|
|||
(136)
ونزل بعده الشام ، ومات بحمص سنة أربع وخمسين (1).
وفي تهذيب الكمال سمّاه ثوبان (2) ، ولم يذكر فيه خلافاً في ذلك ، وكأنّ ما في قب خلاف الصواب. [ 947 ] ثُوَير * (3) بن أبي فاخته : واسم أبي فاخته سعيد بن علاقة (4) ** ، روى الكشّي : عن محمّد بن قولويه عن محمّد بن عباد بن بشير ، عن ثوير ، قال : ( 322 ) قوله * : ثُوَير بن أبي فاخِتة. قيل : ويقال : ثور. والظاهر أنّه يذكر مكبّراً ومصغّراً معاً كما سيجي في الحسين بن ثور. وقوله ** : ابن علاقة. وقيل : ابن حمران ، وسنشير في جهم بن أبي الجهم (5) وفي باب الكنى إلى حاله وما يتعلّق به في الجملة ، وسيجي في هارون بن الجهم عن صه وجش (6) موافقتهما للشيخ في كونه ابن جهمان (7) ، ويحتمل أن يكون 1 ـ تقريب التهذيب 1 : 125/955 ، وفيه : ثوبان. 2 ـ تهذيب الكمال 4 : 413/859. 3 ـ كذا في « ش » و « ع » والمصدر ، وفي باقي النسخ : ثويرة. 4 ـ وفي الفقيه [ المشيخة 4 : 111 ] : عن ابي فاختة سعيد بن علاقة. الشيخ محمّد السبط. 5 ـ يأتي برقم : ( 390 ). 6 ـ الخلاصة : 291/4 ، ورجال النجاشي : 438/1178. 7 ـ اُنظر رجال الشيخ : 111/5 ، 129/5 ، 174/10. (137)
أشفقت (1) على أبي جعفر من مسائل هيّأها له عمرو بن ذر وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام ، وهذا لا يقتضي مدحاً ولا قدحاً ، فنحن في روايته من المتوقّفين ، صه (2).
وعليها بخطّ الشهيد الثاني : أقول : دلالة * الخبر على القدح أظهر ، لأنّه يدلّ على عدم علمه بحقيقة الإمام على ما ينبغي. ثمّ على تقدير تسليمه لا وجه للتوقّف فيه لذلك ، بل لجهالة حاله كغيره من المجهولين. ولا وجه أيضاً لادخاله في هذا القسم المختص بمَن يُعمل على روايته كما شرطه (3) ، انتهى. ولا يخفى أنّ سوق الكلام أنّه لم ينقل فيه الا هذا ، واذ لا ( حمران ) مصحّف ( جهمان ) ، و ( علاقة ) و ( جهمان ) عبارتين عن شخص واحد بأنْ يكون أحدهما أسماً والآخر لقباً ، ويمكن أنْ يكون أحدهما نسبه إلى الأب والآخر إلى الجدّ... إلى غير ذلك. وسيجي في محمّد بن عمران ماله مناسبة بالمقام. وقوله * : دلالة الخبر... إلى آخره. لا تأمّل في كونه من الشيعة ومن مشاهيرهم ، وحكاية الإشفاق لا تضرّ بالنسبة إلى الشيعة الذين كانوا في ذلك الزمان كما لا يخفى على المطّلع ، فتأمّل. 1 ـ أقول : غير خفيّ أنّ الإشفاق بسبب كونهم مخالفين كما نفهم من الحديث في كش. الشيخ محمّد السبط. 2 ـ الخلاصة : 87/2 ، وفيها : عمرو بن ذروة بن قيس الماصر. 3 ـ تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 18. (138)
يقتضي مدحاً ولا ذمّاً فيكون مجهولاً فيتوقّف في روايته ، فلا اعتراض ، تأمّل.
