حياة الشيخ الطوسي ::: 21 ـ 30
(21)
    8 ـ ابو منصور السكري وهو من علماء الزيدية (1).
    9 ـ احمد بن ابراهيم القزويني.
    10 ـ ابـوالـحـسـيـن وابـوالعباس احمدبن على النجاشي ، صاحب كتاب الرجال المتولد سنة372 ه والمتوفى سنة 450 ه.
    11 ـ جعفربن الحسين بن حسكة القمي.
    12 ـ الشريف ابومحمد الحسن بن احمدبن القاسم بن محمد بن علي بن ابي طالب (ع) المحمدي نسبة الى محمد بن الحنفية بن الامام علي (ع).
    13 ـ ابو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن اشناس المعروف ، بابن الحمامي البزاز المولود سنة 359ه والمتوفى في الثالث من ذي القعدة سنة 439 ه (2).
    14 ـ ابـو مـحـمـد الـحـسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام المعروف بابن الفحام ، السرمن رائي ـ السامرائي ـ المتوفى سنة 408 ه.
    15 ـ ابو الحسين حسنبش القمرئ.
    16 ـ ابو عبداللّه الحسين بن ابراهيم القزويني .
    17 ـ ابو عبداللّه الحسين بن ابراهيم بن على القمي المعروف بابن الخياط.
    18 ـ الحسين بن ابي محمد هارون بن موسى التلعكبري.
    19 ـ ابو محمد عبدالحميدبن محمد المقرئ النيسابوري.
    20 ـ ابـو عـمـرو عبدالواحدبن محمد بن عبداللّه بن محمد بن مهدي بن خشنام المولود سنة318 ه ، والمتوفى سنة 410 ه ، وهو من مشايخ الطوسي من علماء السنة.
    21 ـ ابو الحسن على بن احمدبن عمربن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي المولودسنة 328 ه والمتوفى سنة 417 ه.
    22 ـ الـسـيـد الـمرتضى علم الهدى ابوالقاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن
1 ـ الطهراني ، مقدمة التبيان ، ج1 ، ص 39.
2 ـ الخطيب ، تاريخ بغداد ، ج7 ، ص 425.


(22)
ابراهيم بن الامام موسى الكاظم (ع) المتوفى سنة 436 هـ ـ ، وهو من اشهر اساتذته.
    23 ـ ابوالقاسم على بن شبل بن اسد الوكيل المتوفى سنة 410ه.
    24 ـ القاضي ابوالقاسم علي التنوخي ابن القاضي ابي علي المحسن بن تميم القحطاني ، وهو من مشايخ الطوسي من علماء اهل السنة ، وكان قد ولد سنة 370ه ، وتوفي سنة447 ه (1).
    25 ـ ابوالحسين علي بن محمد بن عبداللّه بن بشران المعروف بابن بشران المعدل ، وهومن علماء اهل السنة.
    26 ـ محمد بن احمدبن ابي الفوارس الحافظ ، وهو من علماء اهل السنة.
    27 ـ ابو زكريا محمد بن سليمان الحراني من اهل طوس.
    28 ـ محمد بن سنان وهو من مشايخ الطوسي من علماء اهل السنة.
    29 ـ ابو عبداللّه محمد بن علي حموي البصري المتوفى سنة 413 ه.
    30 ـ محمد بن على بن خشيش بن نضربن جعفربن ابراهيم التميمي ، وهو من مشايخ ‌الطوسي من علماء اهل السنة ، وقد روى عنه في اماليه اخبارا كثيرة.
    31 ـ ابوالحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز المولود سنة 329 ه والمتوفى سنة 419 ه ، وهو من مشايخه من علماء اهل السنة (2).
    32 ـ السيد ابوالفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار المولود سنة 322 ه والمتوفى سنة414 ه وهو من مشايخ الطوسي من علماء اهل السنة (3).
    وبـاضـافـة الـخـمسة الاوائل من شيوخه ، والذين اكثر الرواية عنهم يبلغ عددهم سبعة وثلاثين شـخـصـا ، وقداكد هذا العدد السيد محمدصادق بحر العلوم ، عندما ترجم للشيخ ‌الطوسي في مقدمة كتبها لرجال الشيخ الطوسي ، ولكتاب الامالي ، بشي ء من التفصيل ،
1 ـ الحموي ، معجم الادباء ، ج14 ، ص 110 124.
2 ـ الخطيب ، تاريخ بغداد ، ج3 ، ص 331.
3 ـ الطوسي ، الرجال ، ص 452.


