منهج المقال في تحقيق احوال الرجال الجزء الثالث ::: 151 ـ 165
(151)
اُذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت : مالنا ولجابر تروي (1) عنه ! فقال : « يا زرارة انّ جابراً قد كان يعلم تأويل هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) » (2).
    محمّد بن مسعود قال : حدّثني عليّ بن محمّد ، قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن المنقري (3) ، عن عليّ بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي الزبير ، قال : رأيت جابراً يتوكّأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم وهو يقول : عليّ خير البشر من أبى فقد كفر ، معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم على حبّ عليّ ، فمن أبى فلينظر في شأن اُمّه (4).
    ثمّ قال فيما بعد : محمّد بن نصير قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن جعفر بن عيسى ، عن صفوان ، عمّن سمعه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « ارتدّ النّاس بعد قتل الحسين ( عليه السلام ) الا ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن اُمّ الطويل وجبير بن مطعم ، ثمّ انّ الناس لحقوا وكثروا ».
    وروى يونس عن حمزة بن محمّد الطيّار مثله ، وزاد فيه : وجابر بن عبدالله الأنصاري (5).
    حدّثني أحمد بن عليّ ، قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي ، قال : حدّثنا الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي
1 ـ في « ض » والحجريّة : نروي.
2 ـ رجال الكشّي : 43/92. القصص : 85.
3 ـ في المصدر : ابن السفري ، المنقري ( خ ل ).
4 ـ رجال الكشّي : 44/93.
5 ـ رجال الكشّي : 123/194.


(152)
جعفر الأوّل ( عليه السلام ) ، قال : « أمّا يحيى بن اُمّ الطويل فكان يظهر الفتوّة ، وكان اذا مشى في الطريق وضع الخلوق على رأسه ويمضغ اللبان ويطوّل ذيله ، فطلبه الحجّاج وقال : تلعن أبا تراب ، وأمر بقطع يديه ورجليه وقتله... » الى أنْ قال : « وأمّا جابر بن عبدالله الأنصاري فكان رجلاً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلم يتعرّض له ، وكان شيخاً قد أسنّ » (1) انتهى.
    [ 960 ] جابر بن عتيك المعاذي
    الأنصاري ، سكن المدينة ، وله ابن يكنّى أبا يوسف ، روى عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ل (2).
    وفي قب : ابن عتيك بن قيس الأنصاري ، صحابي جليل ، اختلف في شهوده بدراً ، مات سنة احدى وستين وهو ابن احدى وتسعين (3).
    [ 961 ] جابر بن عمير الأنصاري :
    ل (4).
    [ 962 ] جابر بن محمّد بن أبي بكر :
    ين (5).
    [ 963 ] جابر المكفوف :
    الكوفي ، ق (6).
1 ـ رجال الكشّي : 123/195.
2 ـ رجال الشيخ : 32/4.
3 ـ تقريب التهذيب 1 : 127/969.
4 ـ رجال الشيخ : 32/9.
5 ـ رجال الشيخ : 111/7.
6 ـ رجال الشيخ : 176/32.


