منهج المقال في تحقيق احوال الرجال الجزء الثالث ::: 136 ـ 150
(136)
ونزل بعده الشام ، ومات بحمص سنة أربع وخمسين (1).
    وفي تهذيب الكمال سمّاه ثوبان (2) ، ولم يذكر فيه خلافاً في ذلك ، وكأنّ ما في قب خلاف الصواب.
    [ 947 ] ثُوَير * (3) بن أبي فاخته :
    واسم أبي فاخته سعيد بن علاقة (4) ** ، روى الكشّي : عن محمّد بن قولويه عن محمّد بن عباد بن بشير ، عن ثوير ، قال :

    ( 322 ) قوله * : ثُوَير بن أبي فاخِتة.
    قيل : ويقال : ثور. والظاهر أنّه يذكر مكبّراً ومصغّراً معاً كما سيجي في الحسين بن ثور.
    وقوله ** : ابن علاقة.
    وقيل : ابن حمران ، وسنشير في جهم بن أبي الجهم (5) وفي باب الكنى إلى حاله وما يتعلّق به في الجملة ، وسيجي في هارون بن الجهم عن صه وجش (6) موافقتهما للشيخ في كونه ابن جهمان (7) ، ويحتمل أن يكون

1 ـ تقريب التهذيب 1 : 125/955 ، وفيه : ثوبان.
2 ـ تهذيب الكمال 4 : 413/859.
3 ـ كذا في « ش » و « ع » والمصدر ، وفي باقي النسخ : ثويرة.
4 ـ وفي الفقيه [ المشيخة 4 : 111 ] : عن ابي فاختة سعيد بن علاقة.    الشيخ محمّد السبط.
5 ـ يأتي برقم : ( 390 ).
6 ـ الخلاصة : 291/4 ، ورجال النجاشي : 438/1178.
7 ـ اُنظر رجال الشيخ : 111/5 ، 129/5 ، 174/10.


(137)
أشفقت (1) على أبي جعفر من مسائل هيّأها له عمرو بن ذر وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام ، وهذا لا يقتضي مدحاً ولا قدحاً ، فنحن في روايته من المتوقّفين ، صه (2).
    وعليها بخطّ الشهيد الثاني : أقول : دلالة * الخبر على القدح أظهر ، لأنّه يدلّ على عدم علمه بحقيقة الإمام على ما ينبغي. ثمّ على تقدير تسليمه لا وجه للتوقّف فيه لذلك ، بل لجهالة حاله كغيره من المجهولين. ولا وجه أيضاً لادخاله في هذا القسم المختص بمَن يُعمل على روايته كما شرطه (3) ، انتهى.
    ولا يخفى أنّ سوق الكلام أنّه لم ينقل فيه الا هذا ، واذ لا

( حمران ) مصحّف ( جهمان ) ، و ( علاقة ) و ( جهمان ) عبارتين عن شخص واحد بأنْ يكون أحدهما أسماً والآخر لقباً ، ويمكن أنْ يكون أحدهما نسبه إلى الأب والآخر إلى الجدّ... إلى غير ذلك.
    وسيجي في محمّد بن عمران ماله مناسبة بالمقام.
    وقوله * : دلالة الخبر... إلى آخره.
    لا تأمّل في كونه من الشيعة ومن مشاهيرهم ، وحكاية الإشفاق لا تضرّ بالنسبة إلى الشيعة الذين كانوا في ذلك الزمان كما لا يخفى على المطّلع ، فتأمّل.

1 ـ أقول : غير خفيّ أنّ الإشفاق بسبب كونهم مخالفين كما نفهم من الحديث في كش.    الشيخ محمّد السبط.
2 ـ الخلاصة : 87/2 ، وفيها : عمرو بن ذروة بن قيس الماصر.
3 ـ تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 18.


