زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد ::: 526 ـ 540
(526)
الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا بَرَماً ».
    وتحدّث السلطة ، وأعلنت إمتناعها عن الخروج من المدينة. ولكنّ عدداً من السيدات الهاشميات إجتمعن عندها وذكّرنها بيزيد وطغيانه ، وأنّه لا يخاف من الله تعالى ، ومن الممكن أن تتكرّر فاجعة كربلاء ، بأن يأمر الوالي بإخراج السيدة من المدينة قَسراً وجَبراً ، فيقوم بعض من تبقّى من بني هاشم لأجل الدفاع ، وتقع الحرب بين الفريقين ، وتُقام المجزرة الرهيبة.
    فقرّرت السيدة زينب ( عليها السلام ) السفر إلى بلاد مصر.
    ولماذا اختارات مصر ؟
    إنّ أحسن بلاد الله تعالى عند السيدة زينب ـ بعد المدينة المنوّرة ـ هو مصر ، لأنّه كان لآل رسول الله في بلاد مصر رصيدٌ عظيم .. من ذلك الزمان إلى هذا اليوم. والسبب في ذلك أنّ أفراداً من الخط المُوالي للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كانوا قد حكموا مصر في تلك السنوات ، أمثال : قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، ومحمد بن أبي بكر ، وأخيراً مالك الأشتر النخعي. (1)
1 ـ وقد ذكر تفاصيل ذلك المَقريزي المتوفى عام 845 هـ في كتابه « المواعظ والإعتبار » ، طبع لبنان ، سنة 1418 هـ ، ج 2 ص 93 ، وج 4 ، ص 151 حيث قال : « ... ومصر ـ يومئذ ـ من جيش علي بن أبي طالب » وص 156 و157.

(527)
    بعض ما رُويَ عن السيدة زينب
    1 ـ خُطبة السيدة فاطمة الزهراء
    2 ـ حديث أمّ أيمن
    3 ـ متفرّقات



(528)

(529)
    من القطع واليقين أنّ السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) كانت قد سمعت ما لا يُحصى من الأحاديث من جدّها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأخويها : الإمام الحسن والإمام الحسين ( عليهما السلام ) ورَوت عنهم الشيء الكثير الكثير.
    وكيف لا ؟ وقد فَتحت عينَيها في مَهبط الوحي والتنزيل ، وترعرعت ونَمَت في أحضان مصادر التشريع الإسلامي ، وتراجمة الوحي الإلهي ، ومنابع المعارف والأحكام السماويّة.
    ولكن .. هل ساعدتها الظروف أن تتحدّث عمّا سمعت وشاهدت في حياتها المُباركة من أسلافها الطاهرين ؟
    وما يُدرينا ، فلعلّها حدّثت شيئاً ممّا رأت ورَوَت ، ولكنّ الدهر الخَؤون لم يحتفظ بمَرويّاتها ، فضاعت وتلفت تلك الكنوز ،


(530)
وأبادت الحوادث تلك الثروات الفكريّة والعلميّة (1) ، وقد بقي منها الشيء اليسير اليسير ، فمنها :
1 ـ لقد تعرّض التراث الإسلامي الشيعي لغارات قاسية من قِبل أعداء الدين ، منذ فاجعة وفاة الرسول الكريم .. وإلى عصرنا الحاضر. فبعد وفاة ذلك النبي العظيم بدأت حملة شَعواء وهجوم عنيف ضدّ تراث أهل البيت ( عليهم السلام ) تحت أقنعة الدين والمصلحة الإسلامية العامّة !! ، فبإسم « مُكافحة الأحاديث المنسوبة ـ كِذباً ، إلى النبي الكريم » مُنع تداول الحديث وكتابته ، وكان الهدف ـ الأول والأخير ـ من ذلك : هو منع تداول كل حديث نبوي يرتبط بمدح أهل البيت ، وبتفسير الآيات القرآنية النازلة في شأنهم ، وسدّ الطريق أمام كلّ صحابي يريد الدفاع عن آل الرسول الطاهرين ، عن طريق الاستدلال بالقرآن الكريم ـ المؤيّد بالتفسير الصحيح ـ والأحاديث النبوية الصحيحة التي كانت حديثة عهد بالصدور. وعلى هذا النهج ورواية ( المَنع من تداول تلك الأحاديث ) سار الأمويّون والعباسيون والإمبراطورية العثمانيّة .. وإلى يومنا هذا.
ولولا ضيق المجال لذكرنا استعراضاً سريعاً لأرقام مُذهلة عن التراث الشيعي العظيم الذي تعرّض للإتلاف والإبادة ، مع الوثائق والاثباتات التاريخيّة ، كشاهد ودليل على هذا القول.      المحقق


