وصايا الرسول لزوج البتول ::: 436 ـ 450
(436)
وأنتَ صاحبي في المَقامِ المحمُود ، وأنتَ صاحبُ لوائي في الآخرةِ كما إنّكَ صاحبُ لوائي في الدُنيا ، لقد سَعَدَ من تَوَلاّكَ ، وشَقِيَ من عاداكَ.
    وإنّ الملائكةَ لتتقرّبُ إلى اللّهِ تقدَّسَ ذكرُه بمحبّتِك وولايتِك ، واللّه إِنَّ أهلَ مَودّتِكَ في السّماءِ لأكثرُ منهُم في الأرضِ.
    يا علي ، أنتَ أمينُ اُمّتي ، وحجّةُ اللّهِ عليها بَعدي ، قولُكَ قولي ، وأمرُكَ أمري ، وطاعتُكَ طاعتي ، وزجرُكَ زجري (2) ، ونهيُكَ نهيي ، ومعصيتُكَ معصيتي ، وحزبُك حزبي ، وحزبي حزبُ اللّه ( وَمَنْ يَتَولَّ اللّهَ وَرسُولَهُ والذّينَ آمنُوا فإنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالبُون ) (3) (4).

    (2) الزجر هو المنع عن الشيء.
    (3) سورة المائدة ، الآية 56.
    (4) بشارة المصطفى ، ص 55.



(437)
    بشارة المصطفى ، أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريان الخازن بقراءتي عليه ( بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في ذي القعدة سنة إثنى عشر وخمسمائة ) ، قال ، حدّثنا الشيخ أبو صالح عبد الرحمن بن يعقوب الحنفي الصندلي ( قدم علينا حاجّاً من نيشابور ) ، قال ، حدّثني والدي أبو يوسف يعقوب بن طاهر ، قال ، حدّثني أحمد بن إسحاق القاضي ، قال ، حدّثنا أحمد ابن عبدالله بن سابور الدقيقي ، قال ، حدّثنا عبيد بن هاشم ، قال ، حدّثنا إسماعيل بن جعفر ، قال حدّثنا العلا بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود ، قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، لو أَنَّ عبداً عَبَدَ اللّهَ مثلَ ما قامَ نوح في قَومِهِ ، وكانَ لهُ مثلُ أُحُد ذهباً فأنفقُه في سبيلِ اللّهِ ، ومُدّ في عُمْرِهِ حتّى حجَّ حجّة ، ثمَّ قُتلَ بين الصَّفا والمروةِ ، ثمَّ لم يُوالِكَ يا علي لم يَشُمْ رائحةَ الجنّةِ ولم يَدخلْها ، أما عَلمتَ يا علي أنّ حبَّكَ حَسَنةٌ لا يَضرُّ معها سَيّئة (1) ، وبُغضُكَ سَيّئةٌ لا ينفعُ معها طاعة.

    (1) بل يوفّق معها للتوبة ، بل هي من الحسنات التي يذهبن بالسيّئات ، بل هي أساس الدين ، والركن الرصين الذي يحفظ الدين بحفظه.


(438)
    يا علي ، لو نَثَرتُ الدرَّ على المنافق ما أحبَّك ، ولو ضربتُ خيشومَ (2) المؤمن ما أبغضَك لأنَّ حبَّك إيمانٌ وبُغضُك نفاق ، ولا يحبُّكَ إلاّ مؤمنٌ تقي ، ولا يُبغضكَ إلاّ مُنافقٌ شَقيّ (3).

    (2) الخيشوم أقصى الأنف ، ومنهم من يطلقه على الأنف ، وعن الصدوق ( رحمه الله ) الخيشوم ، الحاجز بين المنخرين كما تقدّم (1).
    (3) بشارة المصطفى ، ص 94.
    وقد جاء في أحاديث العامّة بطرق كثيرة فيما ذكره السمهودي في الأشراف ، والهروي في الأربعين ، والمتّقي في كنز العمّال ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، وغيرهم ممّن أحصاهم في إحقاق الحقّ ، ج 17 ، ص 199 ، ب 140 ، الأحاديث.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 514.

