تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: 301 ـ 315
(301)

وقد خرج غازياً إلى ثغر أرمينية ..
    أقول : من الراجح أن أستعرض كلمات وآراء الخاصة والعامة حول وجود أُويس ، وما يمتاز به من صفات عالية ، وأوسمة قدسية ، من ساحة صاحب الرسالة صلّى الله عليه وآله ، ثم أحيل إلى وجدان المُراجع في ما يختاره ويرتئيه.
أُويس القرني كان له وجود ثم توفّي
    اعترف بوجوده ، وأنّه من قبيلة قرن في مراصد الاطلاع ، وصحاح اللغة للجوهري ، والقاموس المحيط ، وتاج العروس ، ونهاية الأرب ، وسبائك الذهب ، ولسان الميزان ، وميزان الاعتدال ، والوافي بالوفيات ، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال ، وتجريد أسماء الصحابة ، واُسد الغابة ، والإصابة ، والثقات لابن حبّان ، وتاريخ الثقات للعجلي ، والإكمال لابن ماكولا ، وحلية الأولياء ، وتهذيب التهذيب ، وصفوة الصفوة ، ومشكاة المصابيح .. وغيرها.
    ومن كتب الخاصة ؛ في رجال الشيخ في أصحاب علي أمير المؤمنين عليه السلام ، ورجال الكشّي ، ومجالس المؤمنين ، وإتقان المقال ، وملخّص المقال في قسم الحسان ، وتوضيح الاشتباه ، ومجمع الرجال ، وجامع الرواة ، وحاوي الأقوال ، ومنتهى المقال ، ومنهج المقال ، ونقد الرجال ، والخلاصة ، ورجال شيخنا الحرّ المخطوط من نسختنا ، والوسيط المخطوط من نسختنا ، والاختصاص ، ورجال ابن داود ، وبحار الأنوار ، ووسائل الشيعة ، والتحرير الطاوسي.
الأوصاف والمزايا التي حازها أُويس
    كونه مستجاب الدعوة بشهادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في اُسد الغابة في ترجمته : عن أسير بن جابر قال : كان عمر بن الخطاب إذ أتى أمداد اليمن سألهم : أفيكم أُويس بن عامر ؟ حتى أتى على أُويس ، فقال : أنت أُويس بن عامر ؟ قال : نعم ، قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم ، قال : كان بك برص فبرئت منه إلاّ موضع درهم ؟ قال : نعم ، قال : لك والدة ؟ قال : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : يأتي عليكم أُويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ، من مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرئ منه إلاّ موضع درهم ، له والدة هو بها برّ ، لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل.
    وذكر هذه المنقبة في الوافي بالوفيات ، وميزان الاعتدال ، ولسان الميزان ،


(302)

والإصابة ، ورجال الكشّي ، ومجمع الرجال.
أُويس القرني سيد التابعين ، أو خير التابعين ، أو من كبار تابعيها
    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أُويس خير التابعين » ، راجع ميزان الاعتدال ، وفي الوافي بالوفيات : وأخبر رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بذلك ، وأمر من أدركه من الصحابة أن يطلبوا منه الاستغفار لهم وقال : هو خير التابعين ، وفي الإصابة : عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ خير التابعين رجل يقال له : أُويس بن عامر » ، وفي الوافي بالوفيات قال : أُويس سيّد التابعين ، وفي رجال ابن داود : روى عن أبي جعفر عليه السلام : « إنّ أُويس خير التابعين ، أو من خير التابعين » ، وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : وهو سيّد التابعين ، وفي اُسد الغابة وقال : وهو من كبار تابعيها ، وقال في تجريد أسماء الصحابة : وكان سيد التابعين ، وفي حلية الأولياء : قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أُويس القرني خير التابعين بإحسان » وتهذيب التهذيب.
أُويس القرني يشفع في مثل ربيعة ومضر
    في الوافي بالوفيات قال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « يقال للعباد يوم القيامة ادخلوا الجنّة ، ويقال لأويس : قف لتشفع فيشفّعه الله في مثل عدد ربيعة ومضرّ » وفي الإصابة : عن عبد الله بن أبي الجدعاء رفعه قال : يدخل الجنّة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم ، وفي لسان الميزان : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « ليشفعنّ رجل من اُمتي في أكثر من مضر » ، قال أبو بكر : يا رسول الله ! إنّ تميماً من مضر؟! قال : « ليشفعنّ رجل من اُمتي لأكثر من تميم ومضر ، وإنّه أُويس القرني ».
أُويس القرني أحد الزهاد الثمانية
    في لسان الميزان : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، وعدّ منهم اُويساً ، والوافي بالوفيات ، وميزان الاعتدال.
    وجاء في التحرير الطاوسي ، ورجال الكشّي ، ومجمع الرجال ، ومنتهى المقال ، ومنهج المقال ، ونقد الرجال ، والخلاصة ، وإتقان المقال ، والوسيط المخطوط من نسختنا ، وملخّص المقال في قسم الحسان ، ورجال شيخنا الحرّ المخطوط من نسختنا ، وجامع الرواة.
أُويس القرني من الحواريين والأبدال والأركان
    قال في إتقان المقال في قسم الصحاح : أُويس القرني رضي الله عنه من مشاهير


