تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: 181 ـ 195
(181)
    [ الترجمة : ]
    عدّه جمع من الصحابة (1) ، وقالوا : إنّه استشهد يوم بدر ، وفيه وفي أمثاله نزل
وفي صفحة : 272 : قال نصر : فحدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم قال : نادى حريث مولى معاوية [ هذا اليوم ] وكان شديداً ذا بأس ، فقال : يا عليّ ! هل لك في المبارزة ، فأقدم أباحسن إذا شئت ، فأقبل علي [ عليه السلام ] وهو يقول :
أنا علي وابن عبدالمطلب منّا النبي المصطفى غير كذب نحن نصرناه على جلّ العرب نحن لعمر الله أولى بالكتب أهل اللواء والمقام والحجب يا أيها العبد الغرير المنتدب
أثبت لنا يا أيها الكلب الكلب
    ثمّ خالطه فما أمهله أن ضربه ضربة واحدة فقطعه نصفين.
    وفي صفحة : 371 بسنده : .. عن تميم قال : والله إنّي مع عليّ حين أتاه علقمة بن زهير الأنصاري ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ عمرو بن العاص ينادي ..
    أقول : عدّه في إتقان المقال : 31 من الثقات ، وفي ملخص المقال عدّه في قسم الحسان ، وذكره في نقد الرجال : 62 برقم 3 [ المحقّقة 1/306 برقم ( 821 ) ] ، ومجمع الرجال 1/288 ، والوسيط المخطوط : 56 من نسختنا ، وجامع الرواة 1/132 ، ومنهج المقال : 73 ] المحقّقة 3/105 برقم ( 893 ) ] ، ومنتهى المقال : 70 [ المحقّقة 2/187 برقم ( 496 ) ] ، ومن الغريب جداً عدّ الحاوي : 234 برقم 1263 ( المخطوط ) [ المحقّقة 3/334 برقم ( 1952 ) ] للمترجم في الضعفاء.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ تصريح البرقي في رجاله ، والعلاّمة في الخلاصة ، والشيخ المفيد في الاختصاص بأنّ المترجم كان من خواص أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام يرفعه عن مستوى الحسن إلى قمّة الوثاقة ؛ لأنّه لا يكون من خواصه عليه السلام أحد إلاّ وفيه مميزات دينية عالية بحيث يرتضيه أمير المؤمنين عليه السلام ليكون من خواصه ، وإنّي أعدّه ثقة جليلاً بلا ريب عندي ، والحديث من جهته صحيحاً ، والله العالم.
1 ـ كما فعل في الإصابة 1/191 برقم 868 ، وقال ابن الأثير في اُسد الغابة 1/216 :


(182)
قوله سبحانه : « وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبِيْلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ » (1) « .. عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .. » الآية.
    فهو حسن الحال (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه جمع (2) من الصحابة ، وقالوا : إنّه شهد الحديبية مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وبايع بيعة الرضوان تحت الشجرة.
    ولازم ذلك حسن حاله (**).
تميم بن الحمام الأنصاري ، ذكره ابن منده وروى من طريق محمد بن مروان السدّي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : قتل تميم بن الحمام ببدر ، وفيه وفي غيره نزلت : « وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ .. » [ سورة ( 2 ) : 154 ] قال أبو نعيم : اتفقوا على أنّه عمرو بن الحمام ، وأنّ السدي صحّفه وتبعه بعض الناس. هذا نص ما في الإصابة.
1 ـ « وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ » سورة البقرة ( 2 ) : 154 ، وفي سورة آل عمران ( 3 ) : 169 : « وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ » ، وقد أسقط الناسخ من آخر الآية الأولى وأوّل الآية الثانية ، وجعلهما آية واحدة.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ شهادة المترجم بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دليل حسن الرجل ، وعظيم سعادته ، فهو من السعداء والحسان.
2 ـ منهم ابن الأثير في اُسد الغابة 1/217 ، والإصابة 1/187 برقم 842 قال : تميم بن ربيعة بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل الجهني ، ذكره هشام بن الكلبي ، فقال : أسلم قديماً ، وشهد الحديبية ، وبايع تحت الشجرة.
(**)
حصيلة البحث
    البيعة المذكورة في سورة الفتح بقوله تعالى : « لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ


