تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: 136 ـ 150
(136)
طويل أنّ أمير المؤمنين عليه السلام دعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع ، فقال : « أدخل عليَّ عشرة من ثقاتي » ، فقال : سمّهم لي يا أمير المؤمنين (ع) ! فقال له : « أدخل أصبغ بن نباتة ، وأبا الطفيل عامر بن وائلة الكناني ، وزرّ بن جيش (1) الأسدي ، وجويرية بن مسهر العبدي ، وخندف بن زهير الأسدي ، وحارث ابن مفرقة الهمداني (2) ، والحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، ومصابيح النخع : علقمة بن قيس ، وكميل بن زياد ، وعمر بن زرارة » فدخلوا عليه ، الحديث.
    وقد تلخّص من ذلك كلّه أنّ الرجل من أجلاّء أصحاب الأمير عليه السلام وثقاته ، وقد نصّ في الخبر الأخير بكونه من ثقاته.
    فعدّ الفاضل المجلسي رحمه الله في الوجيزة (3) إيّاه ممدوحاً ، كعدّ الجزائري في الحاوي (4) إيّاه من قسم الحسان لم يقع في محلّه ؛ ضرورة أنّ كون الرجل من
اللهوف نقلاً بلا واسطة ، ووسائل الشيعة 20/89 .. وغيرها ، وقد عبّر عنها شيخنا الطهراني في الذريعة 10/239 برقم ( 766 ) بـ : رسائل الأئمّة ، وفي المتن الحجري : الوسائل ، ولا معنى لها.
1 ـ في المصدر: حبيش ، وهو الظاهر.
2 ـ الصحيح : وحارثة بن مضرب الهمداني.
3 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 163 برقم ( 224 ) ] ، وعدّه في ملخّص المقال في قسم الحسان ، وفي معراج أهل الكمال : 289 تحت رقم 116 [ المخطوط : 302 من نسختنا : تابعي مشكور ] ، وفي بلغة المحدثين : 333 : .. ممدوح ، من شرطة الخميس.
4 ـ حاوي الأقوال 3/93 برقم 1056 [ المخطوط : 180 برقم ( 906 ) من نسختنا ] ، ونقد الرجال : 49 برقم 1 [ المحقّقة 1/240 برقم ( 577 ) ] ، ووثقّه في إتقان المقال : 27.
    وقال الكاظمي في التكملة 1/208 في ترجمة الأصبغ : والتتبّع يرشد إلى أنّ هذا الرجل من أجلّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو الذي أعان أمير المؤمنين عليه السلام على تغسيل سلمان الفارسي رحمه الله ، وممّن حمل السرير لسلمان لمّا أراد أن يكلّم الموتى ..
    وعدّه في رجال بحر العلوم 1/266 من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام.


(137)
خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام ، إن لم يدلّ على وثاقته فعلى الإسلام السلام ، كيف لا ! وقد انضمّ إلى ذلك تنصيصه عليه السلام في الخبر المذكور بكونه من ثقاته.
    ولقد أجاد العلاّمة (1) وابن داود (2) حيث عدّاه في القسم الأوّل ، فلا تذهل.
[ الأصبغ بن نباتة ]
    [ قد ترجمنا الرجل في محلّه ، وقد سقط من ترجمته ما مرّ مفاده وهو قول نصر في كتاب صفّين (3) : كان الأصبغ شيخاً ناسكاً عابداً من ذخائر علي عليه السلام
وقال المجلسي الأوّل في شرح مشيخته للفقيه 14/61 بعد أن عنونه ، وذكر عن النجاشي والفهرست كونه من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام ، وعن الخلاصة أنّه مشكور قال : وروى الكشّي أخباراً تدلّ على جلالة قدره ، والظاهر أنّ المصنّف يروي عن أصله كما يشعر قوله في أوّل الكتاب ، وذكر الشيخ أنّ له أصلاً ..
    وفي صفّين لنصر بن مزاحم : 443 قال في وقعة صفين : فرجع الأصبغ ، وقد خضّب سيفه دماً ورمحه ، وكان شيخاً ناسكاً عابداً ، وكان إذا لقي القوم بعضهم بعضاً يغمد سيفه ، وكان من ذخائر علي [ عليه السلام ] ممّن بايعه على الموت ، وكان من فرسان أهل العراق ، وكان علي [ عليه السلام ] يضنّ به على الحرب والقتال ، وذكره اللاهيجي في خير الرجال المخطوط : 223 من نسختنا.
1 ـ في الخلاصة : 24 برقم 9 ، وذكره في معالم العلماء : 27 برقم 138.
2 ـ رجال ابن داود : 60 برقم 201 ، وجاء في سند رواية في كامل الزيارات : 28 باب 8 حديث 5 بسنده : .. عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه السلام .. ، وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي 1/85 في تفسير سورة البقرة في قوله تعالى : « وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمواتِ وَالأَرْضَ » بسنده : .. عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة أنّ علياً عليه السلام سئل عن قول الله عزّوجلّ : « وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمواتِ وَالأَرْضَ ».
3 ـ كتاب صفّين لنصر بن مزاحم : 443 ، وقد نقله عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج 8/82 بتقديم وتأخير.


