تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: 121 ـ 135
(121)
    الترجمة :
    لم أقف في الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
1 ـ رجال الشيخ : 153 برقم 223 ، وذكره في جامع الرواة 1/106 ، ومجمع الرجال 1/231 ، ونقد الرجال : 49 برقم 1 [ المحقّقة 1/240 برقم ( 576 ) ] ، وغيرهم عن رجال الشيخ بغير زيادة ، وحكم العلاّمة المجلسي في رجاله : 163 برقم ( 223 ) على أنّه مجهول الحال ( م ).
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.


(122)

(123)
باب الهمزة بعدها صاد أو ضاد
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على ما في باب حدود الزنا من التهذيب (1) من رواية علي ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه ، عن محمد بن سليمان ، عن مروان بن مسلم.
    ومثله في باب حدّ المماليك من الفقيه (2) واصفاً محمد بن سليمان
1 ـ التهذيب 10/27 حديث 86 : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الأصبغ بن الأصبغ ، عن محمد بن سليمان ، عن مروان بن مسلم ، عن عبيد بن زرارة أو بريد العجلي ـ الشكّ من محمد ـ قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ..
2 ـ من لا يحضره الفقيه 4/31 حديث 90 : روى إبراهيم بن هاشم ، عن الأصبغ بن الأصبغ ، قال : حدثني محمد بن سليمان المصري ..


(124)
بـ : المصري.
    وكذا [ في ] باب حدّ المملوك من الكافي (1).
    وليس له في كتب الرجال ذكر أصلاً ، فهو مجهول (*).
1 ـ الكافي 7/235 حديث 7 : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الأصبغ بن الأصبغ ، عن محمد بن سليمان ..
    أقول : هذه الرواية سنداً ومتناً في علل الشرائع 2/546 حديث 1 ، ولكن فيه : الأصبغ بن نباتة ، وعنه في بحار الأنوار 79/82 حديث 2 سقط منه : الأصبغ.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المترجم أحدٌ من علماء الرجال ، فهو مهمل ، فتفطّن.

    ورد في معاني الأخبار : 399 باب نوادر المعاني حديث 59 بسنده : .. قال : حدثنا أبو قتيبة ، قال : حدثنا الأصبغ بن زيد ، عن سعيد بن رافع ، عن زيد بن علي عليه السلام ..
    وفي دلائل الإمامة : 5 [ وفي الطبعة الجديدة : 71 ] في دلائل فاطمة سلام الله عليها .. بالسند المتقدّم .. ، وعنهما في بحار الأنوار 89/269 حديث 8 مثله ، وكذلك في وسائل الشيعة 7/384.
    أقول : الظاهر هذا هو الأصبغ بن زيد الورّاق ، وقد وثّقه ابن معين في تاريخه : 67 برقم 120.
حصيلة البحث
    المعنون لم يذكره علماء الرجال ، فهو مهمل وروايته سديدة.


(125)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على ما رواه الكشّي * (1) : عن محمد بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن الحديث الذي روي عن عبد الملك بن أعين ، وتسمية ابنه : الضريس ، قال : فقال : إنّما رواه أبو حمزة ، وأصبغ بن عبد الملك (2) خير من أبي حمزة ، وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ، ومتّهم به ، إلاّ أنّه قال : ترك قبل موته ، وزعم أنّ أبا حمزة ، وزرارة ، ومحمد بن مسلم ، ماتوا في سنة
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الكشّي : 176 حديث 302 ، وصفحة : 201 حديث 353 ، التحرير الطاوسي : 100.
* ـ لاحظ ترجمة ضريس في فصل الألقاب حتّى يتبيّن لك وقوع تحريف في الخبر ، وعدم وجود أصبغ بن عبد الملك أصلاً. [ منه ( قدّس سرّه ). ]
1 ـ رجال الكشّي : 201 حديث 353 في ترجمة ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي. والخبر الذي أشار إليه هو ما ذكره الكشّي في رجاله : 176 حديث 302 بسنده : .. عن ابن أبي عمير ، عن علي بن عطية ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لعبد الملك بن أعين : « كيف سمّيت ابنك ضريساً ؟ ». فقال : كيف سمّاك أبوك جعفراً ؟ قال : « إنّ جعفراً نهر في الجنّة وضريس اسم شيطان ».
    أقول : من وقف على ترجمة أبي حمزة الثمالي علم أنّ التحريف في الخبر واقع لا محالة ولا يمكن الاعتماد عليه.
2 ـ في رجال الكشّي الطبعة المصطفوية : 201 حديث 353 بسنده : .. وأصبغ بن عبد الملك خير من أبي حمزة ، وفي طبعة مؤسسة آل البيت 2/455 حديث 353 : وأصيبع بن عبد الملك خير من أبي حمزة ، والتحرير الطاوسي : 63 طبعة الأعلمي : وأصبغ بن عبد الملك خير من أبي حمزة ، وطبعة مطبعة سيد الشهداء : 100 قال : وأصبع ابن عبد الملك خير من أبي حمزة ، والظاهر أنّ الأخير هو الصحيح.