(183)
بمعنى بيّاع الزيت (1)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على رواية محمّد بن الفيض ، عنه ، عن أبي عبد الله عليه السلام في باب الاحتذاء من كتاب الزيّ والتجمّل من الكافي (2).
    وحاله مجهول (*).
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ » [ سورة الفتح ( 48 ) : 18 ] فرضى الله سبحانه وتعالى إنّما هو عن المؤمنين ، فإذا أحرز إيمان المبايع فهو مرضيّ لله تعالى ، وهو ثقة بلا ريب ، وعليه فلا يجوز الحكم عليه بالحسن ، وإذا لم يحرز إيمانه وجب التوقف والحكم عليه بالجهالة ، والمترجم لم يثبت إيمانه ، فهو مجهول الحال.
1 ـ قال ابن منظور في لسان العرب 2/35 : ويقال للذي يبيع الزيت : زَيّات ، وللذي يعتصره : زَيّات.
2 ـ الكافي 6/463 حديث 8 بسنده : .. عن محمّد بن الفيض من تيم الرباب ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ..
    وفي الطبعة الحجرية 2/209 مثله ، ولم أعثر على نسخة من الكافي في سندها ( تميم الزيّات ). نعم ، في معجم رجال الحديث صرّح بأنّه وجد في نسخة من الكافي ( تميم الزيات ) وحكم بأنّ ذلك مصحّف ، وأنّ الصحيح : محمّد بن الفيض من تيم الرباب ، أي من قبيلة تيم الذي ذكره الشيخ رحمه الله في رجاله : 322 برقم 671 فقال : محمّد بن الفيض التيمي ، تيم الرباب.
    وجاء العنوان كما هنا في وسائل الشيعة 5/63 حديث 5921.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المترجم أحد من علماء الرجال فهو مهمل ، مع جهالة العنوان.


(184)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه من أصحاب الباقر عليه السلام.
    وظاهره كونه إمامياً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه ابن عبد البر (2) ، وابن منده ، وأبو نعيم من الصحابة ، وتنظّر فيه
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 110 برقم 1 ، مجمع الرجال 1/188 ، نقد الرجال : 62 برقم 4 [ المحقّقة 1/307 برقم ( 83 ) ] ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، لسان الميزان 2/72 برقم 474.
1 ـ رجال الشيخ : 110 برقم 1 ، وذكره في نقد الرجال ، ومجمع الرجال نقلاً عن رجال الشيخ من دون تعليق ، وذكره في ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، وفي لسان الميزان 2/72 برقم 474 ، قال : تميم بن زياد ، ذكره الطوسي في رجال الباقر [ عليه السلام ] ، وذكر أنّه جالس مالكاً والثوري.
    أقول : لم يذكر أحد من علمائنا بأنه جالس مالكاً والثوري ، ولم يضعّفه سوى ملخّص المقال.
(*)
حصيلة البحث
    لمّا لم يذكر المترجم أحد من أرباب الرجال ليكشف عن حاله ، فهو مجهول الحال.
(oo)
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/217 ، الإصابة 1/187 برقم 843 ، الاستيعاب 1/73 برقم 239.
2 ـ في الاستيعاب 1/73 برقم 239 قال : تميم المازني الأنصاري ، والد عباد بن تميم ، قيل فيه : تميم بن عبد عمرو ، وقيل : تميم بن زيد بن عاصم ، أخو عبد الله وحبيب ابني


(185)
بعضهم (1).
    وعلى كلّ حال ، فهو مجهول الحال (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه جماعة (2) من الصحابة ، وقالوا : إنّه كان في وفد تميم الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأسلموا ، ولم أستثبت حاله (**).

