تنقيح المقال في علم الرجال الجزء السّابع ::: 286 ـ 300
(286)
نقل حديثاً ناطقاً بأنّ الخضر حضر عند أمير المؤمنين عليه السلام وشهد بإمامة الأئمّة الإثني عشر ، واحداً بعد واحد ، يسمّيهم بأسمائهم ، حتى انتهى إلى الخلف الحجّة عليه السلام.
    ثمّ قال الكليني رحمه الله (1) : وحدّثني محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن
علمت أنـّك وهم شرع سواء.
    فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : سلني عمّا بدا لك ، قال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى ؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟
    فألتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن عليه السلام فقال : يا أبا محمّد أجبه ، قال : فأجابه الحسن عليه السلام.
    فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ، و لم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله ، و لم أزل أشهد بذلك ، وأشهد أنـّك وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والقائم بحجّته ـ وأشار إلى أمير المؤمنين ـ ، و لم أزل أشهد بها ، وأشهد أنـّك وصيّه والقائم بحجّته ـ و أشار إلى الحسن عليه السلام ـ وأشهد أنّ الحسين بن عليّ وصي أخيه ، والقائم بحجّته بعده ، وأشهد على عليّ بن الحسين أنـّه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمّد بن عليّ أنـّه القائم بأمر عليّ بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمّد بأنـّه القائم بأمر محمّد ، وأشهد على موسى أنـّه القائم بأمر جعفر بن محمّد ، وأشهد على عليّ ابن موسى أنـّه القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمّد بن عليّ أنـّه القائم بأمر عليّ بن موسى ، وأشهد على عليّ بن محمّد بأنـّه القائم بأمر محمّد بن عليّ ، وأشهد على الحسن بن عليّ بأنـّه القائم بأمر عليّ بن محمّد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن ، لا يكنّى و لا يسمّى ، حتى يظهر أمره ، فيملأها عدلا كما ملئت جوراً ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله وبركاته ، ثمّ قام فمضى.
    فقال أمير المؤمنين : يا أبا محمّد ! اتبعه فانظر أين يقصد ، فخرج الحسن بن عليّ عليهما السلام فقال : ما كان إلا أن وضع رجله خارجاً من المسجد ، فما دريت أين أخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته ، فقال : يا أبا محمّد ! أتعرفه ؟ قلت : الله و رسوله وأمير المؤمنين أعلم ، قال : هو الخضر عليه السلام.
1 ـ الكافي 1/526 برقم 2.

(287)
الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي هاشم ، مثله.
    قال محمّد بن يحيى : فقلت لمحمّد بن الحسن : يا أبا جعفر ! وددت أنّ هذا الخبر جاء من غير أحمد بن أبي عبدالله ، قال : فقال : لقد حدّثني قبل الحيرة بعشر سنين. انتهى ما في الكافي.
    وقد حكي عن مجمع الرجال للمولى عناية الله (1) : أنـّه قال ـ بعد ذكر الخبر ـ : إنّ فيه دلالة على أنّ أحمد بن أبي عبدالله صار متحيراً ، أو وقف. انتهى.
    وعن الفاضل الأسترآبادي (2) مشيراً إلى الخبر : إنّ هذا يدلّ على أنّ في قلب محمّد بن يحيى من أحمد بن أبي عبدالله شيئاً.
1 ـ إليك نصّ ما ذكره القهپائي في مجمع الرجال 1/139 قال : في ( صه ) هكذا : وجدت كتاباً فيه وساطة أي تلائم و تلاطف و تعاطف و تحاسن بين أحمد بن محمّد بن عيسى و أحمد بن محمّد بن خالد هكذا ، فإنّ فيه : إنّه لمّا توفّى ابن خالد مشى ابن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبرئ نفسه ممّا قذفه به .. إلى أن قال : و لا يخفى إنّه دالّ على الذمّ الكلّي و عدم اعتبار الرجل .. كذا نقل. (ع) [ أي عناية الله القهپائي ].
    و لم أعثر على ما نقل من كلام مجمع الرجال في ترجمة أحمد بن محمّد البرقي ، و لعلّه ذكره في ترجمة راو آخر عَرَضاً ، والمنقول عن المجمع ذكره التفرشي في نقد الرجال : 30 برقم 135 في الهامش [ المحقّقة 1/154 برقم ( 311 ) هامش ( 5 ) ] : روى شيخنا الصدوق محمّد بن يعقوب الكليني حديثاً في باب ما جاء في اثنى عشر عليهم السلام ثمّ قال : و حدّثني محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي هاشم مثله ، قال محمّد بن يحيى : فقلت لمحمّد بن الحسن : يا أبا جعفر ! وددت إنّ هذا الخبر جاء من غير أحمد بن أبي عبدالله. قال : فقال : لقد حدّثني قبل الحيرة بعشر سنين. انتهى. نعم جاء هذا الكلام في جامع الرواة 1/63 وأنـّه صار متحيّراً.
    و فيه دلالة على أنّ أحمد بن أبي عبدالله صار متحيّراً.
2 ـ في منهج المقال : 42 في آخر ترجمة البرقي.