(138)
يقتضي مدحاً ولا ذمّاً فيكون مجهولاً فيتوقّف في روايته ، فلا اعتراض ، تأمّل.
    وفي كش : حدّثني محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن عباد بن بشير (1) ، عن ثوير بن أبي فاخته ، قال : خرجت حاجّاً فصحبني عمر بن ذر القاضي (2) وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام ، فكانوا اذا نزلوا منزلاً قالوا : انظر الآن فقد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) منها عن ثلاثين كلّ يوم وقد قلّدناك ذلك ، فقال ثوير : فغمّني ذلك ، حتّى اذا دخلنا المدينة افترقنا ، فنزلت أنا على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : جعلت فداك انّ ابن ذر وابن قيس الماصر والصلت صحبوني وكنت أسمعهم يقولون : قد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) عنها ، فغمّني ذلك ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ما يغمّك من ذلك ؟! اذا جاؤا فأذن لهم ».
    فلمّا كان من غد دخل مولى لأبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : جعلت فداك انّ بالباب ابن ذر ومعه قوم ، فقال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا ثوير قم فأذن لهم » ، فقمت فأدخلتهم ، فلمّا دخلوا سلّموا وقعدوا ولم
1 ـ كذا في النسخة الخطية من المصدر ، وفي المطبوع : محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن بندار القمّي ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن عباد بن بشير... إلى آخره.
2 ـ في قب [ 2 : 60/5494 ] : عمر بن ذر الكوفي ، أبو ذر. وقال : ثقة ، رمي بالإرجاء ، مات سنة ثلاث وخمسين ، وقيل غير ذلك.    منه قدّس سرّه.


(139)
يتكلّموا ، فلمّا طال ذلك أقبل أبو جعفر ( عليه السلام ) يستفتيهم (1) الأحاديث وأقبلوا لا يتكلّمون ، فلمّا رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) قال لجارية له يقال لها : سرحة : « هاتي الخوان » ، فلمّا جاءت به فوضعته ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « الحمد لله الذي جعل لكلّ شيء حدّاً ينتهي اليه حتّى أنّ لهذا الخوان حدّاً ينتهي اليه ».
    فقال ابن ذر : وما حدّه ؟ قال : « اذا وضع ذُكر اسم الله عليه واذا رفع حمد الله ».
    قال : ثم أكلوا ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « اسقيني » ، فجاءته بكوز من أدم ، فلمّا صار في يده قال : « الحمد لله الذي جعل لكلّ شيء حدّاً ينتهي اليه حتّى أنّ لهذا الكوز حدّاً ينتهي اليه ».
    فقال ابن ذر : وما حدّه ؟ قال : « يذكر اسم الله عليه اذا شرب ، ويحمد الله عليه اذا فرغ ، ولا يشرب من عند عروته ولا من كسر انْ كان فيه » (2).
    فلمّا فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلّمون. فلمّا رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) قال لابن ذر « ألا تحدّثنا ببعض ما سقط عليكم (3) من حديثنا ».
1 ـ في المصدر : يستنبئهم ، يستفتيهم ( خ ل ).
2 ـ في المصدر زيادة : قال.
3 ـ في المصدر : إليكم.


(140)
    قال : بلى ، انّ رسول (1) الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « انّي تارك فيكم الثّقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وأهل بيتي ، انْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا ».
    فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ياابن ذر ، فاذا (2) لقيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما خلفتني في الثّقلين فماذا تقول له ؟ ».
    قال : فبكى ابن ذر حتّى رأيت دموعه تسيل على لحيته ، ثمّ قال : أمّا الأكبر فمزّقنا ، وأمّا الأصغر فقتلناه.
    فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « اذن تصدّقه يا ابن ذر ، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتّى يسأل عن ثلاث : عن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت ».
    قال : فقاموا وخرجوا ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) لمولى له : « اتّبعهم فانظر ماذا يقولون ».
    قال : فتبعهم ثمّ رجع فقال : جعلت فداك قد سمعتهم يقولون لابن ذر : على هذا خرجنا معك ؟! فقال : ويلكم اسكتوا ، ما أقول لرجل يزعم أنّ الله يسألني عن ولايته ، وكيف أسأل رجلاً يعلم حدّ الخوان وحدّ الكوز (3) ؟!
    وفي جش : ثوير بن أبي فاخته ، أبو جهم الكوفي ، واسم أبي
1 ـ في المصدر : قال : بلى ياابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
2 ـ في المصدر : إذا.
3 ـ رجال الكشي : 219/394.