(23)
واخرى مختصرة لكتاب الفهرست لـلـشيخ نفسه ، وبهذا يتفق مااورده السيد بحر العلوم مع مااورده المؤرخ الشهير اية اللّه اغا بزرك الـطـهـراني ، حينما كتب عن حياة الشيخ الطوسي رسالة قيمة ، قدم بها لتفسير التبيان المطبوع في النجف الاشرف.

تلاميذ الشيخ الطوسي
ما ان استقل الشيخ الطوسي بزعامة المذهب الامامي عند وفاة الشريف المرتضى عام436 في بغداد حتى صارت داره في الكرخ ماوى الامة ومقصد الوفاد وقد انهال العلماءعلى دروسه ، واجتمع تحت مـنـبـره جـمـع مـن الـتلاميذ بلغ عددهم اكثر من ثلثمائة مجتهد (1) ، ومن العامة مالايحصى كثرة (2).
    وقـد اورد العلامة اية اللّه اغاز بزرك الطهراني في مقدمة التبيان ، وكذلك السيدمحمدصادق بحر الـعـلـوم في مقدمة رجال الطوسي واماليه قائمة باسماء تلامذة الشيخ ‌الطوسي بلغ عددهم فيها ستة وثلاثين شخصا ، ويبدو ان هؤلاء الذين ذكرت اسماؤهم في كتب التراجم كانوا من المشاهير فعفوا ، بينما خفيت اسماء غيرهم اما لقلة اثارهم ، اولضياعها ، او لانهم لم يتركوا اثرا اصلا.
    وهـنـا نـورد ماذكره علماء الرجال والمفهرسون من اسماء تلاميذ الشيخ الطوسي (3) حسب حروف الهجاء :
    1 ـ الشيخ الفقيه ادم بن يونس بن ابي المهاجر النسفي.
    2 ـ الشيخ المؤلف ابوبكر احمدبن الحسين بن احمد الخزاعي النيسابوري.
    3 ـ الشيخ ابوطالب اسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي.
1 ـ اسد حيدر ، الامام الصادق ، ج2 ، ص 317 ، و انظر القمى ، الكنى والالقاب ، ج2 ، ص 363.
2 ـ المامقاني ، تنقيح المقال في احوال الرجال ، ج1 ، ص 194.
3 ـ الـطـهـرانـي ، مقدمة تفسير التبيان ، ج1 ، ص 42 ومابعدها ، وبحر العلوم ، مقدمة امالي الشيخ الطوسي ، ص 24 و ما بعدها ، و مقدمه الفهرست.