(531)
    لقد ذكرنا في كتاب ( فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد ) أنّ خطبة السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تُعتبر معجزة من معاجز السيدة فاطمة ، لأنّها في قمّة الفصاحة وذروة البلاغة ، وذكرنا ـ هناك ـ بعض مزايا الخطبة.
    والعجب كل العجب أنّ السيدة زينب رافقت السيدة فاطمة الزهراء ـ يومذاك ـ إلى المسجد ، وسجّلت الخطبة كلّها في قلبها وذكراتها ، لتكون راويةً لخطبة أمّها ، ولتكون همزة وصل في إيصال صوت أمّها إلى مسامع الأمم والمِلَل ، وجهازاً إعلاميّاً في بثّ هذه الخطبة إلى العالم ، وعلى مرّ الأجيال والقرون.
    ويجب أن لا ننسى أن عُمرها كان ـ يومذاك ـ حوالي خمسة أعوام فقط ، فانظر إلى الذكاء المدهش والإستعداد الكامل والمؤهّلات الفريدة من نوعها.
    لقد ذكر الشيخ الصدوق في كتاب ( علل الشرائع ) شيئاً من خطبة


(532)
السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بسنده عن أحمد بن محمد بن جابر ، عن زينب بنت علي عليه السلام. (1)
    وروى أيضاً بسنده عن عبد الله بن محمد العَلَوي ، عن رجال من أهل بيته ، عن زينب بنت علي ، عن فاطمة عليها السلام.
    وروى أيضاً بسنده عن حفص الأحمر ، عن زيد بن علي ، عن عمّته زينب بنت علي ، عن فاطمة ( عليها السلام ) مِثله.
    وإليك نصّ الرواية :
    روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه ، أنّه لمّا أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك ، وبلغها ذلك ، لاثَت خمارَها على رأسها (2) واشتَملت بجلبابها ، وأقبلت في لُمةٍ من حفدتها ونساء قومها (3) ، ما تَخرُم مشيتها مشية رسول الله
1 ـ علل الشرائع ، ج 1 ص 289 باب 182.
2 ـ لاثَت : شدّت ، والخمار : ثوبٌ يغطّى به الرأس.
3 ـ اللُمة ـ بضمّ اللام وتخفيف الميم ـ : الجماعة. الحفدة : الخدم والأعوان. كما في « القاموس » و « لسان العرب ». والظاهر أن المقصود ـ هنا ـ : مجموعة من نساء بني هاشم ومن النساء اللواتي كنّ يُشاركنها في الفكر والإتّجاه والهدف ، ورافَقنَها إلى المسجد.
ويمكن أنّه كان وراء مجموعة النساء وكلاء السيدة فاطمة ، الذين كانوا يُشرفون على شؤون أراضي فدك وبساتينها.      المحقق
4 ـ كناية عن شدّة التستّر.


(533)
( صلى الله عليه وآله وسلم ) (1) حتى دخلت على أبي بكر ، وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم (2).
    فنيطت دونها مُلاءة (3).
    فجلست ثم أنّت أنّةً أجهش القوم بالبكاء فارتجّ المجلس ، ثمّ أمهلت هُنيئة (4) حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم (5) ، إفتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على رسوله ، فعاد القوم في بكائهم ، فلمّا أمسكوا عادت في كلامها. فقالت ( عليها السلام ) :
    الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما
1 ـ ما تَفرُق مشيتُها عن مشية أبيها من حيث الكيفية والوقار.
2 ـ الحَشد : الجماعة.
3 ـ نيطت : عُلّقت. والمُلاءة : الإزار ، أو المِلحَفة ، كما في « لسان العرب ». ويُعبّر عنها ـ حاليّاً ، في بعض البلاد ـ بـ « الشَرشَف » و « المَلافة » ، ويُستعمل في مجالات متعدّدة ، منها : السِتار ، ومنها الإلتحاف بها في موسم الربيع. والمقصود أنّه أُسدِلَ بين السيدة وبين القوم سِتراً وحجاباً.      المحقق
4 ـ وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 16 ص 211 : « ثمّ أمهَلَت طويلاً ».
5 ـ النَشيج : صوت البكاء مع التوجّع ، الفَورة : الشِدّة.