(141)
فاخته سعيد بن علاقة ، يروي عن أبيه ، وكان مولى اُمّ هانئ بنت أبي طالب. قال ابن نوح : حدّثني جدّي ، قال : حدّثنا بكر بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله البزّاز ، قال : حدّثنا محمود بن غيلان ، قال : حدّثنا شبابة بن سوّار ، قال : قلت ليونس بن أبي اسحاق : مالك لا تروي عن ثوير ، فانّ اسرائيل يروي عنه ؟ فقال : ما أصنع به ، كان رافضيّاً (1).
    وفي قر : ابن أبي فاختة ، سعيد بن جمهان ، مولى أمّ هانئ (2).
    وزاد في ين : تابعي (3).
    ثمّ في ق... الى أن قال : ابن جمهان الهاشمي ، مولى أم هاني ، كوفيّ (4).
    وفي قب : ابن أبي فاخِته ـ بمعجمة مكسورة ومثنّاة ـ سعيد بن عِلاقة ـ بكسر المهملة ـ الكوفي ، أبو الجهم ، ضعيف ، رمي بالرفض ، من الرابعة (5).
    [ 948 ] ثوير بن عمارة الأزدي :
    الكوفي ، أبو الحسن ، ق (6). وفي بعض النسخ ( ثور ) مكبّراً.
1 ـ رجال النجاشي : 118/303.
2 ـ رجال الشيخ : 129/5 ، وفيه : سعيد بن جهمان.
3 ـ رجال الشيخ : 111/5 ، وفيه : سعيد بن جهمان.
4 ـ رجال الشيخ : 174/10 ، وفيه : سعيد بن جهمان.
5 ـ تقريب التهذيب 1 : 126/959.
6 ـ رجال الشيخ : 174/12 ، وفيه : ثور.... أبو الحسين ، ثوير بن عمار... أبو الحسن ( خ ل ) وفي مجمع الرجال 1 : 304 كما في المتن.


(142)
    [ 949 ] ثوير بن عمرو بن عبدالله :
    المرهبي الهمداني الكوفي ، أسند عنه ، ق (1). وفي بعض النسخ ( ثور ) كالسابق.
    [ 950 ] ثوير بن يزيد الشامي :
    ين (2).
1 ـ رجال الشيخ : 174/11 ، وفيه : ثور ، ثوير ( خ ل ).
2 ـ رجال الشيخ : 111/6.


(143)
    [ 951 ] جابر بن أبحر النخعي :
    الكوفي الصهباني ، ق (1).
    [ 952 ] جابر بن اُسامة الجهني :
    نزل المدينة ، ل (2).*
    [ 953 ] جابر بن خالد الأشهلي :
    ل (3).

    ( 323 ) جابر بن إسماعيل الحضرمي :
    سنشير إليه في ذكر طرق الصدوق (4) ، وعدّه خالي ممدوحاً لذلك (5).

1 ـ رجال الشيخ : 176/31 ، وفيه : أبجر ، أبحر ( خ ل ).
2 ـ رجال الشيخ : 32/5.
    جابر بن إسماعيل غير مذكور في كتب الرجال ، روى ابن بابوية في الفقيه [ 1 : 300/1377 ] بسنده إليه.    محمّد أمين الكاظمي.
3 ـ رجال الشيخ : 32/10.
4 ـ يأتي عن الميرزا في طريق الصدوق إلى جابر بن إسماعيل استظهاره كونه الحضرمي أبو عباد المصري قائلاً : وهو غير مذكور عندنا ، نعم ذكره المخالفون. اُنظر مشيخة الفقيه 4 : 70.
5 ـ الوجيزة : 376/85.


(144)
    [ 954 ] جابر بن سليم الهجيمي :
    من تميم ـ وقيل : سليم بن جابر ، والصحيح الأوّل ـ يكنّى أبا جري ، نزل البصرة ، ل (1).
    وفي قب : أبو جُري ـ بالتصغير ـ الهُجيمي ـ بالتصغير أيضاً ـ اسمه جابر بن سليم ، وقيل : سليم بن جابر ، صحابيّ معروف (2).
    [ 955 ] جابر بن سمرة السوائي :
    نزل الكوفة ، ل (3).
    في قب : ابن سمرة بن جُنادة ـ بضمّ الجيم بعدها نون ـ السُوائي ـ بضمّ المهملة والمدّ ـ صحابيّ ابن صحابيّ ، نزل الكوفة ، ومات بها بعد سنة سبعين (4).
    [ 956 ] جابر بن شمير الأسدي :
    كوفي ، أبو العلاء ، أسند عنه ، ق (5).
    [ 957 ] جابر بن طارق الأحمسي :
    أبو حكيم ، وقال البخاري : جابر بن عوف ، ل (6). عنه : ابنه حكيم.
1 ـ رجال الشيخ : 32/6 ، وفيه وفي الحجريّة : من بني تميم.
2 ـ تقريب التهذيب 2 : 411/9152. ( وقيل : سليم بن جابر ) لم ترد فيه.
3 ـ رجال الشيخ : 32/8.
4 ـ تقريب التهذيب 1 : 127/964. وفي « ش » و « ع » : بعد سنة تسعين.
5 ـ رجال الشيخ : 176/34.
6 ـ رجال الشيخ : 32/7 ، وانظر التاريخ الكبير للبخاري 2 : 208/2210.


