تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: 91 ـ 105
(91)
    وأقول : لا أشكّ في أنّ القائل الأول هو الإمام عليه السلام ؛ ضرورة أنّ أعداء أهل البيت عليهم السلام أيضاً لم يكونوا يشكّون في علومهم ، وكيف يتجاسر الشامي على بيان ما ذكر ابتداءً عند الإمام ، وإنّما هو شأن الإمام عليه السلام وعادته ، والسياق الذي استشهد به على مدّعاه لم أفهمه ، وكلام ابن طاوس لم أره حتّى أفهم سبب إنكاره.
    وملخّص المقال : إنّ الرجل وإن لم ينصّوا على توثيقه ولذا عدّه في الوجيزة (1) ممدوحاً ، وعدّه في الحاوي (2) في الحسان ، وقال ـ بعد نقل رواية الكشي ، وعبارة رجال الشيخ ، وعبارة الشهيد الثاني ما لفظه ـ : لا يبعد استفادة مدحه بحيث يدخل حديثه في الحسن ممّا ذكروه .. ومن غير ذلك من القرائن. انتهى.
    قلت : بل الوجه استفادة توثيقه ممّا ذكر ، سيّما من امتناعه من بيعة أبي بكر الذي هو أقوى دليل ، وأعدل شاهد على رسوخ ملكته ، وقوّة ديانته ، وفضل عدالته ، فالحقّ عندي أنّ حديثه من الصحاح دون الحسان ، والله المستعان (*).
1 ـ الوجيزة : 147 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 170 برقم ( 301 ) ].
2 ـ حاوي الأقوال 3/97 برقم 1061 [ في المخطوطة : 181 برقم ( 911 ) من نسختنا ].
(*)
حصيلة البحث
    أقول : لابدّ من الحكم بوثاقة المترجم وجلالته بناءً على التوثيق بالقرائن ، وإن لم يصرّح الأصحاب بوثاقته كما هو اختيار جمع من المحقّقين ، حيث إنّ من يوم إسلامه إلى يوم وفاته لم يعثر المنقّب على ناحية واحدة توحي بضعفه ، أو يؤاخذ بها عليها ، بل حياته طافحة بما يوجب تقديسه وتعظيمه ، وتفانيه في سبيل عقيدته ، ثم ملازمته لنبيه العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم في جميع غزواته ، وولائه لأهل بيت الرسالة عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وعدم بيعته لمنتخب سقيفة بني ساعدة ، بالإضافة إلى تصريح الإمام الصادق عليه السلام وشهادته بأنه كان عبداً صالحاً تجعله في قمّة الوثاقة ، فالمترجم إن لم يكن فوق مرتبة الوثاقة ، فهو ثقة بلا ريب ، والرواية من جهته صحيحة بلا شك.


(92)
    الترجمة :
    عدّه ابن عبد البرّ (1) من الصحابة ، وكذا اُسد الغابة (2) قائلا : بعثه رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إلى بني كنانة في سريّة ، فأشعروا ففارقوا مكانهم فلم يصب منهم إلاّ فرساً واحداً. وذلك في سنة خمس من الهجرة ، أخرجه أبو عمر مختصراً. انتهى.
    وأقول : إن صحّ ما ذكره دلّ على وثاقته لعدم تعقّل تأميره صلّى الله عليه وآله وسلّم على السريّة غير العدل الثقة ، إلاّ أنّ الشأن في صحة النقل (*).
1 ـ في الاستيعاب 1/60 برقم 167 ، وفي الإصابة 1/169 برقم 738 بعد أن ذكر عبارة الاستيعاب قال : قلت ينبغي أن يحرز لئلا يكون هو بلال بن الحارث الذي تقدم.
2 ـ اُسد الغابة 1/209.
(*)
حصيلة البحث
    لم يتضح لي حال المترجم من خلال كلمات أعلام العامة ، فهو عندي مجهول الحال.

