باب الزانية من باب النكاح *.

    يأتي في ترجمة عمّه (2) محمّد بن (3) عبد الله إن شاء الله تعالى أنّهم بيت كبير
1 ـ الكافي 5/543 حديث 2 بسنده : .. عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن أبي الهلال ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. ، وفي الكافي 2/489 حديث 3 بسنده : .. عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن أبي هلال المدائني ، عن حديد ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. وقد ذكره المؤلف قدّس سرّه في آخر باب إسحاق بعنوان : ( إسحاق هلال ) ، عن الفقيه وأشرنا هناك أنّ من وقع في سند الفقيه والكافي واحد ، والمحاسن للبرقي 1/108 باب 48 عقاب الزانية حديث 98 بسنده : .. عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن أبي هلال ، عن أبي عبدالله عليه السلام ..
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المترجم أحد من علماء الجرح والتعديل ، فهو مهمل بل لرواية ابن أبي عمير عنه كثيراً ينبغي عدّه حسناً.
2 ـ هو : محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي عمّ صاحب الترجمة عنونه الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الجواد عليه السلام ، واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام ، وثالثة ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام.
3 ـ كذا ، والصحيح : محمد بن أحمد بن عبد الله بن مهران ، فتفطّن.


(47)
من أصحابنا (1).
1 ـ قال النجاشي في رجاله : 266 برقم 929 : محمد بن أحمد بن عبد الله بن مهران بن خانبة الكرخي أبو جعفر ، لوالده أحمد بن عبد الله مكاتبة إلى الرضا عليه السلام ، وهم بيت من أصحابنا ، كبير.

    جاء في بشارة المصطفى : 68 [ وفي الطبعة الجديدة : 116 ] بسنده : .. قال : أخبرنا أبو محمّد عبدالملك بن محمّد بن أحمد بن يوسف بقراءتي عليه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أبو يعقوب ـ يعني إسحاق بن أحمد ابن عمران الخبّاز ـ ، قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن إسحاق ..
    وعنه في بحار الأنوار 68/130 حديث 61 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    جاء بهذا العنوان في رجال الكشّي : 258 حديث 477 ، [ واختيار معرفة الرجال 2/530 حديث 477 ] بسنده : .. عن محمّد بن همام البغدادي ، عن إسحاق بن أحمد النخعي ، عن أبي حفص الحدّاد وغيره ..
    وعنه في بحار الأنوار 48/189 حديث 1 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون أهمل ذكره أرباب الجرح والتعديل ولذلك يعدّ مهملاً.

    جاء في الكافي 5/96 باب قضاء الدين حديث 5 بسنده : .. عن


(48)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على رواية الحسين بن سعيد ، عنه ، عن أبي الحسن عليه السلام في آخر باب الذبح من التهذيب (1) *.
إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عمر بن يزيد ..
    وفي التهذيب 6/187 حديث 389 : محمّد بن يعقوب ، عن علي ، عن أبيه ، عن إسحاق الأحمر ، عن عبد الرحمن بن حماد ، عن عمر بن يزيد ..
حصيلة البحث
    متن الحديث في الكتابين واحد ، والسند مختلف ، ولا يبعد صحة مافي الكافي ووقوع التحريف في سند التهذيب ، والله العالم لأنّ إبراهيم ابن إسحاق الأحمر والموجود في المتن إبراهيم بن إسحاق الأحمري ـ مع الياء ـ عنون في المتن وإسحاق الأحمري لا وجود له ، وعلى كلّ حال فهو مجهول أو مهمل.
1 ـ التهذيب 5/239 حديث 806 بسنده : .. عن الحسين بن سعيد ، عن إسحاق الأزرق الصائغ ، فالابن في العنوان من زيادة الناسخ.
(*)
حصيلة البحث
    لم أجد للمترجم ذكراً في المعاجم الرجاليّة فهو مهمل.

