تنقيح المقال في علم الرجال الجزء السّابع ::: 331 ـ 345
(331)
كتاب من روى عن علي (1) عليه السلام أنّه قسيم [ الجنّة و ] النار ، كتاب الطائر ، مسند عبدالله بن بكير بن أعين ، حديث الراية ، كتاب الشورى ، وكتاب ذكر النبي [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] والصخرة والراهب وطرق ذلك ، كتاب الآداب ـ وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل كتاب المحاسن ـ كتاب طرق تفسير قول الله عزّ وجلّ : ( إنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلّ قَوم هَاد ) (2) ، و [ كتاب ] طرق حديث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم (3) : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » (4) ، وكتاب تسمية من شهد مع أمير المؤمنين عليه السلام حروبه من الصحابة والتابعين (5) ، وكتاب الشيعة من أصحاب الحديث ، وله كتاب من روى عن فاطمة عليها السلام من أولادها ، وله كتاب يحيى بن حسين (6) بن زيد وأخباره.
وأسماء بنت عميس الخثعمية ..
    ثمّ ذكر ابن عقدة ثمانية و عشرين رجلا من الصحابة لم يذكرهم ، و لم أذكر أسمائهم أيضاً. انتهى ما نقلناه عن الطرائف ، و إنّما نقلناه على طوله لما فيه من الفوائد الكثيرة.
    منها : الدلالة على تواتر خبر يوم الغدير.
    و منها : وفور اطلاع ابن عقدة الحافظ و كمال حفظه.
    و منها : تزكية ابن الخطيب له و هو و إن كان ناصبياً خبيثاً كما يكشف عن ذلك تتبع تاريخه ، و لكن الفضل ما شهدت به الأعداء.      [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    انظر : الطرائف لابن طاوس : 139 ـ 140 باختلاف يسيـر.
1 ـ في طبعة النجف : عن أمير المؤمنين ، و طبعة جامعة مشهد : عن علي بن [ كـذا ] أمير المؤمنين.
2 ـ سورة الرعد ( 13 ) : 7.
3 ـ في طبعة النجف الأشرف و طبعة الهند : لعليّ عليه السلام.
4 ـ في طبعة النجف الأشرف ، و مجمع الرجال بغير واو.
5 ـ في طبعة الهند : من أصحاب الحديث.
6 ـ في طبعة اوفست الهند : يحيى بن زيد بن الحسين ، والصحيح ما هنا.

(332)
    أخبرنا بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي ، ـ وكان معه خطّ أبي العبّاس (1) بإجازته ، وشرح رواياته وكتبه ـ عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد.
    ومات أبو العبّاس (2) أحمد بن سعيد ـ هذا ـ بالكوفة ، سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. انتهى.
    وقال النجاشي (3) ـ بعد عنوانه بعين ما سمعته من الفهرست (4) .. إلى قوله : الهمداني ، ما لفظه ـ : هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ، مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه ، وكان كوفياً زيدياً جارودياً ، على ذلك حتّى مات. وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم ، وعظم محلّه ، وثقته وأمانته.
    له كتب ، منها : كتاب التأريخ .. ثمّ عدّ كتبه المزبورة ، وزاد كتاب (5) : من روى عن زيد بن عليّ [ عليه السلام ] ، وكتاب صلح الحسن [ عليه السلام ] ومعاوية ، ثمّ قال : هذه الكتب التي ذكرها أصحابنا و .. غيرهم ممّن حدّثنا
1 ـ فيه دلالة على كون كنية الرجل أبا العبّاس.      [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ ( و مات أبو العبّاس بالكوفة ) هكذا في مجمع الرجال.
3 ـ النجاشي في رجاله : 73 برقم 229 الطبعة المصطفوية ، [ وطبعة بيروت 1/ 239 ـ 242 برقم ( 231 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 94 برقم ( 233 ) ، وطبعة الهند : 68 ـ 69 ].
4 ـ باختلاف يسير كما أشرنا إليه.
5 ـ لقد تقدّم عن الفهرست أيضاً كتاب من روى عن زيد بن عليّ و مسنده ، لكن في الفهرست كتاب من روى عن فاطمة عليها السلام من أولادها ، و كتاب يحيى بن الحسين بن زيد وأخباره ، و هذين الكتابين لم يذكرهما النجاشي ، بل ذكر له كتاب صلح الحسن عليه السلام و معاوية ، و كتاب تفسير القرآن.