(126)
واحدة بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة أو بنحو ذلك (1) ، وكان أبو حمزة كوفيّاً. انتهى.
    ومفاده كون الرجل حسن الحال (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه في اُسد الغابة (2) ـ مع الترديد في اسم أبيه ـ من الصحابة.
    وحاله مجهول (**).
1 ـ في المصدر : أو بنحو منه.
(*)
حصيلة البحث
    المعنون جاء في سند الحديث هكذا : وأصبغ بن عبد الملك خير من أبي حمزة .. ولم يعلم حاله ، فلابد من عدّه مجهولاً موضوعاً وحكماً.
2 ـ اُسد الغابة 1/99 ، والإصابة 1/67 برقم 209 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 200 ، وفيهما : أصبغ بن غياث ، مع ضبط غياث من دون ترديد.
(**)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.

    جاء بهذا العنوان في سند رواية في الخرائج والجرائح 1/328 حديث 21 ، قال : ومنها ما قال الأصبغ بن موسى : حملت دنانير إلى موسى بن جعفر عليه السلام ..
حصيلة البحث
    يظهر من رواياته أنّه من الشيعة الإماميّة ، وممّن يتّصل بالإمام عليه السلام اتّصالاً وثيقاً ، ولذلك يمكن عدّه في أوّل درجة الحسن.


(127)
    الضبط :
    أَصْبَغ : بفتح الهمزة ، وسكون الصاد المهملة ، وفتح الباء الموحّدة ، ثم الغين المعجمة (1).
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 34 برقم 2 ، رجال البرقي : 5 ، شرح اُصول الكافي للمولى صالح المازندراني 1/78 ، رجال ابن داود : 60 برقم 201 ، الخلاصة : 24 برقم 9 ، جامع الرواة 1/106 ، رجال النجاشي : 7 برقم 4 الطبعة المصطفوية [ طبعة بيروت 1/69 ـ 71 برقم ( 4 ) ، طبعة جماعة المدرسين : 8 برقم ( 5 ) ، طبعة الهند : 6 ] ، التحرير الطاوسي : 52 برقم 46 طبعة بيروت [ وفي طبعة مكتبة السيد المرعشي : 77 برقم ( 47 ) ] ، [ المخطوط : 18 برقم ( 42 ) من نسختنا ] ، توضيح الاشتباه : 66 برقم 242 ، رجال الكشّي : 5 برقم 8 ، الاختصاص للشيخ المفيد : 65 ، المجلسي في بحار الأنوار 8/727 طبعة الكمپاني [ والطبعة الحروفية 34/280 حديث 1023 ] ، تهذيب التهذيب 1/362 برقم 658 ، تقريب التهذيب 1/81 برقم 613 ، طبقات ابن سعد 6/225 ، المعارف لابن قتيبة : 624 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8/82 ، تكملة الرجال 1/208 ، وسائل الشيعة 20/142 ، معادن الحكمة 1/33 حديث 3 ، رسائل شيخنا الكليني ولا زال مخطوطاً ، كشف المحجّة لابن طاوس : 174 ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، معراج أهل الكمال : 288 برقم 116 [ المخطوط : 302 من نسختنا ] ، نقد الرجال : 49 برقم 1 [ المحقّقة 1/240 برقم ( 577 ) ] ، حاوي الأقوال 3/93 برقم 1056 [ المخطوط : 180 برقم ( 906 ) من نسختنا ] ، إتقان المقال : 27 ، رجال السيد بحر العلوم 1/266 ، المجلسي الأوّل في روضة المتّقين 14/61 ، صفّين لنصر بن مزاحم : 443 ، خير الرجال المخطوط : 223 من نسختنا ، كامل الزيارات : 28 باب 8 حديث 5 ، تفسير علي بن إبراهيم القمّي 1/15 ، تاريخ الثقات للعجلي : 71 برقم 109 ، تهذيب الكمال 3/308 برقم 537 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 39 ، الكاشف 1/136 برقم 456.
1 ـ قال في الصحاح 4/1322 : الأصْبَغ من الخيل : الذي ابيضَّت ناصيته أو ابيضّت أطرافُ