(288)
    والجواب عن ذلك : إنّ الخبر مجمل لا يرفع به اليد عن التوثيقات الكثيرة المتقدّمة ، والأمارات الجليّة المعتمدة ، وذلك أنّ في الحيرة احتمالات :
    أحدها : ما زعمه المستدلّ من كون المراد بالحيرة : الوقف ، أو التحيّر في المذهب. وهذا أضعف الاحتمالات ؛ ضرورة أنّ كونه من أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام من المسلّمات ، وقد مرّ من الشيخ رحمه الله التنصيص عليه في رجاله (1) ، وذلك لا يجامع الوقف والحيرة في المذهب بوجه.
    ويشهد بالبعد المذكور ـ مضافاً إلى ما ذكرنا ـ أنـّه لو كان واقفاً ومتحيّراً في أمر مذهبه لما ندم أحمد بن محمّد بن عيسى على إخراجه ، ولا أقدم على إرجاعه و إظهار الندم من إخراجه ، والمشي في تشييعه حافياً حاسراً ، فإنّ ذلك كلّه يكشف عن أنّ ما رمي به غير الخروج عن الإمامية ولا الوقف. وإلاّ لمّا أعاده ولا أظهر ما أظهر ، كما هو ظاهر لا سترة عليه.
    فما في الوافي للقاشاني (2) من أنّ : المستفاد منه أنـّه تحيّر في أمر دينه برهة (3) من عمره ، وأنّ أخباره في تلك المدّة ليست بنقيّة واضح الضعف. وكيف يمكن ما ذكره بعد التوثيقات المستفيضة المزبورة ، ومباشرة أحمد بن محمّد بن عيسى لإعادته والتوبة و .. نحوهما ، ممّا هو فوق التوثيق ؟
    ثانيها : كون المراد بحيرته : تحيّره في أمر نفسه ؛ بتردده في مواضع خارجة من قم متحيّراً ، لكونه متّهماً بما قذف به ، ولم يظهر بعد كذب ذلك القذف ، فكان
1 ـ رجال الشيخ : 398 برقم 8 في أصحاب الجواد عليه السلام ، و في صفحة : 410 برقم 16 في أصحاب الهادي عليه السلام.
2 ـ الوافي 1/72 الطبعة الحجريّة الجزء الثاني باب العهود بالحجج ( 31 ) في آخر الصفحة ، و 2/301 من الطبعة المحقّقة.
3 ـ في المصدر : طائفة.