    جاء بهذا العنوان في الكافي 6/331 باب الزيت والزيتون الحديث 4 بسنده : .. عن محمّد بن عبد الله بن واسع ، عن إسحاق بن إسماعيل ، عن


(49)
    الضبط :
    نَوْبَخْت : بفتح النون ، وسكون الواو ، وفتح الباء الموحّدة ، وسكون الخاء المعجمة ، بعدها تاء مثنّاة من فوق ، من الأسماء العجميّة. وإنّما ضبطناه بفتح النون لأنّ الكلمة فارسيّة ، بمعنى جديد البخت (1). ولكن العلاّمة وابن داود ضبطاه بضمّ النون ، ولعلّ ضمّه تعريب له. ولكن وقع بينهما الخلاف في الباء الموحّدة ، فضبطها العلاّمة في إيضاح الاشتباه (2) بالضمّ ، وضبطها ابن داود (3) في ترجمة إسماعيل بن علي بن إسحاق بالفتح. وكأنّ العلاّمة جعل ضمّ النون والباء جميعاً علامة التعريب ، وابن داود جعل ضمّ النون (4) فقط علامته.
محمّد بن يزيد ، عن أبي داود النخعي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي التهذيب 1/376 حديث 1161 بسنده : .. عن أبي أحمد إسحاق ابن إسماعيل ، عن العبّاس بن أبي العبّاس ، عن عبدوس بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
حصيلة البحث
    اتّحد أو تعدّد إسحاق الواقع في سند الروايتين فهو ممّن لم يذكره أحد من أرباب الجرح والتعديل ، ولذا يعدّ مهملاً.
1 ـ ـ نوبخت ـ نو : بالفارسية بمعنى الجديد ، وبخت : بمعنى الحظ ، أي جديد الحظ.
2 ـ إيضاح الاشتباه : 15 من نسختنا [ النسخة المحقّقة : 52 برقم ( 179 ) ] حيث قال : الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي ـ بضمّ النون وضم الباء وإسكان الواو والخاء ـ.
3 ـ رجال ابن داود : 58 برقم 188.
4 ـ وقد ضبطه في توضيح الاشتباه : 52 برقم 178 مثل ضبط العلاّمة في إيضاح الاشتباه.


(50)
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في ترجمة الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (1) من أصحاب الهادي عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول *.

    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط النيسابوري في : إبراهيم بن سلام.
1 ـ رجال الشيخ : 411 برقم 22 ، وذكره البرقي في رجاله : 60 فقال : إسحاق بن إسماعيل نوبخت ، وفي نقد الرجال : 39 برقم 5 [ المحقّقة 1/190 برقم ( 407 ) ] ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ كون المترجم إماميّاً ممّا لا ريب فيه ، فإنّ بيته من البيوت المعروفة في الشيعة ، ومن النابهي الذكر ، إلاّ أنّي لم أظفر على ما يرفع جهالة حاله من ناحية الجرح أو التعديل ، فهو عندي غير معلوم الحال.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 428 برقم 6 ، الخلاصة : 11 برقم 3 ، رجال ابن داود : 51 برقم 157 ، [ والطبعة الحيدرية : 48 برقم ( 160 ) ] ، حاوي الأقوال 1/157 برقم 43 [ المخطوط : 18 برقم ( 43 ) من نسختنا ] ، الوجيزة : 145 من الطبعة الحجريّة [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 165 ) ، وفيه : النيشابوري ] ، إتقان المقال : 23 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، نقد الرجال : 39 برقم 6 [ المحقّقة 1/190 برقم ( 408 ) ] ، رجال الكشّي : 575 برقم 1088 ، جامع الرواة 1/80 ، هداية المحدّثين : 17 ، جامع المقال : 55 ، معجم رجال الحديث 3/37.
2 ـ في صفحة : 28 من المجلّد الرابع.