(333)
عنه ، ورأيت له كتاب تفسير القرآن ، وهو كتاب حسن (1) ، وما رأيت أحداً ممّن حدّثنا عنه ذكره.
    وقد لقيت جماعة ممّن لقيه وسمع منه ، وأجازه منهم من أصحابنا ، ومن العامّة ، ومن الزيديّة .. ثمّ أرّخ موته بما سمعته من الفهرست.
    وعنونه في الخلاصة (2) في القسم الثاني ، بمثل عنوان الفهرست ، إلا أنّه سقط (3) من قلمه الشريف بين ( عجلان ) وبين ( سعيد ) قول : مولى عبد الرحمن. ثمّ قال ـ بعد الهمداني ما لفظه ـ : الكوفي المعروف بـ : ابن عقدة ، يكنّى : أبا العبّاس ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، وكان زيديّاً جاروديّاً ، وعلى ذلك مات. وإنّما ذكرناه من جملة أصحابنا ، لكثرة روايته عنهم ، وخلطته بهم ، وتصنيفه لهم. روى جميع كتب أصحابنا ، وصنّف لهم ، وذكر أصولهم. وكان حفظه.
    قال الشيخ الطوسي رحمه الله : سمعت جماعة يحكون عنه أنّه قال : أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها ، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث.
    وله كتب ذكرناها في الكتاب الكبير ، منها : كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل ، وأخرج فيه لكلّ رجل الحديث الذي رواه.
1 ـ النجاشي : 69 طبعة الهند وفيه : حسن كبير.
2 ـ الخلاصة : 203 ـ 204 برقم 13.
3 ـ إنّما جزمنا بسقوطه من قلمه سهواً لإطباق كلمات من تقدّمه على أنّه مولى عبد الرحمن بن سعيد ، و إن كان بينهم في عدد أجداده اختلاف ، فلاحظ و تدبّر.      [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(334)
مات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. انتهى.
    وأقول : بعد توثيقهم له بالتوثيق المزبور المعتبر ، فما معنى عدّه له في القسم الثاني ؟! ولذا اعترض عليه في النقد (1) ـ بعد نقل ذكره له من غير توثيق ـ بقوله : وكان (2) الأولى أن يوثّقه ، بل أن يذكره في الباب الأوّل ، كما ذكر فيه من هو أدنى منه كثيراً ، مثل : محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي ، ومحمّد بن عبد الرحمن السهمي ، ومحمّد بن عبد العزيز الزهري و .. غيرهم ، مع أنّ المدح الذي نقل في شأن محمّد بن عبد الرحمن القاضي ، ومحمّد بن عبد الرحمن السهمي ، نقل عن ابن عقدة ، وما نقل في شأن محمّد بن عبد العزيز الزهري يدلّ على ذمّه ، وكذا فعل ابن داود (3) أيضاً. انتهى.
    وهو اعتراض موجّه ، وارد عليهما ، بل نزيد على ذلك ونقول : إنـّه قد عدّ في القسم الأوّل جماعة ، كان مذهبهم على خلاف الحقّ ، كالفطحيّة ، بمحض
1 ـ نقد الرجال : 31 برقم 143 [ المحقّقة 1/158 برقم ( 319 ) ].
2 ـ في المصدر : و لعلّ.
3 ـ ابن داود في رجاله : 422 برقم 38.
    واعترض الشيخ سليمان البحراني الماحوزي في معراج أهل الكمال المخطوط : 197 من نسختنا ( وصفحة : 167 برقم ( 71 ) من الطبعة الجديدة ) في الفائدة الأولى فقال : قد يرد على العلاّمة أعلى الله قدره أنّه أورده في القسم الثاني مع اعترافه بوثاقته ، و جلالة قدره ، و عظم شأنه ، و شدّة حفظه ، و كثرة علمه ، و خلطته بنا ، مع أنّه أورد عليّ ابن الحسن بن فضّال ، وأخاه الحسن ، و عليّ بن أسباط ، و حميد بن زياد و .. نحوهم في القسم الأوّل ، و لم يذكر فيهم من المدائح مثل ما ذكر فيه ، مع اشتراكهم في فساد المذهب ، والذكر في كتب الرجال بالتوثيق ، و هذا تحكّم منه قدّس سرّه كما أشرنا إليه فيما سبق.