(303)

الأبدال ، وممّن تضرب به الأمثال .. وفي رجال الكشّي ، وفي الاختصاص : ثم ينادي : أين حواري علي بن أبي طالب وصيّ محمد بن عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ، ومحمد بن أبي بكر ، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد وأُويس القرني .. ، وبلفظه في مجمع الرجال ، وفي الاختصاص : الأركان أربعة : سلمان ، والمقداد ، وأبوذر ، وعمّار هؤلاء الصحابة ، ومن التابعين : أُويس بن أنيس القرني الذي يشفع في مثل ربيعة ومضر.
ثلاثة نفر من التابعين بصفّين شهد لهم رسول الله بالجنّة
    في الاختصاص بسنده : .. عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : شهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام من التابعين ثلاثة نفر بصفّين شهد لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجنّة ولم يرهم : أُويس القرني ، وزيد بن صوحان العبدي ، وجندب الخير الأزدي رحمة الله عليهم ، ومثله في بحار الأنوار طبعة كمپاني والطبعة المحقّقة.
أُويس يبايع أمير المؤمنين عليه السلام
    في رجال الكشّي : .. عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنّا مع عليّ بصفّين فبايعه تسعة وتسعون رجلاً ، ثم قال : « أين تمام المائة ؟ لقد عهد إليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل » قال : إذ جاء رجل عليه قباء صوف متقلّداً بسيفين فقال : ابسط يدك اُبايعك ، قال علي عليه السلام : « على ما تبايعني؟ » ، قال : على بذل مهجة نفسي دونك ، قال : « من أنت ؟ » ، قال : أنا أُويس القرني. قال : فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتى قتل فوجد في الرجّالة.
    ومثله في مجمع الرجال ، والوسيط المخطوط من نسختنا ، ومجالس المؤمنين ، وجامع الرواة.
أُويس القرني قتل بصفّين
    جاء في ميزان الاعتدال بسنده : .. حدثني بشر ، سمعت زيد بن عليّ يقول : قتل أُويس بصفّين ، بسنده : .. عن سعيد بن المسيب .. إلى أن قال : ثم عاد في أيّام عليّ [ عليه السلام ] فقاتل بين يديه ، فاستشهد بصفّين فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة ، وبسنده : .. عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول : كنّا وقوفاً بصفّين فنادى منادي أهل الشام : أفيكم أُويس القرني ؟ قلنا : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول كذا ، يمدحه.


(304)