(138)
وممّن بايعه على الموت وكان عليّ عليه السلام يضنّ به (1) على الحرب والقتال ، وكان القوم إذا لقي بعضهم بعضاً أغمد الأصبغ سيفه فإذا اقترفوا برز وحده فلا يرجع حتّى يخضّب سيفه ورمحه دماً ] (2).
    التمييز :
    قد سمعت من النجاشي والشيخ رحمه الله رواية سعد بن طريف عنه ، وسمعت من الشيخ رحمه الله رواية أبي الجارود أيضاً عنه.
    ونقل في جامع الرواة (3) رواية أبي جميلة ، ومحمد بن داود الغنوي ،
1 ـ الضِنّ والضَنَانة : البخل والإمساك كما في الصحاح 6/2156 ، ولسان العرب 13/261 .. وغيرهما. كأنّه كان عليه السلام يبخل به ولم يُرْسِلْه إلى الحرب. ولعلّه : يَضَنُّ بإدغام النون ولم يستعمل من باب التفعيل حتى يصير ( يُضَنِّنُ ) ، فليلاحظ.
2 ـ ما بين المعقوفين هو ما استدركه المصنّف طاب ثراه في آخر الكتاب من الأسماء التي فاتته ترجمته تحت عنوان خاتمة الخاتمة 3/123 أثناء طبعه للكتاب ، ولم يتمّها حيث لم يفِ بذلك عمره الشريف.
3 ـ جامع الرواة 1/106.
    أقول : الذي يظهر أنّ المترجم بقي إلى زمان السجاد عليه السلام وبعده ، وذلك أنّ الرواة عنه جلّهم من أصحاب الباقرين عليهما السلام ، وهو لا يروي إلاّ عن أمير المؤمنين والحسن عليهما السلام وابن عباس ، وإليك الرواة عنه فقد روى عن المترجم :
    1 ـ سعد بن طريف الثقة الجليل الذي صرّح الشيخ في رجاله : 92 برقم 17 بأنّه من أصحاب السجاد عليه السلام.
    2 ـ أبو الجارود زياد بن المنذر ، الضعيف من أصحاب الباقر عليه السلام.
    3 ـ أبو يحيى ، المشترك بين جماعة ، والظاهر أنّه الذي كان من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن شرطة الخميس.
    4 ـ أبو مريم ، مشترك أيضاً بين جماعة ، والظاهر أنّه الذي كان من أصحاب أمير المؤمنين ، والسجاد عليهما السلام ، وهو مجهول الحال.