(335)
شهادة أصحابنا بأ نّهم ثقات أثبات ، فعدّه له في القسم الأوّل كان أولى.
    وكيف كان ؛ فقد قال الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (1) : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبدالله بن عجلان ، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني السبيعي الكوفي ، المعروف بـ : ابن عقدة ، يكنّى : أبا العبّاس ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، له تصانيف كثيرة ، ذكرناها في كتاب الفهرست (2) ، وكان زيدياً (3) جارودياً ، إلا أنّه روى جميع كتب أصحابنا ، وصنّف لهم ، وذكر اُصولهم ، وكان حفظه ، سمعت جماعة يحكون أنّه قال : أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها ، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث.
    روى عنه التلعكبري من شيوخنا و .. غيره ، سمعنا من ابن المهتدي (4) ، ومن أحمد بن محمّد المعروف بـ : ابن الصلت ، رويا عنه ، وأجاز لنا ابن الصلت عنه جميع رواياته.
    ومولده سنة تسع وأربعين ومائتين ، ومات سنة ثلاث (5) وثلاثين وثلاثمائة. انتهى.
    وفي الحاوي (6) ـ بعد نقل لبّ كلمات النجاشي ، والفهرست ، والرجال ،
1 ـ رجال الشيخ : 441 ـ 442 برقم 30.
2 ـ الفهرست : 52 برقم 86.
3 ـ اتفّق أساطين علم الرجال بأنّ المترجم زيديّ جاروديّ ، و جاء بعض المعاصرين في قاموسه 1/396 ـ 400 و شاء التشكيك في زيديته ! واقترح عاميّته ! ثمّ رجع عنه ، و أطال الكلام في المقام ، ثمّ اضطرّ إلى القول بزيديته ، فراجع.
4 ـ كذا ، والظاهر : ابن المهدي ، كما في المصدر.
5 ـ في المصدر : اثنتين ، و في الفهرست كما في المتن.
6 ـ حاوي الأقوال 3/177 برقم 1138 [ المخطوط : 198 برقم ( 1046 ) من نسختنا ].

(336)
والخلاصة ، ما لفظه ـ : إنّ الرجل ثقة ، وإن كان فاسد المذهب كما تؤول إليه عبارة النجاشي رحمه الله ، والفهرست ، والعلاّمة رحمه الله أسقط ما يستفاد منه ذلك. انتهى.
    وفي الوجيزة (1) والبلغة (2) أنّه : موثّق.
1 ـ الوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 153 برقم ( 123 ) ].
2 ـ بلغة المحدّثين : 330 قال : و قال ابن أبي زينب النعماني في غيبته : 25 [ صفحة : 7 من الطبعة الحجريّة ] : و هو ما أخبرنا به أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي ، و هذا الرجل ممّن لا يطعن عليه في الثقة ، و لا في العلم بالحديث والرجال. وترجم له في معراج أهل الكمال : 164 برقم ( 71 ).
    و قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/14 برقم 2365 : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبدالله بن عجلان أبو العبّاس الكوفي المعروف بـ : ابن عقدة ، و زياد هو مولى عبد الواحد بن عيسى بن موسى الهاشمي ، عتاقة ، وجدّه عجلان هو عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني .. إلى أن قال في صفحة : 15 قلت : و عقدة هو والد أبي العبّاس وإنّما لقّب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو ، و كان يورّق بالكوفة ، و يعلّم القرآن والأدب .. إلى أن قال : و كان عقدة زيدياً ، و كان ورعاً ناسكاً ، وإنّما سمّي عقدة لأجل تعقيده في التصريف ، و كان ورّاقاً جيّد الخطّ ، و كان ابنه أبو العبّاس أحفظ من كان في عصرنا للحديث .. إلى أن قال في صفحة : 17 : يقول : أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث .. إلى أن قال في صفحة : 19 : أخبرني محمّد بن عليّ المقري ، حدّثنا محمّد بن عبدالله أبو عبدالله النيسابوري ، قال : قلت لأبي عليّ الحافظ : إنّ بعض الناس يقولون في أبي العبّاس ، قال : في ماذا ؟ قلت : في تفرّده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين ، فقال : لا تشتغل بمثل هذا ، أبو العبّاس إمام حافظ ، محلّه محلّ من يسأل عن التابعين وأتباعهم .. ثمّ ذكر الخطيب أقوالا في تدليس المترجم ، ثمّ أوضح ردّهم لحديثه وأنّه ذكر في صفحة : 22 قال : سمعت أبا عمر بن حيويه يقول : كان أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة في جامع براثا يملي مثالب أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ـ أو قال : الشيخين أبي بكر و عمر ـ فتركت حديثه لا أُحدّث فيه بشيء .. إلى أن قال : سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة فيها

(337)