    أقول : بتر الحديث ، فتفطّن.
    وفي لسان الميزان بسنده السابق في ميزان الاعتدال وبلفظه ، وإتقان المقال ، وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال .. إلى أن قال : وروى له مسلم أشياء من كلامه ، شهد صفّين مع علي [ عليه السلام ] وقتل يومئذ وهو سيّد التابعين ، وملخّص المقال في قسم الحسان .. إلى أن قال : وقتل بصفّين في الرجّالة مع علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومجالس المؤمنين ، والوافي بالوفيات .. إلى أن قال : سيّد التابعين قتل يوم صفّين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه [ عليه السلام ] سنة 37 ، وإتقان المقال ، وتجريد أسماء الصحابة ، واُسد الغابة ، والإصابة ، والثقات لابن حبّان ، ومجمع الرجال ، وجامع الرواة ، وتوضيح الاشتباه ، وصفة الصفوة ، ومشكاة المصابيح.
وثاقة أُويس القرني
    وثّق المترجم ابن عدي كما في لسان الميزان ، وثقات ابن حبّان ، وإتقان المقال ، وتاريخ الثقات للعجلي ، وحاوي الأقوال من نسختنا ، وميزان الاعتدال.
    وفي صفة الصفوة عنونه وذكر سؤال عمر عنه ، وطلب منه الاستغفار له وبعض فضائله .. إلى أن قال : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نادى مناد يوم صفين ، أفي القوم أُويس القرني ؟ فوجد في قتلى علي عليه السلام. قال المؤلّف : هذا هو الصحيح.
    وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : أُويس بن عامر القرني ـ بفتح القاف المهملة ثم نون ـ من مذحج مخضرم ، أرسل ، وروى له مسلم أشياء من كلامه ، شهد صفّين مع علي [ عليه السلام ] وقتل يومئذ ، وهو سيّد التابعين.
    وفي مشكاة المصابيح : أُويس القرني .. إلى أن قال : وكان مشهوراً بالزهد والعزلة فقد استشهد بصفّين سنة سبع وثلاثين.
    وفي حلية الأولياء : أُويس بن عامر القرني سيّد العبّاد ، وعلم الأصفياء من الزهاد ، أُويس بن عامر القرني بشّر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم به ، وأوصى به أصحابه .. ثم ذكر فحص عمر عنه ، وطلب الدعاء منه وبعض فضائله ، ثم قال : بسنده : .. عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : نادى رجل من أهل الشام يوم صفّين : أفيكم أُويس القرني ؟ قال : قلنا : نعم ، وما تريد منه ؟ قال : إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : أُويس القرني خير التابعين بإحسان ، وعطف دابّته فدخل مع أصحاب علي رضي الله تعالى عنه [ عليه السلام ].


(305)
    الحياء قليل نصيب اعترفوا بذلك ، وكفاهم بذلك مثلبة وفضيحة.
    وبالجملة ؛ فلا بأس بنقل بعض ما ورد من الأحاديث المعتبرة فيه من طرقنا :
    قال الكشّي (1) : روى يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ابن أبي ليلى عبد الرحمن قال : خرج رجل بصفين من أهل الشام فقال : فيكم أُويس القرني ؟ قلنا : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : « خير التابعين ـ أو من خير التابعين ـ (*) أُويس القرني » ، ثم تحوّل إلينا.
    وروى (2) الحسن بن الحسين القمّي ، عن عليّ بن الحسن العرني ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال : كنّا مع علي عليه السلام بصفّين فبايعه تسعة وتسعون رجلاً ، ثم قال : « أين تمام المائة لقد عهد إليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل » ، قال : إذ جاء رجل عليه قباء صوف ، متقلّد بسيفين ، قال : ابسط يدك اُبايعك ، قال علي عليه السلام : « على ما تبايعني ؟ » ، قال : على بذل مهجة نفسي دونك ، قال : « من أنت ؟ » قال : أنا
    وفي ميزان الاعتدال : أُويس بن عامر ، ويقال : ابن عمرو القرني التميمي العابد ، نزل الكوفة ، قال البخاري : يمانيّ مراديّ .. إلى أن قال : ثم عاد في أيّام علي [ عليه السلام ] ، فقاتل بين يديه ، فاستشهد بصفّين ، فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة.
    وفي الإصابة : أُويس بن عامر .. إلى أن قال : عن أسير ، قال : فنادى منادي علي [ عليه السلام ] : يا خيل الله اركبي ، وأبشري .. فصفّ الناس لهم فانتضى أُويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه .. إلى أن قال : فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردّى مكانه كأنّما مات منذ .. وفي اُسد الغابة : أُويس بن عامر .. إلى أن قال : أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يره ، وسكن الكوفة ، وهو من كبار تابعيها .. إلى أن قال : قتل أُويس القرني يوم صفّين مع عليّ [ عليه السلام ] أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
1 ـ رجال الكشّي ، وذكر هذه الرواية في ميزان الاعتدال.
(*) الترديد من الراوي. [ منه ( قدّس سرّه ). ]
2 ـ رجال الكشّي : 98 برقم 156.