    جاء في ينابيع المودة 2/459 حديث 278 [ وفي طبعة اُخرى 2/129 ] : واخرج أبو بكر الخوارزمي عن بلال بن همام قال : إنّه صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم خرج إلى الناس ..
حصيلة البحث
    المعنون مهمل لعدم ذكره في المعاجم الرجالية.

    جاء في الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي : 529 حديث 465


(93)
    وهو أخو عمران صحبا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جميعاً ، وشهدا معه اُحداً وما بعدها ، قاله جمع (1).
    ولم أستثبت حاله (*).

    الضبط :
    البلالي : إمّا نسبة إلى بني بَلاّل ـ كشَدّاد ـ قوم من ثمالة ، وقيل : رهط من أزد السراة غدروا بعروة أخي أبي خراش فقتلوه ، وأخذوا ماله.
    وقيل : في مذحج بلال بن أنس بن سعد العشيرة. ومن ولده عبد الله بن ذئاب بن الحرث ، شهد صفّين مع أمير المؤمنين عليه السلام وهو نسبة إلى أب أو جد مسمّى ب‍ : بلال ـ وزان كِتاب ـ وهو متعدّد ، منهم : بلال المؤذن ـ المتقدم ـ ، أو إلى أب أو جد مسمّى ب‍ : بُلال ـ وزان غُراب ـ وهو غير واحد.
    [ الترجمة : ]
    والظاهر من هذا اللقب عند الاطلاق إنّما هو السفير المعروف الذي اسمه :
بسنده : .. عن محمد بن حمدان ، عن إبراهيم بن بلطون ، عن أبيه ، قال : كنت أحجب المتوكل ..
حصيلة البحث
    المعنون مهمل ، بل الظاهر أنّه ليس من الرواة.
1 ـ منهم ابن الأثير في اُسد الغابة 1/210 ، والإصابة 1/170 برقم 746.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر ابن الأثير وغيره ترجمة مبسوطة للمعنون ، فهو مجهول الحال.


(94)
محمد بن علي بن بلال ، الذي مرّ (1) في ترجمة : إبراهيم بن عبده التوقيع الطويل (2) من أبي محمّد العسكري ، المتضمن لقوله عليه السلام : « ويا إسحاق ! اقرأ كتابنا على البلالي رضي الله عنه فإنّه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه .. » الحديث.
    وإن قيل : إنّه صدر منه بعد ذلك ما أوجب ردّه ، وحيث إنّ لهذا اللّقب مصاديق لزمنا إحالة شرح كلّ من الملقّبين به إلى ترجمته ، وعنوانه مرّة أخرى في الألقاب ، وإنّما تعرّضنا له هنا إجمالا تبعاً للميرزا رحمه الله (3) ، على خلاف
1 ـ في صفحة : 165 من المجلّد الرابع.
2 ـ ذكر هذا التوقيع الشريف الكشي في رجاله : 575 حديث 1088.
3 ـ في منهج المقال : 73 [ الطبعة المحقّقة 3/93 برقم ( 883 ) ].

    جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 36/92 حديث 18 ، بسنده : .. عن عبد العزيز بن الخطاب ، عن بليد بن سليمان ، عن ليث ..
    وكذلك في بحار الأنوار 37/257 حديث 13 و38/134 حديث 87.
    وفي وقعة صفين لابن مزاحم : 220 قال : نصر ، عن تليد بن سليمان ، حدّثني الأعمش ، عن علي بن الأقمر ، قال : ..
    أقول : الظاهر أنّ هذا هو تليد بن سليمان ، راجع : اليقين لابن طاوس : 138 ، ويأتي في تليد أنّه من الشيعة ومن أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ..
    وقال ابن حبان في المجروحين 1/204 : كان رافضياً يشتم الصحابة ، وروى في فضائل أهل البيت عجائب ..


(95)
الترتيب.