مات أبو العبّاس أحمد بن محمّد .. لسبع خلون من ذي القعدة .. إلى أن قال : ولدت في سنة تسع وأربعين و مائتين.
    و قال الشيخ في رجاله : مات سنة 332.
    و قال أبو غالب الزراري في رسالته في آل أعين : 29 ( صفحة : 138 من الطبعة المحقّقة ) : و ممّا ( نسخة بدل : ما ) رواه لي أبو طالب الأنباري ، و ما رواه لي أبو الحسن ابن داود رحمه الله ، عن أبي القاسم بن قوني ، عن ابن فضّال ، و روى لي ابن المغيرة ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور بكثرة الحديث : إنّهم سبعة عشر رجلا ، إلا أنّه لم يذكر أسماءهم ، و ما يتّهم في معرفته و لا شكّ في علمه.
    و قال الذهبي في تذكرة الحفاظ 3/55 برقم 49 : ابن عقدة حافظ العصر ، والمحدّث البحر ، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم ، و كان أبوه نحوياً صالحاً يلقّب بـ : عقدة. حدّث أبو العبّاس ، عن أبي جعفر بن عبيد الله المنادي ، والحسن ابن عليّ بن عفّان ، و يحيى بن أبي طالب ، و عبدالله بن أبي مسرّة المكي ، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي ، والحسن بن مكرم ، و عبدالله بن أسامة الكلبي .. ، وأمم لا يحصون.
    و كتب العالي والنازل والحقّ والباطل ، حتى كتب عن أصحابه ، و كان إليه المنتهى في قوّة الحفظ ، و كثرة الحديث ، و صنّف و جمع وألـّف في الأبواب والتراجم و رحلته قليلة ، و لهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون إليه ، و لو صان نفسه وجوّد لضربت إليه أكباد الإبل ، و يضرب بإمامته المثل ، لكنّه جمع فأوعى ، وخلط الغث بالسمين ، والخرز بالدرّ الثمين ، و مُقت لتشيّعه ! .. إلى أن قال بسنده : .. أنا [ أخبرنا ] ابن عقدة ، أنا عبدالله بن الحسين بن الحسن الأشقر ، سمعت غنام بن علي ، سمعت سفيان يقول : لا يجتمع حبّ عليّ و عثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال.
    قلت : ما يملي ابن عقدة مثل هذا إلا و هو غير غال في التشيّع ، و لكنّ الكوفة تغلي بالتشيّع و تفور ، والسني فيها طرفة ، قال الوزير ابن الفضل بن خنزابة : سمعت الدارقطني يقول : أجمع أهل الكوفة أنّه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ [ منه ] .. إلى أن قال : قال الحاكم ابن البيّع : سمعت أبا عليّ الحافظ يقول : ما رأيت لحديث الكوفيين أحفظ من أبي العبّاس بن عقدة.

(338)

    و عن ابن عقدة قال : أنا أجبت في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت و بني هاشم ، حدّث بهذا عنه الدارقطني.
    و عن ابن عقدة قال : أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها. قال عبد الغني : سمعت الدارقطني يقول : كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس و لا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعيد الماليني : أراد ابن عقدة أن ينتقل ، فكانت كتبه ستّمائة حملة.
    قال ابن عدي : كان ابن عقدة صاحب معرفة و حفظ متقدّماً في هذه الصناعة إلا أنـّي رأيت مشايخ بغداد يسيؤون الثناء عليه ، و رأيت فيه مجازفات حتى كان يقول : حدثتني فلانة قالت : هذا كتاب قرأت فيه ، قال : أنا فلان .. ، قال : و كان مقدّماً في الشيعة ، و لولا اشتراطي أن أذكر كلّ من تكلّم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه .. إلى أن قال بسنده : .. و قال حمزة بن محمّد بن طاهر : سمعت الدارقطني يقول : هو رجل سوء. و قال أبو عمر ابن حيويه : كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة فتركت حديثه. و قال عبدان الأهوازي : خرج ابن عقدة ، عن معاني أصحاب الحديث و لا يذكر معهم يعني لما كان يظهر من الكثرة .. إلى أن قال : قلت : ما علمت ابن عقدة اتّهم بوضع حديث ، أمّا الأسانيد فلا أدري .. إلى أن قال : ولد ابن عقدة في سنة تسع وأربعين و مائتين ، و مات في ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.
    و في لسان الميزان 1/263 برقم 817 قال : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ أبو العبّاس محدّث الكوفة شيعيّ متوسّط. ضعّفه غير واحد ، و قوّاه آخرون. قال ابن عدي : صاحب معرفة و حفظ و تقدّم في الصنعة ، رأيت مشايخ بغداد يسيؤون الثناء عليه ، ثمّ قوّى ابن عدي أمره ، و قال : لولا أنـّي شرطت أن أذكر كلّ من تكلّم فيه ـ يعني لا أُحابي ـ لم أذكره للفضل الذي كان فيه من الفضل والمعرفة ، ثمّ لم يسق له ابن عدي شيئاً منكراً .. إلى أن قال في صفحة : 264 : و قال : كان مقدّماً في الشيعة .. إلى أن قال في صفحة : 265 : و قال أبو عليّ الحافظ : ما رأيت أحداً أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العبّاس ابن عقدة ، فقيل له : ما يقول له بعض الناس فيه ؟ فقال : لا يشتغل بمثل هذا ، أبوالعبّاس إمام حافظ ، محلّه محلّ من يسأل عن التابعين وأتباعهم ، فلا يسأل عنه أحد من الناس .. إلى أن قال : و ممّا يدلّ على سعة حفظه ما ذكره أحمد بن أحمد الحافظ في تاريخه قال : سمعت أبا عبدالله الزعفراني يقول : يروي ابن صاعد ببغداد في أيّامه حديثاً أخطأ في إسناده ، فأنكر عليه ابن عقدة ، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى

(339)

الوزير عليّ بن عيسى فحبس ابن عقدة ، ثمّ قال الوزير : من يرجع إليه في هذا ؟ فقالوا : ابن أبي حاتم ، فكتبوا إليه في ذلك ، فنظر و تأمّل ، فإذا الصواب مع ابن عقدة ، فكتب إلى الوزير بذلك فأطلق ابن عقدة و عظّم شأنه ، و قال مسلمة بن قاسم : لم يكن في عصره أحفظ منه ، و كان يزن [ أي يتّهم ] بالتشيّع.
    و في شذرات الذهب 2/332 في حوادث سنة 332 : و فيها توفّي الحافظ ابن عقدة أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي الشيعي ، أحد أركان الحديث ، سمع من الحسن بن عليّ بن عفان ، و يحيى بن أبي طالب و خلق لا يحصون ، و منه الطبراني وابن عدّي ، والدارقطني ، و غيرهم ، و لم يرحل إلى غير الحجاز و بغداد ، لكنّه كان آية من الآيات في الحفظ ، حتى قال الدارقطني : أجمع أهل بغداد أنّه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمان ابن عقدة أحفظ منه ..
    و ذكره السيّد بحر العلوم في رجاله 1/236 و 240 و 298.
    و في النجوم الزاهرة 3/282 في حوادث سنة 332 قال : و فيها توفّي أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ و .. رضي الله عنهم.
    و في العبر 2/230 في حوادث سنة 332 : والحافظ ابن عقدة أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي الشيعي ، أحد أركان الحديث ، سمع الحسن بن عليّ بن عفان ، و يحيى بن أبي طالب وطبقتهما ، و لم يرحل إلى غير الحجاز و بغداد ، لكنّه كان آية من الآيات في الحفظ ، حتى قال الدارقطني : أجمع أهل بغداد أنّه لم يُرَ بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه ، و قد سمعته يقول : أنا أُجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت و بني هاشم ، و روي عن ابن عقدة قال : أحفظ مائة ألف حديث بإسنادها وأُذاكر بثلاثمائة ألف حديث ، و قال أبو سعيد الماليني : تحوّل ابن عقدة مرّة ، فكانت كتبه ستّمائة حمل [ جمل ].
    وجاء في البداية والنهاية 11/209 : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن أبوالعبّاس الكوفي المعروف بـ : ابن عقدة .. إلى أن قال : و كان أيضاً عقدة في الورع والنسك ، و كان من الحفّاظ الكبار ، سمع الحديث الكثير ، و رحل فسمع من خلائق من المشايخ .. إلى أن قال : أجمع أهل الكوفة على أنّه لم يُرَ من زمن ابن مسعود إلى زمان ابن عقدة أحفظ منه ، و يقال : إنّه كان يحفظ نحواً من ستمائة ألف حديث ، منها ثلاثمائة ألف في فضائل أهل البيت ، بما فيها من الصحاح والضعاف ، و كانت كتبه ستمائة حمل