(306)
أُويس القرني ، قال : فبايعه فلم يزل يقاتل بين يديه حتّى قتل ، فوجد في الرجّالة.
    وفي رواية اُخرى (1) : قال له أمير المؤمنين عليه السلام : « كن اُويساً » ، قال : أنا أُويس ، قال : « كن قرنيّاً » ، قال أنا أُويس القرني ، وإيّاه يعني دعبل بن عليّ الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها على نزار وينقض على الكميت بن زيد قصيدته الّتي يقول فيها :
ألا حيّيت عنّا يا مدينا أويسٌ ذو الشفاعة كان منّا
فيـوم البعث نحـن الشافعـونـا (2)
    وكان أُويس من خيار التابعين ، ولم ير النبي صلّى الله عليه وآله ولم يصحبه ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله ذات يوم لأصحابه : « ابشروا برجل من اُمّتي يقال له : أُويس القرني ، فإنّه يشفع في مثل ربيعة ومضر » ، ثم قال لعمر : « يا عمر! إن أنت أدركته فاقرأه منّي السلام » ، فبلغ عمر مكانه بالكوفة ، فجعل يطلبه في الموسم لعلّه أن يحجّ ، حتى وقع إليه هو وأصحاب له ، وهو من أحسنهم * هيئة ، وأرثّهم حالاً ، فلمّا سأل عنه أنكروا ذلك ، وقالوا : يا أمير المؤمنين ! تسأل عن رجل لا يسأل عنه مثلك ، قال : فَلِمَ ؟ قالوا : لأنّه عندنا مغمور في عقله ، وربّما عبث به الصبيان ، قال : ذلك أحبّ إليّ [ قال : ] ثم وقف عليه ، وقال : يا أُويس! إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أودعني إليك رسالة ، وهو يقرأ عليك السلام ، وقد أخبرني أنّك لتشفع لمثل ربيعة ومضر ..
1 ـ في رجال الكشّي : 98 برقم 156 في ذيله.
2 ـ ديوان دعبل بن علي الخزاعي ، ولم نجد هذا البيت في ما جمع له من الشعر.
* ـ الظاهر : أخسّهم. [ منه ( قدّس سرّه ). ]


(307)
فخرّ أُويس ساجداً ، ومكث طويلاً ، ما ترقى له دمعة ، حتّى ظنّوا أنّه قد مات ، فنادوه : يا أُويس! هذا أمير المؤمنين ، فرفع رأسه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ! أنا فاعل ذلك ؟ قال : نعم يا أُويس ! فأدخلني في شفاعتك ، فأخذ الناس في طلبه والتمسّح به ، فقال : يا أمير المؤمنين ! شهرتني وأهلكتني ، وكان يقول كثيراً : ما لقيت أذىً مثل ما لقيت من عمر ، ثم قتل بصفّين في الرجّالة مع علي بن أبي طالب عليه السلام.
    وروي من جهة العامّة (1) عن يعقوب بن شيبة ، قال : حدثنا علي بن الحكم (2) الأودي ، قال : حدثنا شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، قال : لمّا كان يوم صفّين خرج رجل من أهل الشام على دابته ، فقال : أفيكم أُويس ؟ قلنا : نعم ، ما تريد منه ؟ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : « أُويس القرني خير التابعين بإحسان » ، قال : فعطف دابته فدخل مع عليّ عليه السلام.
    قال شريك : وقتل أُويس في الرجّالة مع علي عليه السلام.
    وقال (3) يعقوب بن شيبة : حدثنا يزيد بن سعيد ، قال : حدثنا شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ابن أبي ليلى قال : سئل : أشهد أُويس صفّين ؟ قال : نعم. انتهى ما ذكره الكشّي هنا.
    وروى هو رحمه الله أيضاً (4) في الحواريّين عن محمد بن قولويه ، قال : حدثني
1 ـ رجال الكشّي : 100 برقم 157 ، روى ذلك في لسان الميزان 1/471 برقم 1449 ، وصفة الصفوة 3/56 .. وغيرهما.
2 ـ في المصدر : الحكيم.
3 ـ رجال الكشّي : 100 برقم 158 ، ورواه في ميزان الاعتدال 1/281 برقم 1048.
4 ـ أي الكشّي في رجاله : 9 برقم 20.