    [ الترجمة : ]
    عدّه أبو موسى ، وابن الأثير (3) ، من الصحابة.
زيد بن عاصم بن عمرو ، من بني مازن بن النجار ، أمهم أم عمارة نسيبة الأنصارية ، ويعرفون ب‍ : بني أم عمارة ، يكنّى تميم : أبا الحسن ، روى عنه ابنه عباد بن تميم في الوضوء .. إلى أن قال : ولا أعرف لتميم هذا غير هذا الحديث.
    ومثله في اُسد الغابة 1/217 ، والإصابة 1/187 برقم 843.
1 ـ وهو ابن عبد البر في الاستيعاب 1/73 تحت رقم 239 ، حيث قال ـ في آخر كلامه السالف ـ : وفي صحبته نظر.
(*)
حصيلة البحث
    المترجم مجهول موضوعاً وحكماً.
2 ـ قال في الإصابة 1/187 برقم 845 : تميم بن سعد التميمي ، كان في وفد تميم الذين قدموا فأسلموا ، ذكره ابن شاهين ، ومثله في اُسد الغابة 1/217.
(**)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يكشف عن حاله ، فهو غير معلوم الحال.
3 ـ كما في اُسد الغابة 1/217 ، والإصابة 1/187 برقم 846 إلاّ أنّ الأخير بعد ذكر


(186)
    وحاله مجهول (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على رواية سمّـاك بن حرب عنه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في باب الرجلين يدّعيان من قضاء الكافي (1) ، والتهذيب (2) ، والاستبصار (3).
صحبته وروايته قال : وأظنه مرسلاً ، فإنّ تميم بن سلمة كوفي تابعي مشهور ، يروي عنه زياد بن فيّاض وغيره ، ولا أعرف لزياد بن فياض رواية عن أحد الصحابة.
    وفي تهذيب التهذيب 1/512 برقم 954 قال : تميم بن سلمة السلمي الكوفي .. إلى أن قال : قال ابن معين والنسائي : ثقة ، وقال ابن أبي عاصم وغيره : مات سنة مائة.
    وقال في تقريب التهذيب 1/113 برقم 11 : تميم بن سلمة السلمي الكوفي ، ثقة من الثالثة ، مات سنة مائة.
(*)
حصيلة البحث
    لمّا لم يعنونه علماؤنا ولم يتعرّضوا لحاله ، وعنونه علماء العامة ووثّقوه ورووا عنه ، تعيّن عدّه منهم ، وإنّه عندنا مجهول الحال ، بل الأرجح ضعفه.
(o)
مصادر الترجمة
    تهذيب التهذيب 1/513 برقم 955 ، تقريب التهذيب 1/113 برقم 12 ، التاريخ الكبير 2/151 برقم 2019 ، الجرح والتعديل 2/442 برقم 1765.
1 ـ الكافي 7/419 كتاب القضاء حديث 5 بسنده : .. عن سماك بن حرب ، عن تميم بن طرفة ، أنّ رجلين عرفا بعيراً فأقام كلّ واحد منهما بينة ، فجعله أمير المؤمنين عليه السلام بينهما.
2 ـ التهذيب 6/234 حديث 574 بسنده : .. عن سماك بن حرب ، عن تميم بن طرفة ..
3 ـ الاستبصار 3/39 حديث 134 بالسند والمتن المتقدّم ، ومثله في الفقيه 3/23 حديث 61 إلاّ أنّ فيه : ابن طرفة بدون ـ تميم ـ ، وعليه نسخة : أبي طرفة.