(139)
    وأبي يحيى ، وأبي حمزة ، ومسمع ، وأبي مريم ، ومحمد بن الوليد ، ومحمد بن
    5 ـ مسمع بن عبد الملك الملّقب بـ : كردين ، الثقة الجليل من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام.
    6 ـ أبو جميلة ، وهو مجهول.
    7 ـ محمد بن داود الغنوي ، مهمل.
    8 ـ علي بن حزور ، الضعيف.
    9 ـ محمد بن الوليد ، المشترك بين الثقة والمجهول ، والظاهر أنّه المجهول الحال.
    10 ـ محمد بن الفرات ، الضعيف الذي يعدّ من أصحاب الرضا عليه السلام ، والتحقيق أنّه لم يرو عن أصبغ ، بل روايته عنه مرفوعة ، كما في فروع الكافي 2/313 الطبعة الحجرية بسنده : .. عن محمد بن الفرات رفعه عن الأصبغ بن نباتة قال : .. ، وإن كان في طبعة إيران الجديدة أسقطت كلمة ( رفعه ) ، ففي 7/265 حديث 26 : عن محمد ابن الوليد ، ومحمد بن الفرات ، عن الأصبغ بن نباتة رفعه قال : فكلمة ( رفعه ) أسقطت من بعد ( الفرات ) وذكرت بعد الأصبغ ، وزيد حرف العطف بين ( ابن الوليد ) و ( محمد ) ، والصحيح ما في الطبعة الحجرية ، ويدلّ عليه أنّ محمد بن الفرات من أصحاب الرضا عليه السلام ، ولم يدرك الأصبغ قطعاً.
    11 ـ خالد النوفلي أو النوا ، ولم أعرفه.
    12 ـ أبو الصباح الكناني إبراهيم بن نعيم العبدي الثقة الجليل من أصحاب الباقرين عليهما السلام.
    13 ـ عبد الله بن جرير ، ولم أعرفه.
    14 ـ حارث بن حصيرة ، إمامي مجهول الحال ، ومن أصحاب الصادقين عليهما السلام.
    15 ـ الحارث بن المغيرة النصري ، الثقة الثقة ، ومن أصحاب الباقرين عليهما السلام.
    16 ـ عبد الحميد الطائي ، الثقة ، من أصحاب الصادقين عليهما السلام.
    والذي يتحصّل من ملاحظة الطبقات أنّ جلّ هؤلاء رووا عن المترجم في أواخر أيام حياته ، وقد صرّح الشيخ في الفهرست أنّه عمّر بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذا التصريح يدلّ على أنّه كان من المعمّرين ، وعليه فلا مانع من دركه لزمان إمامة السجاد والباقر عليهما السلام ، نعم نسبة الرواية عن المترجم إلى بعض سهو قطعاً لعدم موافقة الطبقة مثل محمد بن الفرات ؛ لأنّه من أصحاب الرضا عليه السلام ، فتفطّن.


(140)
الفرات ، وخالد النوفلي أو النوا ، وأبي الصباح الكناني ، وعبد الله بن جرير العبدي ، والحارث بن حصيرة ، والحرث بن المغيرة ، وعبد الحميد الطائي ، وعلي بن حزور (1) ، عنه (*).
1 ـ في المصدر : خزور.
(*)
حصيلة البحث
    لا ينقضي عجبي ممّن عدّ المترجم مشكوراً مع تصريحه بأنّه كان من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام ، ونقاش بعض أعلام المعاصرين بأنّ رواية رسائل الكليني رحمه الله ضعيفة السند ، في غير محلّه ؛ لأنّ كونه من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام ، وممّن كان يضنّ به عليه السلام في الحرب ، وأنّه كان شيخاً ناسكاً عابداً ، وأنّه من ذخائر علي عليه السلام ، كلّ ذلك يؤيد ويقوّي سند رواية الرسائل من عدّه من ثقات أمير المؤمنين ، فالحقّ الصريح ، والواقع الذي لا محيص عنه ، هو أنّ المترجم من أوثق الثقات ، وكفى فخراً وجلالة له عدّ أمير المؤمنين عليه السلام له من ثقاته ، فالرجل ثقة ثقة ثقة ، بلا ريب عندي.