(145)
    [ 958 ] جابر بن عبدالله بن رئاب :
    السلمي ، سكن المدينة ، روى عن أنس حديثين ، كنيته أبو ياسر ، ل (1).
    [ 959 ] جابر * بن عبدالله بن عمرو :
    ابن حرام ، نزل المدينة ، شهد بدراً وثماني عشرة غزوة مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، مات سنة ثمان وسبعين ، ل (2).
    ثمّ في ي : ابن عبدالله الأنصاري المدني العربي الخزرجي (3).
    ثمّ في ن و سين : ابن عبدالله الأنصاري (4).

    ( 324 ) قوله * : جابر بن عبدالله... إلى آخره.
    وفي آخر الباب الأوّل من صه عن قي أنّه من الأصفياء (5).
    ولا يخفى أنّه من الجلالة بمكان لا يحتاج إلى التوثيق.
    ووثّقة خالي ( رحمه الله ) (6).
    وقيل : لا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة (7).

1 ـ رجال الشيخ : 32/3. وفي « ت » و « ر » والحجريّة والمصدر عن ( خ ل ) بدل رئاب : رباب.
2 ـ رجال الشيخ : 31/2. وفي « ت » و « ض » والحجريّة : ابن خزام.
3 ـ رجال الشيخ : 59/3.
4 ـ رجال الشيخ : 93/1 و99/1.
5 ـ الخلاصة : 306/1163 ، رجال البرقي : 3.
6 ـ الوجيزة : 173/324.
7 ـ قال الشيخ عبدالنبي ( رحمه الله ) : لا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة.    محمّد أمين الكاظمي.
    اُنظر حاوي الأقوال 1 : 253/140.


(146)
    وفي ين : ابن عبدالله بن حرام (1) الأنصاري ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2).
    ثمّ في قر : ابن عبدالله بن عمرو بن حرام ، أبو عبدالله الأنصاري ، صحابي (3).
    وفي قب : ابن حرام ، بمهملة وراء (4).
    وفي صه : جابر بن عبدالله ، من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، شهد بدراً. أورد الكشّي في مدحه روايات كثيرة من غير أنْ يورد ما يخالفها ، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير.
    قال الفضل بن شاذان : انّه من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين ( عليه السلام ).
    وقال ابن عقدة : انّ جابر بن عبدالله منقطع الى أهل البيت ( عليهم السلام ) وروى مدحه عن محمّد بن مفضل عن محمّد بن سنان عن حريز عن الصادق ( عليه السلام ) (5).
    وفي كش : عن الفضل أنّه قال : من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين ( عليه السلام )... الى أنْ قال : وجابر بن عبدالله الأنصاري (6).
1 ـ في « ت » و « ض » : ابن خزام.
2 ـ رجال الشيخ : 111/1 ، وفيه : ابن عبدالله بن عمرو بن حرام...
3 ـ رجال الشيخ : 129/1.
4 ـ تقريب التهذيب 1 : 127/968.
5 ـ الخلاصة : 93/1.
6 ـ رجال الكشّي : 38/78.


(147)
    حمدويه وابراهيم ابنا نصير قالا : حدّثنا أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي الزبير المكّي ، قال : سألت جابر بن عبدالله فقلت : أخبرني أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ قال : فرفع حاجبيه عن عينيه ـ وقد كان سقط على عينيه ـ قال : فقال : ذلك خير البشر ، أما والله انْ كنّا (1) لنعرف المنافقين على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ببغضهم ايّاه (2).
    محمّد بن مسعود قال : حدّثني عليّ بن محمّد بن يزيد القمّي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « كان عبدالله أبو (3) جابر بن عبدالله من السبعين ومن الإثني عشر (4) ، وجابر من السبعين وليس من الإثني عشر » (5).
    حمدويه وابراهيم ابنا نصير قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن حريز ، عن أبان بن تغلب ، قال : حدّثني أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « انّ جابر بن عبدالله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان رجلاً منقطعاً الينا أهل البيت ، وكان يقعد في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو معتّم بعمامة سوداء فكان ينادي : يا باقر
1 ـ في المصدر : إنا كنّا.
2 ـ رجال الكشّي : 40/86.
3 ـ كذا في « ش » و « ع » والمصدر ، وفي باقي النسخ : ابن.
4 ـ كان أبوه عبدالله من النقباء الإثني عشر الذين عيّنهم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) للأنصار ، وهما من السبعين الذين بايعوا عند العقبة.    منه قدّس سرّه.
5 ـ رجال الكشّي : 41/87.