(289)
متحيّراً في أمر نفسه ، متردّداً في الأماكن الخارجة من قم ، حائراً بائراً.
    وهذا أيضاً في غاية الضعف ؛ ضرورة عدم تعقل كون ذلك جواباً لتمنّي محمّد بن يحيى.
    ثالثها : كون المراد بالحيرة : تحيّره بعد موت العسكري عليه السلام في وجود الصاحب ، فإنّه عاش بعد العسكري عليه السلام أربع عشرة سنة ، وقيل : عشرين سنة ، وتوفّي سنة أربع وسبعين ومائتين ، ويستفاد من هذا التاريخ ـ بعد ملاحظة تاريخ إمامة الجواد عليه السلام الذي كان الرجل من أصحابه ـ أنّ عمر الرجل في حدود الثمانين ، كما لا يخفى.
    رابعها : كون المراد تحيّره في نقل الأخبار المرسلة أو الضعيفة.
    خامسها : كون المراد تحيّر الناس في أمره ، باعتبار إخراج أحمد إيّاه.
    .. إلى غير ذلك من الاحتمالات (1).
    والذي أظنّه ـ وإن كان ظنّي لا يغني عن الحقّ شيئاً ـ أنّ غرض محمّد بن يحيى لم يكن تمنّي كون الراوي للخبر واحداً آخر غير البرقي حتى يكون قدحاً فيه ، بل غرضه ـ والله العالم ـ تمنّي أن يكون قد جاء هذا الحديث من غير جهة البرقي أيضاً يعني : بسند ثان وثالث ، بحيث يبلغ حدّ التواتر أو الإستفاضة ، ليرغم به أنف المنكرين.
    وغرض محمّد بن الحسن في جوابه ـ والله العالم ـ أنّ الحديث قد تضمّن ذكر الغيبة ، وقد حُدّثت بها قبل وقوعها ، بما يغني ظهور الإعجاز فيها ، وهو الإعلام بما وقع قبل أن يقع عن الإستفاضة ، وحينئذ فيتعيّن أن يكون المراد
1 ـ و كلّ هذه الاحتمالات غريبة ، والصحيح في معنى ( الحيرة ) ما نوضحه قريباً إن شاء الله.
(290)
بالحيرة زمن الغيبة ـ التي هي رأس كلّ بليّة وحيرة (1) ـ ، ومن لاحظ الكتب المصنّفة في الغيبة ظهر له أنّ إطلاق لفظ الحيرة على زمن الغيبة شائع ذائع في لسان الأخبار والمحدّثين.
    وعلى كلّ حال ؛ فالخبر المزبور قاصر عن معارضة التوثيقات المستفيضة
1 ـ توضيح ذلك : أنّ الشيعة الإماميّة ـ رفع الله سبحانه شأنهم ، و وحّد كلمتهم ، وأهلك عدوّهم ـ ، بعد وفاة الإمام العسكري عليه السلام وقعوا في حيرة عظيمة ، فمن قائل إنّ الإمام عليه السلام لم يعقب ، مع اعتقادهم بأنـّه لابدّ من إمام ثاني عشر ، هو خاتم الوصيين ، و حجّة الله في الأرض على الخلق أجمعين ، به يملأ الله الأرض قسطاً و عدلا ، فالحيرة كانت بين كون عدم عقب ظاهر مشاهد للناس ، و بين اعتقادهم الجازم بأنـّه لابدّ من وجود إمام ثاني عشر حسب ما وردت به الآثار عن الرسول الكريم والأئمّة الهداة المهديين ، و على هذا فمن المعلوم أنّ محمّد بن يحيى أراد بقوله : وددت أنّ هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبدالله .. ليس إلا أنّ أحمد بن محمّد بن أبي عبدالله كان في زمن الغيبة حيّاً يرزق ، و لو كانت الرواية رويت قبل الغيبة عن رجل تقدّم على زمن الغيبة كانت الرواية إخباراً عن المغيب قبل وقوعه ، و كانت الرواية حجّة في إثبات وجود الإمام الثاني عشر ـ عجّل الله فرجه الشريف و جعلنا من أعوانه وأنصاره ـ و غيبته ، و محمّد بن الحسن الصفّار رحمه الله فهم هذا المعنى من كلام محمّد ابن يحيى فأجابه بقوله : لقد حدّثني قبل الحيرة بعشر سنين .. أي الذي وددته حاصل ، و هو رواية الخبر قبل وقوع الغيبة بعشر سنين ، فالرواية ليست دالّة على ذمّ لأحمد بن أبي عبدالله أصلا ، بل ربّما يستفاد منها مدح عظيم للبرقي ، حيث إنّ الصفّار ـ و هو معلوم الجلالة والوثاقة ـ إستند في إثبات أمر خطير برواية المترجم ، و كذلك محمّد بن يحيى الثقة الجليل لم يناقش في الراوي ، بل كأنّ جلالة الراوي و وثاقته غير قابلة للنقاش عنده ، بل ودّ أن تكون رواية الراوي قبل الغيبة.
    و لا ينقضي عجبي كيف خفي هذا المعنى على فطاحل العلماء ، وأساطين الفنّ ، مع أنـّه غير خفّي على من اطلع على حياة الشيعة ، و وضعهم الإجتماعي ، والضغط الذي كانوا يلاقونه من أئمّة الجور والضلال ، فالحقّ الصريح والقول الفصل ما أفاده المؤلّف قدّس سرّه و رفع في الجنان محلّه ، وأشار إلى ما قلناه السيّد بحر العلوم في رجاله 1/342 ، فراجع.