(51)
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّ الشيخ رحمه الله الرجل في رجاله (1) من أصحاب العسكري عليه السلام وقال : إنّه ثقة.
    وفي الخلاصة (2) إنّه : من أصحاب أبي محمّد العسكري عليه السلام ثقة. انتهى.
    وفي رجال ابن داود (3) إنّه : ثقة ممدوح.
    وقد وثّقه في الحاوي (4) ، والوجيزة (5) ، والبلغة (6) ، و .. غيرها (7).
    وفي المنهج (8) إنّه : من ثقات كانت ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة. انتهى.
    وقد مرّ (9) نقل التوقيع الوارد إليه من مولانا العسكري عليه السلام في ترجمة إبراهيم بن عبدة النيسابوري ، وهو مشتمل على الدعاء والمدح لهذا الرجل ، والتوكيل والرسالة إلى إبراهيم بن عبدة و .. سائر الشيعة من أهل بلده ، وكلّ ذلك يفيد توثيقه.
1 ـ رجال الشيخ : 428 برقم 6.
2 ـ الخلاصة : 11 برقم 3.
3 ـ رجال ابن داود : 51 برقم 157 طبعة جامعة طهران ، [ وفي الطبعة الحيدرية : 48 برقم ( 160 ) ].
4 ـ حاوي الأقوال 1/157 برقم 43 [ المخطوط : 18 برقم ( 43 ) ].
5 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 165 ) ] : وابن إسماعيل النيسابوري ثقة.
6 ـ بلغة المحدّثين : 332 برقم 10.
7 ـ وثّق المترجم كلّ من ترجمه فمنهم في إتقان المقال : 23 ، وملخّص المقال : 37 في قسم الصحاح.
8 ـ منهج المقال : 52.
9 ـ في صفحة : 162 من المجلّد الرابع.


(52)
    ومن الغريب ما صدر من السيّد الفاضل التفرشي رحمه الله في النقد (1) من إشارته إلى هذا التوقيع ، وقوله إنّه : يتضمّن العتب ، وذمّ سيرته ، وإن كان يشتمل على مدحه ، والدعاء له مرّة بعد مرّة. انتهى.
    فإنّ فيه : خلوّ التوقيع عن (2) ذمّه أصلاً. نعم ، قوله عليه السلام : « ولقد كانت
1 ـ نقد الرجال : 39 برقم 6 [ المحقّقة 1/190 برقم ( 408 ) ].
2 ـ أقول : ينبغي أن نذكر التوقيع بطوله ليتّضح أنّ المقصود بالذم ليس المترجم ، بل المخاطب من كان يعيش بين أظهرهم ، وسياق الكلام وعدول الإمام من ضمير المفرد إلى ضمير الجمع دليل على ما رأيناه ، وليس الذم بوجه من الوجوه يشمل المترجم ، وعليك بالتأمّل في التوقيع ليتّضح لك صحة ما قلناه ، وإليك نص التوقيع في رجال الكشّي : 575 ـ 580 حديث 1088 : حكى بعض الثقات بنيسابور أ نّة خرج لإسحاق ابن إسماعيل من أبي محمّد عليه السلام توقيع : « يا إسحاق بن إسماعيل! سترنا الله وإيّاك بستره ، وتولاّك في جميع أُمورك بصنعه ، قد فهمت كتابك يرحمك الله ، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرقّ على موالينا ، ونسرّ بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم ، ونعتّد بكلّ نعمة ينعمها الله عزّ وجلّ عليهم ، فأتّم الله عليكم بالحقّ ، ومن كان مثلك ممّن قدر رحمه الله ، ونصره نصرك ، ونزع عن الباطل ولم يعم في طغيانه نعمه ، فإنّ تمام النعمة دخولك الجنة ، وليس من نعمة وإن جلّ أمرها وعظم خطرها إلاّ والحمد لله تقدّست أسماؤه عليها مؤدّي شكرها ، وأنا أقول : الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد إلى أبد الأبد ، بما منّ به عليك من نعمة ، ونجّاك من الهلكة ، وسهّل سبيلك على العقبة ، وأيم الله إ نّها لعقبة كؤود ، شديد أمرها ، صعب مسلكها ، عظيم بلاؤها ، طويل عذابها ، قديم في الزبر الأولى ذكرها ، ولقد كانت منكم أمور في أيام الماضي عليه السلام إلى أن مضى لسبيله ، صلّى الله على روحه ، وفي أيّامي هذه كنتم فيها غير محمودي الرأي ، ولا مسدّدي التوفيق. وأعلم يقيناً يا إسحاق ! أنّ من خرج من هذه الحياة الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً ، إنّها يا بن إسماعيل! ليس تعمَى الأبصار لكن تعمَى القلوب التي في الصدور ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه للظالم : « رَبِّ لِمَ حَشَرْتني أعْمَى وَقَد كُنتُ بَصيراً » [ سورة طه ( 20 ) : 125 ] قال الله عزّ وجلّ : « كَذلِكَ اَتَتْكَ آياتُنَا فَنَسيِتَها وَكَذلكَ اليَومَ تُنْسى » [ سورة طه ( 20 ) : 126 ] وأيّة آية يا إسحاق !