    ذكره ابن حجر في لسان الميزان 1/711 برقم 1439 الطبعة المحقّقة ، وطبعة الأعلمي 1/460 برقم 1423 ، وأورده في مجمع كتاب ابن أبي طي ( الحاوي في رجال الشيعة الإمامية ) المطبوع في العدد ( 65 ) في مجلة تراثنا : 159 ـ 160 برقم ( 23 ) قال : كان يتشيّع ويبالغ فيه ، وربّما سلك طريق ابن الحجّاج في شعره ، قاله أبو سعد بن السمعاني ..
    وقال : مات سنة تسع وستّين وأربعمائة ..
    قال : ويقال : إنّه رجع عن ذلك.
    وردّ ذلك ابن أبي طي في مصنَّفه في الإمامية.
حصيلة البحث
    لم يتّضح لي حال المعنون وأنا فيه من المتوقفين.


(141)
ملك الحبشة (o)
    [ الترجمة : ]
    أسلم في عهد النبي صلّى الله عليه وآله ، وأحسن إلى المسلمين الذين هاجروا إلى أرضه ، وأخباره ـ معهم ومع كفّار قريش الذين طلبوا منه أن يسلّم إليهم المسلمين ، وامتناعه من ذلك ـ مشهورة ، وتوفّي في بلاده قبل فتح مكّة ، وصلّى [ عليه ] النبي صلّى الله عليه وآله بالمدينة ، وكبّر عليه أربعاً.
    وأصحمة اسمه ، والنجاشي لقب له ولملوك الحبشة ، مثل كسرى للفرس ، وقيصر للروم (1) ، وعدّ بعضهم إيّاه من الصحابة خطأ ؛ لأنّه
(o)
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/99 ، الإصابة 1/117 برقم 473 ، الخصال للشيخ الصدوق 2/360 ، آثار البلاد وأخبار العباد : 80 ، الأمالي للشيخ المفيد : 238 المجلس الثامن والعشرون حديث 2.
1 ـ في اُسد الغابة 1/99 : أصحمة النجاشي ملك الحبشة ، أسلم في عهد النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وأحسن إلى المسلمين الذين هاجروا إلى أرضه .. إلى آخر ما نقله المؤلّف قدّس سرّه ، وبتفصيل أكثر في الإصابة 1/117 برقم 473.
    أقول : صلاة الغائب عندنا هي الدعاء للميت ، لا صلاة الميّت المعروفة ، وفي الخصال 2/360 بسنده : .. عن علي عليه السلام قال : « إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ، لمّا أتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكى بكاءَ حزين عليه ، وقال : إنّ أخاكم أصحمة ـ وهو اسم النجاشي ـ مات ، ثم خرج إلى الجبّانة


(142)
لم ير النبي صلّى الله عليه وآله ، ودرك زمانه صلّى الله عليه وآله لا يكفي في كونه صحابيّاً (*).
وصلّى عليه ، وكبّر سبعاً ، فخفض الله له كلّ مرتفع ، حتى رأى جنازته وهو بالحبشة ».
    أقول : إنّ في ما ذكر في المترجم موارد تلفت النظر ، وهي لماذا كبّر عليه سبعاً ؟ ولماذا خرج صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الجبانة ؟ ولم يصلّ في المسجد ؟ والصلاة على الميّت الغائب باطلة عند أهل البيت عليهم السلام ، مع أنّ فعل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تشريع للجواز.
    ثم لماذا بكى بكاء الحزين ؟ ثم ما خطره ومنزلته عند الله عزّوجلّ بحيث ينزل جبرئيل عليه السلام ويخبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بموته ؟ وبعد ذلك تستوي الأرض بحيث يرى جنازة أصحمة ؟ كلّ هذه أمور تفرض السؤال عنها ، وأمّا رواية الخصال رواتها إلاّ واحد كلّهم مهملون ، وليس لهم ذكر في كتب الرجال.
    وذكر المترجم القزويني المتوفى سنة 682 هجرية في آثار البلاد وأخبار العباد : 80 بعد أن ذكر الحبشة قال : ومنها النجاشي الذي كان في عهد رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم واسمه أصحمة ، كان وليّاً من أولياء الله ، يبعث إلى رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] الهدايا ، والنبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، يقبلها ، وفي يوم مات أخبر جبرائيل عليه السلام رسول الله بذلك مع بعد المسافة ، وكان ذلك معجزة لرسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم في يوم موته ، صلّى عليه الصلاة مع أصحابه وهو ببلاد الحبشة ، والصلاة هنا بمعناها اللّغوي قطعاً.
    وروى الشيخ المفيد في الأمالي المجلس الثامن والعشرون : 238 حديث 2 حديثاً مفصّلاً عنه يوضّح منزلته الرفيعة من الدين والإخلاص لسيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(*)
حصيلة البحث
    بعد ما علّقت من الملاحظات في المقام ، لا يسعني إلاّ الحكم على المعنون بالجهالة ، والله العالم بحقيقة عباده.