(153)
    وفي صه : جابر المكفوف الكوفي. روى الكشّي عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن الحسن ، عن العبّاس (1) ، عن جابر المكفوف أنّ الصادق ( عليه السلام ) وصله بثلاثين ديناراً وعرض بمدحه.
    وروى ابن عقدة عن عليّ بن الحسن (2) ، قال : حدّثنا عبّاس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : دخلت عليه فقال : « أما يصلونك ؟ » فقلت : ربما فعلوا ، فوصلني بثلاثين ديناراً ثمّ قال : « يا جابر كم من عبد انْ غاب لم يفقدوه وان شهد لم يعرفوه ، في أطمار (3) لو أقسم على الله لأبرّ قسمه » (4).
    والذي في كش : محمّد بن مسعود قال : حدّثني عليّ بن الحسن ، عن العبّاس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : دخلت عليه فقال : « أما يصلونك ؟ » قلت : بلى ربما فعلوا ، قال : فوصلني بثلاثين ديناراً وقال : « يا جابر كم عبد (5) انْ غاب لم يفقدوه وانْ شهد لم يعرفوه ، في أطمار لو أقسم على الله لأبرّ قسمه » (6) انتهى ، فافهم.
    [ 964 ] جابر بن نوح التميمي :
    الحماني ، كوفي ، ق (7).
1 ـ في المصدر : العبّاس بن العامر.
2 ـ في المصدر بدل عليّ بن الحسن : أبي الحسن.
3 ـ أطمار جمع طِمْر ـ بالكسر ـ وهو الثوب الخلق ، تاج العروس 3 : 360.
4 ـ الخلاصة : 95/3.
5 ـ في المصدر : كم من عبد.
6 ـ رجال الكشّي : 335/613. وعبارة : انتهى فتأمل ، لم ترد في « ض » و « ط ».
7 ـ رجال الشيخ : 176/33.


(154)
    وفي قب : الحِمّاني ـ بكسر المهملة وتشديد الميم ـ أبو بشير الكوفي ، ضعيف ، من التاسعة ، مات سنة ثلاث ومائتين على الصواب (1).
    [ 965 ] جابر بن يزيد :
    روى الكشّي فيه مدحاً وبعض الذم ، والطريقان ضعيفان ذكرناهما في الكتاب الكبير.
    وقال السيّد عليّ بن أحمد العقيقي العلوي : روى أبي ، عن عمّار بن أبان (2) ، عن الحسين بن أبي العلاء : أنّ الصادق ( عليه السلام ) ترحّم عليه وقال : « انّه كان يصدق علينا ».
    وقال ابن عقدة : روى محمّد بن أحمد بن البراء الصائغ (3) ، عن أحمد بن الفضل ، عن (4) حنان بن سدير ، عن زياد بن أبي الحلال : أنّ الصادق ( عليه السلام ) ترحّم على جابر وقال : « انّه كان يصدق علينا » ولعن المغيرة وقال : « انّه كان يكذب علينا ».
    وقال ابن الغضائري : جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه ، ولكن جُلّ من روى عنه ضعيف ، فممّن أكثر عنه من الضعفاء : عمرو بن شمر الجعفي ومفضّل بن صالح السكوني (5) ومنخل بن جميل الأسدي ، وأرى التَّرك لما روى هؤلاء عنه
1 ـ تقريب التهذيب 1 : 128/973.
2 ـ في المصدر : روى عن أبي عمّار بن أبان...
3 ـ في المصدر : أحمد بن محمّد بن البراء الصائغ.
4 ـ في المصدر بدل عن : ابن.
5 ـ في المصدر : والسكوني.


(155)
والوقف في الباقي الا ما خرج شاهداً.
    وقال النجاشي : جابر بن يزيد الجعفي لقي أبا جعفر وأبا عبدالله ( عليهما السلام ) ، ومات في أيّامه سنة ثمان وعشرين ومائة ، روى عنه جماعة غُمز * فيهم وضُعّفوا ، منهم : عمرو بن شمر ومفضّل بن صالح ومنخل بن جميل ويوسف بن يعقوب ، وكان في نفسه مختلطاً (1) ، وكان ** شيخنا أبو عبدالله (2) محمّد بن محمّد بن

    ( 325 ) قوله * في جابر بن يزيد : غمز فيهم.
    الظاهر أنّه إشارة إلى غمز غض وتضعيفه ولم يسندهما إلى نفسه ، ويشير إلى أنّه متأمّل في ذلك أنّه لم يطعن على خصوص بعضهم في ترجمته ، ومرّ في الفوائد (3) حال غمز غض.
    وقوله ** : وكان شيخنا أبو عبدالله.
    لكن الظاهر من عبارته في رسالته في الردّ على الصدوق وثاقته ، حيث ذكر في جملة الروايات التي ادّعى أنّها صادرة من فقهاء أصحابهم ( عليهم السلام ) والرؤساء الأعلام... إلى آخره روايته (4) ، والعبارة سنشير إليها في زياد بن المنذر ، فلاحظ وتأمّل.