(53)

أعظم من حجة الله عزّوجلّ على خلقه وأمينه في بلاده وشاهده على عباده ، من بعد من سلف من آبائه الأولين من النبيّين وآبائه الآخرين من الوصيّين عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته فأين يتاه بكم ! وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم ! عن الحقّ تصدفون ، وبالباطل تؤمنون ، وبنعمة الله تكفرون أو تكذبون ، ممّن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ! فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلاّ خزي في الحياة الدنيا الفانية وطول عذاب في الآخرة الباقية ، وذلك والله الخزي العظيم ، إنّ الله بفضله ومنّه لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه إليكم ، بل برحمة منه ـ لا إله إلاّ هو ـ عليكم ، ليميز الخبيث من الطيب ، وليبتلي ما في صدوركم وليمحّص ما في قلوبكم ، ولتتسابقوا إلى رحمته ، وتتفاضل منازلكم في جنّته ، ففرض عليكم الحج .. إلى أن قال عليه السلام : ولولا ما يجب من تمام النعمة من الله عزّ وجلّ عليكم لما أريتكم لي خطّاً ، ولا سمعتم منّي حرفاً من بعد الماضي عليه السلام ، أنتم في غفلة عمّا إليه معادكم ، ومن بعد النابي [ الثاني خ.ل ] رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره إليكم ، ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة وفقه الله لمرضاته ، وأعانه على طاعته ، وكتابي الذي حمله محمد بن موسى النيسابوري ، والله المستعان على كلّ حال ، وإنّي أراكم تفرطّون في جنب الله فتكونون من الخاسرين ، فبُعداً وسحقاً لمن رغب عن طاعة الله ، ولم يقبل مواعظ أوليائه ! وقد أمركم الله جلّ وعلا بطاعته لا إله إلاّ هو وطاعة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وبطاعة أولي الأمر عليهم السلام ، فرحم الله ضعفكم ، وقلّة صبركم عمّا أمامكم فما أغرّ الإنسان بربّه الكريم ، واستجاب الله دعائي فيكم. وأصلح أموركم على يدي ، فقد قال الله جلّ جلاله : « يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ اُنَاس بإمامِهِم » [ سورة الإسراء ( 17 ) : 71 ] وقال جلّ جلاله : « وَجعلنَاكُم أُمّة وَسَطَاً لتكُونُوا شُهَداء عَلَى الناسِ ويَكونَ الرسُولُ عَلَيْكُم شَهيداً » [ سورة البقرة ( 2 ) : 143 ] وقال الله جل جلاله : « كُنتُم خَيْرَ اُمَة اُخرِجَت لِلنَّاس تأمُرون بِالمَعْروفِ وَتَنهَونَ عن المُنكر » [ سورة آل عمران ( 3 ) : 110 ] فما أحبّ أن يدعو الله جل جلاله بي ، ولا بمن هو في أيّامي ، إلاّ حسب رقّتي عليكم ، وما انطوى لكم عليه من حبّ بلوغ الأمل في الدارين جميعاً ، والكينونة معنا في الدنيا والآخرة ، فقد يا إسحاق ! يرحمك الله ويرحم من هو وراءك ، بيّنت لك بياناً وفسّرت لك تفسيراً ، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الأمر قطّ ، ولم يدخل فيه طرفة عين ، ولو فهمت الصمّ الصلاّب بعض مافي هذا الكتاب لتصدّعت قلقاً ، خوفاً من خشية الله ،