(187)
    وليس له ذكر في كتب رجالنا ، وإنّما نقل عن المقدسي (1) أنّه قال : تميم بن طرفة الطائي الكوفي المسلي (2) ، سمع جابر بن سمرة .. وغيره ، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين. انتهى.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ (3) ضبط الطائي في ترجمة : أبان [ بن ] أرقم.
    وضبط (4) المسلي في ترجمة : إسماعيل بن علي (*).
    وفي تقريب التهذيب 1/113 برقم 12 : تميم بن طرفة ـ بفتح الطاء والراء والفاء ـ الطائي المسلي ـ بضمّ الميم وسكون المهملة ـ ثقة من الثالثة ، مات سنة خمس وتسعين.
    وقال في تهذيب التهذيب 1/513 برقم 955 : تميم بن طرفة الطائي المسلي الكوفي ، روى عن جابر بن سمرة ، وعدي بن حاتم ، وابن أبي أوفى ، والضحاك بن قيس. وعنه سماك بن حرب ، والمسيب بن رافع ، وعبدالعزيز بن رفيع .. وغيرهم ، قال النسائي : ثقة ، وقال أبوحسان الزيادي وغيره : مات سنة 94 ، وقال ابن أبي عاصم : سنة 95. قلت : وقال ابن سعد : كان ثقة ، قليل الحديث ، وقال الشافعي : تميم بن طرفة مجهول ، وقال الآجري ، عن أبي داود : ثقة مأمون ، وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة ، وقال ابن قانع : توفّي سنة 95 ، وقال : توفّي سنة 93. وقال ابن حبّان في الثقات : مات سنة 93 أو سنة 94 ، والتاريخ الكبير 2/151 برقم 2019 ، والجرح والتعديل 2/442 برقم 1765.
1 ـ الجمع بين رجال الصحيحين 1/64 برقم 247 قال : تميم بن طرفة الطائي الكوفي المسلي ..
2 ـ في المصادر العامية : ( المسلي ) كما في تهذيب التهذيب وتقريب التهذيب ، وفي بعضها : ( الطائي ) كما في التاريخ الكبير 2/151 برقم 2019 قال : تميم بن طرفة الطائي الكوفي .. ، وكذا في الجرح والتعديل 2/442 برقم 1765.
3 ـ في صفحة : 74 من المجلّد الثالث.
4 ـ في صفحة : 253 من المجلّد العاشر.
(*)
حصيلة البحث
    الذي يستفاد من كلمات علمائنا الرجاليين وكلمات العامّة أنّه من رواتهم ، وحملة الحديث من طرقهم ، فهو من حيث الوثاقة والضعف مجهول الحال.


(188)
    [ الترجمة : ]
    [ وهو ] الذي روى عنه أبو جعفر محمّد بن بابويه.
    قال في الخلاصة (1) : إنّه ضعيف.
    ومثله بعينه في رجال ابن داود (2) مزيداً كلمة ( الكشّي ) بين ( بابويه ) وبين ( ضعيف ).
    وأنكر عليه كلّ من تأخر عنه بعدم العثور على ما نسبه إلى الكشّي.
    واعترض الوحيد (3) على العلاّمة رحمه الله بعدم ظهور منشأ تضعيفه.
    وأقول : ما في الخلاصة ، ورجال ابن داود ، عين عبارة ابن الغضائري حرفاً بحرف (4).
(o)
مصادر الترجمة
    الخلاصة : 209 برقم 1 ، رجال ابن داود : 432 برقم 83 ، منهج المقال : 73 [ الطبعة المحقّقة 3/106 برقم ( 895 ) ] ، مجمع الرجال 1/288 ، الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 171 برقم ( 311 ) ].
1 ـ الخلاصة : 209 برقم 1.
2 ـ رجال ابن داود : 432 برقم 83.
3 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 73 [ الطبعة المحقّقة هامش منهج المقال 3/106 برقم ( 317 ) ] ، قال : تميم بن عبد الله ، روى عنه أبوجعفر رحمه الله ، يروي عنه مترضّياً وأكثر الرواية عنه كذلك ، ولقّبه ب‍ : الحيري ( الحميري ) أيضاً ، وكنّاه ب‍ : أبي الفضل ، ومنشأ تضعيف ( صه ) غير ظاهر.
4 ـ قال في مجمع الرجال 1/288 : ( غض ) ، تميم بن عبد الله بن تميم القرشي الذي يروي عنه أبو جعفر محمّد بن بابويه ضعيف.