(308)
سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي ، قال : حدثنا علي بن أسباط ، عن أبيه أسباط بن سالم ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمد ابن عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وآله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.
    ثم ينادي مناد : أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصيّ محمد بن عبد الله ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ، ومحمد بن أبي بكر ، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد ، وأُويس القرني.
    قال : ثم ينادي مناد : أين حواري الحسن بن علي عليه السلام ابن فاطمة ابنة محمد بن عبد الله رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، وحذيفة بن أسيد الغفاري.
    قال : ثم ينادي مناد : أين حواري الحسين عليه السلام ؟ فيقوم كلّ من اسشتهد معه ، ولم يتخلّف عنه.
    قال : ثم ينادي مناد : أين حواري عليّ بن الحسين عليه السلام ؟ فيقوم جبير ابن مطعم ، ويحيى بن أم الطويل ، وأبو خالد الكابلي ، وسعيد بن المسيّب.
    قال : ثم ينادي مناد : أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد عليهما السلام ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري ، وزرارة بن أعين ، وبريد بن معاوية العجلي ، ومحمد بن مسلم ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ، وعبد الله بن أبي يعفور ، وعامر بن عبد الله بن جذاعة ، وحجر بن زائدة ، وحمران بن أعين.
    قال : .. ثم ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهم السلام يوم القيامة ،


(309)
فهؤلاء المتحوّرة * أوّل السابقين ، وأوّل المقرّبين ، وأوّل المتحوّرين من التابعين. انتهى ما في رجال الكشّي.
    وعلّق السيّد الداماد على ذلك (1) قوله : هذه الرواية معوّل عليها في ارتفاع منزلة هؤلاء المتحوّرين السابقين المقرّبين.
    وقول بعض شهداء المتأخرين ** في حواشي الخلاصة : إنّ في طريقها علي بن سليمان ، وهو مجهول لا تعويل عليه كما قد دريت. انتهى.
    وعن المجمع (2) أنّه قال : لا يقال : الطريق مجهول بـ : عليّ بن سليمان (3) ، لأنا نقول : إنّ دأب علمائنا في الرجال ـ خصوصاً الشيخ رحمه الله خصوصاً في كتاب رجاله ـ إنّ الرجل إذا كان مجهولاً ، أو من غير الإماميّة ، أو مذموماً إنّه يصرّح به (4) ، وإذا لم يظهر عليه قدحه بعد التفتيش ، لا يحتاج في ذكر (5) أصل إيمانه إلى زيادة التصريح به ، وهذا ظاهر بالتتبّع ، فظهر أنّ علياً هذا من المؤمنين. انتهى.
    وروي في إعلام الورى (6) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال بـ : ذي قار *** ـ وهو جالس لأخذ البيعة ـ : « يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل
* ـ أي المجعولون من الحواريين. [ منه ( قدّس سرّه ). ]
1 ـ تعليقة السيد الداماد على رجال الكشّي : 45.
** ـ عني به الشهيد الثاني. [ منه ( قدّس سرّه ). ]
2 ـ مجمع الرجال 2/249 ( الحاشية باختلاف يسير ).
3 ـ في المصدر : بعليّ هذا.
4 ـ في المصدر زيادة هنا : من فرق الشيعة. وفيه : أو مذموماً بوجه آخر يصرّح به.
5 ـ لا توجد : ذكر ، في المصدر.
6 ـ إعلام الورى : 173 ، وإرشاد الشيخ المفيد : 149 ، وقال نصر بن مزاحم في كتابه صفّين : 324 : نصر ، عن حفص بن عمران البرجمي ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري ، قال : اُصيب أُويس القرني مع علي بصفين.
*** ـ ذوقار [ كذا ] موضع معروف إلى الآن بين البصرة والكوفة ، نزله علي عليه السلام لمّا قدم من البصرة. [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(310)
لا يزيدون رجلاً ولا ينقصون رجلاً ، يبايعوني على الموت » ، قال ابن عباس : فجعلت أحسبهم (1) فسويت (2) عددهم تسعمائة [ وتسع ] وتسعين رجلاً ، ثم انقطع مجيء القوم ، فقلت : « إنّا لله وَإنّا إليه راجعون » ، ماذا حمله على ما قال ؟! فبينا أنا متفكّر في ذلك إذ رأيت شخصاً قد أقبل ، حتّى دنا ، وإذا هو رجل عليه قباء صوف ، معه سيفه وترسه وأداوته ، فقرب من أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : امدد يدك اُبايعك ، فقال : « علامَ تبايعني ؟ » قال : على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتى أموت ، أو يفتح الله عليك ، فقال له : « ما اسمك ؟ » ، قال : أُويس ، قال عليه السلام : « أنت أُويس القرني؟ » ، قال : نعم ، قال : « الله أكبر : أخبرني حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله أني اُدرك رجلاً من اُمته يقال له : أُويس القرني يكون من حزب الله ورسوله ، يموت على الشهادة ، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر » (3).
     .. إلى غير ذلك من الأخبار التي لا يبقى معها شكّ في هذا المضمار (*).
1 ـ في المصدر : أحصيهم.
2 ـ الصحيح : فاستوفيت.
3 ـ سقط من الطبعة الحجرية : قال ابن عباس : فسرى عنّي ، وهو تمام ما في إعلام الورى.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ جلالة المترجم ، وتحلّيه بالصفات الملكوتية ، والأخلاق المحمّدية صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ممّا لا يتطرقه شك ، إلاّ ممّن طبع الله على قلبه ، ووثاقته العظيمة لابدّ وأن يذعن لها كلّ من له نصيب من الإيمان ، بل الإسلام ، وشهادته بين يدي سيّد المتّقين وأمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام ، وكونه من حواريّيه ، ومن الأركان ، يرفعه عن مستوى الوثاقة إلى ما دون مرتبة العصمة ، فسلام الله عليه يوم ولد ، ويوم استشهد ، ويوم يبعث حيّاً.