(128)
    ونُبَاتَة : بضمّ النون (1) ، وفتح الباء الموحّدة ، والألف ، وتاءين مثناتين فوقانيّتين اُولاهما مفتوحة.
    وقد مرّ (2) ضبط التميمي في ترجمة : أُسامة بن أجدري.
    والحَنْظَلِي : بفتح الحاء المهملة ، وسكون النون ، وفتح الظاء المعجمة ، وكسر اللام ، ثم الياء ، نسبة إلى حنظلة ، جدّ مجاشع (3).
    والمـُجَاشِعي : بضمّ الميم ، وفتح الجيم ، ثم الألف ، والشين المعجمة المكسورة ، ثم العين ، ثم الياء ، نسبة إلى مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم (4).
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله (5) تارة في أصحاب علي عليه السلام بقوله : أصبغ
ذَنَبه. والأصبغ من الطير : الذي ابيضَّ ذَنَبُه. وانظر ضبط اللفظة في توضيح المشتبه 1/251.
1 ـ في شرح اُصول الكافي للمولى صالح المازندراني 1/78 : عن الأصبغ بن نباتة ، بضمّ النون .. وفي توضيح المشتبه 9/21 قال : هو بضمّ النون على الصحيح. وانظر : التبصير 4/1406.
2 ـ في صفحة : 404 من المجلّد الثامن.
3 ـ انظر : جمهرة ابن حزم : 222 ـ 223 ، 231.
4 ـ في رجال الشيخ : 34 برقم 2 ، ورجال البرقي : 5 في خواص أمير المؤمنين عليه السلام ، وميزان الاعتدال 1/271 برقم 1014 : أصبغ بن نباتة الحنظلي المجاشعي الكوفي ، وتقريب التهذيب 1/81 برقم 613 ، وتهذيب التهذيب 1/362 برقم 658 هكذا : أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي.
    وفي رجال النجاشي : 7 برقم 4 : أصبغ بن نباتة المجاشعي ..
    وفي طبقات ابن سعد 6/225 : الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم من بني تميم .. وانظر : جمهرة ابن حزم : 231.
5 ـ رجال الشيخ : 34 برقم 2.


(129)
ابن نباتة التميمي الحنظلي. انتهى.
    واُخرى (1) في أصحاب الحسن عليه السلام.
    وقال النجاشي (2) : الأصبغ بن نباتة المجاشعي ، كان من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام (3) ، وعمّر بعده ، روى عنه عهد الأشتر ، ووصيّته إلى محمد ابنه ، أخبرنا ابن الجندي ، عن علي بن همام (4) ، عن الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بالعهد.
    وأخبرنا عبد السلام بن الحسين الأديب ، عن أبي بكر الدوري ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن جعفر بن محمد الحسني ، عن علي بن عبدك ، عن الحسن ابن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بالوصيّة. انتهى.
1 ـ رجال الشيخ : 66 برقم 2.
2 ـ رجال النجاشي : 7 برقم 4 الطبعة المصطفوية ، [ طبعة بيروت 1/69 ـ 71 برقم ( 4 ) طبعة جماعة المدرسين : 8 برقم ( 5 ) طبعة الهند : 6 ].
3 ـ صرّح بذلك النجاشي في رجاله : 7 برقم 4 ، والبرقي في رجاله : 5 ، وابن داود في رجاله : 60 برقم 201 ، وجامع الرواة 1/106 ، والخلاصة : 24 برقم 9 ، وتوضيح الاشتباه : 66 برقم 242.
    فإنّ هؤلاء الأعلام وغيرهم صرّحوا بأنّ الأصبغ بن نباتة كان من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام ، ولو لم يصرّحوا بذلك فإنّ مواقفه ومضمون رواياته تثبت ذلك.
4 ـ سقط من نسخة رجال النجاشي طبعة الهند وطبعة إيران : أبي ، والصحيح : أبي علي بن همام ، وذلك أنّ نسخة القهپائي من رجال النجاشي التي كانت عنده ـ وهي أصحّ نسخ رجال النجاشي ـ أبي علي ، وليس لنا في الرواة من يعنون بـ : علي بن همام ، والراوي والمروي عنه ينطبق على : أبي علي بن همام وهو : محمد أبو علي بن أبي بكر همام بن سهيل الكاتب الاسكافي الثقة الجليل فإنّه يروي عن الحميري ، ويروي عنه ابن الجندي أحمد بن محمد بن موسى بن الجراح الجندي ، فعلى ما قررناه يتّضح غلط النسخة من الطبعتين وصحّة نسخة مجمع الرجال.