(291)
المتقدّمة.
    ولقد أجاد المولى الوحيد رحمه الله حيث قال ـ في التعليقة (1) ـ إنّ : التوثيق ثابت من العدول ، والقدح غير معلوم ، بل ولا ظاهر.
    وممّا يؤيّد التوثيق ويضعّف الطعن ، رواية محمّد بن أحمد عنه كثيراً ، وعدم استثناء القمّيين (2) رواياته ، مع أنـّهم استثنوا ما استثنوه ، وكذا إعادته إلى قم والإعتذار ، ومشي أحمد في جنازته بتلك الكيفية ، مضافاً إلى (3) ملاحظة محاسنه ، وتلقّي الأعاظم إيّاه بالقبول ، وإكثار المعتمدين من المشايخ من الرواية عنه والإعتداد بها .. إلى آخره.
    فلا وجه للتوقف في الرجل بوجه من الوجوه ، والله العالم.
    التمييز :
    قد عرفت رواية النجاشي (4) عنه كتبه جميعاً ، بسنده عن أبي الحسن عليّ ابن الحسين السعد آبادي القمّي رحمه الله.
1 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 43 باختلاف يسير.
    و قال السيّد بحر العلوم في رجاله 1/342 : و رأيت جماعة من الناظرين في الحديث قد تحيّروا في معنى : الحيرة الواقعة في هذا الخبر فاحتملوا أنّ المراد تحيّر أحمد بن محمّد في المذهب ، أو خرافته وتغيّره في آخر عمره أو حيرته بعد إخراجه من قم ، أو حيرة الناس فيه بعد ذلك. واعتمد أكثرهم على الأوّل ، و ضعّفوه بتوقفه في المذهب ، و ذلك غفلة عن الإصطلاح المعروف في الحيرة ، فإنّ المراد بها : حيرة الغيبة ، و لذلك يسمّى زمان الغيبة زمان الحيرة ، لتحيّر الناس فيه من جهة غيبة الإمام عليه السلام ، أو لوقوع الاختلاف والشكّ و تفرق الكلمة بعد غيبته.
    أقول : لقد بحث الموضوع بحثاً مسهباً تحقيقاً ، وأثبت أنّ الطعن الذي تخيّله بعض من نسبة الحيرة إليه ليس بطعن ، وأنّ المترجم منزّه عن كلّ ذلك.
2 ـ في المصدر : لم يستثنِ القمّيون ، بدل : عدم استثناء القمّيين.
3 ـ في المصدر : من الجهة المذكورة ، و ممّا يؤيد .. ، بدل : مضافاً إلى ..
4 ـ النجاشي في رجاله : 59 برقم 178 من الطبعة المصطفوية.