(311)
باب الهمزة بعدها هاء أو ياء
    [ عثمانيّ ، قاله في شرح النهج (1) ، وله :
لعمر أبيك فلا تكذبنّ وقد فتن الناس في دينهم لقد ذهب الخير إلاّ قليلا وخلّى ابن عفّان شرّاً طويلا
    وذلك كاف في ضعفه وسقوطه ] (2) (*).
1 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8/364.
2 ـ ما بين المعقوفين ـ كلّ الترجمة ـ هو ممّا استدركه المصنّف طاب ثراه في آخر الكتاب من الأسماء التي فاتته ترجمته تحت عنوان خاتمة الخاتمة 3/123 من الطبعة الحجرية أثناء طبعه للكتاب ، ولم يتمّها حيث لم يف عمره الشريف بذلك.
    وقد جاء في نتائج التنقيح للمصنف قدّس سرّه في تنقيح المقال 1/18 الحجرية برقم 1148 وقال : عثماني ضعيف.
(*)
حصيلة البحث
    المعنون من الشعراء المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام ولذلك يحكم بضعفه ، والغريب ذكر مثل هذا النذل الحقير مع أنّه ليس من الرواة ! فعلى أعداء آل محمد لعنة الله ولعنة اللاعنين.

    ورد في كنز الفوائد للكراجكي : 92 فصل من أخبار الوافدين على


(312)
    الضبط :
    أُهْبَان : بضمّ الهمزة ، وسكون الهاء ، وفتح الباء الموحّدة التحتانية ، والألف ، والنون ، قال في القاموس (1) : أُهبان ـ كعثمان ـ صحابي.
    وعَقبة : بفتح العين المهملة ، والقاف ، والباء الموحده كذلك ، والهاء (2).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (3) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله.
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : فمن ذلك خبر أهبان بن أنس الأسلمي.
    وعنه في بحار الأنوار 17/393 حديث 5 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.
1 ـ القاموس المحيط 1/37 ، وانظر تفصيله في تاج العروس 1/152.
2 ـ قال في الصحاح 1/185 : العَقَب بالتحريك : العصب الذي تُعمل منه الأوتار ، الواحدة : عَقَبة .. إلى أن قال : والعَقَبة : واحدة عِقاب الجبال.
    وعَقَبَة اسم كثير من العرب الأوائل كما تجد عنوان بعضها في جمهرة ابن حزم : 607.
3 ـ رجال الشيخ : 5 برقم 37 ، وذكره في الاستيعاب 1/32 برقم 29 ، واُسد الغابة 1/137 ، والإصابة 1/61 برقم 307 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/33 برقم 696 ، وثقات ابن حبّان 3/17 ، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 41 ، وفي تاج العروس 1/152 : أهبان بن أوس الأسلمي أبو عقبة أحد أصحاب الشجرة. وذكره جمع عن علمائنا الرجاليين نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله من غير تعليق.