    الضبط :
    بُنان : بضم الباء الموحّدة ، وفتح النون قبل الألف ، ونون أخرى

ولهذا كانوا يحرفون اسمه من تليد إلى بليد تنكيلاً به وتنقيصاً له وذلك لحبه لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
    قال في تقريب التهذيب 1/112 برقم 6 : تليد ـ بفتح ثمّ كسر ثمّ تحتانية ساكنة ـ ابن سليمان المحاربي أبو سليمان أو أبو إدريس الكوفي الأعرج رافضي ضعيف .. إلى أن قال : قال صالح جزرة : كانوا يسمونه بليداً ـ يعني بالموحدة ـ مات سنة تسعين ومائة.
    وفي تهذيب التهذيب 1/509 برقم 948 قال : كان مذهبه التشيع .. ثمّ ذكر تضعيفه عن جمع.
    وفي تهذيب الكمال 4/320 برقم 798 ، وجلّ أعلام العامّة ضعّفوه وتضعيفهم له هو الشائع ولكن وثقه جمع منهم أيضاً ، فراجع : الكاشف 1/167 برقم 677 ، وديوان الضعفاء : 37 برقم 672 ، والمجروحين 1/204 .. وغيرهم كثيرون ..
    وترجم له النجاشي في رجاله : 115 برقم 295.
حصيلة البحث
    لا شك أن المعنون من الإمامية الموالين لأهل البيت عليهم السلام ، ويستفاد من مضمون رواياته حسنه ، والله العالم.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الكشي : 301 حديث 541 وصفحة : 305 حديث 549 وصفحة : 304 حديث 547.


(96)
بعدها (1).
    والتبّان : بالتاء المثنّاة من فوق المفتوحة ، والباء الموحّدة المشدّدة ، والألف ، والنون. بائع التبن (2).
    الترجمة :
    قد وردت روايات في ذمّه رواها الكشي :
    فمنها : ما رواه (3) ، عن الحسين بن الحسن بن بندار ، ومحمد بن قولويه القميين ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : « لعن الله بنان التبّان ، وإن بناناً لعنه الله كان يكذب على أبي ، وأشهد أنّ أبي علي بن الحسين عليهما السلام كان عبداً صالحاً ».
    ومنها : ما مرّ (4) في ترجمة : بزيع ، ممّا رواه هو (5) رحمه الله مسنداً ، عن عبد الله بن سنان المتضمّن للعن الصادق عليه السلام وتكذيبه جماعة منهم بنان.
    كما مرّ (6) مسنده الآخر (7) الصحيح عن هشام بن الحكم ، عن الصادق عليه السلام أنّه قال : « إنّ بناناً ، والسري ، وبزيعاً لعنهم الله ترئى لهم الشيطان
1 ـ لاحظ : توضيح المشتبه 1/596.
2 ـ انظر ضبط التَبّان وبعض المسمّين به في : توضيح المشتبه 2/11.
3 ـ رجال الكشي : 301 حديث 541.
4 ـ في صفحة : 170 من المجلّد الثاني عشر.
5 ـ رجال الكشي : 305 حديث 549 ، وفيه : بيان ، لا بنان.
6 ـ في صفحة : 170 من المجلّد الثاني عشر.
7 ـ رجال الكشي : 304 حديث 547.