(292)
    وروى الشيخ رحمه الله (1) عنه جميع كتبه ، بأسانيده عن أبي الحسن المذكور ، ومحمّد بن جعفر بن بطّة ، وسعد بن عبدالله.
    وميّزه الطريحي في المشتركات (2) بهؤلاء الثلاثة. وزاد الكاظمي (3) عليهم رواية عليّ بن إبراهيم ـ كما في المنتقى (4) ـ ، وأحمد بن عبدالله بن بنت إلياس البرقي (5) ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وعبدالله بن جعفر الحميري.
    وزاد في جامع الرواة (6) رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن عليّ ابن محبوب ، ومحمّد بن عيسى ، وعليّ بن محمّد بن عبدالله القمّي ، ومحمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، وعن أبيه ، عنه. ورواية محمّد ابن أبي القاسم ، وعليّ بن محمّد بن بندار ، ومحمّد بن يحيى ، وعليّ بن إبراهيم ، عنه. وبوساطة ابنه (7) أيضاً ، عنه. وبرواية أحمد بن إدريس ، والحسن بن متيل ، ومعلّى بن محمّد ، وابن الوليد ، وسهل بن زياد ، وعليّ بن الحسن (8) المؤدّب ، عنه.
    واعترض السيّد صدر الدين قدّس سرّه في حواشيه على منتهى المقال (9)
1 ـ في فهرست الشيخ رحمه الله : 45 برقم 65 و زاد على من ذكرهم : .. وعن أحمد بن عبدالله بن بنت البرقي.
2 ـ في جامع المقال : 99.
3 ـ في هداية المحدّثين : 175.
4 ـ منتقى الجمان 1/39.
5 ـ أقول : ابن بنت إلياس هو : الحسن بن عليّ بن زياد الوشّاء البجلي ، و ليس أحمد بن عبدالله. وأحمد بن عبدالله بن بنت إلياس البرقي لا وجود له أصلا فالتصحيف قطعّي.
6 ـ جامع الرواة 1/63.
7 ـ في المصدر : أبيه ، و هو الظاهر.
8 ـ في المصدر : الحسين.
9 ـ سبق وأن قلنا بعدم الحصول على نسخة جيّدة من حواشي السيّد صدر الدين على المنتهى ، ولا زلنا لا علم لنا بطبعها.

(293)
ـ على ما سمعته من الكاظمي ـ بأنـّه : لم يذكر هنا رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، وذكر في أحمد بن محمّد بن عيسى ، مع أنّ محمّد بن يحيى يروي عنهما ، فلا معنى لجعلها تمييزاً لأحدهما دون الآخر. ومن المسلّم أنّ ثقة الإسلام رضوان الله عليه كثيراً ما يقول : محمّد بن يحيى ، أو عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد. فتارة يقيّده بكونه ابن خالد ؛ أو ابن عيسى ، وتارة يطلق ، والإطلاق كثير في كلامه ، بل لعلّه الأكثر. فإن كان الراوي عنهما غير العدّة ، ومحمّد بن يحيى ، أمكن التمييز به ، وإلاّ فلا ، لوحدة طبقة الرجلين ، فترى كثيراً ما يروي عن أحدهما من يروي عن الآخر أيضاً ، فلا يمكن التمييز. فممّن يروي عنه كلّ منهما : حمّاد بن عيسى ، وعليّ بن الحكم ، والحسن بن محبوب ، ومحمّد بن سنان ، والحسن بن فضّال ، والحسن بن عليّ الوشّاء ، وعثمان بن عيسى ، وعليّ بن يوسف.
    و إذا جاءك أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد فاقطع بأنّ الراوي ليس بالبرقي ، وإلاّ لقال : عن أبيه ، بل هو الأشعري القمّي ، كما يظهر من النجاشي.
    وكذا إذا جاءك أحمد بن محمّد ، عن يعقوب بن يزيد ، أو شريف بن سابق ، أو النوفلي ، أو محمّد بن عيسى ، أو الحسن بن الحسين ، أو عمرو بن عثمان ، أو جهم بن الحكم المدائني ، أو إبراهيم بن محمّد الثقفي ، أو الحسن بن عليّ بن بكار بن كردم ، أو يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، فالمظنون كونه ابن خالد.
    والذي يحضرني الآن ، أنّ الذي يروي عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، و إسماعيل بن مهران ، والقاسم بن يحيى ، والحسن بن راشد ، هو : ابن خالد ، لكن يظهر من كتب الرجال أنّ ابن عيسى أيضاً يروي عنهم ، فلا تغفل من الإستقراء والتتبّع.