(439)
    بشارة المصطفى ، أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن عن أبيه الحسن ، عن عمّه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال ، حدّثنا أحمد ابن الحسن القطان ، قال ، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال ، حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني ، قال ، حدّثني عبيدة بن سليمان ، قال ، حدّثنا كامل بن العلا ، قال ، حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عبّاس قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
    يا علي ، أنتَ صاحبُ حَوضي ، وصاحبُ لوائي ، ومنجزُ عِداتي ، وحبِيبُ قَلبي ، ووارثُ علمي ، وأنتَ مستَودعُ مَواريثِ الأنبياء (1) ، وأنتَ أمينُ اللّهِ في أرضِهِ ، وأنتَ حجَّةُ اللّهِ على رعيّتِه ، وأنتَ ركنُ الإيمانِ ، وأنتَ مصباحُ الدُّجى ، وأنتَ منارُ الهُدى ،

    (1) أي مستودع ما ورّثه الأنبياء الكرام من كتبهم السماوية المقدّسة ، وآثارهم الشريفة النفيسة ، ومناقبهم الخاصة الفاضلة ، وآيات نبوّتهم مثل عصا موسى ، وحجره الذي إنفجرت منه إثنتى عشرة عيناً ، وطشته الذي كان يقرّب فيه القرابين فتأكله النار ، وخاتم سليمان ، وقميص يوسف ، وتابوت بني إسرائيل الذي فيه السكينة والعلم والحكمة ، ومختّصات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغير ذلك وقد جمعنا ذكرها بمصادرها في شرح الزيارة الجامعة المباركة.


(440)
وأنتَ العَلَمُ المرفوعِ لأهلِ الدنيا ، مَن تَبعِكَ نجا ومن تخلّفَ عنكَ هَلَك ، وأنتَ الطريقُ الواضحُ وأنتَ الصراطُ المستقيم ، وأنتَ قائدُ الغُرّ المحجَّلينَ ، وأنتَ يَعسوبُ المؤمنين (2) ، وأنتَ مولى مَنْ أنا مولاهُ وأنا مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة ، لا يُحبّكَ إلاّ طاهرُ الولادة ، وما عَرَج بي ربّي إلى السَّماءِ قَطّ وكلّمَني ربّي إلاّ قالَ يا محمّد اقرءْ عليّاً منّي السَلامَ ، وعرّفْهُ أنّه إمامُ أوليائي ، ونورُ أهلِ طاعتي ، فهنيئاً لكَ هذِه الكَرامة (3).

    (2) اليعسوب هو أمير النحل وكبيرهم وسيّدهم ، يضرب به المثل للسيّد الكبير المقدّم المتّبع الذي يلوذ به الناس.
    (3) بشارة المصطفى ، ص 54.



(441)
    بشارة المصطفى ، عن الشيخ أبي محمّد الحسن بن الحسين في الري ، عن عمّه ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه ، عن أحمد بن محمّد الشيباني قال ، حدّثنا محمّد ابن أبي عبدالله الأسدي الكوفي ، قال ، حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن زيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي :
    يا علي ، أنتَ إمامُ المسلمينَ ، وأميرُ المؤمنينَ ، وقائدُ الغرِّ المحجَّلينَ وحجّةُ اللّهِ بعدي على الخلقِ أجمعينَ ، وسيّدُ الوصيينَ ، ووَصيُّ سيدُ النبيين.
    يا علي ، إنّه عُرِجَ بي إلى السَّماءِ السابعةِ ومنها إلى سِدرةِ المنتهى (1) ...

    (1) السدرة هي شجرة النبق وسدرة المنتهى شجرة فوق السماء السابعة (1) وفي حديث الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ( إنّما سمّيت سدرة المنتهى لأنّ أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محلّ السدرة ، والحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما يرفعه إليهم الملائكة من أعمال العباد في الأرض فينتهي بها إلى محلّ السدرة (2).
1 ـ مجمع البحرين ، ج 9 ، ص 175.
2 ـ بحار الأنوار ، ج 58 ، ص 51 ، ب 6 ، ح 1.


(442)
ومنها إلى حُجُبِ النّور (2) وأكرمَني ربّي جَلَّ جلالُه بمناجاتِهِ ، قال لي ، يا محمّد ، قلتُ ، لبيكَ ياربِّ وسَعدَيكَ تباركتَ وتعاليتَ.
    قال ، إنَّ علياً إمامُ أوليائي ، ونورٌ لمَن أطاعَني ، وهُو الكلمةُ التي ألزمتُها المتّقينَ ، مَنْ أطاعَهُ أطاعني ، ومَن عصاهُ عصاني ، فبشِّرْهُ بذلك.
    فقال عليٌّ ( عليه السلام ) يا رسولَ اللّهِ أبَلَغَ من قَدْري حتّى أنّي اُذكرُ هناكَ.
    فقال ، نعم ، يا علي فاشكُر رَبّكَ ، فَخَرَّ عليٌّ ( عليه السلام ) ساجداً شُكراً للّهِ تعالى على ما أنعمَ بهِ عليه (3).