(143)
    الضبط :
    أَصْرَم : بفتح الهمزة ، وسكون الصاد المهملة ، وفتح الراء المهملة ، والميم (1).
    وحُوْشَب : بضمّ الحاء المهملة (2) ، وسكون الواو ، وفتح الشين المعجمة ، ثم الباء الموحّدة ، بمعنى عظيم البطن ، أو منتفخ الجنبين ، سمّي به جمع.
    وما في جملة من النسخ من إبدال الحاء المهملة بالخاء المعجمة من دون ضبط ، من غلط الناسخ ، وكذا إبداله بالجيم المعجمة.
    وقد مرّ (3) ضبط البجلي في : أبان بن عثمان.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 83 برقم 267 الطبعة المصطفوية [ طبعة بيروت 1/267 ـ 268 برقم ( 266 ) ، طبعة جماعة المدرسين : 107 برقم ( 271 ) ، طبعة الهند : 78 ] ، فهرست الشيخ : 63 برقم 121 الطبعة الحيدرية [ وصفحة : 38 برقم ( 110 ) الطبعة المرتضوية ، وطبعة جامعة مشهد صفحة : 63 برقم ( 120 ) ] ، الخلاصة : 207 برقم 9 ، رجال ابن داود : 60 برقم 202 ، حاوي الأقوال 3/181 برقم 1141 [ المخطوط : 199 برقم ( 1048 ) من نسختنا ] ، الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 163 برقم ( 225 ) ] ، ميزان الاعتدال 1/272 برقم 1017 ، لسان الميزان 1/461 برقم 1424 ، الوسيط المخطوط : 45 من نسختنا ، رجال شيخنا الحرّ المخطوط : 11 من نسختنا ، وسائل الشيعة 20/143 برقم 168 ، توضيح الاشتباه : 66 ، نقد الرجال : 49 برقم 1 [ المحقّقة 1/241 برقم ( 578 ) ] ، إتقان المقال : 27 ، معجم رجال الحديث 3/225 ، تاريخ بغداد 7/30 برقم 3495 ، مجمع الزوائد 1/171 و 3/110 و 5/36.
1 ـ قال في تاج العروس 8/366 : الأَصْرَم والمُصْرِم ـ كمحسن ـ : الفقير الكثير العيال.
2 ـ كذا ، والصحيح : فتح الحاء كما في لسان العرب 1/317 ـ 318 ، صحاح اللغة 1/112 ، توضيح المشتبه 3/383 .. وغيرها. وانظر معاني اللفظة وبعض المسمّين به في تاج العروس 1/214 ، ولاحظ الصحاح واللسان.
3 ـ في صفحة : 128 من المجلّد الثالث.