(24)
    4 ـ الشيخ ابو ابراهيم اسماعيل شقيق اسحاق بن بابويه القمي المتوفى سنة 500 ه.
    5 ـ الشيخ الثقة ابوالخير بركة بن محمد بن بركة الاسدي .
    6 ـ الشيخ الثقة المصنف ابوالصلاح تقي بن نجم الدين الحلبي.
    7 ـ السيد المحدث ابو ابراهيم جعفربن علي بن جعفر الحسيني.
    8 ـ الـشـيـخ الامـام الـمـصنف ابو محمد شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بحسكا ، المتوفى سنة 512ه.
    9 ـ الشيخ الفقيه ابو محمد الحسن بن عبدالعزيزبن الحسن الجبهاني.
    10 ـ الشيخ ابو على الحسن بن شيخ الطائفة الشيخ الطوسي.
    11 ـ الشيخ الامام موفق الدين الفقيه الحسين بن الفتح الواعظ البكرابادي الجرجاني.
    12 ـ الشيخ الامام محيي الدين ابو عبداللّه الحسين بن مظفربن علي بن الحسين الحمداني نزيل قزوين.
    13 ـ السيد عمادالدين ابوالوضاح ذوالفقاربن محمد بن معبد الحسيني المروزي.
    14 ـ السيد الفقيه ابو محمد زيدبن علي بن الحسين الحسيني او الحسني.
    15 ـ السيد الفاضل زين بن الداعي الحسيني.
    16 ـ الشيخ الفقيه سعدالدين بن البراج.
    17 ـ الشيخ الفقيه ابوالحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي.
    18 ـ الـشـيخ المحدث شهراشوب السروي المازندراني ، جد الشيخ محمد بن على مؤلف معالم العلماء والمناقب.
    19 ـ الشيخ الفقيه صاعدبن ربيعة بن ابي غانم.
    20 ـ الـشـيخ ابوالوفاء عبدالجباربن عبداللّه بن على المقرئ الرازي المعروف بالمفيدالمتوفى سنة 506ه.
    21 ـ الشيخ ابو عبداللّه عبدالرحمن بن احمد الحسيني الخزاعي النيسابوري المعروف بالمفيد ايضا.
    22 ـ الشيخ الفقيه موفق الدين ابوالقاسم عبيداللّه بن الحسن بن الحسين بن بابويه.


(25)
    23 ـ الـشـيـخ ابـوالقاسم سعدالدين عزالمؤمنين عبدالعزيزبن نحريربن عبدالعزيزالمعروف بابن البراج قاضي طرابلس المتوفى سنة 418ه.
    24 ـ الشيخ الفقيه علي بن عبدالصمد التميمي السبزواري.
    25 ـ الامير الفقيه غازي بن احمدبن ابي منصور الساماني.
    26 ـ الشيخ الامام جمال الدين محمد بن ابي القاسم الطبري الاملي .
    27 ـ الـشيخ الامين ابو عبداللّه محمد بن احمدبن شهريار الخازن لمشهد الامام علي (ع) وهو صهر الشيخ الطوسي على احدى بناته (1).
    28 ـ الشيخ محمد بن الحسن بن على الفتال صاحب كتاب ( روضة الواعظين ) المتوفى سنة508.
    29 ـ الشيخ الفقيه ابوالصلت محمد بن عبدالقادربن محمد.
    30 ـ الشيخ المؤلف الفقيه ابوالفتح محمد بن على الكراچكي .
    31 ـ الشيخ ابو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
    32 ـ الشيخ الفقيه ابو عبداللّه محمد بن هبة اللّه الطرابلسي.
    33 ـ الـسـيـد صـدر الاشراف المرتضى ابوالحسن المطهربن ابي القاسم علي بن ابي الفضل محمد الحسيني الديباجي.
    34 ـ السيد الفقيه المنتهى بن ابي زيدبن كيابكي الحسيني الجرجاني.
    35 ـ العالم الفاضل الفقيه الوزير ذوالمعالي زين الكفاة ابوسعيد منصوربن الحسين الابي.
    36 ـ السيد الثقة الفقيه المحدث ابوابراهيم ناصربن الرضابن محمد بن عبداللّه العلوي الحسيني.

ثقافة الشيخ الطوسي
ابتدا الشيخ الطوسي حياته العلمية في طوس ، حيث كانت هذه المدينة احدى مراكز
1 ـ العماد الطبري ، بشاره المصطفي ، ص 79.