1 ـ قال ملاّ محمّد تقي في شرحه للفقيه [ 1 : 94 ] : والذي ظهر لنا من التتبّع التام أنّ أكثر المجروحين سبب جرحهم علوّ حالهم كما يظهر من الأخبار التي وردت عنهم ( عليهم السلام ) « اِعرفوا منازل الرجال على قدر رواياتهم عنّا » والظاهر أنّ المراد بقدر الرواية : الأخبار العالية التي لا يصل إليها عقول أكثر الناس.    محمّد أمين الكاظمي.
2 ـ أبو عبدالله ، لم يرد في المصدر.
3 ـ في الفائدة الثانية والثالثة.
4 ـ الرسالة العدديّة ـ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ـ 9 : 25 ، 35.


(156)
.......................................................
    وقال جدّي ( رحمه الله ) : والذي يخطر ببالي من تتبّع أخباره أنّه كان من أصحاب أسرارهما ( عليهما السلام ) ، وكان يذكر بعض المعجزات التي لا يدركها عقول الضعفاء ، حصل به الغلوّ في بعضهم ونسبوا إليه افتراء ، سيما الغُلاة والعامّة (1).
    ( قلت : ومن تلك الروايات ما سنذكره في ( الكميت (2).
    ومنها في بصائر الدرجات عنه : أنّ الباقر ( عليه السلام ) أراه ملكوت السماوات والأرض بأن ذهب به بعد إراءة ملكوت السموات والأرض إلى الظلمات ، وشرب معه ( عليه السلام ) من ماء الحياة ، ثمّ أخرجه من هذا العالم إلى عالم آخر ، وهكذا إلى اثني عشر عالماً قائلاً : « إنّه كلّما مضى إمام منّا سكن أحد هذه العوالم حتّى يكون آخرهم القائم ( عليه السلام ) في عالمنا الذي نحن ساكنوه » ثمّ عاد إلى مجلسهما الأوّل فسأله صلوات الله عليه : « كم مضى من النهار ؟ » فقال : ثلاث ساعات (3) (4). إلى غير ذلك من الأخبار.
    ولا يخفى أنّ الأجلّة مثل الصفّار وغيره كانوا يعتمدون عليها وعلى أمثالها ) (5).
    ثمّ قال : وروى مسلم في أوّل كتابه ذموماً كثيرة في جابر ، والكلّ

1 ـ روضة المتّقين 14 : 77.
2 ـ عن بصائر الدرجات : 395/5.
3 ـ في المصدر : فقلت : جعلت فداك كم مضى من النهار ؟ قال ( عليه السلام ) : « ثلاث ساعات ».
4 ـ بصائر الدرجات : 424/4. ورد الحديث بالمعنى.
5 ـ ما بين القوسين لم يرد في « م » والحجريّة.


(157)
النعمان ينشدنا أشعاراً كثيرة في معناه تدلّ على الاختلاط ليس هذا موضعاً لذكرها.
    والأقوى عندي الوقف (1) فيما يرويه هؤلاء عنه كما قال * الشيخ ابن الغضائري ( رحمه الله ) (2) ، صه (3).

    يرجع إلى الرفض وإلى القول بالرجعة (4) ، وكان مشتهراً بينهم ، وعمل على أخباره جلّ أصحاب الحديث ، ولم نطّلع على شيء يدلّ على غلوّه واختلاطه سوى خبر ضعيف رواه كش ، والله يعلم (5).
    قلت : ويؤيّده ما ذكرنا في الفائدة الثانية.
    ووثّقه خالي ( رحمه الله ) (6).
    وغض مع إكثاره في الطعن على الأجلّة قال فيه : ثقة في نفسه ، ولكن جلّ من يروي عنه ضعيف (7). وهذا ينادي بكمال وثاقته.
    وقوله * : كما قال الشيخ ابن الغضائري.
    فيه شيء إلا أنّ الأمر سهل.