(313)
    وحاله مجهول (1) (*).

    الضبط :
    صيْفي : بالصاد المهملة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والفاء ، والياء (2).
    ومرّ (3) ضبط الغفاري في : إبراهيم بن ضمرة.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله
1 ـ وقد حكم العلاّمة المجلسي في رجاله : 165 برقم ( 249 ) على كلّ من كان بهذا الاسم بكونه مجهول الحال.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فهو مجهول الحال ، بل لبعض القرائن إلى الضعف أقرب.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 5 برقم 35 ، مجمع الرجال 1/243 ، ملخّص المقال في قسم الضعفاء ، إتقان المقال : 264 ، توضيح الاشتباه : 20 برقم 65 ، الاستيعاب 1/33 برقم 30 ، الإصابة 1/91 برقم 308 ، اُسد الغابة 1/138 ، تهذيب التهذيب 1/380 برقم 695 ، تقريب التهذيب 1/85 برقم 649 ، ثقات ابن حبّان 3/17 ، تجريد أسماء الصحابة 1/33 برقم 696 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 41.
2 ـ الظاهر أنّ الياء مشدّدة ، والمحتمل أن يكون معناه اللغوي : المطر الذي يجيء في الصيف أو بعد الربيع كما في القاموس 3/164. وقد ضبط اللفظة منسوبةً في توضيح المشتبه 5/407.
3 ـ في صفحة : 89 من المجلّد الرابع.
4 ـ رجال الشيخ : 5 برقم 35 قال : أهبان بن صيفي ، ولكن في مجمع الرجال 1/243 عن رجال الشيخ نقل : أهبان بن صيفي أبو مسلم سيّئ الرأي في علي عليه السلام ، وذكره


(314)

في ملخّص المقال في قسم الضعفاء ، وفي إتقان المقال : 264 ذكره في الضعفاء أيضاً ، وقد أجمع علماؤنا الرجاليون على الحكم بضعفه ، وذكره في الاستيعاب فقال : أهبان بن صيفي الغفاري البصري يكنّى : أبا مسلم .. واُسد الغابة ، وفيه : أهبان بن صيفي الغفاري من بني حرام بن غفار سكن البصرة يكنّى : أبا مسلم .. وقال في الإصابة : أهبان بن صيفي الغفاري ، ويقال : وهبان ، يكنّى : أبا مسلم .. وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال قال : أهبان بن صيفي الغفاري أبو مسلم .. ، وفي تاج العروس 1/152 مادة ( أهب ) : أهبان بن صيفي الغفاري ويقال فيه : وهبان ، اختلف فيه ، وأهبان بن عياذ الخزاعي مكلّم الذئب صحابيان. كذا في المعجم لابن فهد ، وفي تقريب التهذيب قال : أهبان بن صيفي ـ بفتح المهملة وتحتانية ساكنة وفاء ـ الغفاري ، ويقال : وهبان أيضاً صحابي يكنّى : أبا مسلم ، مات بالبصرة ، ومثله في تهذيب التهذيب 1/380 برقم 695 ، وقد ذكروا للمترجم منقبة مضحكة وهي : أنّه أوصى أن يكفّن في ثوبين فكفّنوه في ثلاثة أثواب ، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب ..! وذكروا عن ابنة المترجم عن أبيها قال : أتاني علي بن أبي طالب ، فقام على الباب فقال : « أَثمَّ أبو مسلم ؟ » قال : نعم ، قال : « يا أبا مسلم! ما يمنعك أن تأخذ نصيبك من هذا الأمر ، وتخفّ فيه ؟ » ، قال : يمنعني من ذلك عهد عهده إليّ خليلي وابن عمّك أن إذا كانت فتنة أن تأخذ سيفاً من خشب ، وقد اتخذته ، وهو ذاك معلّق ..! وذكروا أنّه مات بالبصرة.
بحث حول الرواية التي رواها المترجم
    إنّ ما نسبه المترجم إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه أمر أن يتّخذ عند الفتنة سيفاً من خشب ، ويكون جليس بيته .. لا يمكن تصديقه ، بل يجب تكذيبه لأمور :
    الأوّل : إنّ النبي العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يمكن أن يأمر بما يناقض أوامر الكتاب العزيز ، المصرّح فيه بقوله تعالى : « وَإنْ طَائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِين اقْتَتَلُوا فَأصْلِحُوا بَيْنَهُما * فَإنْ بَغَتْ إحْداهُما عَلَى الاُْخْرَى فَقاتِلُوا الَّتي تَبْغي حَتّى تَفِيءَ إلَى أَمَرْ اللهِ » [ الحجرات ( 49 ) : 9 ] ، ومع صراحة هذه الآية الشريفة كيف يتصوّر أن يأمر الرسول ـ الذي لا ينطق عن الهوى ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم بأن يجلس المترجم في داره ، ولا يسعى في إصلاح الطائفتين التي بغت إحداهما على الاُخرى ، ثم ما فائدة اتخاذ سيف من خشب في الفتنة ، وهل يتصور لمثل هذا الأمر سوى اللعب بقداسة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟! وهو بل أقل أصحابه المؤمنين أجل وأسمى من أن يأمروا