(294)
    و إذا جاءك أحمد بن محمّد ، عن صفوان ، أو محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، أو عبدالله الحجّال ، أو شاذان بن جليل ، أو ابن أبي عمير ، أو عليّ بن الوليد ، أو يحيى بن سليم الطائي ، أو جعفر بن محمّد البغدادي ، أو عمر بن عبد العزيز ، أو إبراهيم بن عمر ، أو إسماعيل بن سهل ، أو العبّاس بن موسى الورّاق ، أو محمّد ابن عبد العزيز ، أو أحمد بن محمّد بن أبي داود ، أو عمّار بن المبارك ، أو محمّد ابن يحيى ، فهو أحمد بن محمّد بن عيسى.
    وكثيراً ما يروي أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، والحسين بن سعيد ، وابن أبي نجران ، وأبي يحيى الواسطي. ويروي عنهم أحمد بن محمّد بن خالد أيضاً كما يفهم من كتب الرجال. هذا ما أفاده السيّد صدر الدين (1) ، وعليك بالتتبّع كما أمر به (2).
1 ـ ولم نحصل على نسخة منه.
2 ـ
حصيلة البحث
    إنّ دراسة كلمات الأعلام ، والتأمّل في النكات التي أشرنا إليها ، لا تدع مجالا للتشكيك في وثاقة المترجم و جلالته ، و ما نسب إليه من الحيرة ، أو إخراج أحمد بن محمّد بن عيسى من قمّ و غيرها قد أوضحنا ما فيه ، وأنّ المستفاد جلالته و ورعه لا تضعيفه ، فراجع و تدبّر ، فالحقّ أنّ المترجم ثقة جليل ، و رواياته المسندة صحيحة من جهته ، نعم مراسيله فيها تأمّل ، فتفطّن.

    روى الكشّي في رجاله : 258 حديث 477 ، [ وفي الطبعة المحقّقة 2/530 حديث 477 ] حيث قال : أبو عمرو الكشّي ، قال : أخبرني

(295)

أبو الحسن أحمد بن محمّد الخالدي ، قال : أخبرني محمّد بن همام البغدادي ..
    وعنه في بحار الأنوار 48/189 حديث 1 مثله.
حصيلة البحث
    لم يذكره أعلام الجرح والتعديل ، فهو مهمل.

    جاء بهذا العنوان في دلائل الإمامة : 131 حديث 42 بسنده : .. عن أبي بكر أحمد بن محمّد الخشّاب الكرخي ، عن زكريا بن يحيى الكوفي ..
    وعنه في بحار الأنوار 43/207 حديث 36 مثله.
    واحتمل كونه : أبو عبدالله الطبري صاحب كتاب الوصول إلى معرفة الاُصول ، كما في رجال النجاشي : 75 ، وخلاصة العلاّمة : 205 برقم 20 ، وجامع الرواة 1/58 ، وفيه ما لا يخفى ، لأنّ كنية ذاك : أبو عبدالله ، وهذا : أبو بكر ، وهو الآملي الطبري المعروف بـ : الخليلي لكونه غلام الخليل .. فلاحظ.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    المعنون من مشايخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه كما في أماليه : 593 المجلس السابع والثمانون حديث 1 ، [ وفي طبعة أخرى : 690 حديث 947 ] : حدّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين

(296)

ابن موسى بن بابويه القمّي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا أبو عبدالله أحمد بن محمّد الخليلي ، عن محمّد بن أبي بكر الفقيه .. وعنه في بحار الأنوار 43/2 حديث 1.
    و قال الجزري في اللباب 1/458 : وأبو عبدالله أحمد بن محمّد الخليلي ، قرأ على إسحاق بن أحمد الخزاعي ، قرأ عليه زيد بن بلال ..
    وفي مقتضب الأثر : 10 : أحمد بن محمّد الخليلي الآملي ، ومثله في مائة منقبة للقمّي : 37 ، وغيبة الشيخ الطوسي : 147 حديث 109 ، وعنه في بحار الأنوار 36/216 حديث 18.
    والمعنون : هو أحمد بن محمّد الطبري المترجم في المتن ، فراجع ، و قد جزم المؤلّف قدّس سرّه بضعفه.
حصيلة البحث
    المعنون ضعيف ، كما تقدّم.