وفي كش : حدّثني محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن عباد بن بشير (1) ، عن ثوير بن أبي فاخته ، قال : خرجت حاجّاً فصحبني عمر بن ذر القاضي (2) وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام ، فكانوا اذا نزلوا منزلاً قالوا : انظر الآن فقد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) منها عن ثلاثين كلّ يوم وقد قلّدناك ذلك ، فقال ثوير : فغمّني ذلك ، حتّى اذا دخلنا المدينة افترقنا ، فنزلت أنا على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : جعلت فداك انّ ابن ذر وابن قيس الماصر والصلت صحبوني وكنت أسمعهم يقولون : قد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) عنها ، فغمّني ذلك ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ما يغمّك من ذلك ؟! اذا جاؤا فأذن لهم ». فلمّا كان من غد دخل مولى لأبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : جعلت فداك انّ بالباب ابن ذر ومعه قوم ، فقال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا ثوير قم فأذن لهم » ، فقمت فأدخلتهم ، فلمّا دخلوا سلّموا وقعدوا ولم 1 ـ كذا في النسخة الخطية من المصدر ، وفي المطبوع : محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن بندار القمّي ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن عباد بن بشير... إلى آخره. 2 ـ في قب [ 2 : 60/5494 ] : عمر بن ذر الكوفي ، أبو ذر. وقال : ثقة ، رمي بالإرجاء ، مات سنة ثلاث وخمسين ، وقيل غير ذلك. منه قدّس سرّه. (139)
يتكلّموا ، فلمّا طال ذلك أقبل أبو جعفر ( عليه السلام ) يستفتيهم (1) الأحاديث وأقبلوا لا يتكلّمون ، فلمّا رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) قال لجارية له يقال لها : سرحة : « هاتي الخوان » ، فلمّا جاءت به فوضعته ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « الحمد لله الذي جعل لكلّ شيء حدّاً ينتهي اليه حتّى أنّ لهذا الخوان حدّاً ينتهي اليه ».
فقال ابن ذر : وما حدّه ؟ قال : « اذا وضع ذُكر اسم الله عليه واذا رفع حمد الله ». قال : ثم أكلوا ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « اسقيني » ، فجاءته بكوز من أدم ، فلمّا صار في يده قال : « الحمد لله الذي جعل لكلّ شيء حدّاً ينتهي اليه حتّى أنّ لهذا الكوز حدّاً ينتهي اليه ». فقال ابن ذر : وما حدّه ؟ قال : « يذكر اسم الله عليه اذا شرب ، ويحمد الله عليه اذا فرغ ، ولا يشرب من عند عروته ولا من كسر انْ كان فيه » (2). فلمّا فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلّمون. فلمّا رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) قال لابن ذر « ألا تحدّثنا ببعض ما سقط عليكم (3) من حديثنا ». 1 ـ في المصدر : يستنبئهم ، يستفتيهم ( خ ل ). 2 ـ في المصدر زيادة : قال. 3 ـ في المصدر : إليكم. (140)
قال : بلى ، انّ رسول (1) الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « انّي تارك فيكم الثّقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وأهل بيتي ، انْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا ».
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ياابن ذر ، فاذا (2) لقيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما خلفتني في الثّقلين فماذا تقول له ؟ ». قال : فبكى ابن ذر حتّى رأيت دموعه تسيل على لحيته ، ثمّ قال : أمّا الأكبر فمزّقنا ، وأمّا الأصغر فقتلناه. فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « اذن تصدّقه يا ابن ذر ، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتّى يسأل عن ثلاث : عن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت ». قال : فقاموا وخرجوا ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) لمولى له : « اتّبعهم فانظر ماذا يقولون ». قال : فتبعهم ثمّ رجع فقال : جعلت فداك قد سمعتهم يقولون لابن ذر : على هذا خرجنا معك ؟! فقال : ويلكم اسكتوا ، ما أقول لرجل يزعم أنّ الله يسألني عن ولايته ، وكيف أسأل رجلاً يعلم حدّ الخوان وحدّ الكوز (3) ؟! وفي جش : ثوير بن أبي فاخته ، أبو جهم الكوفي ، واسم أبي 1 ـ في المصدر : قال : بلى ياابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ). 2 ـ في المصدر : إذا. 3 ـ رجال الكشي : 219/394. (141)
فاخته سعيد بن علاقة ، يروي عن أبيه ، وكان مولى اُمّ هانئ بنت أبي طالب. قال ابن نوح : حدّثني جدّي ، قال : حدّثنا بكر بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله البزّاز ، قال : حدّثنا محمود بن غيلان ، قال : حدّثنا شبابة بن سوّار ، قال : قلت ليونس بن أبي اسحاق : مالك لا تروي عن ثوير ، فانّ اسرائيل يروي عنه ؟ فقال : ما أصنع به ، كان رافضيّاً (1).