(189)
    ومراد ابن داود ( غض ) [ أي ابن الغضائري ] ، وإبداله ب‍ : ( كش ) [ أي الكشّي ] من النسّاخ ، وهذا من جملة المفاسد المترتّبة على الرمز التي أشرنا إليها في الفائدة الثالثة ، من مقدّمات الكتاب (1) ، فأدّى الرمز بسبب التحريف إلى الاعتراض عليه بعدم العثور على التضعيف في كلام الكشّي.
    ومنشأ تضعيف العلاّمة رحمه الله ، هو تضعيف ابن الغضائري ، فلا اعتراض عليه.
    نعم ؛ يمكن أن يقال : إنّ كون الرجل من مشايخ الإجازة ، وكثرة رواية الصدوق رحمه الله عنه (2) ، وترضّيه عليه كلمّا ذكره ، وكونه أعرف بأحوال
1 ـ الفوائد الرجاليّة المطبوعة في أوّل الكتاب 1/191 ( الطبعة الحجرية ).
2 ـ وإليك سرداً لبعض مرويّات الشيخ الصدوق عنه وترضّيه عليه في عيون أخبار الرضا : 12 : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه ، قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ..
    وفي صفحة : 152 : حدّثنا أبو الفضل تميم بن عبد الله بن تميم القرشي الحيري ، قال : حدّثنا أبي ، قال : أخبرنا أبوعلي أحمد بن عليّ الأنصاري ..
    وفي صفحة : 14 : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا أبي .. وبنصه في صفحة : 57 ، وصفحة : 77 ، وصفحة : 108 ، وصفحة : 193 ، وصفحة : 214.
    وفي صفحة : 239 : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن أبي الصلت الهروي ، قال : قال المأمون يوماً للرضا عليه السلام .. وبنصه في صفحة : 276 ، وصفحة : 308 ، وصفحة : 312 ، وصفحة : 324.
    وفي صفحة : 348 ، قال : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن عليّ الأنصاري ، عن أبي الصلت الهروي ، قال : سمعت الرضا عليه السلام ..
    وفي صفحة : 351 : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه ، قال :


(190)
الرجال من ابن الغضائري ، وعدم تبيّن خطئه في جملة من التضعيفات ، كابن الغضائري ، ودركه له واطّلاعه على حاله ، يسلب الوثوق عن تضعيف ابن الغضائري ، ويلحق روايات الرجل بالحسان المعتمدة ، إن لم تلحق بالصحاح.
    وما في الوجيزة (1) من تضعيف الرجل مبنيّ على تضعيف العلاّمة رحمه الله من غير اجتهاد وتعمّق ، فلا يضرّنا (2) (3).
حدّثنا أبي .. وبنصه في صفحة : 355 ، وصفحة : 359 ، وصفحة : 366.
    أقول : هذه جملة من الروايات التي رواها الشيخ الصدوق قدّس الله سرّه عن المترجم في عيون أخبار الرضا عليه السلام ، وفي كتاب التوحيد في صفحة : 74 ، و121 ، و132 ، و320 ، و341 ، و353 ، وفي الخصال 1/267 ، وفي تآليفه الكثيرة الاُخرى ترضّى على المترجم أيضاً كثيراً ، فراجع.
1 ـ الوجيزة : 147 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 171 برقم ( 311 ) ].
2 ـ أقول : ما أفاده المؤلّف قدّس الله سرّه في غاية المتانة ، ولا يعتريه ريب ، فإنّ من درس وتثبّت في مضامين الروايات التي رواها ، والقرائن الأخرى التي أشار إليها المؤلف ، لا يشك في حسنه.
    وقال بعض المعاصرين في قاموسه 2/261 في نقض لكلام المؤلّف قدّس سرّه : أقول : جميع ما ذكره دعاو بلا برهان فتضعيفه قوي.
    وقد طغى على هذا المعاصر حرصه على النقد على أعلام الطائفة وأئمّة العلم ، وذلك أنّ المؤلّف حسب تعبير المعاصر له دعاو خمسة : 1 ـ كون المترجم من مشايخ الرواية. 2 ـ كثرة رواية الصدوق رحمه الله عنه. 3 ـ ترضّي الصدوق عليه كثيراً. 4 ـ كون ابن بابويه أعرف بأحوال الرجال من ابن الغضائري. 5 ـ درك الصدوق رحمه الله للمترجم ، فهذه الدعاوي الخمسة في رأي المعاصر بلا برهان !
    أمّا الدعوى الأولى : فإنّ مشيخته للرواية تتّضح لمّن راجع تعاليقنا ، فإنّي قد ذكرت شطراً من روايته عن المترجم من كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام والتوحيد والخصال فقط ، ولم يسعني الفحص عن رواياته عنه في كتبه الأخرى.