    جاء بهذا العنوان في طبّ الأئمّة : 59 بسنده : .. عن إبراهيم بن سنان ، عن أحمد بن محمّد الدارمي ، عن زرارة بن أعين ..
    وعنه في بحار الأنوار 62/122 حديث 51 ، ومستدرك الوسائل 13/82 حديث 14828 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون لم يذكره علماء الرجال فهو مهمل.

    جاء في الخصال للشيخ الصدوق 2/397 باب السبعة حديث 105

(297)
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلا على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (2) ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا : أحمد بن محمّد بن داود ، يكنّى : أبا الحسين ، يروي عن أبيه محمّد بن أحمد بن داود القمّي ، أخبرنا عنهما الحسين بن عبيد الله. انتهى (2).
بسنده : .. قال : حدّثنا محمّد بن موسى الدقّاق ، قال : حدّثنا أحمد ابن محمّد بن داود الحنظلي ، قال : حدّثنا الحسين بن عبدالله الجعفي ..
    وعنه في بحار الأنوار 31/520 حديث 20 مثله.
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون في المعاجم الرجاليّة والحديثية ذكراً ، فهو مهمل ، و حديثه يدلّ على حسنه.
1 ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 449 برقم 65 ، أمل الآمل 2/25 برقم 65 ، مجمع الرجال 1/143 ، رياض العلماء 1/61 ، جامع الرواة 1/65 ، منهج المقال : 43 ، ملخّص المقال في قسم الضعفاء ، نقد الرجال : 30 برقم 136 [ المحقّقة 1/156 برقم ( 312 ) ].
2 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 449 برقم 65.
3 ـ و يظهر أنّ العنوان اختصر و حذف منه جدّ صاحب الترجمة و هو أحمد الثاني ، بدليل قول الشيخ : يروى عن أبيه محمّد بن أحمد بن داود القمّي ، و في أمل الآمل 2/25 برقم 65 بعد العنوان كنّاه بـ : أبي الحسن و نقل نصّ عبارة رجال الشيخ ، و في نقد الرجال : 30 برقم 136 [ المحقّقة 1/156 برقم ( 312 ) ] ، و منهج المقال : 43 ، و في

(298)
    ويستفاد من العبارة أنّ أباه محمّد بن أحمد بن داود ، وأنّ نسبة أبيه في العنوان إلى داود نسبة إلى الجدّ اختصاراً لشهرته.
    وعن نسخة قديمة من رجال الشيخ إبدال محمّد بن أحمد ـ بعد أبيه ـ بـ : أحمد بن محمّد ، فيكون اسم أبيه أحمد كاسمه ، والأصحّ الأوّل. وأكثر النسخ على ذلك.
    وعلى كلّ حال ؛ فظاهر الشيخ رحمه الله كونه إمامياً ، إلا أنّ حاله مجهول.
    التمييز :
    يميّز أحمد ـ هذا ـ بروايته عن أبيه ، وبرواية الحسين بن عبيد الله ، عنه ، كما
رياض العلماء 1/61 نقل عبارة رجال الشيخ و كنّاه بـ : أبي الحسن و قال : و هذا من المشايخ الأجلاّء. لكن في جامع الرواة 1/65 ، و ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، و رجال الشيخ ذكروا كنيته : أبا الحسين ، والنجاشي عنون أباه : محمّداً في رجاله : 298 برقم 1040 طبعة المصطفوي فقال : محمّد بن أحمد بن داود بن عليّ أبو الحسن شيخ هذه الطائفة و عالمها و شيخ القمّيين .. و هذا صريح في كون كنية محمّد أبا الحسن ، و من البعيد جدّاً اتّحاد كنية الأب والابن.
    ثمّ إنّه يظهر من عبارة رجال الشيخ رحمه الله والنجاشي أنّ داود المذكور في العنوان هو جدّ صاحب الترجمة ، والمؤلّف رضوان الله تعالى عليه ذكر عين عبارة رجال الشيخ ثمّ ذكر تمام كلامه المصرّح فيه بأنّ جدّ المترجم هو أحمد الثاني ، وأنّ داود أبو جدّه ، و حذف أحمد الثاني اختصاراً و نسب إلى جدّ أبيه وأحمد بن داود الذي تقدّمت ترجمته هو جدّ أحمد صاحب هذه الترجمة.
    هذا ما يقتضيه التأمّل في كلمات الأعلام ، و هنا لبعض المعاصرين تهريج نشير إليه مع اصلاح كلامه بأنّ أحمد بن محمّد هذا يروى عنه الحسين بن عبيد الله بلا واسطة ، و في جدّه أحمد بن داود يروي عنه أحمد بن الحسين بن عبيد الله بواسطة أخيه الحسن ، و على كلّ حال كلام هذا المعاصر مخالف لتصريح الشيخ والنجاشي ، فراجع كلامه و تدبّر.