وفي قر : ابن أبي فاختة ، سعيد بن جمهان ، مولى أمّ هانئ (2). وزاد في ين : تابعي (3). ثمّ في ق... الى أن قال : ابن جمهان الهاشمي ، مولى أم هاني ، كوفيّ (4). وفي قب : ابن أبي فاخِته ـ بمعجمة مكسورة ومثنّاة ـ سعيد بن عِلاقة ـ بكسر المهملة ـ الكوفي ، أبو الجهم ، ضعيف ، رمي بالرفض ، من الرابعة (5). [ 948 ] ثوير بن عمارة الأزدي : الكوفي ، أبو الحسن ، ق (6). وفي بعض النسخ ( ثور ) مكبّراً. 1 ـ رجال النجاشي : 118/303. 2 ـ رجال الشيخ : 129/5 ، وفيه : سعيد بن جهمان. 3 ـ رجال الشيخ : 111/5 ، وفيه : سعيد بن جهمان. 4 ـ رجال الشيخ : 174/10 ، وفيه : سعيد بن جهمان. 5 ـ تقريب التهذيب 1 : 126/959. 6 ـ رجال الشيخ : 174/12 ، وفيه : ثور.... أبو الحسين ، ثوير بن عمار... أبو الحسن ( خ ل ) وفي مجمع الرجال 1 : 304 كما في المتن. (142)
[ 949 ] ثوير بن عمرو بن عبدالله :
المرهبي الهمداني الكوفي ، أسند عنه ، ق (1). وفي بعض النسخ ( ثور ) كالسابق. [ 950 ] ثوير بن يزيد الشامي : ين (2). 1 ـ رجال الشيخ : 174/11 ، وفيه : ثور ، ثوير ( خ ل ). 2 ـ رجال الشيخ : 111/6. (143)
[ 951 ] جابر بن أبحر النخعي :
الكوفي الصهباني ، ق (1). [ 952 ] جابر بن اُسامة الجهني : نزل المدينة ، ل (2).* [ 953 ] جابر بن خالد الأشهلي : ل (3). ( 323 ) جابر بن إسماعيل الحضرمي : سنشير إليه في ذكر طرق الصدوق (4) ، وعدّه خالي ممدوحاً لذلك (5). 1 ـ رجال الشيخ : 176/31 ، وفيه : أبجر ، أبحر ( خ ل ). 2 ـ رجال الشيخ : 32/5. جابر بن إسماعيل غير مذكور في كتب الرجال ، روى ابن بابوية في الفقيه [ 1 : 300/1377 ] بسنده إليه. محمّد أمين الكاظمي. 3 ـ رجال الشيخ : 32/10. 4 ـ يأتي عن الميرزا في طريق الصدوق إلى جابر بن إسماعيل استظهاره كونه الحضرمي أبو عباد المصري قائلاً : وهو غير مذكور عندنا ، نعم ذكره المخالفون. اُنظر مشيخة الفقيه 4 : 70. 5 ـ الوجيزة : 376/85. (144)
[ 954 ] جابر بن سليم الهجيمي :
من تميم ـ وقيل : سليم بن جابر ، والصحيح الأوّل ـ يكنّى أبا جري ، نزل البصرة ، ل (1). وفي قب : أبو جُري ـ بالتصغير ـ الهُجيمي ـ بالتصغير أيضاً ـ اسمه جابر بن سليم ، وقيل : سليم بن جابر ، صحابيّ معروف (2). [ 955 ] جابر بن سمرة السوائي : نزل الكوفة ، ل (3). في قب : ابن سمرة بن جُنادة ـ بضمّ الجيم بعدها نون ـ السُوائي ـ بضمّ المهملة والمدّ ـ صحابيّ ابن صحابيّ ، نزل الكوفة ، ومات بها بعد سنة سبعين (4). [ 956 ] جابر بن شمير الأسدي : كوفي ، أبو العلاء ، أسند عنه ، ق (5). [ 957 ] جابر بن طارق الأحمسي : أبو حكيم ، وقال البخاري : جابر بن عوف ، ل (6). عنه : ابنه حكيم. 1 ـ رجال الشيخ : 32/6 ، وفيه وفي الحجريّة : من بني تميم. 2 ـ تقريب التهذيب 2 : 411/9152. ( وقيل : سليم بن جابر ) لم ترد فيه. 3 ـ رجال الشيخ : 32/8. 4 ـ تقريب التهذيب 1 : 127/964. وفي « ش » و « ع » : بعد سنة تسعين. 5 ـ رجال الشيخ : 176/34. 6 ـ رجال الشيخ : 32/7 ، وانظر التاريخ الكبير للبخاري 2 : 208/2210. (145)
[ 958 ] جابر بن عبدالله بن رئاب :
السلمي ، سكن المدينة ، روى عن أنس حديثين ، كنيته أبو ياسر ، ل (1). [ 959 ] جابر * بن عبدالله بن عمرو : ابن حرام ، نزل المدينة ، شهد بدراً وثماني عشرة غزوة مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، مات سنة ثمان وسبعين ، ل (2). ثمّ في ي : ابن عبدالله الأنصاري المدني العربي الخزرجي (3). ثمّ في ن و سين : ابن عبدالله الأنصاري (4). ( 324 ) قوله * : جابر بن عبدالله... إلى آخره. وفي آخر الباب الأوّل من صه عن قي أنّه من الأصفياء (5). ولا يخفى أنّه من الجلالة بمكان لا يحتاج إلى التوثيق. ووثّقة خالي ( رحمه الله ) (6). وقيل : لا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة (7). 