1 ـ في المصدر : التوقف.
2 ـ لا يخفى أنّ ما قاله ابن الغضائري هو ترك ما روى هؤلاء عنه والتوقّف في الباقي ، لا فيما روى هنا ولا عنه ، وكلام العلامة غير موافق لقول ابن الغضائري ، إلا أنّ الذي يظهر من العلامة أنّه يريد بالتوقّف الردّ كما يستفاد من تضاعيف الخلاصة ، فليتأمّل.    الشيخ محمّد السبط.
3 ـ الخلاصة : 94/2.
4 ـ اُنظر صحيح مسلم 1 : 20.
5 ـ روضة المتقين 14 : 77.
6 ـ الوجيزة : 173/326.
7 ـ الخلاصة : 94/2.


(158)
.......................................................
    وفي الروضة عنه قال : حدّثني محمّد بن عليّ ( عليهما السلام ) سبعين حديثاً لم اُحدّث بها قطّ أحداً (1) ، فلمّا مضى محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) ثقلت على عنقي وضاق بها صدري ، فأتيت الصادق ( عليه السلام )... إلى أنْ قال : « دلّ رأسك فيها وقل : حدّثني محمّد بن عليّ بكذا وكذا ثمّ طمّه فإنّ الأرض تستر عليك ». قال جابر : ففعلت ذلك ، فخفّ عنّي ما كنت أجده (2).
    وفي كا في باب أنّ الجنّ يأتيهم ويسألونهم : بسنده عن النعمان بن بشر (3) ، قال : كنت مزاملاً لجابر بن يزيد الجعفي فلمّا أنْ كنّا بالمدينة دخل على أبي جعفر ( عليه السلام ) فودّعه وخرج من عنده وهو مسرور حتّى وردنا الاُخَيْرِجة ، فصلّينا الزوال ، فلمّا نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال اَدم معه كتاب ، فناول فتناول (4) وقبّله ووضعه على عينيه ، فإذا هو : من محمّد بن عليّ إلى جابر بن يزيد ، وعليه طين أسود رطب ، فقال له : متى عهدك بسيّدي ؟ فقال : الساعة ، فقال له : قبل الصلاة أو بعدها ؟ فقال : بعد الصلاة ، فقال : ففكّ الخاتم وأقبل يقرأه ويقبض وجهه حتّى أتى أخره ، ثمّ أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً حتّى وافى الكوفة ، فلمّا وافينا ليلاً بتّ ليلتي ، فلمّا أصبحت أتيته إعظاماً له ، فوجدته قد خرج عليّ وفي عنقه كعاب قد علّقها وقد ركب قصبة وهو يقول : أجد منصور بن جمهور

1 ـ وفي المصدر : لم اُحدّث بها أحداً قطّ ولا اُحدّث بها أحداً أبداً.
2 ـ الكافي 8 : 157/149.
3 ـ في المصدر : النعمان بن بشير.
4 ـ في « ب » و « م » : فناوله فتناول ، وفي المصدر : فناوله جابراً فتناوله.


(159)
    وفي كش : جابر بن يزيد الجعفي ( رحمه الله ) : حدّثني حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن أحاديث جابر فقال : « ما رأيته عند أبي قط الا مرّة واحدة وما دخل عليَّ قطّ » (1).
    حمدويه وابراهيم قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف * أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت أنا (2) : أسأل أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، فلمّا

أميراً غير مأمور... الحديث (3).
    وببالي أنّ في الكفعمي عدّه من البّوابين للأئمّة ( عليهم السلام ) (4).
    وقوله * : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر... إلى آخره.
    في بصائر الدرجات نقل الرواية هكذا : أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف النّاس في جابر بن يزيد وأحاديثه وأعاجيبه (5).
    وهذا يدلّ على أنّ منشأ الاختلاف نقل الأعاجيب عنهم ( عليهم السلام ) أو صدورها منه ، فيؤيّد هذا ما ذكره جدّي أنّ منشأ الحكم بالغلوّ أمثال هذه.