(97)
في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه إلى سرّته .. ».
    وللخبر تتمّة لم ننقلها هناك وهي قوله : فقلت : إنّ بناناً يتأول هذه الآية : « وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إلهٌ وَفِي الأَرْضِ إله » (1) : إنّ [ الإله ] الذي في الأرض غير إله السماء وإله السماء غير إله الأرض ، وإنّ إله السماء أعظم من إله الأرض ، وإنّ أهل الأرض يعرفون فضل إله السماء ويعظّمونه. فقال : « والله ما هو إلاّ الله وحده لا شريك له ، إله من في السموات ، وإله من في الأرضين ، كذب بنان عليه لعنة الله ، لقد صغّر الله جلّ وعزّ وصغّر عظمته ».
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (2) ، عن محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن علي بن أبي حمزة البطائني ، قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول في حديث : « يا علي ! ما أحد اجترأ أن يتعمّد علينا الكذب إلاّ أذاقه الله حرّ الحديد ، وإنّ بناناً كذب على علي بن الحسين عليهما السلام فأذاقه الله حرّ الحديد ».
    وقريب منه ما رواه مسنداً (3) عن أبي يحيى الواسطي ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام [ كان بيان (4) يكذب على علي بن الحسين عليه السلام فأذاقه الله حرّ الحديد ] (5).
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (6) ـ أيضاً ـ عن يحيى بن عبد الحميد الحماني * في
1 ـ سورة الزخرف ( 43 ) : 84.
2 ـ رجال الكشي : 482 حديث 909.
3 ـ رجال الكشي : 302 حديث 544.
4 ـ كذا في المصدر.
5 ـ ما بين المعقوفين مزيد من المصدر.
6 ـ رجال الكشي : 324 ـ 325 قطعة من حديث المرقم 588.
* ـ خ. ل : الجماني.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(98)
كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، قلت لشريك : إنّ أقواماً يزعمون أنّ جعفر بن محمّد عليهما السلام ضعيف في الحديث. فقال : أخبرك القصّة ، كان جعفر بن محمّد عليهما السلام رجلا صالحاً سلماً (1) ورعاً ، فاكتنفه قوم جهّال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ، ويقولون : حدّثنا جعفر بن محمّد عليهما السلام .. ويحدّثون بأحاديث كلّها منكرات كذب ، موضوعة على جعفر عليه السلام ليستأكلوا (2) الناس بذلك ، ويأخذوا (3) منهم الدراهم ، وكانوا يأتون من ذلك بكلّ منكر ، فسمعت العوام بذلك منهم ، فمنهم من هلك ، ومنهم من أنكر. وهؤلاء مثل المفضّل بن عمر ، وبنان (4) ، وعمرو النبطي .. وغيرهم. ذكروا أنّ جعفراً عليه السلام حدّثهم إنّ معرفة الإمام تكفي عن الصلاة والصوم ، وحدّثهم عن أبيه عليه السلام عن جدّه عليه السلام وإنّه عليه السلام حدّثهم قبل القيامة .. وإنّ علياً عليه السلام في السحاب يطير مع الريح ! وإنّه كان يتكلّم بعد الموت ! وإنّه كان يتحرّك على المغتسل ! وإنّ إله السماء هو الله (5) ، وإله الأرض الإمام ! فجعلوا لله شريكاً ، جهّال (6) والله ، ما قال جعفر عليه السلام شيئاً من هذا قطّ. كان جعفر عليه السلام أتقى لله وأورع من ذلك ، فسمع الناس ذلك فضعّفوه ، ولو رأيت جعفراً عليه السلام لعلمت أنّه واحد الناس.
1 ـ في المصدر : مسلماً.
2 ـ في رجال الكشي : يستأكلون.
3 ـ في المصدر المطبوع : يأخذون.
4 ـ في رجال الكشي : بيان.
5 ـ لم ترد في المصدر : هو الله.
6 ـ في المصدر بزيادة : ضُلاّل.


(99)
    ومنها : ما رواه هو رحمه الله (1) أيضاً ، عن أبي علي خلف بن حمّاد ، عن أبي محمد الحسن بن طلحة ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن بريد العجلي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم ، فمحت قريش ستة وتركت أبالهب ».
    وسألت عن قول الله عزّ وجل : « هل أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِين * تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاك أَثِيم » (2) ، قال : « هم سبعة : المغيرة بن سعيد ، وبنان (3) ، وصائد النهدي ، والحرث [ الحارث ] الشامي ، وعبد الله بن عمر بن الحرث [ الحارث ] ، وحمزة بن عمارة البربري ، وأبو الخطّاب ».
    وقريب منه ما رواه (4) هو رحمه الله مسنداً عن داود بن أبي يزيد * العطّار ، عمّن حدّثه من أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    .. إلى غير ذلك من الأخبار.
    ثمّ إنّ الموجود في النسخ المصحّحة من الكشي في هذه الأخبار هو بنان ـ بالموحّدة ، ونونين بينهما ألف ـ ، وهو ظاهراً غير بيان ـ بالموحّدة ، ثم المثنّاة ، ثم الألف والنون ـ الذي تنتسب إليه البيانيّة (5) ، فتدبّر
1 ـ رجال الكشي : 290 حديث 511.
2 ـ سورة الشعراء ( 26 ) : 221 و222.
3 ـ في رجال الكشي طبعة جامعة مشهد : بيان ـ بالباء بنقطة واحدة من تحت ، والياء المنقوطة بنقطتين من تحت ، وألف ، ونون ـ.
4 ـ رجال الكشي : 302 حديث 543.
* ـ خ. ل : فرقد. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
5 ـ أقول : بعد مراجعة هذه الأخبار والتأمل فيها ، يطمأن إلى أنّ بيان ، وبنان ، واحد ، والاختلاف ناشئ من التنقيط.