(534)
قَدّم ، من عُموم نِعَمٍ ابتداها ، وسُبوغ آلاءٍ أسداها (1) ، وتمام مِنَنٍ والاها ، جمّ عن الإحصاء عددها (2) ، ونأى عن الجزاء أمدها (3) ، وتفاوت عن الإدراك أبَدُها.
    ونَدَبَهم لاستزادتها بالشكر لاتّصالها (4) واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالنَدب إلى أمثالها (5).
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، وضمّن القلوب موصولها (6) ، وأنارَ في التفكير معقولَها.
1 ـ سُبوغ النعم : إتّساعها وشُمولها لِمُختلف جوانب الحياة. أسداها : أعطاها.
2 ـ جمّ : كثُر.
3 ـ نأى : بَعُد ، وهكذا تفاوت. الأمد : الغاية ومنتهى الشيء.
4 ـ نَدَبَهم : دعاهم. والإستزادة : طلب زيادة النِعَم عن طريق الشكر ، لكي تتّصل وتستمرّ وتدوم.
5 ـ ثنى بالنَدب : أي : كما أنّه ندَبهم لاستزادتها بالشُكر .. كذلك نَدَبهم إلى أمثالها مِن موجبات الثواب والأعمال التي تُسبّب دوام النِعَم.
6 ـ جعل القلوب مُحتوية لمعنى كلمة التوحيد.


(535)
    المُمتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صِفَته ، ومِن الأوهام كيفيّته. إبتدع الأشياء لا من شيء كان قَبلها (1) ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلةٍ امتثَلها (2) ، كوّنها بقُدرته ، وذَرأها بمشيئته (3) ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، إلا تثبيتاً لحِكمته ، وتنبيهاً على طاعته ، وإظهاراً لقدرته ، وتعبّداً لبَريّته ، وإعزازاً لدعوته.
    ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده مِن نقمته (4) ، وحياشةً لهم إلى جنّته (5).
    وأشهد أنّ أبي ( محمّداً ) عبده ورسوله ، إختاره وانتجبه قبلَ أن أرسَلَه ، وسمّاه قبل أن اجتَبَله (6). واصطفاه قبل أن ابتَعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية
1 ـ ابتَدَع : أحدَثَ وابتكر.
2 ـ الإحتذاء : الاقتداء. وحذو النعل بالنَعل : أي قطع النعل على مثال النعل وقَدرها.
3 ـ ذَرأها : خَلقَها.
4 ـ ذيادة : مَنعاً.
5 ـ حياشة لهم : سَوقَهم.
6 ـ اجتَبله : فطَره ، أو خَلَقه.


(536)
العدم مقرونة ، عِلماً من الله تعالى بمئائل الأمور (1) ، وإحاطةً بحوادث الدهور ، ومعرفةً بمواقع المقدور.
    ابتعثه الله إتماماً لأمره ، وعزيمةً على إمضاء حُكمه ، وإنفاذاً لمقادير حتمه. فرأى الأُمَم فِرَقاً في أديانها ، عُكّفاً على نيرانها ، وعابدةً لأوثانها ، مُنكرةً لله مع عِرفانها ، فأنار الله بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ظُلَمَها (2) ، وكشف عن القلوب بُهَمَها (3) ، وجلى عن الأبصار غُمَمَها (4) ، وقام في الناس بالهداية ، وأنقذهم من الغواية ، وبصّرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الصراط المستقيم.
    ثمّ قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبةٍ وإيثار ، فمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مِن تَعَب هذه الدار في راحة ، قد حُفّ بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرب الغفّار ، ومُجاورة الملك الجبّار ، صلى الله على أبي ، نبيّه
1 ـ المئائل : جمع مآل ، أي المرجع ، وما ينتهي إليه الأمر.
2 ـ ظُلَم : جمع ظُلمة.
3 ـ البُهَم ـ جمع بهمة ـ : وهي مشكلات الأمور.
4 ـ الغُمَم ـ جمع غُمّة ـ : الشيء المُلتبس المستور.


(537)
وأمينه على الوحي وصفيّه ، وخِيَرته من الخلق ورضيّه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
    ثمّ التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم ـ عباد الله ـ نصب أمره ونَهيه (1) ، وحَمَلة دينه ووَحيه ، وأُمَناء الله على أنفسكم (2) ، وبُلَغاؤه إلى الأمم (3) ، زعيم حقّ له فيكم ، وعهد قَدّمه إليكم ، وبقيّة استخلفها عليكم ، كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع (4) ، والضياء اللامع (5) ، بيّنة بصائره ، مُنكشفة سرائره (6) ، مُتجلّية ظواهره (7) ،
1 ـ منصوبون لأوامره ونواهيه.
2 ـ أُمَناء : جمع أمين.
3 ـ البُلَغاء ـ جمع بليغ ـ والمقصود ـ هنا ـ : المبلّغ.
4 ـ الساطع : المرتفع ، او المُتلألأ.
5 ـ اللامع : المضيء.
6 ـ البصائر : جمع بصيرة ، والمراد ـ هنا ـ : الحُجَج والبَراهين.
والسرائر : جمع سريرة ، والمقصود ـ هنا ـ : الأسرار الخفيّة واللطائف الدقيقة.
7 ـ متجلّية : مُنكشفة ، أو : واضحة.