(144)
    الترجمة :
    قال النجاشي (1) : أصرم بن حوشب (2) البجلي عامي ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام نسخة ، رواها عنه محمد بن خالد البرقي ، أخبرنا محمد ، والحسين ، عن الحسن بن حمزة ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أحمد ابن محمد بن خالد ، قال : حدثنا أبي ، عن أصرم ، بكتابه. انتهى.
    وقال في الفهرست (3) : أصرم بن حوشب له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أصرم. انتهى.
    وقال في القسم الثاني من الخلاصة (4) : أصرم بن حوشب البجلي عاميّ ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام. انتهى.
    وذكره ابن داود في البابين ، واقتصر في الأوّل (5) على نقله عن الفهرست أنّ : له كتاباً.
    وقال في الباب الثاني (6) إنّه : من أصحاب الصادق عليه السلام عاميّ ثقة.
1 ـ رجال النجاشي : 83 برقم 267 الطبعة المصطفوية [ طبعة بيروت 1/267 ـ 268 برقم ( 266 ) ، طبعة جماعة المدرسين : 107 برقم ( 271 ) ، طبعة الهند : 78 ].
2 ـ في طبعتي نشر الكتاب والهند من المصدر : خوشب ، والظاهر أنّه تصحيف.
3 ـ الفهرست : 63 برقم 121 الطبعة الحيدرية [ وصفحة : 38 برقم ( 110 ) الطبعة المرتضوية ، وباختلاف يسير في طبعة جامعة مشهد صفحة : 63 برقم ( 120 ) ].
4 ـ الخلاصة : 207 برقم 9 ، والوسيط المخطوط : 45 ، ورجال شيخنا الحرّ المخطوط : 11 من نسختنا.
5 ـ رجال ابن داود : 60 برقم 202 ، ووسائل الشيعة 20/143 برقم 168 ، وتوضيح الاشتباه : 66 برقم 243 ، ونقد الرجال : 49 برقم 1 [ المحقّقة 1/241 برقم ( 578 ) ].
6 ـ رجال ابن داود : 429 برقم 65 طبعة جامعة مشهد ، وصفحة : 232 برقم 66 الطبعة الحيدرية ، وعدّه في إتقان المقال : 27 في الثقات.


(145)
    وعدّه الجزائري في الحاوي (1) في قسم الموثّقين ، ونصّ في الوجيزة (2) والبلغة (3) أيضاً بكونه موثّقاً ، وهو الّذي يقتضيه كونه عاميّاً ثقة.
    التمييز :
    قد سمعت (4) رواية أحمد بن أبي عبد الله محمد البرقي ، عن أبيه ، عنه (*).
وفي لسان الميزان 1/461 برقم 1424 : أصرم بن حوشب أبو هشام قاضي همدان ، هالك ، يروي عن زياد بن سعد ، وقرّة بن خالد ، قال يحيي : كذّاب خبيث ، وقال البخاري ومسلم والنسائي : متروك الحديث ، وقال الدارقطني : منكر الحديث ، وقال السعدي : كتبت عنه بهمدان سنة 202 وهو ضعيف ، وقال ابن حبّان : كان يضع الحديث على الثقات ، ثم ذكر روايات ونسبها إليه ، ونقل تضعيف جمع له أيضاً ، ومثله في ميزان الاعتدال 1/272 برقم 1017 ، وتاريخ بغداد 7/30 برقم 3495 ، ومجمع الزوائد 1/171 و 3/110 و 5/36.
1 ـ حاوي الأقوال 3/181 برقم 1141 [ المخطوط : 199 برقم ( 1048 ) من نسختنا ].
2 ـ الوجيزة : 146 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي: 163 برقم ( 225 ) ] : أصرم بن حوشب موثّق.
3 ـ بلغة المحدّثين : 333.
4 ـ جاءت روايته في الكافي 4/540 حديث 1 باب النوادر بسنده : .. عن أحمد بن محمد ، عن أصرم بن حوشب ، عن عيسى بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام .. ، وفي التهذيب 5/443 حديث 1544 : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي ، عن أصرم بن حوشب ، عن عيسى بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام .. ، وصفحة : 454 حديث 1587 : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن أصرم بن حوشب ، عن عيسى بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام ..
    هذه بعض روايات المترجم ، ولم أظفر على روايته عن الإمام الصادق عليه السلام بغير واسطة ، فراجع لعلّك تقف عليها.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ تصريح علمائنا الأعلام قدّس سرّهم واتفاقهم على وثاقته ، مع تصريحهم بكونه عاميّاً ، واتفاق علماء العامة على تضعيفه ، يكشف عن أنّه لم يكن ناصبيّاً ، وكان محبّاً