(340)
    قلت : هو كذلك ، بل لو قيل إنـّه موثّق كالصحيح ـ للتجليلات المزبورة من النجاشي والشيخ ، وتسالمهم على نقل مقالاته في حقّ الرجال ـ لكان أجود.
جمل ، و كان ينسب مع هذا كلّه إلى التشيّع والمغالاة .. إلى أن قال : كان ابن عقدة يجلس في جامع براثى معدن الرفض يملي مثالب الصحابة ـ أو قال : الشيخين ـ فتركت حديثه لا أُحدّث عنه بشيء.
    و في مرآة الجنان 2/311 في حوادث سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة ، وقال : و فيها توفّي الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمّد الكوفي الشيعي أحد أركان الحديث ، كان آية من آيات الله تعالى في الحفظ .. إلى أن قال : و قال بعض المحدّثين : قد ضعّفوه ، واتّهمه بعضهم بالكذب ، و قال بعضهم : كان يملي عليَّ مثالب أصحابه [ كذا ، والظاهر : الصحابة ] فتركته.
    و في ديوان الضعفاء والمتروكين : 5 برقم 87 : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ مشهور ضعّفوه.
    و في ميزان الإعتدال 1/136 برقم 548 : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ أبو العبّاس ، محدّث الكوفة شيعي متوسط ، ضعّفه غير واحد ، و قوّاه آخرون.
    قال ابن عدي صاحب معرفة و حفظ و تقدّم في الصنعة ، رأيت مشايخ بغداد يسيؤون الثناء عليه .. ثمّ قوّى ابن عديّ أمره .. إلى أن قال : سمعت محمّد بن عمر العلوي يقول : قال أبي لابن عقدة : بلغني من حفظك ما استكثرته ، فكم تحفظ ؟ قال : أحفظ بالأسانيد والمتون خمسين ومائتين ألف حديث ، واُذاكر بالأسانيد و بعض المتون والمراسيل والمقاطيع بستمائة ألف حديث.
    و قال عبد الغني بن سعيد : سمعت الدارقطني يقول : ابن عقدة يَعْلَم ما عند الناس و لا يعلم الناس ما عنده.
    و قال أبو سعد الماليني : أراد ابن عقدة أن يتحوّل ، فكانت كتبه ستّمائة حملة .. إلى أن قال : سئل الدارقطني عن ابن عقدة ، فقال لم يكن في الدين بالقوي ، وأكذب من يتّهمه بالوضع ، إنّما بلاؤه من هذه الوجادات.
    و قال أبو عمر بن حيويه : كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة ـ أو قال : مثالب الشيخين ـ فتركت حديثه .. إلى أن قال : و كان مقدّماً في الشيعة .. إلى أن قال : قلت : مات سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة عن أربع و ثمانين سنة.

(341)
تنبيهات
    الأوّل : إنّ في إبداء النجاشي والشيخ رحمهما الله في الفهرست في عبارتيهما المزبورتين ، عذر عدّه في الكتابين ، شهادةً قويمة على ما نقحناه في الفائدة التاسعة عشرة من مقدّمة الكتاب ، من أنّ من يذكره النجاشي أو الشيخ في الكتابين ، ولا يتعرّض لمذهبه ، فهو إمامي اثنا عشري ، كما نبّهنا عليه هناك (1) ، فلاحظ وتدبّر.
    الثاني : إنّ السيّد صدر الدين أورد في حواشي المنتهى روايتين استفاد منهما أنّ ابن عقدة عاش ستّاً وستّين سنة فما فوق ، وليته راجع رجال الشيخ رحمه الله في عبارته المزبورة حتى يتبيّن له أنّه عاش أربعاً أو خمساً وثمانين سنة (2).
1 ـ الفوائد الرجاليّة في مقدّمة تنقيح المقال 1/205 ـ 206 [ الطبعة الحجريّة ].
2 ـ
تاريخ ولادة المترجم ووفاتـه
    لقد صرّح الشيخ رحمه الله في رجاله : 442 برقم 30 ، والخطيب في تاريخ بغداد 5/14 برقم 2365 ، و تذكرة الحفاظ 3/55 برقم 49 بأنّ ولادة المترجم كانت سنة مائتين و تسع وأربعين.
    كما صرّح الشيخ رحمه الله في فهرسته : 52 برقم 86 ، والعلاّمة في الخلاصة : 204 برقم 13 ، وابن داود في رجاله : 422 برقم 38 ، والنجاشي في رجاله : 73 برقم 229 بأنّ وفاة المترجم كانت سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة ، و لكنّ الشيخ رحمه الله في رجاله : 442 برقم 30 ، والخطيب في تاريخ بغداد 5/14 برقم 2365 ، والذهبي في تذكرة الحفاظ 3/55 برقم 49 ، وابن حجر في لسان الميزان 1/263 برقم 817 ، و شذرات الذهب 2/332 ، والنجوم الزاهرة 3/282 في حوادث سنة 332 ، والعبر 2/230 في حوادث سنة 332 ، و مرآة الجنان 2/210 ، و ميزان الاعتدال 1/136 برقم 548 ، و غير هؤلاء قالوا : بأنّ وفاته كانت سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.