(538)
مُغتبط به أشياعه (1) ، قائد إلى الرضوان ، مودٍّ إلى النجاة استماعه ، به تُنال حُجَج الله المنوّرة ، وعزائمه المفسَّرة (2) ، ومحارمه المُحذّرة ، وبيّناته الجالية (3) ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة (4) ، ورُخَصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة (5).
    فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق ، والصيام تثبيتاً للإخلاص ، والحجّ تشييداً للدين ، والعَدل تنسيقاً للقلوب (6) ، وإطاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامَتنا أماناً من الفُرقة ، والجهاد عزّاً للإسلام ، والصبر معونةً على استيجاب الأجر ، والأمر بالمعروف مصلحةً للعامّة ، وبرّ
1 ـ الغِبطة : أن تتمنّى مثل حال المغبوط إذا كان بحالة حسنة.
2 ـ العزائم ـ جمع عزيمة ـ : الفريضة التي افترضها الله تعالى.
3 ـ الجالية : الواضحة.
4 ـ المندوبة : المَدعوّ إليها.
5 ـ المكتوبة ـ هنا ـ : الواجبة.
6 ـ التنسيق : التنظيم.


(539)
الوالدين وِقايةً من السخط ، وصِلَة الأرحام منماةً للعدد (1) ، والقِصاص حِقناً (2) للدماء ، والوَفاء بالنذر تعريضاً (3) للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبَخس (4) ، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس ، واجتناب القَذف حِجاباً عن اللعنة ، وترك السرقة إيجاباً للعفّة.
    وحرّم الشرك إخلاصاً له بالربوبيّة ، فَـ « اتّقوا الله حقّ تُقاته ، ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون » ، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنّه « إنّما يخشى الله من عباده العلماء ».
    ثمّ قالت : أيها الناس ! إعلَموا أنّي فاطمة ! وابي محمد. أقولُ عَوداً وبِدءاً (5) ، ولا أقولُ ما أقول غَلَطاً ، ولا أفعل ما أفعل
1 ـ منماة ـ على وَزن مسحاة ـ : إسم آلة للنموّ ، ولعلّها مصدر ميمي للنموّ.
2 ـ حِقناً : حِفظاً.
3 ـ تعريضاً : إذا جعلتَه في عرضة الشيء.
4 ـ المكاييل ـ جمع مِكيال ـ : وهو ما يُكال به. والموازين : جَمع ميزان. والبَخس : النَقص.
5 ـ عوداً وبدءاً : آخراً وأوّلاً.


(540)
شططاً (1). « لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ بالمؤمنين رؤوف رحيم » (2).
    فإن تُعزوه وتَعرفوه تَجدوه أبي دون نسائكم (3) ، وأخا ابن عمّي دون رجالكم ، ولَنِعم المعزيّ إليه (4) ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
    فبَلّغ الرسالة ، صادعاً بالنذارة (5) ، مائلاً عن مدرجة المشركين (6) ، ضارباً ثَبَجَهم (7) ، آخذاً باكظامهم (8) ، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يكسرُ الأصنام ، وينكت الهام (9) ، حتى انهزم الجمع وولّوا الدُبُر ، وحتى تفرّى
1 ـ شططاً : ظُلماً وجوراً.
2 ـ سورة التوبة ، الآية 128.
3 ـ تُعزوه : تَنسبوه.
4 ـ المعزّي إليه : المنسوب إليه.
5 ـ صادعاً : مُظهراً. النذارة : الإنذار والتخويف.
6 ـ مدرجة المشركين : طريقهم ومَسلَكهم.
7 ـ الثَبَج ـ بفتح الثاء والباء ـ : الظَهر ، وقيل : ما بين الكاهل إلى الظهر.
8 ـ الكظم : ـ بفتح الكاف والظاء ـ : الفَم أو الحلق أو مخرج النفَس.
9 ـ نَكتَه على هامته : إذا ألقاه على رأسه.
زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد ::: فهرس