1 ـ رجال الشيخ : 32/3. وفي « ت » و « ر » والحجريّة والمصدر عن ( خ ل ) بدل رئاب : رباب. 2 ـ رجال الشيخ : 31/2. وفي « ت » و « ض » والحجريّة : ابن خزام. 3 ـ رجال الشيخ : 59/3. 4 ـ رجال الشيخ : 93/1 و99/1. 5 ـ الخلاصة : 306/1163 ، رجال البرقي : 3. 6 ـ الوجيزة : 173/324. 7 ـ قال الشيخ عبدالنبي ( رحمه الله ) : لا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة. محمّد أمين الكاظمي. اُنظر حاوي الأقوال 1 : 253/140. (146)
وفي ين : ابن عبدالله بن حرام (1) الأنصاري ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2).
ثمّ في قر : ابن عبدالله بن عمرو بن حرام ، أبو عبدالله الأنصاري ، صحابي (3). وفي قب : ابن حرام ، بمهملة وراء (4). وفي صه : جابر بن عبدالله ، من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، شهد بدراً. أورد الكشّي في مدحه روايات كثيرة من غير أنْ يورد ما يخالفها ، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير. قال الفضل بن شاذان : انّه من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين ( عليه السلام ). وقال ابن عقدة : انّ جابر بن عبدالله منقطع الى أهل البيت ( عليهم السلام ) وروى مدحه عن محمّد بن مفضل عن محمّد بن سنان عن حريز عن الصادق ( عليه السلام ) (5). وفي كش : عن الفضل أنّه قال : من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين ( عليه السلام )... الى أنْ قال : وجابر بن عبدالله الأنصاري (6). 1 ـ في « ت » و « ض » : ابن خزام. 2 ـ رجال الشيخ : 111/1 ، وفيه : ابن عبدالله بن عمرو بن حرام... 3 ـ رجال الشيخ : 129/1. 4 ـ تقريب التهذيب 1 : 127/968. 5 ـ الخلاصة : 93/1. 6 ـ رجال الكشّي : 38/78. (147)
حمدويه وابراهيم ابنا نصير قالا : حدّثنا أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي الزبير المكّي ، قال : سألت جابر بن عبدالله فقلت : أخبرني أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ قال : فرفع حاجبيه عن عينيه ـ وقد كان سقط على عينيه ـ قال : فقال : ذلك خير البشر ، أما والله انْ كنّا (1) لنعرف المنافقين على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ببغضهم ايّاه (2).
محمّد بن مسعود قال : حدّثني عليّ بن محمّد بن يزيد القمّي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « كان عبدالله أبو (3) جابر بن عبدالله من السبعين ومن الإثني عشر (4) ، وجابر من السبعين وليس من الإثني عشر » (5). حمدويه وابراهيم ابنا نصير قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن حريز ، عن أبان بن تغلب ، قال : حدّثني أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « انّ جابر بن عبدالله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان رجلاً منقطعاً الينا أهل البيت ، وكان يقعد في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو معتّم بعمامة سوداء فكان ينادي : يا باقر 1 ـ في المصدر : إنا كنّا. 2 ـ رجال الكشّي : 40/86. 3 ـ كذا في « ش » و « ع » والمصدر ، وفي باقي النسخ : ابن. 4 ـ كان أبوه عبدالله من النقباء الإثني عشر الذين عيّنهم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) للأنصار ، وهما من السبعين الذين بايعوا عند العقبة. منه قدّس سرّه. 5 ـ رجال الكشّي : 41/87. (148)
العلم ، يا باقر العلم ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « انّك ستدرك رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً » فذاك الذي دعاني الى ما أقول.