1 ـ رجال الكشّي : 191/335.
2 ـ في المصدر بدل أنا : لهم.
3 ـ الكافي 1 : 326/7.
4 ـ مصباح الكفعمي 2 : 218.
5 ـ بصائر الدرجات : 258/12.


(160)
دخلت ابتدأني وقال : « رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا ، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا » (1).
    حمدويه قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالحميد بن أبي العلاء ، قال : دخلت المسجد حين قتل الوليد فاذا النّاس مجتمعون ، فأتيتهم فاذا جابر الجعفي عليه عمامة خزّ حمراء واذا هو يقول : حدّثني وصيّ الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمّد بن عليّ ( عليه السلام ). قال : فقال الناس : جنّ جابر ، جنّ جابر (2).
    آدم بن محمّد البلخي قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن هارون الدقّاق ، قال : حدّثنا عليّ بن أحمد ، قال : حدّثني حميد بن سليمان (3) ، قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن فضال ، عن عليّ بن حسان ، عن المفضّل بن عمر الجعفي ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن تفسير جابر ، قال : « لاتحدّث به السفلة فيذيعوه ، أما تقرأ في كتاب الله عزّوجلّ ( فَإذَا نُقِرَ في النَّاقُور ) (4) انّ منّا اماماً مستتراً فاذا أراد الله اظهار أمره نكت في قلبه فظهر فقام بأمر الله » (5).
    جبرئيل بن أحمد : حدّثني الشجاعي ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) وأنا شاب فقال : « مَن أنت ؟ » قلت : من
1 ـ رجال الكشّي : 191/336.
2 ـ رجال الكشّي : 192/337.
3 ـ في المصدر : عليّ بن سليمان ، حميد بن سليمان ( خ ل ).
4 ـ المدثر : 8.
5 ـ رجال الكشّي : 192/338.


(161)
أهل الكوفة ، قال : « ممّن ؟ » قلت : من جعفي ، قال : « ما أقدمك الى هاهنا ؟ » قلت : طلب العلم ، قال : « ممّن ؟ » قلت : منك ، قال : « فاذا سألك أحد من أين أنت فقل : من أهل المدينة ». قال : قلت : أسألك قبل كلّ شيء عن هذا أيحلّ لي أنْ أكذب ؟ قال : « ليس هذا بكذب ، مَن كان في المدينة فهو من أهلها حتّى يخرج ». قال : ودفع اليّ كتاباً وقال : « انْ أنت حدّثت به حتّى يهلك بنو اُميّة فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، وانْ أنت كتمت منه شيئاً بعد هلاك بني اُميّة فعليك لعنتي ولعنة آبائي ».
    ثمّ دفع اليّ كتاباً آخر ثمّ قال : « وهاك هذا فانْ حدّثت بشيء منه أبداً فعليك لعنتي ولعنة آبائي » (1).
    جبرئيل بن أحمد : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن عبدالله بن جبلة الكناني ، عن ذريح المحاربي ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن جابر الجعفي وما روى فلم يجبني ـ وأظنّه قال : سألته بجمع فلم يجبني ـ فسألته الثانية (2) فقال لي : « يا ذريح دَعْ ذكر جابر ، فانّ السفلة اذا سمعوا بأحاديثه شيّعوا » أو قال : « أذاعوا » (3).
    جبرئيل بن أحمد الفاريابي. حدّثني محمّد بن عيسى العبيدي ، عن عليّ بن حسان الهاشمي ، قال : حدّثني عبدالرحمن بن كثير ، عن جابر بن يزيد ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا جابر حديثنا
1 ـ رجال الكشّي : 193/339.
2 ـ في المصدر : فسألته الثالثة ، الثانية ( خ ل ).
3 ـ رجال الكشّي : 193/340 ، وفيه : إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا.