(26)
العلم المهمة في خراسان ، ذلك الاقليم الواسع الذي انجب الكثير من العلماء والادباءوالمفكرين ، وبها درس الطوسي عـلـوم اللغة والادب والفقه واصوله والحديث وعلم الكلام ، والتي هي مقدمات اساسية لمن اراد ان يواصل دراسته العلمية العالية في الجامعات الاسلامية ذات النمط الحوزوي.
    وعـندما اتقن الشيخ الطوسي تلك المقدمات شد الرحال الى بغداد ، وذلك عام 408ه ، حيث كانت هذه المدينة نقطة جذب لكل طامع في الاستزادة من المعارف والعلوم الاسلامية.
    وعـنـدما نزل الشيخ الطوسي بغداد كانت الزعامة للمذهب الجعفري قدالت للشيخ ‌محمد بن محمد بن الـنـعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد وبابن المعلم ، وقدتتلمذ شيخنا الطوسي على يد الشيخ المفيد ، وبقي على اتصال به حتى وفاته سنة413 ه (1).
    ولاجـل الوقوف على الحالة الثقافية لمفسرنا لابد من معرفة احوال اساتيذه ومكانتهم العلمية وسعة اطلاعهم التي اغترف منها ، فكونت فيما بعد شخصيته الثقافية والفكرية :
    فاستاذه الاول في بغداد الشيخ المفيد الذي كان موضع اعجاب من ترجم له من الكتاب والمؤرخين.
    حيث يقول ابن كثير فيه :
    مـحمد بن محمد بن نعمان ابو عبداللّه المعروف بابن المعلم شيخ الامامية والمصنف لهم والمحامي عن حـوزتـهم ، كانت ملوك الاطراف تعتقد به لكثرة الميل للشيعة في ذلك الزمان ، وكان يحضر مجلسه خلق عظيم من العلماء من جميع الطوائف والملل (2).
    واما ابن العماد الحنبلي ، فكان يصفه بمايلي :
    عـالـم الـشـيـعـة وامـام الـرافضة ولسان الامامية ، رئيس الكلام والفقه والجدل ، صاحب
1 ـ السيد بحر العلوم ، مقدمة الامالي للطوسي ، ج1 ، ص 4.
2 ـ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج12 ، ص 15.


(27)
التصانيف الكثيرة (1).
    ويـنـعته ابن حجر العسقلاني بانه كثير التقشف والتخشع والاكباب على العلم ، تخرج منه جماعة ، وبرع في المقالة الامامية حتى كان يقال : له على كل امام منة (2).
    اما الذهبي فقد امتدحه بقوله : كان ذاجلالة عظيمة وكان خاشعا متعبدا متالها (3).
    وقدترجم له احد معاصريه وهو ابن النديم فقال :
    ابـن الـمـعلم ابو عبداللّه في عصرنا انتهت اليه رئاسة متكلمي الشيعة ، مقدم في صناعة الكلام على مذهب اصحابه ، دقيق الفطنة ماضي الخاطر ، شاهدته فرايته بارعا (4).
    وذكـره ابـوحيان التوحيدي فقال : كان ابن المعلم حسن اللسان والجدل ، صبورا على الخصم ضنين السر جميل العلانية (5).
    وذكره ايضا اليافعي فقال :
    كـان يـنـاظر اهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية ، وكان كثير الصدقات عظيم الـخـشـوع كثير الصلاة والصوم ، حسن الملبس ، وكان شيخا ربعة نحيفا اسمر ، عاش ستا وسبعين سنة ، وله اكثر من مائتي مصنف ، وكان يوم وفاته مشهورا ، وشيعته ثمانون الفا (6).
    ويقول ابن الجوزي فيه :
    كـان لابـن الـمـعلم مجلس نظر بداره بدرب رياح يحضره كافة العلماء ، وكانت له منزلة عند امراء الاطراف ، يميلهم الى مذهبه (7).
    اما شيخنا الطوسي فقد ترجم لاستاذه الشيخ المفيد بما نصه :
1 ـ ابن العماد ، شذرات الذهب ، ج3 ، ص 199.
2 ـ ابن حجر ، لسان الميزان ، ج5 ، ص 368.
3 ـ الذهبي ، تاريخ دول الاسلام ، ج1 ، ص 180.
4 ـ ابن النديم ، الفهرست ، ص 266.
5 ـ ابو حيان ، الامتاع والمؤانسة ، ج1 ، ص 141.
6 ـ اليافعي ، مراة الجنان ، حوادث سنة 413ه.
7 ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ج8 ، ص 11.