(191)
    الضبط :
    قد اختلفت النسخ في الكنية ، ففي بعضها : حَبَش ـ بالحاء المهملة المفتوحة ، والباء الموحّدة من تحت المفتوحة أيضاً ، والشين ـ ويبعّده أنّي لم أجد أحداً سمّي
    وأمّا الثانية : فإنّه روى في كتابه عيون الأخبار فقط ثمانية عشر رواية عن المترجم ، سوى ما روى في مؤلّفاته الأخر.
    وأمّا الثالثة : فقد ترضّى الصدوق على المترجم في أكثر تلك الروايات ، وقد أشرت إليها ، وقد صرّح جمع من علماء الدراية بأنّ الترضّي على راو أمارة على أنّ الراوي مرضيّ حسن الحال.
    وأمّا الرابعة : فهي مسلّمة عند أهل التحقيق ، فقد قرنوه بالنجاشي في الضبط ، ودقة النظر ، وسعة الباع ، وابن الغضائري رمي بالتسرّع في تضعيف من لا يستحق التضعيف ، بحيث سلب الوثوق من تضعيفاته.
    وأمّا الخامسة : فدرك ابن بابويه لتميم المترجم جلّي يكشفه رواياته عنه بلا واسطة ، فهذه هي دعاوي المؤلّف قدّس سرّه وما يسندها ، فهل بعد هذا يمكن توجيه تحامل هذا المعاصر ؟! غفر الله له ولنا.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ ملاحظة ما ذكره المؤلّف قدّس سرّه ، لا يدع مجالاً للتشكيك في حسن المترجم ، فهو حسن ، والرواية من جهته حسنة.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 36 برقم 2 ، الخلاصة : 28 برقم 3 ، رجال ابن داود : 76 برقم 270 ، مجمع الرجال 1/288 ، جامع الرواة 1/133 ، حاوي الأقوال 3/335 برقم 953 ، توضيح الاشتباه : 83 برقم 325 ، إتقان المقال : 31 ، منتهى المقال 2/189 برقم 498 ، منهج المقال : 74 [ الطبعة المحقّقة 3/107 برقم ( 896 ) ] ، الوسيط المخطوط : 56 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 13 ، اُسد الغابة 1/218 و4/171 ، الاستيعاب 2/238 برقم 93 ، الإصابة 4/44 برقم 273 ، لسان الميزان 25/72 برقم 277.


(192)
به في السابق (1).
    وفي بعضها : حُبَيْش ـ بالياء المثنّاة ، بعد الباء الموحّدة ، وزان زبير (2) ـ وهو اسم جماعة من الصحابة والتابعين والمحدّثين ، ومنهم : حبيش غير منسوب إلى أب يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام.
    وفي بعض النسخ : حَيش ـ بالحاء المفتوحة ، والياء المثناة من تحت الساكنة ، والشين المعجمة ـ وهو اسم جماعة من السابقين (3).
    ثم إنّ الموجود في كتب أصحابنا عنوان الرجل ب‍ : تميم بن عمرو ، وتكنيته ب‍ : أبي حبش. والموجود في كتب رجال العامة ، ومنها : اُسد الغابة (4) ،
1 ـ انظر ضبط حَبَش في الإكمال 2/352 ـ 353 ، وتوضيح المشتبه 3/359 ، وقد عدّوا جمعاً من المسمّين ب‍ : حبش ، بعضهم من محدّثي القرن الرابع أو ما قبله ، فراجع.
2 ـ كما ضبطه في توضيح المشتبه 3/456 وغيره.
3 ـ لم نجد من سمّي ب‍ : حيش ـ بالحاء المهملة ـ ، والمظنون أنّه : جَيْش ـ بالجيم المعجمة ـ وهو اسم جماعة من السابقين ، كما في الإكمال 2/355 ـ 356 ، وتوضيح المشتبه 3/361 ـ 363 .. وغيرهما.
4 ـ اُسد الغابة 1/218 قال : تميم بن عبد عمرو أبو الحسن المازني ، كان عاملاً لعليّ ابن أبي طالب [ عليه السلام ] رضي الله عنه على المدينة حين خرج إليه سهل بن حنيف إلى العراق ، قاله أبو نعيم بإسناده إلى ابن إسحاق. وقال أبو موسى ، عن أبي حفص بن شاهين ، قال : تميم أبو الحسن بن عبد عمرو بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجّار ، ذكره عن محمّد بن إبراهيم ، عن محمّد بن يزيد ، عن رجاله ، أخرجه أبو نعيم وأبو موسى ، ويذكر في الكنى أتم من هذا ، إن شاء الله تعالى.
    وفيه 4/171 ( باب الكنى ) : أبو الحسن الأنصاري المازني ، قيل : اسمه كنيته ، وقيل : اسمه تميم بن عبد عمرو ، وهو جدّ يحيى بن عمارة ، والد عمرو بن يحيى شيخ مالك بن أنس ، مدني له صحبة ، يقال : إنّه ممّن شهد العقبة وبدراً .. إلى أن قال : وهذا