(54)
منكم أمور في أيام الماضي عليه السلام إلى أن مضى لسبيله ـ صلّى الله على روحه ـ وفي أيامي هذه كنتم بها غير محمودي الرأي .. » .. إلى آخره. يدلّ على ذمّ سيرته سابقاً ، وأنّه قد خرج عن تلك السيرة السابقة ، ومثل ذلك ليس قدحاً ، لأنّ المدار على الحال الحاضرة.
    وإن أراد بذمّ سيرته الإشارة إلى قوله عليه السلام : « أنتم في غفلة عمّا إليه
ورجوعاً إلى طاعة الله عزّ وجلّ ، فاعملوا من بعد ما شئتم ، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين. والحمد لله كثيراً رب العالمين ، وأنت رسولي يا إسحاق ! إلى إبراهيم بن عبدة وفقه الله أن يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن موسى النيسابوري إن شاء الله ، ورسولي إلى نفسك ، وإلى كلّ من خلفك ، ببلدك أن يعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسى إن شاء الله ويقرأ إبراهيم بن عبدة كتابي هذا و[ على ] من خلّفه ببلده ، حتى لا يسألوني ، وبطاعة الله يعتصمون ، والشيطان بالله عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون ، وعلى إبراهيم بن عبدة سلام الله ورحمته ، وعليك يا إسحاق ! وعلى جميع مواليّ السلام كثيراً ، سدّدكم الله جميعاً بتوفيقه .. إلى أن قال عليه السلام : ويا إسحاق ! إقرأ كتابنا على البلالي رضي الله عنه ، فإنّه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ، واقرأه على المحمودي عافاه الله فما اَحمدنا له لطاعته ، فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا ، والذي يقبض من موالينا .. إلى أن قال عليه السلام : فلا تخرّجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه ، فتسلّم عليه وتعرفه ويعرفك .. إلى أن قال عليه السلام : سترنا الله وإيّاكم يا إسحاق ! بستره وتولاّك في جميع أمورك بصنعه ، والسلام عليك وعلى جميع موالي ورحمة الله وبركاته وصلى الله على سيّدنا محمّد النبي وآله وسلّم كثيراً ». ومن تأمّل في هذه الرسالة من أوّلها إلى آخرها يجد أنّ ما كان فيها المخاطب في هذه الرسالة إسحاق فقط بل كان الخطاب موجهاً إلى الشيعة تارة وإلى إسحاق تارة اُخرى ويظهر أنّ إسحاق هذا كان غير محمود السيرة ثم صار محمود السيرة وعلى كلّ حال الإمام عليه السلام في رسالته هذه دعا لإسحاق وشرّفه بهذه الرسالة وبإبلاغ سلامه إلى شيعته عامّة وعليه وعلى إبراهيم بن عبدة خاصة.

(55)
معادكم » ، ففيه : أنّه لا دلالة له على ذلك ؛ لأنّه لا نهاية لمراتب الطاعة والصلاح ، فأيّ مرتبة علاها من التقوى والصلاح كان مقصّراً وغافلاً عن طاعة الله ـ عزّوجلّ ـ على ما ينبغي ، غير مؤدٍّ حقّه.
    وهذا كلام يقال عند الوعظ على هذا الوجه.
    وبالجملة ؛ فالرجل ممّن لا يمكن الغمز فيه بوجه ، بعد تشريف الإمام عليه السلام له بالأدعية والإكرامات المزبورة إيّاه ، فراجع التوقيع حتّى يتضح لك ما قلناه.
    التمييز :
    يعرف الرجل برواية أبي إسحاق إبراهيم ، عنه. وبرواية محمّد بن عبد الله بن واسع ، عنه. وبكونه في طبقة أصحاب العسكري عليه السلام (1) *.