(100)
جيّداً (*).
(*)
حصيلة البحث
    لا محيص من لعن المترجم والتبرّؤ منه ، ودرج الرواية من جهته في مدارج الضعف والسقوط.

    جاء في الغيبة للشيخ الطوسي : 162 حديث 122 : سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن الزهري الكوفي ، عن بنان بن حمدويه ، قال : ذكر عند أبي الحسن العسكرى عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 51/161 حديث 10 مثله.
حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل.

    جاء في المحاسن للبرقي : 26 باب 3 ثواب التفكر في الله حديث 5 : عنه [ أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ] ، عن بنان بن العباس ، عن الحسين الكرخي ، عن جعفر بن أبان ، عن الحسن الصيقل ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .. إلى آخره.
    وعنه في بحار الأنوار 71/324 حديث 16 ، ووسائل الشيعة 15/197 حديث 20266.
حصيلة البحث
    لم يذكره علماء الرجال ، ولذلك يُعدّ مهملاً.


(101)
    الترجمة :
    قال الكشي (1) : بنان ، لقب أخي أحمد بن محمّد بن عيسى ، وهو عبد الله. انتهى.
    وقال المحقّق الأردبيلي رحمه الله في مجمع الفائدة (2) : إنّ بنان بن محمّد مهمل. انتهى.
    وقد جعله الكاظمي أيضاً في المشتركات (3) مجهولا.
1 ـ رجال الكشي : 512 حديث 989 : في أحمد بن محمّد بن عيسى ، وأخيه بنان ، قال نصر بن الصباح : أحمد بن محمّد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب .. إلى أن قال : يروي عنهم أحمد بن محمّد بن عيسى ، في وقت العسكري ، وما روى أحمد قط عن عبد الله بن المغيرة ، ولا عن حسن بن خرّزاذ ، وعبد الله بن محمّد بن عيسى الملقب ب‍ : بنان أخو أحمد بن محمّد بن عيسى.
    وأنكر بعض المعاصرين في قاموسه 2/248 ما نقله المؤلف قدّس سرّه فقال : أقول : ما قاله كلام القهپائي لا ( كش ) ، وأخذ كلامه من خبر ( كش ) في محمّد بن سنان.
    أقول : لقد زاغ بصر المعاصر عن الواقع ، فإنّ كلام الكشي مذكور في رجاله بالترقيم المذكور ، وقد ذكر في العنوان أحمد بن محمّد بن عيسى وأخيه بنان ، ثم في آخر كلامه قال : وعبد الله بن محمّد بن عيسى الملقب ب‍ : بنان أخو أحمد بن محمّد بن عيسى ، وليس ما نقله عن القهپائي كما ظنه المعاصر ، لم يذكر فيه عن محمّد بن سنان .. فتفطن.
2 ـ حكى عنه في تكملة الرجال 1/333 وجاء في مجمع الفائدة والبرهان 8/361 ، وفيه : بنان بن محمّد وقد نقل عن الصادق عليه السلام لعنه.
3 ـ المسمى ب‍ : هداية المحدثين : 26.