(148)
العلم ، يا باقر العلم ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « انّك ستدرك رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً » فذاك الذي دعاني الى ما أقول.
    قال : فبينا جابر يتردّد ذات يوم في بعض طرق المدينة اذ هو بطريق في ذلك الطريق كُتّاب (1) فيه محمّد بن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) ، فلمّا نظر اليه قال : يا غلام أقبل ، فأقبل ، ثمّ قال : أدبر ، فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والذي نفس جابر بيده ، يا غلام ما اسمك ؟ قال : « اسمي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب » ، فأقبل عليه يقبّل رأسه وقال : بأبي أنت وأمّي ، رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقرئك السلام ويقول لك (2).
    قال : فرجع محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) الى أبيه عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) وهو ذَعِر فأخبره الخبر ، فقال له : « يا بني قد فعلها جابر ؟ » قال : « نعم » ، قال : « يا بني الزم بيتك ».
    قال : فكان جابر يأتيه طرفي النهار ، فكان أهل المدينة يقولون : واعجبا لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! فلم يلبث أن مضى عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) ، فكان محمّد بن عليّ يأتيه على وجه الكرامة لصحبته
1 ـ بالضم وتشديد التاء : موضع للتعليم.
2 ـ في المصدر : يقول لك ويقول لك...


(149)
لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
    قال : فجلس فحدّثهم عن أبيه (1) ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحداً قطّ أجرأ من ذا. قال : فلمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال أهل المدينة : ما رأينا أحداً قطّ أكذب من هذا يحدّث عمّن لم يره قال : فلمّا رأى ما يقولون حدّثهم عن جابر بن عبدالله ، فصدّقوه. وكان جابر والله يأتيه يتعلّم منه (2).
    حدّثني أبو محمّد جعفر بن معروف ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه ، عن عاصم الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « انّ لأبي مناقب ما هي (3) لآبائي ، انّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لجابر بن عبدالله الأنصاري : انّك تدرك محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) فاقرئه منّي السلام ».
    قال : فأتى جابر منزل عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) فطلب محمّد بن عليّ ، فقال له عليّ ( عليه السلام ) : « هو في الكُتّاب ، اُرسل لك اليه ؟ » قال : ولكنّي (4) أذهب اليه. فذهب في طلبه ، فقال للمعلّم : أين محمّد بن علي ؟ قال : هو في تلك الرفقة (5) ، اُرسل لك اليه ؟ قال : ولكنّي (6) أذهب اليه. قال : فجاءه والتزمه وقبّل رأسه وقال : انّ
1 ـ في « ش » و « ع » والمصدر عن ( خ ل ) : عن الله.
2 ـ رجال الكشّي : 41/88.
3 ـ في المصدر : ماهنّ.
4 ـ في المصدر : قال لا ولكنّي.
5 ـ في « ت » و « ض » : الرفعة.
6 ـ في المصدر : قال لا ولكنّي.


(150)
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أرسلني اليك برسالة أنْ اقرئك السلام ، قال : « عليه وعليك السلام » ثمّ قال له جابر : بأبي أنت وأمّي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيامة ، قال : « فقد فعلت ذلك يا جابر » (1).
    أحمد بن عليّ القمّي السلولي ، قال : حدّثني ادريس بن أيّوب القمّي ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قال : « جابر يعلم » وأثنى عليه خيراً ، قال : قلت له : وكان من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ؟ قال : « كان جابر يعلم قول الله عزّوجلّ ( إِنَّ الّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (2) » (3).
    أحمد بن عليّ قال : حدّثني ادريس ، عن الحسين بن بشير (4) ، قال : حدّثني هشام بن سالم ، عن محمّد بن مسلم وزرارة ، قالا : سألنا أبا جعفر ( عليه السلام ) عن أحاديث فرواها عن جابر ، فقلنا : ما لنا ولجابر ! فقال : « بلغ من ايمان جابر أنّه يقرأ (5) هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) » (6).
    أحمد بن عليّ القمّي شقران السلولي قال : حدّثني ادريس ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن منصور بن
1 ـ رجال الكشّي : 42/89.
2 ـ القصص : 85.
3 ـ رجال الكشّي : 43/90.
4 ـ في المصدر : الحسين بن بشر.
5 ـ في المصدر : أنّه كان يقرأ.
6 ـ رجال الكشّي : 43/91.
منهج المقال في تحقيق احوال الرجال الجزء الثالث ::: فهرس