    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط الجعفري في : إبراهيم بن أبي الكرّام.
1 ـ راجع جامع الرواة 1/80 ، وهداية المحدّثين : 17 ، وجامع المقال : 55.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ ممّا لا ريب فيه وثاقة المترجم وجلالته وقربه من إمامه عليه السلام وشمول عطفه عليه السلام ورعايته وعنايته به ، فهو عندي ثقة جليل من دون غمز فيه ، وماتوهّمه بعض من ورود الذم فيه وهم صرف ، بل الذم لغيره وهو منزّه منه.
2 ـ في صفحة : 241 من المجلّد الثالث.


(56)
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في ترجمة الرجل إلاّ على قول منتجب الدين (1) إنّه :
عالم صالح *.

    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط الأنباري في : إبراهيم بن الخضيب.
    [ الترجمة : ]
    والرجل من أجلاّء الشيعة (3) ، وكان معتمداً عند مولانا أبي جعفر الجواد
1 ـ منتجب الدين في فهرسته : 19 برقم 27 قال : السيد شرف الدين أبو هاشم إسحاق بن أميركا بن كرامي الجعفري عالم صالح ، وفي رياض العلماء 1/78 مثله عنه.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ تعريف الشيخ منتجب الدين للمترجم بالعلم والصلاح يوجب الحكم عليه بالحسن ، فهو حسن ، ورواياته من جهته حسان.
2 ـ في صفحة : 398 من المجلّد الثالث.
3 ـ يشير المؤلّف قدّس سرّه إلى ما في رجال الكشّي : 529 حديث 1013 بسنده : .. قال حدّثني إسحاق الأنباري ، قال : قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام : ما فعل أبو السمهري لعنه الله يكذب علينا ، ويزعم أنّه وابن أبي الزرقاء دعاة إلينا ، أشهدكم أنّي أتبرّأ إلى الله عزّوجلّ منهما ، إنّهما فتّانان ملعونان ، يا إسحاق أرحني منهما يرح الله عزّ وجلّ بعيشك في الجنّة ، فقلت له : جعلت فداك يحلّ لي قتلهما ؟ فقال : إنّهم فتّانان يفتنان الناس ، ويعملان في خيط رقبتي ورقبة موالّي فدمائهما هدر للمسلمين .. إلى آخره.
    أقول : يستفاد من مجموع الحديث ما ذهب إليه المؤلّف قدّس سرّه من قربه من الإمام عليه السلام.


(57)
عليه السلام كما يكشف عن ذلك خبر عليّ بن مهزيار ـ الآتي نقله في جعفر بن واقد وأبي السمهري ـ المتضمّن لدعائه عليه السلام له بقوله : « يا إسحاق ! أرحني * منهما يُرِح الله عزّ وجلّ بعيشك في الجنّة » ، ولشهادته عليه السلام بموالاته له ، فلاحظ *.
(*) فعل أمر من أراح من الراحة ضد التعب. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
(*)
حصيلة البحث
    لا يخفى أنّ أرباب الجرح والتعديل لم يذكروه ، لكن يستفاد من رواية الكشي أنّه كان من موالي أبي جعفر الجواد عليه السلام ، ومن خواصه ، وممّن يعتمد عليه ، ولذلك لابد من عدّه من الحسان أقلاًّ.

    جاء بهذا العنوان في غيبة النعماني : 92 حديث 23 بسنده : .. عن بدر ابن إسحاق بن بدر الأنماطي في سوق الليل بمكة ، عن أبيه إسحاق بن بدر ، عن جدّه بدر بن عيسى ..
    وهكذا أيضاً في غيبة الشيخ الطوسي : 135 حديث 99 ، وفيه : عن زيد بن إسحاق ، عن أبيه ، قال : سألت أبي عيسى بن موسى ، وعن غيبة الشيخ في بحار الأنوار 36/259 حديث 78 ، وفيه : عن زيد بن إسحاق ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عيسى بن موسى ، وعن غيبة النعماني في بحار الأنوار 36/281 حديث 101 ، وفيه : عن بدر ، عن زيد بن عيسى بن موسى ..
حصيلة البحث
    ذكر المعنون تارة : بدر بن إسحاق ، واُخرى : زيد بن إسحاق ، ففي اسمه اختلاف ، ولذلك ينبغي عدّه ممّن لم يتضح عنوانه وحكمه ، ولا يخفى أنّه مهمل ولم يذكره أعلام الجرح والتعديل.