(315)
قائلاً : أهبان بن صيفي أبو مسلم سيّئ الرأي في علي عليه السلام. انتهى.
    ومثله بحذف الكنية في الخلاصة (1).
    وروى الكشّي (2) في ترجمة الزهّاد الثمانية عن علي بن محمد بن قتيبة ، قال : سئل أبو محمد الفضل بن شاذان عن الزهّاد الثمانية فقال : الربيع بن خثيم وهرم ابن حيّان ، وأُويس القرني ، وعامر بن عبد قيس وكانوا مع علي عليه السلام ومن أصحابه وكانوا زهّاداً أتقياء.
    وأمّا أبو مسلم ؛ فإنّه كان فاجراً مرائياً ، وكان صاحب معاوية ، وهو الذي كان يحث الناس على قتال عليّ عليه السلام ، وقال لعليّ عليه السلام : ادفع إلينا المهاجرين والأنصار حتى نقتلهم بعثمان ، فأبى عليه السلام [ ذلك ] ، فقال أبو مسلم : الآن طاب الضراب ..! وإنّما كان وضع فخّاً ومصيدة.
    وأمّا مسروق ؛ فإنّه كان عشّاراً لمعاوية ومات في عمله ذلك بموضع استعمل
بما هو شبه إلى المهزلة من الأمر الصحيح.
    وثانياً : لو كان هذا الكلام صادراً عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال له عندما سمع الرواية منه : أطع أخي وابن عمّي. كان الواجب عليه صلوات الله عليه أن يطيع ابن عمّه ، ويترك القتال ، ويجلس في بيته ، لا أنّه يواصل الحرب وهو ابن أبي طالب الذي تابع ابن عمّه صلوات الله عليهما متابعة الظلّ للظلّ والفصيل لأمّه.
    وثالثاً : إذا كان الواجب في الفتنة ـ التي أحد طرفيها محقّ ، والآخر مبطل ـ الجلوس ، واتخاذ سيف من خشب لكان تشريع الجهاد وأحكام الدفاع عن الإسلام والأعداء لغواً وباطلاً ، وهذا ما لا يلتزم به أحد من المسلمين.
    فيتلخص البحث أنّ الحديث كذب مجعول لا أصل له ، وإنّما هو نسج أهواء أعداء الإسلام ، فلعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من يفتري على نبيّ الرحمة صلّى الله عليه وآله وسلّم ويعادي أهل بيته.
1 ـ الخلاصة : 206 برقم 2.
2 ـ رجال الكشّي : 97 برقم 154.
تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: فهرس