    (2) وهي أنوار عزّه وجلاله وعظمته وكبريائه ، التي تُدهش العقول وتذهب بالأبصار وفي حديث ابن عبّاس ( ... الحجب خمسمائة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ... ) (1).
    (3) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للشيخ الجليل أبي جعفر محمّد بن القاسم الطبري الإمامي ، ص 34.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 18 ، ص 338 ، ب 3 ، ح 40.

(443)
    المحاسن ، عنه ، عن بعض من ذكره ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، إنّ الوضوء قَبلَ الطعامِ وبعدَه شفاءٌ في الجسد ، ويُمْنٌ في الرزق (1) (2).

    (1) الُيمن هي البركة ، يقال ، تيمّنتُ بالشيء أي تبرّكت به.
    والوضوء طهارة قريبة ، ونظافة حقيقية ، فيكون شفاء وبركة وتلاحظ فضل الوضوء وآثاره في بابه الخاص من الأحاديث الشريفة في البحار (1).
    (2) كتاب المحاسن ، ص 356 ، ب 30 ، ح 222 ، كتاب المآكل.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 80 ، ص 229 ، ب 2 ، الأحاديث.

(444)
    المحاسن ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، كان فيما أوصى بهِ رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) أن قال :
    يا علي ، كُلِ العَدَسَ فإنّهُ مُباركٌ مُقدّس ، وهو يُرِقّ القَلبَ ، ويُكثرُ الدَّمعةَ ، وإنّه بارَكَ عليهِ سبعونَ نبيّاً (1) (2).

    (1) أي دَعَوا له بالبركة ، أو بيّنوا بركته ومنفعته.
    (2) كتاب المحاسن ، ص 419 ، ب 84 ، كتاب المآكل ، ح 640. ومنه البحار ، ج 66 ، ص 358 ، ب 3 ، ح 5 ، وجاء مضمونه في عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 41 ، وتلاحظ أحاديث فوائده في كتاب طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) للسيّد شُبّر ، باب التداوي بالعدس والحمّص ، ص 201.



(445)
    المحاسن ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال في وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
    يا علي ، إذا أكلْتَ فقل ، « بسمِ اللّه » ، وإذا فرغتَ فقُل ، « الحمدُ للّه » ، فإنّ حافظَيكَ لا يَبرحان يكتُبان لكَ الحَسَناتِ حتّى تُبعّدَه عنك (1) (2).

    (1) أي حتّى تبعّد الأكل ، وتلاحظ مفصّل أحاديث آداب الأكل وما يتعلّق به في المكارم (1).
    (2) كتاب المحاسن ، ص 362 ، ب 35 ، كتاب المآكل ، ح 257. وورد في مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 308 ، الفصل الثالث ، ح 16 ، المسلسل 981 ، وفيه ، حتّى تنبذه بدل تبعّده. وفي البحار ، ج 66 ، ص 371 ، ب 11 ، ح 13.

1 ـ مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 305.

(446)
    المحاسن ، عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
    يا علي ، إفتتح طعامَك بالملحِ واختْمه بالملحِ ، فإنَّ من افتَتَح طعامَه بالمِلحِ وختَمه بالملحِ رفعَ اللّهُ عنه سبعينَ نوعاً من أنواعِ البلاء أيسرُها الجذام (1) (2).

    (1) وفي حديث آخر يليه ، أنّ فيه شفاء من سبعين داء ، منها الجنون ، والجذام والبرص ، ووجع الحلق والأضراس ، ووجع البطن.
    وفي حديث آخر إثنتين وسبعين داء ، وقد تقدّم في وصيّة الفقيه المفصّلة المتقدّمة مع بيانه ومصدر عنوانه فراجع وتلاحظ مجموع أحاديث فضل الملح في البحار ، ج 66 ، ص 394 ، ب 13 ، ويشتمل على سبعة وعشرين حديثاً.
    (2) كتاب المحاسن ، ص 593 ، ب 19 ، ح 109.



(447)
    الجعفريات ، بالسند المتقدّم ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال ، قال رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، إشْرَبِ الماءَ قائماً فإنّهُ أقوى لكَ وأَصحّ (1) (2).