(146)
    [ الترجمة : ]
    نقل في اُسد الغابة (1) عن ابن عبد البرّ وابن مندة وأبي نعيم عدّه من الصحابة ، وقد غيّر النبي صلّى الله عليه وآله اسمه ، وسمّـاه : زرعة (2).
    وحاله غير متبيّن عندي.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ (3) [ ضبط ] الشقري في : اُسامة بن أخدري الذي روى عنه حديث تغيير النبي صلّى الله عليه وآله اسمه بـ : زرعة (*).
لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وروى روايات في فضلهم ومقامهم الشامخ ، وعلى كلّ حال فهو موثّق بلا ريب ، والحديث من جهته يعدّ حجّةً عند من يعتبر الموثّقات.
(o)
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/99 ، الإصابة 1/67 برقم 210 ، الاستيعاب 1/54 برقم 152 ، تجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 202 ، الوافي بالوفيات 9/284 برقم 4210 ، تاج العروس 8/367.
1 ـ اُسد الغابة 1/99.
2 ـ في تاج العروس 8/367 ، قال : أصرم الشَقَري ـ محرّكة ـ الذي سمّاه النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : زرعة تفاؤلاً.
3 ـ في صفحة : 404 من المجلّد الثامن.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف فيما ذكروه في المصادر المذكورة على ما يوضّح عن حال المترجم ، فهو مجهول الحال.


(147)
    [ الترجمة : ]
    عدّه جمع (1) من الصحابة ، وقالوا : إنّه قتل يوم اُحد ، وشهد النبي صلّى الله عليه وآله له بالجنّة.
    ونعتبره حسناً.
    [ الضبط : ]
    وأُصَيْرِم : بالهمزة ، والصاد المهملة ، والياء المثنّاة من تحت ، والراء المهملة ، والميم ، مصغّر (2).
    والأَنْصارِي : نسبة إلى الأنصار ، وهم أهل المدينة المشرّفة الذين نصروا النبي صلّى الله عليه وآله ، وينقسمون إلى الأوس والخزرج ، وهما قبيلتان تنسبان إلى أخوين اسم أحدهما أوس ، واسم الآخر خزرج ، واُمّهما قيلة (3).
(o)
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/100 ، الإصابة 1/67 برقم 211 ، تجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 203.
1 ـ فمنهم ابن الأثير في اُسد الغابة 1/100 ، وابن حجر في الإصابة 1/67 برقم 211 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 203 : أصرم ، ويقال : أصيرم ، هو عمرو بن ثابت ابن وقش الأشهلي ، استشهد يوم اُحد. وانظر : تاج العروس 8/367.
2 ـ أُصَيْرم تصغير أَصْرَم ، وقد نقلنا في أصرم بن حوشب عن تاج العروس 8/366 أنّه بمعنى : الفقير الكثير العيال.
3 ـ قال ابن حزم في جمهرة أنساب العرب : 332 : وهذا نسب الأنصار .. وهم من ولد ثعلبة ابن عمرو مُزَيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن


(148)
    والأَشْهَلي : بالهمزة ، والشين المعجمة ، والهاء ، واللام ، والياء ، نسبة إلى بني عبد الأشهل فخذ من الأوس الأكبر (1) (*).

    [ الترجمة : ]
    بعث النبي صلّى الله عليه وآله سريّة فأسروه ، فلمّا أتوا به عرض عليه الإسلام فأسلم ، فبلغ ذلك أباه ، وكتب إليه أبياتاً يعاتبه على تركه ، واتّباع دين محمد صلّى الله عليه وآله فاستأذن النبي صلّى الله عليه وآله وكتب إليه أبياتاً ، ودعاه إلى الإسلام ، فأقبل إلى النبي صلّى الله عليه وآله ، وأسلم.
    وإني اعتبر الرجل من الحسان (2).
مازن بن الأزد. فولدُ ثعلبة بن عمرو : حارثة. فولدُ حارثة بن ثعلبة : الأوس والخزرج ، أمهما قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقياء.
1 ـ انظر : جمهرة ابن حزم : 339 وغيره.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ شهادة المترجم في وقعة اُحد تحت راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تدلّ على جلالته وحسنه ، فهو حسن جليل.
(o)
مصادر الترجمة
    الإصابة 1/68 برقم 213 ، تجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 204.
2 ـ قال في الإصابة 1/68 برقم 213 : أصيد ـ بوزن أحمد ـ بن سلمة الأسلمي .. إلى أن قال : عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن أبي طالب [ عليه أفضل الصلاة والسلام ] قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله سريّة ، فأسروا رجلاً من بني سليم يقال له : الأصيد بن سلمة ، فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رقّ له ، وعرض عليه الإسلام وأسلم ، وكان له أب شيخ