(58)
    الضبط :
    بُرَيْد (1) : بالباء الموحّدة المضمومة ، والراء المهملة المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والدال المهملة.
    وقد مرّ (2) ضبط الطائي في : أبان بن أرقم.
    الترجمة :
    هذا من المقامات الّتي وقع من أهل هذا الفنّ فيه الخلط والخبط ، بزعم اتّحاد رجلين لمجرّد اشتراكهما في الاسم والعشيرة ، مع اختلافهما في اسم الأب والجدّ ، ووجود كنية لأحدهما دون الآخر.
    أحدهما : ما ذكرناه في العنوان.
(o)
مصادر الترجمة
    توضيح الاشتباه : 52 برقم 179 ، رجال ابن داود : 52 برقم 158 ، رجال الشيخ : 158 برقم 62 ، الخلاصة : 11 برقم 4 ، نقد الرجال : 39 برقم 7 [ المحقّقة 1/191 برقم ( 409 ) ] ، الوسيط المخطوط : 35 من نسختنا ، منتهى المقال : 50 ، منهج المقال : 52 ، مجمع الرجال 1/185 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 9 من نسختنا ، جامع الرواة 1/80 و88 ، إتقان المقال : 23 ، معجم رجال الحديث 3/38 ، 74 ـ 75.
1 ـ في توضيح الاشتباه : 52 برقم 179 : إسحاق بن بريد ، بضمّ الباء الموحّدة ، وفتح الراء المهملة كزبير ، أبو يعقوب الطائي الكوفي ، ثقة. وفي الخلاصة : ابن يزيد ، بفتح الياء المثنّاة التحتانية ، وكسر الزاي المعجمة ، ولعلّه تصحيف. وانظر ضبط بُرَيد في توضيح المشتبه 9/226 ـ 227.
2 ـ في صفحة : 74 من المجلّد الثالث.


(59)
    والآخر : إسحاق بن يزيد بن إسماعيل الطائي أبو يعقوب الكوفي ، فإنّ والد الأوّل : بريد ، على الضبط الذي ذكرناه ، ووالد الثاني : يزيد ـ بالياء المثنّاة من تحت المفتوحة ، ثم الزاي المعجمة المكسورة ، والياء ، والدال ـ ، وجدّ الأوّل : يعقوب ، وجدّ الثاني : إسماعيل ، والأوّل لم تذكر له كنية ، والثاني كنيته : أبو يعقوب ، والأوّل مهمل ، والثاني منصوص على توثيقه ، فزعم جمع اتّحادهما ، وأدرجوا في الأوّل ترجمة الثاني. ومنشأ هذا الخلط ما صدر من ابن داود (1) ، من زعم اتحادهما ، وجعل والد الثاني بريد ـ بالباء الموحّدة ـ ثمّ نظر إلى ضبط العلاّمة رحمه الله في الخلاصة (2) إيّاه بالياء المثناة التحتانيّة ، فأعترض عليه بقوله : ومن أصحابنا من صحّفه فقال : يزيد ـ بالياء المثنّاة من تحت ، والزاي ـ والحق الأوّل. انتهى.
    مع أنّ بريد ـ بالموحّدة ـ ابن يعقوب ، لا ابن إسماعيل. وإنّما كنية ابن ابن إسماعيل : أبو يعقوب.
    وتبعه في هذا الاشتباه من تأخّر عنه كالتفرشي رحمه الله في النقد (3) ، فجعل بريد ـ بالموحّدة ـ والد إسحاق بن إسماعيل قال : إسحاق بن بريد بن إسماعيل الطائي أبو يعقوب .. إلى أن قال : وبريد ـ بالباء المفردة ـ كما في رجال ابن داود ،
1 ـ رجال ابن داود في القسم الأوّل : 52 برقم 158 قال : إسحاق بن بريد ـ بالباء المفردة تحت ، والراء المهملة ـ ، ومن أصحابنا من صحّفه فقال : يزيد ، بالياء المثنّاة تحت ، والزاي المعجمة والحق الأوّل ، ابن إسماعيل الطائي أبو يعقوب ( ق ) [ جخ جش ] مولى ثقة.
2 ـ الخلاصة : 11 برقم 4 قال : إسحاق بن يزيد ـ بالزاي ـ ابن إسماعيل الطائي أبو يعقوب مولى كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله ، وروى أبوه عن أبي جعفر عليهما السلام.
3 ـ نقد الرجال : 39 برقم 7 [ المحقّقة 1/191 برقم ( 409 ) ] قال : إسحاق بن بريد بن إسماعيل الطائي أبو يعقوب مولى كوفي ثقة ( ق ) له كتاب ، روى عنه محمد بن علي أبو سمينة الصيرفي ( جش ) ، ( قر ) ، ( ق ) ، ( جخ ). وبريد ـ بالباء المفردة ـ كما في ( د ) ، لأنّ الشيخ في الرجال ذكره في باب الباء المفردة ، وفي ( صه ) بالياء المثنّاة تحت والزاي.