    (1) هذا المضمون ورد في روايات اُخرى أيضاً مثل حديث السكوني عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في الوسائل (1).
    وفي حديث الصدوق عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وشرب الماء من قيام بالنهار أدرّ للعرق وأقوى للبدن.
    لذلك إستفاد الصدوق ( قدس سره ) من هذا الحديث مع حديث النهي عن شرب الماء قائماً أنّ النهي محمول على الليل ، فيستحبّ شرب الماء من قيام نهاراً ويكره ليلا كما عنونه المحدّث الحرّ العاملي في الباب المتقدّم ، ونقل عن الصدوق حمل النهي على الليل.
    ويؤيّده الحديث الآخر ، ( شرب الماء من قيام بالنهار يمرىء الطعام ، وشرب الماء بالليل من قيام يورث الماء الأصفر ).
    (2) الجعفريات ، ص 161. وعنه المستدرك ، ج 17 ، ص 11 ، ب 7 ، ح 1 ، المسلسل 20594. وهكذا ورد في المستدرك ولعلّ الأصحّ ، ( وتسميته أمان من الداء ).

1 ـ وسائل الشيعة ، ج 17 ، ص 191 ، ب 7 ، الأحاديث 1 و2 و7.

(448)
    الجعفريات ، بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
    تفقّدتُ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غيرَ مرّة وهو إذا شَرِبَ تنفّسَ ثلاثاً ، مع كلِّ واحدة منها تسميةٌ إذا شَرِبَ وتَحميدٌ إذا انقطَع (1) ، فسألتُه عن ذلك فقال ، يا علي شكرُ اللّهِ تعالى بالحمد وتسمية من الداء (2).

    (1) أي إذا إنقطع عن شرب الماء.
    (2) الجعفريات ، ص 161. وعنه المستدرك ، ج 17 ، ص 11 ، ب 7 ، ح 1 ، المسلسل 20594. وهكذا ورد في المستدرك ولعلّ الأصحّ ، ( وتسميته أمان من الداء ) وتلاحظ مجموع أحاديث فضل التسمية والتحميد في كتاب المآكل من المحاسن ، الباب 34 ـ 35.



(449)
    الجعفريات ، بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
    أخذ رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيَدي فقال :
    يا علي ، التسبيحُ نصفُ الميزان (1) ، والحمدُ للّهِ يملأ الميزانَ ، واللّهُ أكبرُ يملأ بينَ السماءِ والأرضِ ، والوضوءُ نصفُ الإيمان (2) ، والصَّومُ نصفُ الصبر (3) (4).

    (1) أي أنّ تسبيح الله تعالى ، وقول سبحان الله ، من حيث الثواب يملأ نصف ميزان الحسنات ، فانّه تنزيه.
    وكذلك ثواب الحمد يملأ الميزان ، فإنّه شكرٌ يوجب الزيادة ( لَئِنْ شَكَرتُمْ لأزيدَنّكُم ) (1).
    وكذلك ثواب التكبير يملأ ما بين السماء والأرض فإنّه تعظيم وثوابه عظيم.
    (2) حيث إنّه طهور وهو من الإيمان وتكمّله الصلاة المشروطة بالطهارة.
    (3) فإنّ الصوم ملازم للصبر ، بل عبّر عنه بالصبر ، فمن صام فقد أحرز نصف حقيقة الصبر ، ويكون نصفه الآخر هي العبادات والأعمال الاُخرى.

1 ـ سورة إبراهيم ( عليه السلام ) ، الآية 7.

(450)
.........................

    وقد فسّر الصبر بالصوم قوله تعالى : ( واستَعينُوا بالصَّبْر ) (1) ، ففي الحديث عن الإمام أبي الحسن الكاظم ( عليه السلام ) ، « إذا نزلت بالرجل الشدّة أو النازلة فليصم ، فانّ الله يقول ، ( واستعينُوا بالصَّبرِ والصَّلاة ) » (2).
    (4) الجعفريات للشيخ الثقة محمّد بن محمّد الأشعث أبي علي الكوفي ، ص 169 ، من النسخة المطبوعة مع قرب الإسناد ، وعنها المستدرك ، ج 5 ، ص 325 ، ب 28 ، ح 1 ، المسلسل 5999.

1 ـ سورة البقرة ، الآية 45.
2 ـ تفسير العياشي ، ج 1 ، ص 43 ، ح 41.
وصايا الرسول لزوج البتول ::: فهرس