(193)
والتاج (1) ، زيادة كلمة ( عبد ) قبل كلمة ( عمرو ) ، وتكنيته ب‍ : أبي الحسن ، ووصفه ب‍ : المازني ، ونحن قد تبعنا في العنوان أصحابنا ، وطريق الجمع بين تكنيته ب‍ : أبي حبش ، أو حبيش أن تكون كنيته الأصلية : أبو الحسن ، والعارضية : أبو حبش أو حبيش ، نظراً إلى ما نقل عن ابن الأنباري في كتاب الأضداد (2) ، من أنّه استشفع عند تميم هذا الفرزدق الشاعر في إطلاق رجل من
أبو الحسن هو الذي قال لزيد بن ثابت .. إلى أن قال : أخرجه الثلاثة.
    ومثله في الاستيعاب 2/238 برقم 93.
1 ـ تاج العروس 8/213 قال : وتميم ثمانية عشر صحابياً .. وعدّهم .. إلى أن قال : وتميم بن زيد الأنصاري .. إلى أن قال : وتميم بن عبد عمرو أبو الحسن.
    وقال في الإصابة 4/44 برقم 273 : أبوحسن الأنصاري ثم المازني جدّ يحيى بن عمارة بن أبي الحسن ـ مشهور بكنيته ـ واسمه تميم بن عمرو ، وقيل : ابن عبد عمرو ، وقيل : ابن عبد قيس بن مخرمة بن الحارث بن ثعلبة بن مازن .. إلى أن قال : قال الذهبي : بقي إلى زمن علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] ..
2 ـ الأضداد تأليف محمّد بن القاسم الأنباري : 256 ، وإليك نصّه : جاءت امرأة إلى الفرزدق فقالت : إنّ ابني مع تميم بن زيد القيني بالسند ، وقد اشتقت إليه ، فإن رأيت أن تكتب إليه في أن يقفله إليّ .. فوعدها ذاك .. إلى أن قال : وكتب إلى تميم :
تميم بن زيد لا تكوننّ حاجتي أتتني فعاذت يا تميم بغالب فهب لي خنيساً واتخذ فيه منّة بظهر فلا يخفى عليّ جوابها وبالحفرة السافي عليه ترابها أهبه لأم ما يسوغ شرابها
    فلما ورد الشعر على تميم بن زيد ، أشكل عليه الاسم ، فقال : اقفلوا كلّ من اسمه خنيس ، أو حبيش ، أو حُنيس ، أو حسيش ، أو خشيش ، فعدّوا فكانوا ثمانين رجلاً ..
    ولكن في الأغاني 19/36 ما صورته : أخبرنا عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن حبيب ، عن الأصمعي ، قال : جاءت امرأة إلى قبر غالب أبي الفرزدق ، فضربت عليه فسطاطاً ، فأتاها فسألها عن أمرها ، فقالت : إنّي عائذة بقبر غالب من أمر نزل بي ، قال لها : وما هو ؟ قد ضمنت خلاصك منه ، قالت : إنّ ابناً لي أغزى إلى السند مع تميم بن


(194)