(102)
    ولكن في تعليقة الوحيد (1) أنّه : يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ولم يستثن روايته ، وفيه إشعار بالاعتماد عليه ، بل لا يبعد الحكم بوثاقته أيضاً ، وسيجيء في محمد بن سنان أنّ النجاشي (2) روى عنه حديثاً في أنّ محمداً همّ أن يطير فقصّ ، ثمّ قال : وهذا يدل على اضطراب كان فزال.
    وظاهر هذا اعتماده عليه ، وبناؤه على قوله ، فتأمّل. ومن تلك الترجمة يظهر وصفه ب‍ : الأسدي (3).
    وقال جدّي رحمه الله : هو كثير الرواية ومن مشايخ الإجازة. انتهى. ومرّ حكمها في الفائدة (4).
    وممّا يؤيّد جلالته ، بل وثاقته أيضاً ملاحظة سلوك أخيه أحمد بالنسبة إلى البرقي .. وغيره ، انتهى. فتأمل.
1 ـ المطبوعة على هامش منهج المقال : 72 [ الطبعة المحقّقة 3/97 برقم ( 311 ) ].
2 ـ قال النجاشي في رجاله : 252 برقم 881 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 231 ، وطبعة جماعة المدرسين : 328 برقم ( 888 ) ، وطبعة بيروت 2/208 برقم ( 889 ) ] في ترجمة محمّد بن سنان : إني سمعت القاضي ( خ. ل : العاصمي ) يقول : إن عبد الله بن محمد بن عيسى الملقب ب‍ : بنان ، قال : كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل إذ دخل علينا محمّد بن سنان ، فقال صفوان : إنّ هذا ابن سنان لقد همّ أن يطير غير مرّة فقصصناه حتى ثبت معنا .. وهذا يدل على اضطراب كان وزال.
3 ـ يقصد الوحيد قدّس سرّه من تلك الترجمة أعني ترجمة أخي أحمد بن محمّد بن عيسى ، وهو عبد الله بن محمّد بن عيسى أخو أحمد بن محمّد بن عيسى الذي جاء في رجال الكشي رحمه الله وصرّح بأنـّه أسدي ، فراجع رجاله : 508 حديث 981 ، ولكن التأمل يقضي بأن أحمد بن محمّد بن عيسى هو الأشعري القمي قطعاً فكيف أخوه يكون أسديّاً ؟! والوحيد رحمه الله غفل عن ذلك فقال : يظهر وصفه ب‍ : الأسدي ، فتفطن.
4 ـ الفوائد الرجالية المطبوعة في مقدمة منهج المقال : 9 من الطبعة الحجرية [ الطبعة المحقّقة 1/141 ـ 142 ].


(103)
    وأقول : أقلّ ما يفيده كونه شيخ الإجازة ، كونه من الحسان (1).
    [ التمييز : ]
    ميّزه الكاظمي في المشتركات (2) ، برواية محمّد بن علي بن محبوب ، عنه.
    وزاد في جامع الرواة (3) نقل رواية محمّد بن أحمد بن يحيى تارة ، عنه (4) ، واُخرى : عن أبان عنه. وكذا نقل رواية محمّد بن يحيى ،
1 ـ أقول : جاء المترجم في سند رواية في كامل الزيارات : 13 باب 2 حديث 10 : وهي حدثني الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن السدوسي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    أقول : عبد الله بن محمّد بن عيسى هو بنان المترجم ، فتفطن.
2 ـ هداية المحدثين : 26 ، قال : .. والآخر : ابن محمّد بن عيسى أخو أحمد بن محمّد ابن عيسى ويعرف برواية محمّد بن علي بن محبوب عنه.
3 ـ جامع الرواة 1/131.
4 ـ أقول : يروي المترجم عن أبي طاهر الوراق ، وعن أبيه ، وموسى بن القاسم ، وصفوان. وروى عنه حميد بن زياد ، ومحمد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب ..
    وجاء في الروايات بعنوان : بنان ، وبعنوان : عبد الله بن محمّد بن عيسى ، وقد روى في الكافي 4/174 حديث 22 : محمّد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن أخيه عبد الرحمن بن محمد ..
    وكذا في الكافي 4/242 حديث 2 : محمّد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن موسى بن القاسم .. وفي صفحة : 543 حديث 18 : محمّد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن موسى بن القاسم ..
    وفي الاستبصار 1/424 حديث 1635 : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة .. ، وصفحة : 453 حديث 1754 : محمّد بن علي بن محبوب ، عن بنان بن محمد ، عن المحسن بن أحمد ..