(130)
    وقال في الفهرست (1) : الأصبغ بن نباتة رحمه الله ، كان [ الأصبغ ] من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام ، وعمّر مدّة (2) ، وروى عهد مالك الأشتر (3) الذي عهده إليه أمير المؤمنين عليه السلام لمّا ولاه مصر ، وروى وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام إلى ابنه محمد الحنفي ، أخبرنا أحمد بن أبي جيد (4) ، عن محمد بن الحسن ، [ عن ] الحميري ، عن هارون بن مسلم ، والحسن بن ظريف جميعاً ، عن الحسين بن علوان الكلبي (5) ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
    وأمّا الوصيّة فأخبرنا بها الحسين بن عبيد الله ، عن الدوري ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن جعفر بن محمد الحسيني (6) ، عن علي بن عبدك الصوفي ، عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي ، قال : كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى ولده محمد ابن الحنفية [ بوصيّته ].
    وروى الدوري ، عنه أيضاً مقتل الحسين بن علي عليهما السلام * ، عن أحمد
1 ـ الفهرست : 62 برقم 119 الطبعة الحيدرية ، [ وصفحة : 37 ـ 38 باب الواحد الطبعة المرتضوية ، وصفحة : 62 ـ 63 برقم ( 119 ) طبعة جامعة مشهد ].
2 ـ في المصدر بطبعاته الثلاثة : بعده ، بدلاً من : مرّةٌ ، ولا توجد ( عمّر ) في الطبعة الحيدرية.
3 ـ في بعض نسخ الفهرست ( رحمه الله ).
4 ـ في المصدر بجميع طبعاته الثلاثة : محمد بن الحنفية أخبرنا بالعهد ابن أبي جيد ، وهو الصحيح.
5 ـ في طبعة جامعة مشهد : الكليني ، والظاهر أنّه تصحيف.
6 ـ نسخة بدل : الحسني.
* ـ المراد منه الأحاديث الواردة في أنّ الحسين عليه السلام يقتل في كربلاء ، لا كيفيّة مقتله ووقوعه ؛ لأنّ الأصبغ لم يدرك زمان قتل الحسين عليه السلام. [ منه ( قدّس سرّه ) ]