(60)
ثم علّل ذلك بأنّ الشيخ في الرجال (1) ذكره في باب الباء المفردة.
    وأنت خبير بأنّ ذكر الشيخ رحمه الله بريد بن إسماعيل الطائي أبا عامر في باب الباء المفردة من رجال الصادق عليه السلام لا يثمر ، بعد جعله إسحاق في باب رجال الباقر عليه السلام (2) ابن يزيد ـ بالياء ـ في نسختين معتبرتين ابن إسماعيل. على أنّه على فرض كون اسم والد إسحاق بريد لا يلزم اتّحاد الرجلين ، بعد كون والد أحد المسمّين ب‍ : بريد : يعقوب ، ووالد الآخر : إسماعيل.
    وكيف كان ؛ فيلزمنا عنوان الثاني أيضاً هنا على خلاف الترتيب ، ونشير في محلّه إلى تعرّضنا له هنا.
    فنقول : أمّا إسحاق بن بريد ـ بالموحّدة ـ ابن يعقوب الطائي الكوفي ، فقد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (3) من أصحاب الصادق عليه السلام ، ولم أقف
1 ـ رجال الشيخ : 158 برقم 62 قال : بريد بن إسماعيل الطائي أبو عامر كوفي.
2 ـ رجال الشيخ : 105 برقم 26 قال : إسحاق بن يزيد بن إسماعيل الطائي أبو يعقوب الكوفي.
3 ـ في رجال الشيخ : 149 برقم 146 في أصحاب الصادق عليه السلام قال : إسحاق بن يزيد أبو يعقوب الطائي الكوفي ، ولكن في الوسيط المخطوط : 35 من نسختنا ، ومنتهى المقال : 50 [ المحقّقة 2/15 برقم ( 294 ) ] ، وجامع الرواة 1/80 ، ومنهج المقال : 52 ذكروه بعنوان : إسحاق بن بريد بن يعقوب الطائي الكوفي ثم قال في المنهج : ( ق ) ، وفي ( قر ) : ابن بريد بن إسماعيل الطائي أبو يعقوب الكوفي ، وزاد ( جش ) ، فقال : مولى كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وروى أبوه عن أبي جعفر .. إلى أن قال : عن إسحاق بن بريد ، وفي ( صه ) : ابن يزيد ـ بالزاي ـ ابن إسماعيل الطائي أبو يعقوب مولى كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله .. إلى أن قال : وفي ابن داود : بريد ـ بالباء المفردة والراء المهملة ـ ، ومن أصحابنا من صحّفه فقال : يزيد ـ بالياء المثناة تحت والزاي ـ والحق الأول ، وما اختاره هو الذي في الأولين ، وكأ نّه يريد أنّ العلاّمة صحفه وليس في كلامه بالياء المثناة في الضبط على ما قدمناه وبدونه فيما اراده نظر.
    وفي منهج المقال : 54 ، ومنتهى المقال : 50 [ المحققة 2/15 برقم ( 294 ) ] ، والوسيط
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء التاسع ::: فهرس