قال : فبينا جابر يتردّد ذات يوم في بعض طرق المدينة اذ هو بطريق في ذلك الطريق كُتّاب (1) فيه محمّد بن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) ، فلمّا نظر اليه قال : يا غلام أقبل ، فأقبل ، ثمّ قال : أدبر ، فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والذي نفس جابر بيده ، يا غلام ما اسمك ؟ قال : « اسمي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب » ، فأقبل عليه يقبّل رأسه وقال : بأبي أنت وأمّي ، رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقرئك السلام ويقول لك (2). قال : فرجع محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) الى أبيه عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) وهو ذَعِر فأخبره الخبر ، فقال له : « يا بني قد فعلها جابر ؟ » قال : « نعم » ، قال : « يا بني الزم بيتك ». قال : فكان جابر يأتيه طرفي النهار ، فكان أهل المدينة يقولون : واعجبا لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! فلم يلبث أن مضى عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) ، فكان محمّد بن عليّ يأتيه على وجه الكرامة لصحبته 1 ـ بالضم وتشديد التاء : موضع للتعليم. 2 ـ في المصدر : يقول لك ويقول لك... (149)
لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
قال : فجلس فحدّثهم عن أبيه (1) ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحداً قطّ أجرأ من ذا. قال : فلمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال أهل المدينة : ما رأينا أحداً قطّ أكذب من هذا يحدّث عمّن لم يره قال : فلمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن جابر بن عبدالله ، فصدّقوه. وكان جابر والله يأتيه يتعلّم منه (2). حدّثني أبو محمّد جعفر بن معروف ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه ، عن عاصم الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « انّ لأبي مناقب ما هي (3) لآبائي ، انّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لجابر بن عبدالله الأنصاري : انّك تدرك محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) فاقرئه منّي السلام ». قال : فأتى جابر منزل عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) فطلب محمّد بن عليّ ، فقال له عليّ ( عليه السلام ) : « هو في الكُتّاب ، اُرسل لك اليه ؟ » قال : ولكنّي (4) أذهب اليه. فذهب في طلبه ، فقال للمعلّم : أين محمّد بن علي ؟ قال : هو في تلك الرفقة (5) ، اُرسل لك اليه ؟ قال : ولكنّي (6) أذهب اليه. قال : فجاءه والتزمه وقبّل رأسه وقال : انّ 1 ـ في « ش » و « ع » والمصدر عن ( خ ل ) : عن الله. 2 ـ رجال الكشّي : 41/88. 3 ـ في المصدر : ماهنّ. 4 ـ في المصدر : قال لا ولكنّي. 5 ـ في « ت » و « ض » : الرفعة. 6 ـ في المصدر : قال لا ولكنّي. (150)
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أرسلني اليك برسالة أنْ اقرئك السلام ، قال : « عليه وعليك السلام » ثمّ قال له جابر : بأبي أنت وأمّي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيامة ، قال : « فقد فعلت ذلك يا جابر » (1).
أحمد بن عليّ القمّي السلولي ، قال : حدّثني ادريس بن أيّوب القمّي ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قال : « جابر يعلم » وأثنى عليه خيراً ، قال : قلت له : وكان من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ؟ قال : « كان جابر يعلم قول الله عزّوجلّ ( إِنَّ الّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (2) » (3). أحمد بن عليّ قال : حدّثني ادريس ، عن الحسين بن بشير (4) ، قال : حدّثني هشام بن سالم ، عن محمّد بن مسلم وزرارة ، قالا : سألنا أبا جعفر ( عليه السلام ) عن أحاديث فرواها عن جابر ، فقلنا : ما لنا ولجابر ! فقال : « بلغ من ايمان جابر أنّه يقرأ (5) هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) » (6). أحمد بن عليّ القمّي شقران السلولي قال : حدّثني ادريس ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن منصور بن 1 ـ رجال الكشّي : 42/89. 2 ـ القصص : 85. 3 ـ رجال الكشّي : 43/90. 4 ـ في المصدر : الحسين بن بشر. 5 ـ في المصدر : أنّه كان يقرأ. 6 ـ رجال الكشّي : 43/91. |
|||
|