(299)
سمعته من الشيخ رحمه الله (1).
1 ـ
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم له سوى ما في أمل الآمل و رياض العلماء من أنـّه من المشايخ الأجلاّء ، و بهذا التعريف يعدّ من الحسان.

    جاء في التهذيب 8/325 حديث 1207 : و ذكر أحمد بن محمّد بن داود القمّي في نوادره ، قال : روى محمّد بن عيسى ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، عن خالد بن سدير أخي حنّان بن سدير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ..
    والظاهر أنـّه متّحد مع من في المتن.
حصيلة البحث
    إن كان متّحداً مع من في المتن جرى عليه حكمه ، وإلاّ عُدّ مهملا.

    جاء بهذا العنوان في توحيد الصدوق : 221 حديث 14 بسنده : .. عن ابن أبي أويس ، عن أحمد بن محمّد بن داود بن قيس الصنعاني ، عن أفلح ابن كثير ..
    وعنه في بحار الأنوار 95/352 حديث 7 مثله والرواية بهذا السند متناً وسنداً في مستدرك الحاكم النيسابوري 1/544.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل وروايته حسنة.

(300)
    الضبط :
    قد مرّ (2) ضبط الدينوري في : أحمد بن المبارك.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف فيه إلا على قول الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (3) : أحمد بن محمّد الدينوري ، يكنّى : أبا العبّاس ، يلقّب بـ : أستونه.
    قلت : أُسْتُونَه : بضمّ الهمزة ، وسكون السين المهملة ، وضمّ التاء المثنّاة من فوق ، وسكون الواو ، وفتح النون ، ثمّ الهاء ، وفي بعض النسخ إبدال النون بـ : الياء المثنّاة من تحت ، والأوّل أصحّ.
    ثمّ إنّ في تعليقة الوحيد قدّس سره (4) أنّه : من المشايخ الذين يروون عن
1 ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 438 برقم 3 ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 44 ، رجال النجاشي : 46 برقم 133 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 44 ، توضيح الاشتباه : 40 برقم 140.
2 ـ في صفحة : 129 من هذا المجلّد.
3 ـ رجال الشيخ : 438 برقم 3.
4 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 44.
    أقول : كون المترجم من مشايخ الرواية لا ريب فيه ، إلا أنّه ليس ممّن روى عن الحسن بن سعيد ، بل روى عن أخيه الحسين بن سعيد كما صرّح بذلك النجاشي في رجاله : 46 برقم 133 الطبعة المصطفوية في ترجمة الحسين بن سعيد فقال فيها : أخبرنا بهذه الكتب غير واحد من أصحابنا من طرق مختلفة كثيرة فمنها ما كتب إليَّ
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء السّابع ::: فهرس