(342)
    الثالث : إنّه حيث كان الرجل زيدياً ثقة مأموناً ، اندرجت رواياته في الموثّقات التي هي حجّة على الأقوى. وحيث كان عالماً بأحوال الرجال ، اندرج جرحه وتعديله في المسألة التي وقع الخلاف فيها ، وهي أنّه هل يسمع قول الثقة غير الإمامي في الجرح والتعديل ، في حقّ الإمامي أم لا ؟ أم يقبل في التعديل ، دون الجرح ؟ أقوال تعرّضنا لها في الفائدة السادسة عشرة من المقدّمة (1) ، واخترنا القبول مطلقاً مع الوثوق بالرجل ، ولازم ذلك قبول ذلك من ابن عقدة للتوثيقات المزبورة ولأنـّا إذا اعتمدنا على أحاديثه ، فالاعتماد على جرحه وتعديله أولى (2).
    التمييز :
    قد سمعت من الفهرست (3) روايته عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي.
    و قال الذهبي في دول الإسلام 1/205 في حوادث سنة اثنتين و ثلاثين : و مات بالكوفة الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الشيعي ، عن نيف و ثمانين سنة.
    و يتّضح من تاريخ ولادة المترجم و وفاته أنّه عاش ثلاثاً أو أربعاً و ثمانين سنة ، فتفطّن.
1 ـ الفوائد الرجاليّة المطبوعة صدر تنقيح المقال 1/203 من الطبعة الحجريّة ، ولاحظ مقباس الهداية في علم الدراية 2/81 و 6/183.
2 ـ وجه الأولوية ؛ قيام الإجماع على حجّية الظنون الرجالـيّة و إن حصلت من قول غير الثقة فحجّية ما حصل من قول الموثّق أولى بالإذعان.      [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ الفهرست : 52 برقم 86 ، و قال في آخر الترجمة : أخبرنا بجميع رواياته و كتبه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي و كان معه خطّ أبي العبّاس بإجازته و شرح رواياته و كتبه عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ..

(343)
    ومن الشيخ في رجاله (1) رواية التلعكبري ، وابن المهتدي (2) ، وأحمد بن محمّد المعروف بـ : ابن الصلت ، عنه.
    وقد ميّزه الطريحي رحمه الله في المشتركات (3) برواية هؤلاء الأربعة ، عنه.
    وزاد الكاظمي (4) التمييز برواية محمّد بن جعفر النحوي ، وأبي الحسن التميمي ، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد ، عنه.
    وزاد في جامع الرواة (5) نقل رواية محمّد بن أحمد بن داود ، وأبي عبدالله محمّد بن أحمد بن طاهر الموسوي ، ومحمّد بن يعقوب ، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، وأحمد بن الحسن القطّان ، ومحمّد بن عمر بن يحيى العلوي ، وأبي بكر أحمد بن عبدالله بن جلّين ، وأبي بكر الدوري (6) ، عنه.
    وروايته عن أحمد بن محمّد ، وابن جمهور ، وعن محمّد بن يحيى ، وعن محمّد بن الحسن الصفّار ، والنهدي (7).
1 ـ رجال الشيخ :441 برقم 30.
2 ـ في نسختنا من رجال الشيخ رحمه الله ( ابن المهدي ) و في هداية المحدّثين ( ابن المهتدي ) والظاهر هو الأوّل.
3 ـ المسمّى بـ : جامع المقال : 100 ، و فيه : رواية ابن المهدي عنه.
4 ـ في هداية المحدّثين : 177 قال : محمّد بن جعفر الأديب ، و لعلّه النحوي فإنّه يروي عن ابن عقدة.
5 ـ جامع الرواة 1/65 ـ 67.
6 ـ كذا ، وجاء في جامع الرواة :
    أقول : أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدالله بن جلين ، وأبو بكر الدوري فهما عنوانان لشخص واحد ، كما نصّ عليه المؤلّف قدّس سرّه في ترجمته ، فراجع وعليه فتكون ( وأبي بكر ) في المتن زائدة ، فتدبّـر.
7 ـ
حصيلة البحث
    أجمع أصحابنا رضوان الله عليهم من الرجاليين والفقهاء بأنّ المترجم ثقة جليل