(28)
    انـتـهـت اليه رئاسة الامامية في وقته ، وكان مقدما في العلم وصناعة الكلام ، وكان فقيهامتقدما فيه ، حـسـن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار ، وفهرست كتبه معروف ، وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 413ه ، وكان يوم وفاته يوما لم ير اعظم منه من كثرة الناس الذين حضروا للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والموافق (1).
    ثم عد الشيخ الطوسي بعض كتبه ، وذكر قراءتها عليه وسماعها عنه.
    وقدتتلمذ شيخنا الطوسي على يد استاذه المفيد لمدة خمس سنوات ، ابتداها منذ اول نزوله بغداد عام 408ه ، ولـم يـنـقـطـع عـنـه حتى وفاته عام 413ه ، وكان خلال هذه الفترة قددرس الاصول والـكـلام (2) ، كما وانه شرع بالتاليف منذ ذلك الوقت المبكر ، حيث شرح كتاب استاذه المفيد ، والـمـسمى بكتاب المقنعة ، وقدسمى كتابه ب تهذيب الاحكام والذي ضمنه الادلة الفقهية والاحاديث ، ورد الـشبه المثارة حول العقيدة والاحاديث المروية عن ائمة اهل البيت (ع) ، وقدظهر تاثر الشيخ الطوسي باءستاذه المفيد واضحا في هذا الكتاب الذي اصبح فيما بعد احد الاصول الاربعة التي يرجع اليها المجتهدون من الامامية عند استنباطهم للاحكام الشرعية.
    ومـعـلوم ان الشيخ الطوسي كان قداستفاد كثيرا من علوم استاذه المفيد ، خاصة اذا علمناان مجلسه كان يحضره جماعة من العلماء من مختلف المذاهب الاسلامية (3).
    ومـن الـطـبـيعي ان الاحتكاك بمثل هؤلاء العلماء من شانه ان يمنح الشيخ الطوسي فرصة اكبر في الاستزادة مما عند الاخرين ، ويوفر له الكثير من المجالات في معرفة افكارهم وارائهم ومذاهبهم ، خـاصة وان تلك الفترة كانت من اخصب الفترات التاريخية التي مرت بهاالحياة الفكرية بسبب توفر الـحـريـة واستتباب الامن والهدوء ابانها مما طبع شخصية مفسرناالثقافية والعلمية بطابع الشمول والعمق والموسوعية.
1 ـ بحر العلوم ، مقدمة امالي الطوسي ، ج1 ، ص 6.
2 ـ السبكي ، طبقات الشافعية ، ج4 ، ص 127.
3 ـ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج12 ، ص 15.


(29)
    وبـعـد وفـاة الشيخ المفيد انتهت الزعامة الفكرية للشيعة الامامية الى الشريف المرتضى ( 335 ـ 436 هــ ) ، والـذي كـان فـي وقـتـهـا يـتـولـى نـقـابـة الـطـالـبـيـيـن (1) وامارة الحج وديـوان الـمظالم (2) ، ويشغل منصب قاضي القضاة (3) ، كما و انه يتصل من حيث النسب بـالامـام عـلـي بـن ابـي طـالـب (ع) ، ومع هذا كله فهو يمتلك من الثقافة والمعارف والعلوم ماتجعله مـؤهـلا ، لان يحظى بمكانة خاصة على الصعيدين الشعبي والرسمي ، اذ انه كان قدحار على العلوم مالم يدانه فيه احد في زمانه (4).
    وكان اكثر اهل زمانه ادباء وفضلاء (5).
    كـمـا وانـه اخذ يجري على تلامذته رزقا كل بنسبته (6). ويمكننا هنا ان تدرك مدى فضل مـفـسـرنا ومقدار علمه ، اذا ماعرفنا ان راتبه كان اثني عشر دينارا شهريا ، بينما كان راتب القاضي ابن البراج عبدالعزيزبن نحرير ثمانية دنانير شهريا (7).
    وكـان لـلمرتضى مجلس يناظر عنده في كل المذاهب (8) ، مما وفر لشيخنا الطوسي فرصة اخرى للاستفادة في هذا المجال ، حيث الاجواء الفكرية المشبعة بالابداع والمهارة في فن المخاطبة والحوار وطرح الراي والدفاع عنه.
    وفـي ايـام تلمذة الشيخ الطوسي على يد الشريف المرتضى شرع مفسرنا في تلخيص كتاب الشافي لاسـتـاذه الـمرتضى ، ووضع له عنوانا تلخيص الشافي ، وقدبسط فيه المسائل بغية تقريبها لاذهان الـمتعلمين ، وذلك نظرا لاهمية الكتاب الذي نقض به الشريف المرتضى
1 ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ج8 ، ص 120 ، الخطيب ، تاريخ بغداد ، ج11 ، ص 402.
2 ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ج3 ، ص 516 ، ابن عتبة ، عمدة الطالب ، ص 194.
3 ـ النوري ، مستدرك الوسائل ، ج3 ، ص 16.
4 ـ النجاشي ، الرجال ، ص 206.
5 ـ الطوسي ، الرجال ، ص 485.
6 ـ البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ص 259.
7 ـ الخوانساري ، روضات الجنات ، ص 383 ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ص 317.
8 ـ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج12 ، ص 53.