(162)
صعب مستصعب ( أمرد ذكوار وعر أجرد ) (1) ، ولا يحتمله والله الا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب أو مؤمن ممتحن ، فاذا ورد عليك يا جابر شيء من أحاديث (2) أمرنا فَلانَ له قلبك فاحمد الله ، وانْ أنكرت (3) فردّه الينا أهل البيت ولا تقل : كيف جاء هذا وكيف كان وكيف هو ؟! فانّ هذا هو (4) والله الشرك بالله العظيم » (5).
    عليّ بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، قال : رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد منّي (6).
    جبرئيل بن أحمد : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن اسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : حدّثني أبو جعفر سبعين ألف حديث لم اُحدّث بها أحداً قطّ ولا اُحدّث بها أحداً أبداً.
    قال جابر : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : جعلت فداك انّك قد حمّلتني وقراً عظيماً بما حدّثتني به من سرّكم الذي لا اُحدّث به أحداً ، فربما جاش في صدري حتّى يأخذني منه شبه الجنون ، قال : « يا جابر فاذا كان كذلك فاخرج الى الجبّان فاحفر حفيرة ودلّ
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في « ت » و « ط » ، وفي المصدر : ذكوان ، ذكوار ( خ ل ).
2 ـ أحاديث ، لم ترد في المصدر.
3 ـ في المصدر : وإنْ انكرته.
4 ـ هو ، لم ترد في المصدر.
5 ـ رجال الكشّي : 193/341.
6 ـ رجال الكشّي : 194/342.


(163)
رأسك فيها ثمّ قل : حدّثني محمّد بن عليّ بكذا وكذا » (1).
    نصر بن الصبّاح قال : حدّثنا أبو يعقوب اسحاق بن محمّد البصري ، قال : حدّثنا عليّ بن عبدالله ، قال : خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرة راكباً قصبة حتّى مرّ على سكك الكوفة ، فجعل الناس يقولون : جُنّ جابر جُنّ جابر ، فلبثنا بعد ذلك أيّاماً فاذا كتاب هشام قد جاء بحمله (2) ، قال : فسأل عنه الأمير ، فشهدوا عنده أنّه قد اختلط ، فكتب بذلك الى هشام فلم يعرض (3) له ، ثمّ رجع الى ما كان من حاله الأوّل (4).
    نصر بن الصبّاح قال : حدّثني اسحاق بن محمّد ، قال : حدّثنا فضيل ، عن زيد الحامض (5) ، عن موسى بن عبدالله ، عن عمرو بن شمر ، قال : جاء قوم الى جابر الجعفي فسألوه أنْ يعينهم في بناء مسجدهم ، قال : ما كنت بالذي اُعين في بناء شيء يقع منه رجل مؤمن فيموت ، فخرجوا من عنده وهم يبخّلونه ويكذّبوه ، فلمّا كان من الغد أتمّوا الدراهم ووضعوا أيديهم في البناء ، فلمّا كان عند العصر زلّت قدم البنّاء فوقع فمات (6).
1 ـ رجال الكشّي : 194/343.
2 ـ في المصدر : بحمله إليه.
3 ـ في المصدر : يتعرض.
4 ـ رجال الكشّي : 194/344.
5 ـ في المصدر : محمّد بن زيد الحافظ ، زيد الحامض. وفي « ر » و « ض » والحجريّة بدل الحامض : الحافظ.
6 ـ رجال الكشّي : 195/345.