(149)
    [ الضبط : ]
    وأَصْيَد : بالهمزة ، والصاد المهملة ، والياء المثنّاة من تحت ، والدال المهملة ، وزان أحمد (1).
    وقد مرّ ضبط (2) سلمة في : إبراهيم بن سلمة.
    وضبط السلمي (3) في : أدرع أبي الجعد (*).
كبير فبلغه ذلك فكتب إليه :
من راكب نحو المدينة سالماً أتركت دين أبيك والشم العلى حتى يبلغ ما أقول الأصيدا أودوا وتابعت الغداة محمدا
    في أبيات ، قال : فاستأذن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في جوابه ، فأذن له ، فكتب إليه :
إنّ الّذي سمك السماء بقدرة بعث الذي ما مثله فيما مضى حتى علا في ملكه وتوحّدا يدعو لرحمته النبيّ محمّدا
     .. في أبيات ، فلمّا قرأ كتاب ولده أقبل إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأسلم ، وانظر : تجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 204.
1 ـ قال الجوهري في الصحاح 2/499 : الصَيَد ـ بالتحريك ـ مصدر الأَصْيَد ، وهو الذي يرفع رأسه كِبراً. ومنه قيل للملك : أَصْيَد ، وأصله في البعير يكون به داءٌ في رأسه فيرفعه. ويقال : إنّما قيل للملك أصيد لأنّه لا يتلفّت يميناً ولا شمالاً. وكذلك الذي لا يستطيع الالتفات من داء. وفي القاموس المحيط 1/309 : الأَصْيَد : الملك ، ورافعُ رأسه كبراً ، والأسد كالمصطاد والصاد ( الصيّاد ).
2 ـ في صفحة : 34 من المجلّد الرابع.
3 ـ في صفحة : 309 من المجلّد الثامن.
(*)
حصيلة البحث
    لا يسعني الحكم على المترجم بالحسن ، بل أمره مجهول ؛ لأنّ كتب الرجال لم تتعرّض لحاله ، ومجرّد مدح النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حياته مع عدم وضوح سيرته في سائر أيامه لا يسوّغ لنا إلاّ التوقف والاعتراف بجهالة حاله.


(150)
    [ الترجمة : ]
    عدّ من الصحابة (1) ، ولم يتبيّن لي حاله.
    [ الضبط : ]
    وأُصَيْل : بالهمزة ، والصاد المهملة ، والياء المثنّاة من تحت ، واللام ، مصغّراً لا مكبّراً (2).
    وقد مرّ (3) ضبط الهذلي في : اُسامة بن عمير.
    وضبط الغفاري (4) في : إبراهيم بن ضمرة (*).
(o)
مصادر الترجمة
    الإصابة 1/68 برقم 215 ، اُسد الغابة 1/101 ، تجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 205 ، الوافي بالوفيات 9/287 برقم 4213.
1 ـ عدّه من الصحابة ابن حجر في الإصابة 1/68 برقم 215 ، وابن الأثير في اُسد الغابة 1/101 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/24 برقم 205 ، والوافي بالوفيات 9/287 برقم 4213.
2 ـ انظر ضبطه في الإكمال 1/112 باب أُمَيْل وأُصَيْل ، والتبصير 1/26 ، وهامش توضيح المشتبه 1/273.
3 ـ في صفحة : 426 من المجلّد الثامن.
4 ـ في صفحة : 89 من المجلّد الرابع.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فهو ممّن أهملوا بيان حاله.
تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: فهرس