(104)

وفيه 2/273 حديث 970 : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ..
    وأيضاً فيه 3/25 حديث 80 : أحمد بن محمد ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني .. ، وصفحة : 74 حديث 246 : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن موسى بن القاسم .. ، وصفحة : 163 حديث 594 : محمّد بن أحمد ابن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن موسى بن القاسم .. ، وصفحة : 177 حديث 644 : محمد بن أحمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ..
    وفي الاستبصار 4/25 حديث 79 : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن موسى بن القاسم .. ، وصفحة : 45 حديث 147 : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة .. ، وصفحة : 220 حديث 823 : محمّد بن محبوب ، عن بنان بن محمد ، عن العباس غلام لأبي الحسن الرضا عليه السلام ..
    وفي التهذيب 2/206 حديث 805 : محمّد بن علي بن محبوب ، عن بنان بن محمّد ابن عيسى ، عن علي بن مهزيار .. ، وصفحة : 338 حديث 1397 بسنده : .. عن بنان ابن محمد ، عن سعد بن السندي .. ، وصفحة : 378 حديث 1575 : عنه [ أي : محمد ابن أحمد بن يحيى ] ، عن بنان بن محمد ، عن محسن بن أحمد ..
    وفيه 3/56 حديث 195 عنه [ أي : محمد بن أحمد بن يحيى ] ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ..
    وأيضاً فيه 5/126 حديث 415 بسنده : .. عن بنان بن محمد ، عن المحسن بن أحمد ..
    وكذا في 6/210 حديث 489 : محمّد بن علي بن محبوب ، عن بنان بن محمد ، عن صفوان .. و7/172 حديث 765 : وروى محمّد بن علي بن محبوب ، عن بنان ، عن محمّد بن علي ، عن علي بن الحكم .. ، وصفحة : 116 حديث 502 : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بنان بن محمد ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني .. ، وفي الطبعة الحجرية القديمة 2/149 ، كتاب التجارات ، باب بيع الواحد بالاثنين : بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة .. ، وهو الصحيح ؛ لأن بنان لا يروي عن عبد الله بن المغيرة إلاّ بواسطة أبيه.


(105)
عنه (*).
    وفي التهذيب 1/54 حديث 199 : محمّد بن علي بن محبوب ، عن بنان بن محمد ، عن العباس غلام لأبي الحسن عليه السلام ..
    وهذه بعض الموارد التي وردت رواية المترجم في الكتب الأربعة ، وإلاّ فهي كثيرة.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ التأمل في مضامين رواياته ، وفيمن روى عنهم ورووا عنه يثبت إماميته وحسنه ، فهو حسن عندي ورواياته تُعد حساناً ، وعند من يرى وثاقة كل من وقع في أسانيد كامل الزيارات لابد من عدّه ثقة.

    روى ابن شهرآشوب في المناقب 4/278 : باب إمامة أبي الحسن موسى عليه السلام ؛ بنان بن نافع التفليسي ، قال : خلّفت والدي مع الحرم ..
    وفي صفحة : 388 في معجزات الإمام الجواد عليه السلام فقال : بنان بن نافع ، قال : سألت علي بن موسى الرضا عليه السلام ..
    وفي إثبات الهداة 3/213 باب 23 حديث 143 في معجزات أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : وعن بنان بن نافع ، قال : خلّفت والدي مع الحرم .. ، وفي صفحة : 326 حديث 23 ، عن المناقب ، وفيه : سنان ( بنان خ. ل ) بن نافع ..
    وانظر : بحار الأنوار 50/55 حديث 31.
حصيلة البحث
    يظهر من جميع رواياته أنّه كان معتقداً للحقّ موالياً ، لوقوفه على معاجزهم عليهم السلام ، فالقول بحسنه في محلّه إن شاء الله تعالى.
تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: فهرس