(131)
ابن محمد بن سعيد (1) ، عن أحمد بن يوسف الجعفي ، عن محمد بن زيد (2) ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ .. وذكر الحديث بطوله (3). انتهى.
    واقتصر في التحرير الطاوسي على قوله (4) : الأصبغ بن نباتة مشكور. انتهى.
    وقد أخذه منه في الخلاصة (5) حيث قال في القسم الأوّل : الأصبغ بن نباتة ، كان من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام ، وعمّر بعده ، [ وهو ] مشكور. انتهى.
أقول : علّق بعض المعاصرين في قاموسه 2/106 بقوله : كما أنّ ما قاله : في بعض معنى مقتل الحسين عليه السلام في الحاشية .. إلى أن قال : ليس بصحيح ، فلو كان الأصبغ لم يدرك زمان قتله عليه السلام كان أبو الجارود الراوي عن الأصبغ هذا المقتل ، وكثير من الرواة الذين نقلهم عن الجامع روايتهم عنه باطلة ، وكيف فسّره بما قاله ، وفي الفهرست في هذا المقتل عن أبي الجارود ، عن الأصبغ .. وذكر الحديث بطوله ، فلو لم يكن المراد تاريخ مقتله عليه السلام لما كان فيه طول ، ولكان حديثه كلمات.
    أقول : خلاصة كلام هذا المعاصر هو أنّ كتاب المقتل لطوله يدلّ على أنّ الأصبغ أدرك زمان سيّد الشهداء عليه السلام ، وإلاّ كان كلمات قليلة لا كتاباً. وهذا استدلال غريب ، فإنّ طول كتاب المقتل لا يدلّ بالدلالات الثلاث على درك الأصبغ لزمان الإمام سيّد الشهداء عليه السلام ، فإنّ طوله يمكن أن يكون لنقل ما جرى على الأنبياء عليهم السلام من المصائب والمحن ، وتوسّلهم بالحسين عليه السلام لنجاتهم من المحن ، ولنقل ما جرى في زمان جدّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإخبار جبرئيل له صلّى الله عليه وآله وسلّم بما يجري على سبطه العظيم ، ولنقل ما جرى في زمن أمير المؤمنين عليه السلام عند ذهابه إلى صفّين ، فالاعتراض ساقط لا يدلّ على مقصوده ، هذا وسوف نشير إلى بقاء الأصبغ إلى زمان السجاد والباقر عليهما السلام ، لكن لا بما استدلّ به هذا المعاصر ، فانتظر.
1 ـ خ. ل : سعد الأشعري. [ منه ( قدّس سرّه ). ]
2 ـ كذا في المتن ، دون لفظ : النخعي ، وفي الفهرست : يزيد النخعي.
3 ـ انتهى ما في الفهرست باختلاف يسير.
4 ـ التحرير الطاوسي : 52 برقم 46 طبعة مكتبة السيد المرعشي ، [ وفي طبعة بيروت : 77 برقم ( 47 ) ].
5 ـ الخلاصة : 24 برقم 9.


(132)
    وعن البرقي (1) أنّه : من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من اليمن. انتهى.
    وروى الكشّي (2) : عن نصر بن الصباح البلخي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن إسماعيل (3) بن بزيع ، عن أبي الجارود ، قال : قلت للأصبغ بن نباتة : ما كان منزلة هذا الرجل فيكم ؟ قال : ما أدري ما تقول ، إلاّ أنّ سيوفنا كانت على عواتقنا ، فمن أومأ إليه ضربناه بها ، وكان يقول لنا : « تشرّطوا تشرّطوا فوالله ما اشتراطكم لذهب ولا فضّة (4) ، وما اشتراطكم إلاّ للموت ، إنّ قوماً من قبلكم من بني إسرائيل تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم حتّى كان نبيّ قومه ، أو نبيّ قريته ـ أو نبيّ نفسه ، وأنّكم لبمنزلتهم إلاّ أنّكم لستم أنبياء ».
    ثم روى (5) : عن طاهر بن عيسى الورّاق ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد *
1 ـ رجال البرقي : 5 ذكره في خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ومن خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام من مضر .. إلى أن قال : الأصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي ، وفي صفحة : 6 قال : وأصحابه من اليمن .. إلى أن قال : الأصبغ بن نباتة ، وقال الساروي في توضيح الاشتباه : 66 برقم 242 : أصبغ : بفتح الهمزة ، وسكون الصاد ، وفتح الباء الموحّدة ، وآخره غين معجمة ، بن نباتة ـ بتقديم النون المضمومة على الباء الموحّدة ـ التميمي الحنظلي المجاشعي ـ بضمّ الميم ـ كان من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام ، وعمّر بعده ، وهو مشكور.
2 ـ رجال الكشّي : 5 برقم 8 ، ورواه الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص : 65.
3 ـ في المصدر : عن الحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن بزيع ..
4 ـ في المصدر : لفضة.
5 ـ الكشّي أيضاً في رجاله : 103 برقم 164 ، رواه المجلسي في بحار الأنوار 8/727 طبعة الكمپاني [ الطبعة الحروفية 34/280 حديث 1023 ] ، والشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص : 65.
* ـ الظاهر : ابن. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أي: ابن التاجر.