(344)
    الضبط :
    قد مرّ (2) ضبط سلمة في : إبراهيم بن سلمة الكناني.
    والرَصَافي : بفتح الراء (3) والصاد المهملتين ، ثمّ الألف ، ثمّ الفاء ، والياء ،
القدر ، مستقيم في الحديث ، و رواياته صحيحة ، والمشهور بين كُبّار علماء العامّة وثاقته و جلالته ، إلا أنّ بعض النواصب منهم رموه بالضعف والوضع والكذب ، مع الإشارة إلى أنّ سبب رميهم ذلك هو روايته كثيراً في فضائل أهل البيت عليهم السلام حتى أنّه روى الخطيب أنّه كان يقول : أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث ، و في تذكرة الحفاظ : إنّه مقت لتشيعه ، و في البداية والنهاية : إنـّه كان يحفظ ستّمائة ألف حديث منها ثلاثمائة ألف حديث في فضائل أهل البيت [ عليهم السلام ] .. و من العجيب أنّه لم يكفّروه واكتفوا بنسبة الوضع والكذب إليه !.
    والذي يستفاد من مجموع ما ذكر في المتن والتعليق أنّ المترجم كان آية في الحفظ ، و كان الناس يحتاجون إليه و لا يحتاجهم ، و لمنزلته العظيمة ، ووفور علمه لم يستطيعوا أن يلصقوا به أكثر من ذلك ، فالرجل ثقة صدوق جليل ، و رواياته موثّقة من جهته بلا ريب.
1 ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 440 برقم 22 ، منهج المقال : 46 ، جامع الرواة 1/71 ، نقد الرجال : 31 برقم 144 [ المحقّقة 1/160 برقم ( 320 ) ] ، جامع المقال : 100 ، توضيح الاشتباه : 41 برقم 142 ، مجمع الرجال 1/147 ، مراصد الاطلاع 2/617 ، إتقان المقال : 163 ، ملخّص المقال في قسم غير البالغين مرتبة المدح والقدح.
2 ـ في صفحة 34 من المجلّد الرابع.
3 ـ لم نجد في ما نعرف من البلدان ما كان منها بفتح الراء ، وما هنا بضمّ الراء.

(345)
نسبة إلى الرصافة ، وهي مواضع (1) ، يتعيّن هنا بقرينة البغدادي إرادة رصافة بغداد بالجانب الشرقي ، كان المهدي عسكره بها ، وأمر المنصور أن يبنى بها دورٌ ، فالتحق بها الناس وعمّروها فصارت بقدر مدينة المنصور ، وبنى بها جامعاً أكبر من جامع أبيه ، وبها تربة الخلفاء ، فيها قبور جماعة من الخلفاء ، وقد كانت انقطعت العمارة عنها فبنى المستنصر لها سوراً حسناً بالآجر ، قاله في المراصد (2).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلا على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (3) بالعنوان الذي ذكرناه ، ثمّ قال : روى عنه حميد أصولا كثيرة ، منها : كتاب زياد بن مروان القندي. انتهى.
    ونقل الميرزا (4) ـ هنا ـ عبارة النجاشي (5) في أحمد بن محمّد بن مسلمة
1 ـ الرُصافة ـ بضمّ الراء ـ أحد عشر موضعاً عدّها ياقوت في المشترك : 205 ، وذكرها في معجم البلدان 3/46 ـ 50 تفصيلاً ، ولاحظ : توضيح المشتبه 4/196 ـ 199 ، 9/183.
2 ـ مراصد الاطلاع 2/617 ـ 618 باختلاف يسير ، وانظر معجم البلدان 3/46 ـ 50 مواطن الرصافة.
3 ـ رجال الشيخ : 440 برقم 22 قال : أحمد بن محمّد بن مسلمة الرمّاني البغدادي .. إلى آخره. و في بعض النسخ ( الرصافي ) بدل ( الرماني ).
4 ـ في منهج المقال : 44 ، وجامع الرواة 1/71 قال : أحمد بن محمّد بن مسلمة الرماني البغدادي .. إلى أن قال : و قد تقدّم ابن محمّد بن سلمة.
5 ـ النجاشي في رجاله : 61 برقم 183 وفيه: محمّد بن مسلمة ، كما أشار إليه المصنّف طاب ثراه ، و في نقد الرجال : 31 برقم 144 [ المحقّقة 1/160 برقم ( 320 ) ] قال : أحمد بن محمّد بن سلمة .. سيجيء بعنوان : أحمد بن محمّد بن مسلمة.
    و في جامع المقال : 100 قال : وابن محمّد بن سلمة برواية حميد عنه ، و في توضيح
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء السّابع ::: فهرس