(164)
    نصر قال : حدّثني اسحاق ، قال : حدّثنا عليّ بن عبيد ومحمّد بن منصور الكوفي ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صدقة ، عن عمرو بن شمر ، قال : جاء العلاء بن رزين رجل (1) من جعفي ، قال : خرجت مع جابر لمّا طلبه هشام حتّى انتهى الى السواد ، قال : فبينا نحن قعود وراع قريب منّا اذ لفتت (2) نعجة من شائه الى حمل ، فضحك جابر ، فقلت له : ما يضحك أبا محمّد ؟ قال : انّ هذه النعجة دعت حملها فلم يجئ فقالت له : تنحّ عن ذلك الموضع فانّ الذئب عام أوّل أخذ أخاك منه ، فقلت لأعلمنّ حقيقة هذا أو كذبه ، فجئت الى الراعي فقلت : يا راعي تبيعني هذا الحمل ؟ قال : فقال : لا ، قلت : ولِمَ ؟ قال : لأنّ اُمّه أفره شاة في الغنم وأغزرها درّة ، وكان الذئب أخذ حملاً لها منذ عام أوّل من ذلك الموضع فما رجع لبنها حتّى وضعت هذا فدرّت عليه ، فقلت : صدق ، ثمّ أقبلت ، فلمّا صرت على جسر الكوفة نظر الى رجل معه خاتم ياقوت فقال له : يا فلان خاتمك هذا البرّاق أرنيه ، قال : فخلعه فأعطاه ، فلمّا صار في يده رمى به في الفرات ، قال الآخر : ما صنعت ؟! قال : تحبّ أن تأخذه ؟ قال : نعم ، قال : فقال بيده الى الماء يعلو بعضه على بعض حتّى اذا قرب تناوله وأخذه.
1 ـ في « ش » و « ط » : جاء العلاء بن رزين برجل. وفي المصدر : جاء العلاء بن يزيد رجل ، جاء العلاء بن رزين برجل ( خ ل ).
2 ـ اختلفت النسخ في هذه اللفظة ، ففي بعضها باللام والغين وفي بعضها الآخر باللام والعين وفي ثالثة باللام والفاء.


(165)
    وروي عن سفيان الثوري أنّه قال : جابر الجعفي صدوق في الحديث الا أنّه كان يتشيّع ، وحكى عنه أنّه قال : ما رأيت أورع بالحديث من جابر (1).
    نصر بن الصبّاح قال : حدّثني اسحاق بن محمّد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن منصور ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن عمرو بن شمر ، قال : قال : أتى رجل الى جابر بن يزيد فقال له جابر : تريد أن ترى أبا جعفر ( عليه السلام ) ؟ قال : نعم ، قال : فمح على عيني فمررت وأنا أسبق الريح حتّى صرت الى المدينة ، قال : فبينا أنا كذلك متعجّب اذ فكّرت فقلت : ما أحوجني الى وتد أتده فاذا حججت عاماً قابلاً نظرت ههنا هو أم لا ، فلم أعلم الا وجابر بين يديّ يعطيني وتداً ، قال : ففزعت ، فقال : هذا عمل العبد باذن الله فكيف لو رأيت السيّد الأكبر. قال : ثمّ لم أره.
    قال : فمضيت حتّى صرت الى باب أبي جعفر ( عليه السلام ) فاذا هو يصيح بي : « أدخل لا بأس عليك » فدخلت فاذا جابر عنده ، قال : فقال لجابر : « يا نوح غرّقتهم أوّلاً بالماء وغرّقتهم آخراً بالعلم ، اذا كسرت فاجبره » (2) قال : ثمّ قال : « مَن أطاع الله اُطيع ، أيّ البلاد أحبّ اليك ؟ » قال : قلت : الكوفة ، قال : « بالكوفة فَكُنْ » قال : سمعت
1 ـ رجال الكشّي : 195/346. واُنظر تهذيب الكمال 4 : 465/879 ، وميزان الاعتدال 2 : 103/1427 وفيهما : عن شعبة : جابر صدوق في الحديث ، وعن سفيان : كان جابر ورعاً في الحديث ما رأيت أورع في الحديث منه.
2 ـ في المصدر : فاجبر.
منهج المقال في تحقيق احوال الرجال الجزء الثالث ::: فهرس