(133)
التاجر ، قال : حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حمّاد ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قلت للأصبغ : ما كان منزلة هذا الرجل فيكم ؟ فقال : ما أدري ما تقول إلاّ أنّ سيوفنا [ كانت ] على عواتقنا فمن أومأ إليه ضربناه بها.
    ثم روى (1) : عن محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن مروك ابن عبيد ، قال : حدثني إبراهيم بن أبي البلاد ، عن رجل ، عن الأصبغ ، قال : قلت له : كيف سُمِّيتم شرطة الخميس يا أصبغ ؟ قال : إنّا ضمنّا له الذبح ، وضمن لنا الفتح ـ يعني أمير المؤمنين عليه السلام ـ انتهى (2).
    وأقول : يفهم من الخبر الأخير أنّه كان من شرطة الخميس.
    وقد نصّ في البحار (3) على ذلك حيث قال : كان الأصبغ بن نباتة من شرطة
1 ـ الكشّي أيضاً في رجاله : 103 برقم 165.
2 ـ وقد جاء في بحار الأنوار 42/181 وفصّلها في مستدركات مقباس الهداية 6/155 ـ 159 ، والفوائد الرجالية في صدر الكتاب وما عليها من تعليقات ، فراجع.
3 ـ بحار الأنوار 8/727 طبعة الكمپاني [ والطبعة المحقّقة 34/280 حديث 1023 ] ، والشيخ المفيد في الاختصاص : 65 : الأصبغ بن نباتة ، وكان من شرطة الخميس ، وكان فاضلاً ، وقال : نصر بن مزاحم في صفّينه : 406 : وحضّض عليّ [ عليه السلام ] أصحابه ، فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي فقال : يا أمير المؤمنين إنّك جعلتني على شرطة الخميس ، وقدّمتني في الثقة دون الناس ، وإنّك اليوم لا تفقد لي صبراً ولا نصراً .. وفي تهذيب التهذيب 1/363 برقم 658 قال : وقال ابن سعد : كان شيعياً ، وكان يضعّف في روايته ، وكان على شرطة علي [ عليه السلام ].
آراء أعلام العامّة في المترجم
    قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 1/362 برقم 658 : أصبغ بن نباتة التميمي ثم الحنظلي أبو القاسم الكوفي ، روى عن عمر ، وعلي [ عليه السلام ] والحسن ابن علي [ عليهما السلام ] ، وعمّار بن ياسر ، وأبي أيوب ، روى عنه سعد بن طريف ،


(134)

والأجلح ، وثابت ، وفطر بن خليفة ، ومحمد بن السائب الكلبي ، وغيرهم.
    قال جرير : كان المغيرة لا يعبأ بحديثه .. إلى أن قال : وقال أبو بكر بن عياش : الأصبغ بن نباتة وهيثم من الكذّابين ، وقال ابن معين : ليس يساوي حديثه شيئاً ، وقال أيضاً : ليس بثقة ، وقال مرّة : ليس حديثه بشيء ، وقال النسائي : متروك الحديث .. إلى أن قال : وقال العقيلي : كان يقول بالرجعة ، وقال ابن حبّان : فتن بحب علي [ عليه السلام ] فأتى بالطامّات ، فاستحق الترك ، وقال الدارقطني : منكر الحديث ، وقال ابن عدّي : عامّة ما يرويه عن عليّ [ عليه السلام ] لا يتابعه أحد عليه ، وهو بيّن الضعف .. إلى أن قال : وقال العجلي : كوفي تابعيّ ثقة ..
    وقال ابن سعد في طبقاته 6/225 : الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو .. إلى أن قال : روى عن علي [ عليه السلام ] وكان من أصحابه. قال : أخبرنا شبابة بن سوّار ، عن محمد بن الفرات ، قال : سمعت الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو ، وكان صاحب شرط علي [ عليه السلام ] .. إلى أن قال : حدثنا فطر ، قال : رأيت الأصبغ يصفّر لحيته ، وكان شيعياً ، وكان يضعّف في روايته.
    وفي جمهرة ابن حزم : 231 : الأصبغ بن نباتة .. يحدّث عن علي ، وهو ضعيف.
    وفي تقريب التهذيب 1/81 برقم 613 : أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي ، الكوفي ، يكنّى : أبا القاسم ، متروك ، رمي بالرفض ، من الثالثة.
    وعدّه ابن قتيبة في المعارف : 624 من الشيعة فقال : الشيعة ، الحارث الأعور ، وصعصعة بن صوحان ، والأصبغ بن نباتة ..
    وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 8/82 : وحرّض عليّ عليه السلام أصحابه ، فقام إليه الأصبغ بن نباتة ، وقال : يا أمير المؤمنين ، قدّمني في البقيّة من الناس ، فإنّك لا تفقد لي اليوم صبراً ولا نصراً ، أمّا أهل الشام .. إلى أن قال : فما رجع إلى علي عليه السلام حتى خضّب سيفه دماً ورمحه ، وكان شيخاً ناسكاً ، عابداً .. إلى أن قال : وكان من ذخائر علي عليه السلام ، ممّن قد بايعه على الموت ، وكان عليّ عليه السلام يضنّ به عن الحرب والقتال.
    وفي تهذيب الكمال 3/308 ـ 311 برقم 537 : أصبغ بن نباتة التميمي ، ثم الحنظلي ، ثم الدارمي ، ثم المجاشعي ، أبو القاسم الكوفي. روى عن الحسن بن علي بن أبي طالب [ عليه أفضل الصلاة والسلام ] ، وأبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، وعلي