(30)
كتاب المغني لعبد الجباربن احمد الهمداني احد شيوخ المعتزلة المتوفى سنة415 ه (1).
    وقد انهى الشيخ الطوسي تلخيص الشافي في رجب سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة (2) ويبدو ان الشيخ الطوسي كان قدنشط في مجال التاليف ابان حياة استاذه المرتضى ، اذ كتب مجموعة من اهم مؤلفاته ، منها كتاب الرجال الذي بحث فيه عن احوال الرجال الذين رووا عن الرسول الاكرم (ص) ، او عـن احـد الائمـة مـن اهـل البيت (ع) ، او الذين رووا عنهم بالواسطة ، وعند ترجمته لاستاذه الـمرتضى نجده يقول : ادام اللّه ايامه ، او عبارة مد اللّه في عمره (3) ، مما يؤكد ان الشريف المرتضى لازال حيا وقت كتابة الرجال ، والالترحم عليه كعادته حينما يمر على ذكر المتوفين من الرجال اثناء ترجمته لحياتهم ، وفي ذلك وجدناه يقول عندما يترجم لاستاذه الشيخ المفيد :
    والـشيخ ابو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، رضي اللّه عنهم جميعا (4).كما كتب الشيخ الطوسي كتابا اخر بعنوان الفهرست في حياة الشريف المرتضى ، حيث كتب فيه : واخبرنا به الاجل المرتضى على بن الحسين الموسوي ( ادام اللّه تاييده ) (5).
    وكـان الـشـريـف الـمـرتضى قدعنى بتلميذه الطوسي ، وبالغ في توجيهه اكثر من سائرتلامذته ، لماشاهده فيه من اللياقة التامة ، وبقي الطوسي ملازما لاستاذه المرتضى ثلاثة وعشرين عاما من سنة 413ه ، حـيث توفي الشيخ المفيد ، والى عام 436 هـ ـ ، حيث وفاة الشريف المرتضى ، وقدافاد الشيخ الـطـوسـي مـن هذه الصحبة والتلمذة شيئا كثيرا ، خاصة وان الشريف المرتضى كان يعيش اجواء الانـفـتاح الفكري بين مختلف المذاهب الاسلامية ، يناظر العلماء ، ويرد الشبهات ، ويدافع عن مذهبه بكل مااتي من علم ومعرفة ، وقدكانت للشريف المرتضى مكتبة عامرة يقول عنها ابوالقاسم التنوخي :
    حصرنا كتبه فوجدنا
1 ـ ابوالفداء ، المختصر ، ج27 ، ص 155 ، الخطيب ، تاريخ بغداد ، ج11 ، ص 113.
2 ـ الطوسي ، تلخيص الشافي ، ص 479.
3 ـ الطوسي ، الرجال ، ص 485.
4 ـ الطوسي ، الفهرست ، ص 29.
5 ـ الطوسي ، الفهرست ، ص 6.
حياة الشيخ الطوسي ::: فهرس