زيد ، وهو واحدي ، قال : انصرفي فعليَّ انصرافه إليك إن شاء الله ، قال : وكتب من وقته إلى تميم الأبيات السالفة بتقديم وتأخير.
    قال : فعرض تميم جميع من معه من الجند فلم يدع أحداً اسمه حبيش ولا حنيش إلاّ وصله ، وأذن له في الانصراف إلى أهله.
    وذكر هذه القضية المبرّد في كامله 1/291 مع تغيير يسير ، فقال : ومن ذلك أنّ الحجّاج لمّا ولّى تميم بن زيد القيني السند دخل البصرة فجعل يخرج أهلها من شاء فجاءت عجوز إلى الفرزدق ، وزاد بيتاً على الأبيات الثلاثة وهو قوله :
وقد علم الأقوام أنّك ماجد وليث إذا ما الحرب شبّ شهابها
    وفي وفيات الأعيان 6/88 مثل ما في كامل المبرّد.
    أقول : ذكر تميم بن زيد في جميع هذه المصادر المزبورة ، ولم أجد من ذكر هذه القصة والشعر بعنوان ( تميم بن عمرو ) ، والظاهر أنّ المصدر الذي نقل عنه المؤلف قدّس سرّه الأبيات كان مصحّفاً.
    وعلى كلّ حال ؛ فالذي استجار بقبر غالب أمّ غير المترجم ؛ لأنّ المستجير اسم أبيه زيد ، وإنّه كان في زمن الحجّاج ، والحجّاج ولد سنة أربعين ، وهلك سنة خمس وتسعين ، وولي العراقين سنة ثلاث وسبعين ، وتميم الذي كان عاملاً لأمير المؤمنين عليه السلام في سنة خمس وثلاثين تقريباً فكيف يكون أميراً للحجاج ؟
    ثمّ إنّ المترجم مازني ، والمذكور في شعر الفرزدق : قيني ، أو عتبي ، ولا يمكن أن يكون المازني من بني قين ، فتفطّن.
    وفي فتوح البلدان للبلاذري : 430 : ثمّ ولّى بعد الجنيد تميم بن زيد العتبي فضعف .. إلى أن قال : وكان تميم من أسخياء العرب ، وجد في بيت مال بالسند ثمانية عشر ألف ألف درهم طاطرية فأسرع فيها ، وكان قد شخص معه من الجند فتىً من بني يربوع يقال له : خنيس ، وأمه من طيء إلى الهند ، فأتت الفرزدق فسألته أن يكتب إلى تميم في إقفاله ، وعاذت بقبر غالب أبيه ، فكتب الفرزدق إلى تميم :
أتتني فعاذت يا تميم بغالب فهب لي خنيساً واتخذ فيه منّة تميم بن زيد لا تكوننّ حاجتي وبالحفرة السافي عليها ترابها لحوبة أم ما يسوغ شرابها بظهر فلا يجفى عليك جوابها

(195)
جيش كان هو أميراً عليه في زمن عمر أو عثمان اسمه : حبيش ، كتب إليه الفرزدق هذه الأبيات :
تميم بن عمرو (1) لا تكونن حاجتي أتتني فعاذت يا تميم بغالب فأطلق خنيساً (2) واتّخذ فيه منّةً بظهر فلا يخفى عليَّ جوابها وبالحفرة السافي عليه ترابها أهبه لأمّ لا يسوغ شرابها
    قال ابن الأنباري (3) : وما كان الخطّ يومئذ منقوطاً ولا معرباً. وإنّما حدث التنقيط بعد ذلك. فتردّد اسم حبيش بين محتملات كثيرة ، فأمر تميم بأن يجمع من العسكر كلّ من اسمه : حنيش ، أو حبيش ، أو خنيس فأمر بإطلاقهم ، وتسريحهم إلى أهاليهم ، كرامة للفرزدق ، فكنّي من يومئذ ب‍ : أبي حبيش.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على قول الشيخ رحمه الله (4) في عداد أصحاب أمير المؤمنين
1 ـ في وفيات الأعيان 6/88 برقم 784 ، وفيه : تميم بن زيد ولا تكوننّ .. إلى آخر صدر البيت.
2 ـ كذا في الوفيات ، وفي الأصل : حنيشاً.
3 ـ في الأضداد : 256.
4 ـ رجال الشيخ : 36 برقم 2 ، قال : تميم بن عمرو ، يكنى : أبا حبش ، وكان عامل أمير المؤمنين [ عليه السلام ] على مدينة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى قدم سهل بن حنيف.
تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: فهرس