(135)
    الخميس ، وكان فاضلاً. انتهى.
    قلت : وهو الذي أعانه عليه السلام على غسل سلمان الفارسي ، وممّن (1) حمل السرير لسلمان لمّا أراد أن يكلّم الموتى.
    وعن معادن الحكمة (2) والرسائل (3) عن علي بن إبراهيم بإسناده في حديث
ابن أبي طالب [ عليه السلام ] ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الخطاب. روى عنه الأجلح ابن عبد الله الكندي ، وثابت بن أسلم البناني ، وأبو حمزة ثابت بن أبي صفيّة الثمالي ، ورزين بياع الأنماط ، وأبو الجارود زياد بن المنذر ، وسعد بن طريف الإسكاف ، وسعيد ابن مينا .. إلى أن قال : كان المغيرة لا يعبأ بحديث الأصبغ بن نباتة .. إلى أن قال : وقال أبو نعيم : قال أبو بكر بن عياش : الأصبغ بن نباتة وميثم هؤلاء الكذّابون. وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : قد رأى الشعبي رشيداً الهجري ، وحبّة العرني ، والأصبغ ابن نباتة ليس يساوي هؤلاء كلّهم شيئاً ، وقال في موضع آخر : أصبغ بن نباتة ليس بثقة .. إلى أن قال : وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال في موضع آخر : ليس بثقة .. إلى أن قال : وقال أبو جعفر العقيلي : كان يقول بالرجعة. وقال أبو حاتم بن حبّان : فتن بحبّ علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأتى بالطامات في الروايات ، فاستحق من أجلها الترك. وقال الدارقطني : منكر الحديث ، وقال أبو أحمد بن عدي : لم اُخرج له هاهنا شيئاً ؛ لأنّ عامّة ما يرويه عن علي [ عليه السلام ] لا يتابعه أحد عليه ، وهو بيّن الضعف ، وله عن علي [ عليه السلام ] أخبار وروايات ، وإذا حدّث عن الأصبغ ثقة ، فهو عندي لا بأس بروايته.
    وتاريخ الثقات للعجلي : 71 برقم 109 : أصبغ بن نباتة كوفي ، تابعي ، ثقة. وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي : 39 ، والكاشف 1/136 برقم 456.
1 ـ روى ذلك الكاظمي في التكملة 1/208 ، ووثّق المترجم جماعة منهم الشيخ الحرّ في الوسائل 20/142 وبعد أن ترجمه قال : وتقدّم ذكره فيمن وثّقهم الأئمّة عليهم السلام.
2 ـ معادن الحكمة 1/33 وفيه : حارثة بن مصرف الهمداني ، ومثله في وسائل الشيعة ، لكن في كشف المحجّة : حارثة بن مضرب الهمداني.
3 ـ في كتاب الرسائل تأليف ثقة الإسلام الكليني قدّس سرّه لا زال مخطوطاً نقل عنه في معادن الحكمة 1/33 ، وفي كشف المحجّة لابن طاوس : 159 و 173 و 174 ، وكذا في
تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: فهرس